7 أبريل، 2024 12:51 ص
Search
Close this search box.

“موريا” القرية والمخيم .. معركة ساخنة تؤججها القرارات الدولية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

خلال العامين، 2015 و2016، استقبلت جزيرة “ليسبوس” اليونانية بترحاب نحو مليون لاجيء سوري فروا من المعارك الدائرة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، لكن الوضع لم يُعد كما كان، وباتت حالة الضجر من أي قادم جديد متفاقمة إلى حد أنه يتم الإعتداء على كل من يُحاون الوصول إلى أرض الجزيرة بالضرب والسباب، وتعمق الخلاف بين جانب يرى أن الجزيرة لا يمكنها استقبال المزيد من اللاجئين ويُطالب بإغلاق الحدود اليونانية مع “تركيا” بشكل كامل، وجانب آخر يُدافع عن الحق في الحصول على اللجوء ويؤكد أن الهجرة جزء من الواقع؛ وأن هناك إمكانية لإدارة الأزمة دون الضغط على السكان المحليين.

وتقع جزيرة “ليسبوس” اليونانية قبالة السواحل التركية، وشهدت خلال العام الماضي؛ أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين، ومن يعبرون من الجانب الآخر عليهم الانتظار على الجزيرة دون أن يتمكنون من استكمال الرحلة إلى دول أوروبية أخرى خوفًا من الترحيل حتى إنتهاء إجراءات النظر في طلبات اللجوء الخاصة بهم، لذا فإن عليهم تحمل ظروف معيشية شديدة السوء، وقد تمتد الفترة لعدة أشهر أو لسنوات في المخيم.

ويُشكل الأطفال ثُلث سكان المخيم، ويحيون حياة تنتقص من طفولتهم وبراءتهم؛ إذ عليهم الانتظار في طوابير من أجل الحصول على الطعام أو دخول دورة المياه.

السكان المحليون متضررون..

يبعد المخيم بحوالي 2 كلم فقط، عن قرية “موريا”، وهي حي هاديء مليء بالمنحدرات والأزقة، من بين سكانه “يانيس”، الذي يعمل مزارعًا، لكنه قرر الانتقال إلى “ميتيليني”، عاصمة منطقة شمال “إيغة”، منذ نحو 4 أشهر، بعدما تعرض لـ 6 حالات سرقة لمنزله، وقال لصحيفة إسبانية: “لحسن الحظ دائمًا ما كانوا ينفذون عمليات السرقة، وأنا خارج المنزل، لكنني كنت أعاني من خوف شديد طوال الليل”، وحكى أن جارة له تعرضت للاغتيال على أيديهم، كما سرقوا من محل شقيقه بعض الأدوات وأسطوانات بوتان، وأكد أن سكان القرية يقومون بتحرير محاضر.

وقبل نحو 3 أشهر فقط؛ كان الطريق الذي يسلكه “ساناسيس”، (25 عامًا)، كل يوم مليء فقط بأشجار الزيتون، لكن فجأة وبدون مقدمات أصبحت تكسوه زجاجات المياه الفارغة وأكياس القمامة، بينما إزداد عدد الخيام المنصوبة بشكل ملحوظ، وفي محيطها يلعب الأطفال حفاة، وتُعلق أمهاتهم الملابس المتسخة على أفرع الأشجار، هذا ما وصلت إليه الأوضاع في مخيم “موريا”، أكبر مخيم للاجئين في القارة الأوروبية، الذي يسكنه نحو 20 ألف شخص قدموا من “أفغانستان وسوريا والكونغو”.

ووجد “ساناسيس” أن الخيام إمتدت حتى أصبحت ورشة إصلاح السيارات التي يعمل بها داخل حدوده الجديدة، ويقول لصحيفة (البايس) الإسبانية؛ إن العملاء أصبحوا يخشون المجيء لإصلاح سياراتهم في ظل هذه الأوضاع الدخيلة، وأضاف: “لقد قطع اللاجئون أشجارنا من أجل استخدامها في التدفئة، كما أنهم أحيانًا يلقون الحجارة بإتجاهنا أو يقومون بخدش السيارات”، وأردف: “لدينا الكثير من المشكلات معهم، وعلى الحكومة إيجاد حل”.

إعتداءات على المهاجرين..

على مدار سنوات؛ أدت تصرفات بعض المقيمين في المخيم إلى شعور عام بالضجر لدى سكان المنطقة المحاذية للمخيم، خاصة مع اعتبار أن الحكومة و”الاتحاد الأوروبي” يتركونهم وحدهم في مواجهة سيل المهاجرين، لذا بالتزامن مع  قرار “تركيا” فتح الحدود مع “اليونان”، وعودة سيل المهاجرين الفارين من المعارك الدائرة شمالي “سوريا”، حاول عدد من سكان الجزيرة من بينهم فاشيين إغلاق أي مدخل إلى المخيم، لأنهم لا يرغبون في بقاء أي من القادمين الجدد على أرض الجزيرة، واستغلوا حالة الغضب العارمة من جانب السكان للإعتداء بالضرب على اللاجئين وعلى بعض أعضاء منظمات إنسانية وصحافيين، إلى جانب توجيه سيل من السباب والتهديدات لهم، كما أحرقوا مركزًا لاستقبال القادمين، وحاولوا إغراق قوارب على متنها أعداد من النازحين لمنعهم من الوصول، دون أن تفعل الشرطة أي تصرف يُذكر، واضطرت عدد من المنظمات تعليق أنشطتها خشية تعرض ممثليها لإعتداءات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب