18 أبريل، 2024 8:36 م
Search
Close this search box.

ميدل إيست أوبزرفر : إسرائيل الفائز الأكبر في إقتصاديات المنطقة 2017

Facebook
Twitter
LinkedIn

نحو إستشراف السيناريوهات المتوقعة لإقتصادات دول منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2017، نشرت صحيفة “ميدل إيست أوبزرفر” Middle East Observer تقريراً للكاتب عبد الحفيظ الصاوي في 11 كانون ثان/يناير المنصرم، حلل فيه الوضع الإقتصادي إنطلاقاً من حالة الإنهاك التي تعرضت لها تلك الدول على المستوى السياسي طوال العقود المنصرمة، مؤدية إلى إنعكاسات إقتصادية على المنطقة خاصة في الفترة التي اعقبت الربيع العربي وصلت لحد الأزمات الإقتصادية الحادة.

يشير التقرير في بدايته إلى انه مع بداية عام 2017، لا تزال العوامل السياسية تمثل متغير مستقل في رسم خريطة القوى الإقتصادية داخل منطقة الشرق الأوسط, “وقد تسببت الحروب الداخلية التي تعاني منها بعض الدول العربية حالياً مثل “ليبيا وسوريا واليمن والعراق” في إنخفاض آدائها الإقتصادي”.

تأثر دول المغرب العربي
يؤكد الصاوي في تقريره، على تأثر منطقة المغرب العربي بالتداعيات الإقتصادية السلبية في المنطقة, مثال ما تسببت فيه أزمة إنهيار أسعار النفط من فقد “الجزائر” لجزءاً كبيراً من إحتياطياتها من النقد الاجنبي, وقد بلغت إحتياطيات النقد الأجنبي في الجزائر حوالى 139 مليار دولار في منتصف عام 2016، قد تصل إلى 116 مليار دولار مع نهاية عام 2016 بعد أن كانت أكثر من 200 مليار دولار في نهاية عام 2014.

كما تعيش ايضاً “تونس” أزمة إقتصادية تمثلت في توسيع ديونها الخارجية والسعي للحصول على المنح والمساعدات الدولية, بالإضافة إلى معاناة “المغرب” الحالية من عدم وجود إنتعاش في إقتصادات دول الإتحاد الأوروبي، فضلاً عن إنخفاض الأمطار التي أثرت سلباً على المحصول الزراعي, بجانب فشل برامج الإصلاح الإقتصادي في “موريتانيا” حتى الآن.

الأمن في مصر وحصار السودان
أما عن مصر والسودان، فقد أشار التقرير إلى معايشة البلدين الآن لواقع إقتصادي متدهور، “والذي يظهر في إنخفاض قيمة العملات الوطنية، وتزايد الإعتماد على القروض والمساعدات الخارجية، فضلاً عن عدم وجود الإستقرار السياسي والأمن في مصر، وإستمرار العقوبات الإقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان”.

الوضع فى تركيا
“مثل عام 2016 تحدياً كبيراً بالنسبة لتركيا، التي شهدت خلاله إنقلاباً عسكرياً فاشلاً، وتعاني من إنخفاض في العملة الوطنية بنسبة 30٪، فضلاً عن إنخفاض الإستثمار الأجنبي المباشر والسياحة بنفس النسبة, بخلاف المخاوف المستمرة من الأثر السلبي للتفجيرات التى تستهدف تركيا من قبل جماعات العنف، ولا سيما في إسطنبول، مما يوحي برسائل سلبية للخارج حول مستقبل الإقتصاد التركي”.

الكل في صالح إسرائيل:
على الرغم من ذلك المناخ السلبي السائد على جميع بلدان المنطقة. يلفت الكاتب النظر إلى حرص إسرائيل على عدم الدخول في أي صراع، وخاصة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، للحفاظ على قدراتها الإقتصادية، كما أعتبر أن كل الصراعات التي مرت بها المنطقة هي في نهاية المطاف تصب في صالح إسرائيل نظراً لإنهاك إقتصادات هذه البلدان, وبناء على ذلك، فإن إسرائيل سوف يكون لها دوراً في تشكيل خريطة المنطقة إقتصادياً وسياسياً.

إنتقل الكاتب فى تقريره إلى عرض سيناريو متفائل وآخر متشائم لإقتصادات دول الشرق الاوسط خلال عام 2017..

إعادة الإعمار
يصور الكاتب السيناريو المتفائل الذي يتوقعه حول الوضع السياسي داخل بلدان المنطقة، بأن “يكون هناك تنازلات لإنهاء النزاع المسلح، فضلاً عن حالة من التوافق بين إيران ودول الخليج, كما يتم التوصل إلى حل في مصر للخروج من أزمتها السياسية، ونجاح تركيا في حل الملفات السياسية داخلياً وخارجياً”.

وعلى الصعيد الإقتصادي، يتوقع وجود تكلفة عالية على المدى القصير، وبالتحديد “في إعادة إعمار سوريا واليمن والعراق وليبيا, حيث ان هذه البرامج عادة ما تستغرق 3 – 5 سنوات، من ثم فإن تكلفتها ستكون في شكل ديون وعدد قليل من المساعدات الدولية والمنح, وهو ما يضع الأجيال القادمة تحت ضغط من تحمل هذه التكلفة على المدى المتوسط والطويل”.
على جانب آخر “تحتاج مصر، تونس، السودان، موريتانيا إلى حزم إستثمارات لا تقل عن 100 مليار دولار سنوياً على مدى السنوات الخمسة المقبلة، حتى يتمكنوا من العمل على رفع معدلات النمو الإقتصادي”.

السيناريو المتشائم
أكد التقرير في السيناريو التشاؤمي الذي يتوقعه على حدوث مزيد من الخسائر في الثروات الإقتصادية داخل المنطقة، بما في ذلك الموارد البشرية والطبيعية والمالية، خاصة بالدول التي تعاني من الصراعات الداخلية، من المتوقع أن تتعرض للضرر بشكل أكبر, أما دول الخليج وإيران فمن المنتظر أن تتحمل تكاليف إقتصادية أكثر، وتبعاً لذلك، “قد يزداد العجز في الميزانيات العامة لدول الخليج، مع تباطؤ في معدلات النمو”.

متوقعاً “إستمرار هذا السيناريو لإعطاء تأثير سلبي على مناخ الإستثمار في المنطقة، مما يؤدى لإنخفاض تدفقات الإستثمار المباشر، وهروب رأس المال المحلي”, كما “يمكن القول أن المستفيد الأكبر من سيناريو إستمرار الإنهيار الإقتصادي والسياسي في المنطقة هو إسرائيل، حتى تستطيع تفعيل المشروع القديم “الشرق الأوسط”. علي حد زعم كاتب التقرير.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب