7 أبريل، 2024 12:49 ص
Search
Close this search box.

موجة “لوسيفر” .. تهدد اقتصاد دول أوروبا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

حذرت السلطات الحكومية في 11 دولة من دول جنوب وشرق أوروبا من موجة حارة شديدة يطلق عليها “لوسيفر” سوف تضرب البلاد في الأيام القليلة القادمة، إذ رفع العلماء من حالة التأهب تحذيراً من سوء الوضع, حسبما أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وأفادت الصحيفة البريطانية، بأن درجة حرارة مناطق شاسعة من جنوب وشرق أوروبا قد تخطت الـ40 درجة مئوية منذ أيام معدودة تسببت في تلف المحاصيل الزراعية.

وذكرت شبكة “ميتيوالارم” للتنبؤات الأوروبية، أن السلطات فى دول مثل “إيطاليا وسويسرا وهنغاريا وبولندا ورومانيا والبوسنة وكرواتيا وصربيا” فى حالة تأهب قصوى، وكذلك “إسبانيا الجنوبية وفرنسا”.

رفع درجة التأهب القصوى..

مع ارتفاع درجات الحرارة في العديد من الأماكن وتجاوزها الـ40 درجة (104F ), تم وضع خدمات الطوارئ على أهبة الاستعداد.

ونصح العلماء مواطني دول أوروبا بتجنب النزول وقت الظهيرة، والبقاء في الداخل، وتجنب الرحلات الطويلة، والأفراط في ارتشاف السوائل الكافية والاستماع إلى المشورة في حالات الطوارئ من المسؤولين الصحيين.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن الموجة الحارة التي ضربت دول شرق أوروبا مؤخراً تسببت في وفاة شخصان أحدهما في “رومانيا” والآخر في “بولندا”، فيما نُقل كثيرون إلى المستشفى وهم يعانون من ضربة شمس وأعراض أخرى ترتبط بارتفاع درجات الحرارة.

وفي “ألبانيا” كافح 300 من رجال الإطفاء والجنود لاحتواء ما يصل إلى 75 حريق غابات, وطلبت الدولة مساعدة عاجلة من الاتحاد الأوروبي.

اضطراب في إيطاليا..

قالت حكومة “إيطاليا” أن معدل دخولها إلى المستشفيات كان فوق المعدل الطبيعى 15%, وطلبت من السكان في المناطق المتضررة بالسفر خارج البلاد في الوقت الحالي، كما حذر المسؤولون البولنديون من احتمال تأثر البنية التحتية بالموجة الحارة.

وقد شددت متحدثة باسم شركة “ابتا”، وهى منظمة التجارة بالسفريات فى المملكة المتحدة، على مواطني أوروبا بالاحتفاظ بالمياه عن طريق شرب الكثير من الماء والابتعاد عن الشمس فى منتصف النهار واتباع النصائح التي تصدرها السلطات الصحية في وجهات محددة.

يذكر ان الموجة الحارة، التى بدأت الأيام القليلة الماضية، ومن المتوقع ان تستمر حتى يوم الاربعاء القادم، تتبع موجة سابقة من درجات الحرارة الشديدة في الشهر الماضي التى تسببت في وفاة شخصين، وفي تلف المحاصيل الزراعية في “البوسنة” والتي تمثل 10% من الناتج الاقتصادي للبلاد.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن دول مثل “قرطبة وإسبانيا وكاتانيا وإيطاليا”، عانيت من موجة حارة شديدة وصلت ذروتها إلى 42، ومن المتوقع أن تصل ذروتها في نهاية الأسبوع مع درجات حرارة 46C، وأعلى في إيطاليا وأجزاء من البلقان.

وقد رفعت السلطات في إيطاليا التي تعاني من أسوأ جفاف لها منذ 60 عاماً في 26 مدينة, بما في ذلك البندقية وروما, حالة الاستعداد القصوى تحسباً لحدوث أي مخاطر.

وفي “فلورنسا”، تم اغلاق معرض “أوفيزي” الفني مؤقتاً, وذلك بعد أن انهيار نظام تكييف الهواء. وفي “المجر”، قام حراس الحديقة في “حديقة حيوانات بودابست” بتبريد الدببة القطبية المحمومة مع كتل الجليد الضخمة.

ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة على طول أجزاء من الساحل الأدرياتيكي في كرواتيا، بما في ذلك “دوبروفنيك”، إلى 42C خلال النهار.

ومن المتوقع ان تصل الارتفاعات الحرارية في “إسبانيا”، بما في ذلك منتجعات العطلات الشهيرة في “كوستا ديل سول” وجزيرة “مايوركا”، إلى 43 درجة مئوية في نهاية هذا الاسبوع، مع توقع الظروف الشديدة أيضاً في “أشبيلية وملقة وغرناطة”. وذكرت وكالة الارصاد الجوية “ايميت” الإسبانية أن “ابيزا وميوركا” قد تصلا إلى 42 درجة مئوية.

وقال الخبراء انه في الوقت الذي سجلت فيه أوروبا رقماً قياسياً في الموجة الحارة, يبلغ 48 درجة مئوية في “آثينا”.

وأدت موجة الحر في أوروبا, التي اندلعت في عام 2003, إلى حدوث أكثر من 20 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة، معظمها من السكان القدامى والضعفاء، بما في ذلك 15 ألف حالة وفاة في فرنسا، حيث تم إنشاء مساجد مؤقتة في شاحنات مبردة.

التأثيرات البشرية تطيل من مدى شدة الحرارة..

يمكن أن تكون مثل هذه النوبات من الحرارة الشديدة في جنوب أوروبا من الأمور المستقبلية. وتوقع الباحثون الفرنسيون, الشهر الماضي, أن الظروف الصيفية في بعض الوجهات السياحية شعبية في القارة يمكن أن تصبح أكثر صرامة بكثير.

وأشار الباحثون إلى أن النماذج المناخية تشير إلى أن التأثير البشري من المتوقع أن يزيد بشكل كبير من توتر وإطالة مدة وشدة موجات الحر في أوروبا.

وقد أدت درجات الحرارة القصوى الحالية، إلى جانب الرياح القوية، إلى اندلاع حرائق الغابات التي تسببت بالفعل في وفاة أكثر من 60 شخصاً في هذا الصيف في “البرتغال” وتسببت في أضرار واسعة النطاق في جنوب “فرنسا واليونان وإيطاليا”.

تجدر الاشارة إلى أن حوالي 300 من رجال الاطفاء والعسكريين يقاتلون 75 حريقاً يوم الجمعة في “ألبانيا”، كما ان رجال الاطفاء مشغولون في “صربيا والبوسنة ومقدونيا وكرواتيا واليونان وجزيرة كورسيكا الفرنسية”.

وفي “إيطاليا”، أسفرت الحرائق عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً في منطقة أبروتسو الوسطى..

تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الاقتصاد الدولي..

قد بدأ صانعو النبيذ في البلاد حصاد العنب قبل أسابيع من المعتاد بسبب الحرارة. وقال “كارلو بتريني”، مؤسس حركة “سلو فود”، إنه لم يبدأ أي حصاد في الذاكرة الحية قبل 15 آب/أغسطس.

ومن المرجح أن تكلف الموجة الحارة المليارات من اليورو في القطاع الزراعي داخل إيطاليا، حيث تواجه 11 منطقة تعاني نقصاً حاداً في المياه. ومن المتوقع أن تنخفض غلة الزيتون في بعض المناطق بنسبة 50 في المئة، وانخفض إنتاج بعض الألبان بنسبة تصل إلى 30 في المئة.

وقال مسؤولون بوسنيون أن موجة الحر والجفاف خفضت الانتاج الزراعي إلى النصف تقريباً، وهو ما يمثل 10٪ من الانتاج الاقتصادي للبلاد، وقالت صربيا إن انتاج الذرة قد ينخفض إلى ثلث الانتاج.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب