خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يتكبد تنظيم “داعش” الإرهابي الخسائر في سوريا والعراق، حتى أنه تحول إلى منظمة إرهابية تقليدية شبيهة بتنظيم “القاعدة”، ومع ذلك لا يكف عن توجيه رسائل تهديدية للدول.
ونشرت مؤسسة “وفا” الإعلامية، التابعة للتنظيم عدة رسائل إلكترونية تهدد فيها باستهداف مباريات كأس العالم التي سوف تقام في روسيا العام المقبل.
“داعش” يستخدم “ميسي” في حملته…
أطلق التنظيم الإرهابي، منذ أيام، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل شعار: “انتظرونا في روسيا”، توعد فيها باستهداف الملاعب التي تستضيف مباريات كأس العالم 2018، ونشر عدة منشورات تهديدية كُتب فيها: “سوف نذهب إلى روسيا من أجلهم ونحاربكم في بلدكم”، و”نحن من نختار ساحة المعركة، فانتظرونا”.
وذكرت صحيفة “ميرور” البريطانية أن هدف الحملة هو إرهاب كل من يرغب في الذهاب إلى روسيا وإفساد فرصة الجماهير في الاستمتاع بالمونديال.
واستخدم التنظيم نجم نادي “برشلونة” لكرة القدم، الأرجنتيني “ليونيل ميسي”، في حملته، إذ استعان بصور له بعد إجراء بعض التعديلات عليها، حيث ظهر “ميسي” مسجوناً ويبكي دماً، وكتب إلى جانب الصورة “إنكم تحاربون دولة لا يحتوي قاموسها على كلمة الفشل”.
من جانبه، أكد السفير الأرجنتيني في روسيا، “ريكاردو لاغوريو”، أنه لن يكون هناك أي هجوم إرهابي على مونديال روسيا 2018، رغم تهديد “داعش” للاعب الدولي “ليونيل ميسي”، على وجه الخصوص، مؤكداً على ثقته في قدرة الحكومة الروسية على تأمين المباريات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها التنظيم المناسبات الرياضية في الدعاية لعملياته، إذ توعد مونديال البرازيل عام 2014، كما هدد بتنفيذ عمليات خلال الألعاب الأولومبية في البرازيل وتوعد مونديال قطر 2022، ونشر عدة رسائل تهديدية متعلقة بالمناسبات الرياضية المختلفة.
“داعش” يستهدف روسيا بسبب خسارته في سوريا..
تعد روسيا أحد أهم أهداف التنظيم لعدة أسباب، أهمها أن القصف الروسي وجه ضربات موجهة للعناصر الإرهابية في سوريا وأفقدها جزء كبيراً من الأراضي التي كانت تسيطر عليها.
وتعتبر روسيا في المركز الثالث بين الدول المصدرة للإرهابيين، بعد “تونس والمملكة العربية السعودية”، وصرح الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، أوائل العام الجاري بأن حوالي 4 آلاف من الروس انضموا إلى صفوف التنظيم، وأعلن عودة 10% منهم من سوريا والعراق إلى روسيا.
روسيا بدأت تستعد لفعاليات كأس العالم..
أعلنت روسيا أنها سوف تتخذ إجراءات مشددة لتأمين المباريات من خلال زيادة أعداد القوات والاستعانة بشركات أمن خاصة ومتطوعين، فضلاً عن استخدام “روبوتات” يمكنها التنبؤ بأي سلوك عدواني، كما أرسلت رسائل طمأنة لكل المشجعين، ووقعت على الاتفاقية الأوروبية لتأمين المباريات التي تتيح لها تبادل البيانات والخبرات بين قوات الأمن، بالإضافة إلى عدد من التدابير الوقائية.
ومن المقرر أن تُقام فعاليات كأس العالم في 11 مدينة روسية في الفترة ما بين 14 حزيران/يونيو 2018 إلى 15 تموز/يوليو 2018، بمشاركة 32 دولة، وسوف تكون المباراة النهائية في استاد “لوغنيكي” بموسكو.
“داعش” استغل مواقع التواصل للانتشار..
يولي تنظيم “داعش”، منذ البداية، أهمية كبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي، فينشر من خلالها رسائله المحرضة وفيديوهات لعملياته الوحشية، كما أنشأ عدة وكالات إعلامية تابعة له وتخدم مصالحه، ويقدر المركز الثقافي الدولي الأميركي عدد الرسائل التي يبثها التنظيم باللغة العربية أسبوعياً بنحو 10 آلاف رسالة.
كما يستخدم التنظيم هذه الشبكات في استقطاب عناصر جديدة وتجنيدهم بعد إقناعهم بعقيدته المشوهة مستغلاً سذاجتهم ورفضهم للواقع المحيط بهم، فانتشر انتشار واسعاً في فترة وجيزة من خلال هذه المواقع وتمكن من تجنيد أعداد هائلة من الإرهابين من دول مختلفة، ورغم التضييق الذي تعرض له بسبب المعارك المستمرة على الأرض إلا أن منصاته الإلكترونية لم تتوقف عن البث.
وصرح زير الداخلية الإيطالي، “ماركو مينيتي”، بأن 80% من أنصار “داعش” تم استقطابهم عبر شبكات الإنترنت.
وذكر تقرير “المركز الأوروبي لدراسة ومكافحة الإرهاب” أن التنظيم استغل الإنترنت في جمع التبرعات المادية من خلال حسابات مجهولة.
