6 مارس، 2024 8:12 م
Search
Close this search box.

“ميدل إيست أي” ترصد .. معاناة اللاجئين الأفغان في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

“لا يعرف “عبد العلي” بالتحديد عمره الحقيقي.. لكنه أصبح يعتقد أنه تحول لسن الخمسة والستين قبل بضع سنوات، يسير في الشارع وإلى جواره حفيدته التي لا تتعدى السابعة من عمرها “فاروخ” وأمامهما عربة تجر باليد، حيث يكسب قوته من عمله بنظافة الشوارع.. تستغل حفيدته الموقف وتتوقف بالقرب من مقلب قمامة لتلتقط بعض الحلوى التائهة وسط تكدسات من بقايا الطعام والصناديق الفارغة الواردة من المحال المحيطة في إحدى شوارع مدينة “يزد” في إيران, التي انتقل إليها “عبد العلي” وعائلته في عام 1979 بعد الإحتلال السوفياتي لأفغانستان”.

هكذا روت صحيفة “ميدل ايست أي” البريطانية أوضاع عائلة إيرانية تعاني قسوة المعيشة بعد انتقالها إلى أفغانستان في أعقاب الحرب السوفياتية نهاية السبعينيات. تمثل وظيفة “عبد العلي” المصدر الوحيد للدخل للعائلة، حيث أن ابنه “أشرف” عاطلاً لمدة تزيد عن عامين وابنه “ماهر” مفقود على يد الشرطة الإيرانية قبل عدة أشهر ولا يعلم مصيره حتى الآن، وبالرغم من أن الأطباء حذروا “عبد العلي” من العمل لتدهور صحته, إلا ويخيم على عقله الخوف من الموت وترك عائلته دون أي وسيلة للدعم، لذلك تقوم حفيدته الصغرى بالعمل معه في جمع القمامة حرصاً على عدم انحناء جدها في كثير من الأحيان.

يقول “عبد العلي”: “نحن الأفغان، مصيرنا هو أن نفعل ما لا يريد الإيرانيون القيام به.. حتى الموت”، قال هذه الكلمات للصحيفة البريطانية, وهو يجر عربة اليد وإلى جانبه الصغيرة “فاروخ”.

أهداف للكراهية..

تقع “يزد”، وهي مدينة تضم ما يقرب من نصف مليون شخص، في موقع صحراوي بعيد في وسط إيران. وهو المعترف به كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة “اليونسكو” لتراثها الزرادشتي والهندسة المعمارية.

كما تستضيف آلاف اللاجئين الأفغان, الذين يعيشون عادة بصورة غير مشروعة في البلدة القديمة داخل منازل مهجورة مصنوعة من الطين والطوب النيء.

يستخدمون عادة كـ”عمال بناء، وعمال بالصرف الصحي وحمالين”، ويستهدفون عادة من السكان المحليين، إلا أن بعضهم نظموا احتجاجات غير رسمية ضد الأفغان خلال السنوات القليلة الماضية. ويشهد على ذلك جدران وسط المدينة التي امتلأت بالشعارات ضد وجود اللاجئين, موقعة بإمضاء موحد من مجموعة تسمى بـ”مواطن الحي”.

ويقول “ملا” من حي هزارة الأفغاني: “لا يمكننا أن نقول إن جميع سكان المدينة يكرهوننا. ونحن نتشاطر نفس الجذور الدينية ولدينا عادات متماثلة”. واضاف: “لكننا نعيش في اطار التمييز والفصل الذي يسمح للمتطرفين بالقيام بكل ما يريدون ضدنا دون أي خطر بالعقاب”.

ما يحدث في “يزد” لا يختلف كثيراً عما يواجهه اللاجئون الأفغان يومياً في كل مركز حضري إيراني كبير.

وبعد ما يقرب من أربعة عقود من بدء المنفى الكبير، تؤوي البلاد حوالي ثلاثة ملايين لاجئ وسط سكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة.

في آيار/مايو 2016، خلال اجتماع مع الرئيس الأفغاني الزائر “أشرف غني” في طهران، أكد زعيم إيران آية الله “خامنئي” على أن “جمهورية إيران الإسلامية، على عكس بعض البلدان، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، تعامل دائماً الشعب الأفغاني باحترام وأخوة وحسن الضيافة”.

إدعاءات كاذبة..

يرى الأفغان أن إعلان “خامنئي” عن المساواة بحقهم هو مجرد إدعاء, حيث لا يمكن للأفغان الحصول على الجنسية. وقال تقرير صادر عن “هيومن رايتس ووتش” من عام 2013, إن إيران قد تمكنت في السنوات الأخيرة من حصر السبل القانونية للأفغان للمطالبة باللاجئين أو وضع الهجرة الأخرى في البلاد، حتى مع تدهور الأوضاع في أفغانستان.

كونك لاجئاً أفغانياً يعني أنك لا تستطيع امتلاك سيارة أو منزل أو حساب مصرفي أو شريحة جوال (إلا من خلال طرف ثالث إيراني), ولا يمكنك أن تكون صاحب عمل.

وتقول الصحيفة البريطانية أن مدير المدرسة يقرر فقط ما إذا كان الطفل اللاجئ يمكنه الحصول على مكان في العام الدراسي التالي فقط عندما يكون جميع الإيرانيين مسجلين.

وإذا تم توقيف الأفغاني بدون وثائق أو تصاريح إقامة، فإنه قد يعتقل ويرحل إلى مناطق أفغانستان, وقد ينتهي الأمر أيضاً بإرسال الأفغاني للقتال مع “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا. وكثير من اللاجئين يفعلون ذلك لحماية “الأضرحة المقدسة” في ذلك البلد؛ وأيضاً للحصول على تصريح إقامة طويل الأجل أو راتب أعلى أو حساب مصرفي.

  • الصور:
  • نقلاً عن صحيفة “ميدل ايست أي” البريطانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب