23 سبتمبر، 2024 1:37 ص
Search
Close this search box.

مياه الشرب ستصبح مسممة .. الصرف الصحي والنفايات الطبية تهدد أنهار العراق بتلوث كارثي !

مياه الشرب ستصبح مسممة .. الصرف الصحي والنفايات الطبية تهدد أنهار العراق بتلوث كارثي !

وكالات- كتابات:

يواجه “العراق”؛ الذي يُعاني من الجفاف، تلوثًا كارثيًا في مياه أنهاره بسبب تسرّب مياه الصرف الصحي والنفايات الطبية، في ظل انحسّار الإمدادات بفعل سّدود “تركيا وإيران”.

ويؤكد مسؤولون أن المؤسسات الحكومية تقف خلف جزء من هذا التلوث البيئي، فيما تُكافح السلطات المختصة لمواجهة هذه الآفة التي تُهدّد الصحة العامة في “العراق”، وفق تقرير لوكالة (فرانس برس).

ويرتفع خطر التلوث مع التزايد المطرد لشُحّ المياه نتيجة الجفاف والتغيّر المناخي، ويزداد تركّز التلوث في الأنهار توازيًا مع انخفاض مناسيّب المياه.

ويقول المتحدّث باسم وزارة الموارد المائية؛ “خالد شمال”، إنه بالإضافة إلى القطاع الخاص: “الغريب في موضوع التلوث في العراق، أن من يقوم به هو غالبية المؤسسات الحكومية”.

ويُضيف أن من بينها: “دوائر المجاري التي تقوم بإلقاء كميات كبيرة؛ (من مياه المجاري)، في نهري دجلة والفرات من دون أن تمرّ بمعالجة تامة أو بعد معالجة بسّيطة”.

ولفت المتحدث إلى أن: “أغلب المستشفيات القريبة من النهر تُلقي فضلاتها ومياه الصرف الصحي مباشرة فيه، وهذا أمر خطير وكارثي”.

وتتسبّب المنشآت الصناعية كذلك بتلّوث المياه، بينها مصانع مواد بتروكيميائية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى الأنشطة الزراعية من خلال ماء البزل التي: “قد تحتوي على سّموم مرتبطة بالسّماد”، وفقًا للمتحدث.

ويشرح “شمال” أنه لمواجهة هذا التلوث؛ أصدرت: “الحكومة توجيهات بعدم إقرار أي مشروع في حال عدم ارتباطه بمحطة معالجة للمياه”.

جودة المياه..

في الشأن ذاته؛ قال “علي أيوب”، المختص بمجال نظافة المياه في “منظمة الأمم المتحدة للطفولة”؛ (يونيسيف)، إن: “البُنى التحتية غير الكافية والقوانين المحدودة وقلة الوعي العام، هي من العوامل الرئيسة المؤدية إلى التدهور الكبير في جودة المياه في العراق”.

وبالتالي؛ يُضيف الخبير، فإن محطتين لتنّقية المياه في “بغداد” تتلقيان: “ضعف قدرتهما” على المعالجة.

نتيجة لذلك؛ يُكمل “أيوب”، يُلقى: “ثُلثا مياه الصرف الصحي الصناعي والمنزلي من دون معالجة في مياه الأنهار”، وتصل كميتها إلى: “ستة ملايين متر مكعب” في اليوم.

ويُظهر هذا التلوّث المأساوي بالعين المجردة. ففي شرق “بغداد”، شاهد فريق وكالة (فرانس برس) وصوّر مياهًا ملوثة خضراء اللون تخرج منها رائحة كريهة تصبّ في “نهر ديالى”.

ويؤكد “أيوب” أن: “الحكومة العراقية عبّرت عن التزامها تحسّين جودة المياه”.

ويتحدّث عن وضع خطة لثلاث سنوات تهدف إلى: “تعزيز منظومة المياه والصرف الصحي بما في ذلك مراقبة جودة المياه”، لتوفير: “مياه الشرب الآمنة وإمكانات تنقية المياه، خصوصًا للمجتمعات الأكثر ضعفًا”.

وسّاهمت (يونيسيف) بالشراكة مع السلطات العراقية، في إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي في “مدينة الطب”، وهو مجمع طبي حكومي في “بغداد”؛ يضم حوالي: (3000) سرير.

وافتتحت في المرحلة الأولى ثلاث محطات سّعة كل واحدة: (200) متر مكعب في اليوم لمعالجة مياه الصرف الصحي، وفق المهندس “عقيل سلطان سلمان”، رئيس دائرة المشاريع في المجمع، مضيفًا أنه سوف يتمّ بناء أربع محطات أخرى سّعتها: (400) متر مكعب في غضون شهرين.

تركيز التلوث..

في جنوب البلاد؛ ترتفع معدلات التلوث أكثر. ويلجأ غالبية العراقيين إلى شراء المياه في القوارير للشرب وإعداد الطعام؛ لأن المياه التي تصل بيوتهم غير صالحة.

ويقول “حسن زوري”؛ البالغ من العمر: (65 عامًا)، من محافظة “ذي قار” الجنوبية، إن مياه: “المجاري من مناطق (أخرى) تصب في النهر، وتصلنا المياه ملوثة”. ويُضيف: “سابقًا، كنا نشرب ونغسّل ونزرع من النهر، الآن نشتري المياه”.

ويُزيد الأمر سوءًا تفاقم الجفاف مع انخفاض معدلات الأمطار ومناسيّب مياه نهري “دجلة” و”الفرات”، جراء السّدود التي بُنيت في دولتي الجوار “تركيا وإيران”، رُغم اعتراضات “بغداد”.

ويؤكد المتحدث باسم وزارة البيئة؛ “أمير علي حسون”، لوكالة (فرانس برس)؛ أن: “نسّب المياه التي ترد إلى الأراضي العراقية انخفضت إلى حدّ كبير، وهذا ما يُزيد من تركّز التلوث في المياه”.

في الوقت نفسه؛ يُشير الناشط البيئي؛ “صميم سلام”، إلى أهمية: “تفعيل القوانين البيئية ومحاسّبة كل المتجاوزين على الأنهار، وتوعية وإرشاد المواطنين باستخدام المياه بالشكل الأمثل”؛ للمسّاهمة في خفض التلوث.

ويقول “حسون” إن الحكومة العراقية تُراهن اليوم لمحاربة تلوث المياه: “على عملية تغييّر سلوك الفرد العراقي من خلال تعظيم جهد التوعية”، مضيفًا أن هناك: “رقابة صارمة” على الأنشطة الصحية، موضحًا: “نفرض على جميع المستشفيات وضع وحدات معالجة لمياه الصرف الصحي”.

ويأمل “حسون” أن يكون العام 2024؛ العام الذي تتوقف فيه كل التجاوزات البيئية الناجمة عن: “الأنشطة الصحية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة