23 ديسمبر، 2024 11:16 ص

“موسى” مازال يجتر ذكريات العراق .. السيستاني أوصاني: “لا تلقوا بالعراق في أحضان إيران” !

“موسى” مازال يجتر ذكريات العراق .. السيستاني أوصاني: “لا تلقوا بالعراق في أحضان إيران” !

وكالات – كتابات :

توقع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، “عمرو موسى”، أن تُقْدِمَ الإدارة الأميركية برئاسة، “حو بايدن”، على مواقف جديدة في الشرق الأوسط، وفيما قدّم تقييمه لحكومة، “مصطفى الكاظمي”، الحالية، أعلن أسباب عدم لقائه بزعيم (التيار الصدري)، في الزيارات التي أجراها إلى “العراق”؛ وكشف عمّا طلبه المرجع “السيستاني” منه.

التفاخر الإيراني بنفوذها لا يسُر..

وذكر “موسى”، في الجزء الثاني من المقابلة الخاصة التي أجراها في برنامج (ساعة مع هارون)، الذي يقدمه الزميل، “هارون رشيد”؛ أنه: “اعتبر أن الحرب الأميركية على العراق، عام 2003، بأنها ستفتح أبواب جهنم في المنطقة، وهذا ما حدث فعلاً”، مبينًا أن: “الجامعة العربية أنزعجت كثيرًا من قرار حل الجيش العراقي بعد سقوط نظام، صدام حسين”.

وأضاف “موسى”: “زرت العراق عام 2005، بعد أن كانت فترة مجلس الحكم الانتقالي في العراق، (محل شكوك)، إذ جرت محاولات، خلال فترة 2003 و2004، لإبعاد البلاد عن الحس العربي”.

واعتبر “عمرو موسى”؛ أنه: “من بين ما تفخر به التصريحات الإيرانية أن نفوذ طهران هائل في أربع عواصم عربية من بينها بغداد، وهذا الأمر لا يسرُنا”.

وتابع: “وجدنا من المهم إبقاء العراق ضمن الجامعة العربية، بعد أن أصبح كُرسيه فارغًا لعدم وجود مصداقية في مجلس الحكم الانتقالي، بعد 2003، ومجلس الحكم أصرّ على أن يكون ممثل العراق في الجامعة؛ ووافقنا على ذلك”.

“زيباري” كان “حصيفًا”..

وقال “عمرو موسى” أيضًا إن: “هوشيار زيباري؛ كان خير ممثل للعراق ويعلم حساسية البُعد العربي ويمتلك من، (الحصافة)، التي جعلته يدير الأمور بأفضل ما يكون، كما تصرف زيباري بحكمة للمحافظة على دور العراق في العالم العربي، بلا اضطرابات في العلاقات حينها، تجد معه الحل لا المشكلة”.

وأكد الأمين العام الأسبق للجامعة العربية: “تحدثت بكل وضوح، مع الأميركيين، وبشكل مباشر عن الواقع الجديد في العراق، وأتفق مع كثير ممن وصفوا السياسة الأميركية: بـ”الخاطئة”، والتي سلّمت العراق لإيران”.

وكشف “عمرو موسى”؛ عن أن: “التصريحات الأخيرة التي تُعبر عن مواقف القيادات العراقية، هي: ما ذكره الرئيس، برهم صالح، حول ضرورة إنبثاق عقد سياسي جديد، وما ذكره الرئيس، الكاظمي، عن إعادة البناء في البلاد، وما ذكره الرئيس، الحلبوسي، بشأن ضرورة وضع حد للإرهاب والفساد، ومن الضروري أن أتحدث عن، عمار الحكيم، الذي قال إن العراق ليس مسرحًا للتناحر، يمكن وصفها جميعها بالطرح الجديد الذي فيه الخير والتفاؤل، والذي أتمنى له النجاح”.

وأشار إلى أن: “طرح رئيس الجمهورية العراقي مختلف”، مبينًا بالقول: “أنا معجب برئيس الحكومة، الكاظمي، ولم التقِ به ولا أعرفه، هو يتحدث بشكل سليم، ويتضح أن أهدافه التي وضعها لنفسه إيجابية وستطور الوضع المعقد في البلاد”.

“الكاظمي” مثل “الحكيم”: يتجاوز المعتقدات والتعقديات !

وأوضح “موسى” أن: “الكاظمي؛ يُريد أن يقفز على كل المعتقدات والمشاعر بلا تهجم، وهو بذلك يتطابق مع عمار الحكيم، وأعتقد أن الكاظمي، يستطيع إيجاد التوازن مع الجيران وفق ذكائه وتفهمه، ومن ثم التصرف وفق هذا الإطار”.

ومضى قائلاً: “أرى الكاظمي قادرًا على التعامل مع المشاكل التي تواجه العراق؛ ليعود بالبلاد إلى الاستقرار والهدوء ولعب دوره الإقليمي. فالدول تتصرف من منطلق مصالحها. وينبغي التصرف بذكاء وفق هذا المفهوم. وأنا متفائل بالكاظمي”.

وأشار إلى أنه: “إذا ظل الكاظمي، بهذه الكفاءة، التي أراها؛ فمن مصلحة العراق أن يسير معه للزمن الذي يقتضيه الأمر، هذا ما أستطيع قوله، لأنني لست بعراقي ولست في الداخل”.

“لا تلقوا بالعراق في أحضان إيران”: وصية “السيستاني”..

وردًا على سؤال لقاءيه بـ”السيستاني”، قال “عمرو موسى”: “التقيت بالمرجع الأعلى مرتين، عام 2005، وفي وقت آخر لا أتذكره، خرجت من لقائه متفائلاً بعد أن أجرينا نقاشًا جيدًا جدًا، وكان حديثه لطيفًا وإيجابيًا، دخلت إليه بتساؤلات تتعلق بعروبة البلاد والتدخلات الأجنبية، والمرجع الأعلى يمهمه مستقبل العراق بكل أطيافه كما عبّر لي”.

وكشف “موسى” عن أن المرجع “السيستاني”؛ أخرج الجميع، في أحد اللقاءين، وأبقاني بمفردي ليقول لي: “لا تلقوا بالعراق في أحضان إيران”.

سر عدم اللقاء بـ”الصدر”..

وبشأن حركة الاحتجاج العراقية؛ ذكر “موسى” أن: “التظاهرات التي اندلعت في تشرين، نسجها خليط من جميع الأطياف العراقية، الحساسية تبدأ حين يتم استخدام المذهب والطائفة في إشعال الصِدام ومحاولة السيطرة، هذه أمور سلبية؛ سياسيًا لا يصح قبولها”.

وقال أيضًا: “لم التقِ بمقتدى الصدر أبدًا، كنت منفتح للقائه، لكنه وضع شروطًا للقاء به، وهذه الشروط تتمثل بإعلان موقف معين، وهو الأمر الذي رفضته، أنا الذي أحدد ما سأقول؛ وكيف ومتى سأقول، أجبتهم أنني لم أطلب مقابلة أحد لا الصدر ولا غيره”.

وفي معرض إجابته عن سر علاقته “القوية” برئيس الوزراء الأسبق، “نوري المالكي”، قال “عمرو موسى”: “أول مرة التقي بالمالكي، خلال مؤتمر في الجامعة العربية، كان اسمه جواد المالكي؛ وهو شخص متشدد، شكّاك كثيرًا، اصطدم بالأمير سعود حينها”.

وأضاف: “عندما أصبح، نوري المالكي، رئيسًا للحكومة، قدمت له التهنئة بأمل شيء جديد بعد تغيير الاسم، وكان رئيسًا قويًا للحكومة، لم يكن ينكر هويته العربية، مع أن لديه هويات أخرى تسبق عروبيته كالعلاقة مع إيران”، لافتًا إلى أنه: “في المُحصلة الختامية للعلاقة مع المالكي وأدائه، أقول: بدأت الشخصية العراقية الجديدة تظهر معه خلال فترة ترؤسه للحكومة”.

وتابع “عمرو موسى”؛ أنه: “لا يمكن نكران الدور الإيراني والنفوذ الأكبر في العراق أو آثاره. هذا كلام صريح ومؤسف في ذات التوقيت”.

قرنًا مختلفًا..

وحول أوضاع المنطقة؛ شدد “عمرو موسى”؛ على: “إننا نعيش قرنًا مختلفًا بشباب مختلف، وتظاهرات العراق ولبنان شاهد على ذلك، صحيح أنه تم التغلب على التظاهرات، ولكن هذا وضع مؤقت. الشباب العربي اليوم، بما في ذلك العراقي، يعيشون قرنًا مختلفًا”.

وعن مسارات ومشاريع التطبيع مع “إسرائيل”، في المنطقة العربية، ذكّر الأمين العام الأسبق لـ”جامعة الدول العربية”؛ بأن: “فكرة التطبيع مع إسرائيل ليست وليدة اليوم، إذ تم طرحها في الجامعة عبر المبادرة العربية للتطبيع مع إسرائيل، عام 2002، بمقابل الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، هذا الشيء مقابل التطبيع”.

وقال إن: “التطبيع والاعتراف؛ يجب أن يأتي مرة واحدة في الحل السياسي، الذي يتم الاتفاق عليه بثبوت مصلحة الفلسطينيين”.

واعتبر أن: “خصوصية أوضاع الشرق الأوسط تستدعي عودة أميركية قوية إلى المنطقة، مع عدم حساب ما جرى في فترة رئاسة ترامب”.

وعبّر عن أعتقاده بأنه: “ستكون هناك مواقف أميركية جديدة في عهد، بايدن، تجاه المسألة الإيرانية، ليس فقط برنامجها النووي؛ وإنما بنفوذها في عدد من الدول في المنطقة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة