يرى مواطنون ومراقبون في محافظة نينوى أن زيارة نائب رئيس الوزراء والوفد الوزاري والنيابي المرافق له للمحافظة يوم أمي الجمعة كانت “انتخابية” بحتة للترويج لقائمة معينة، وفي حين يتساءلون عن عدم قيام المطلك بزيارة لنينوى قبل هذا الوقت، يؤكدون أنه برر زيارته الانتخابية بالحديث عن متابعة الخدمات في المحافظة لكنه لم يتجول في شوارع المدينة واكتفى بالتوجه الى فندق فخم.
ويقول المواطن ناظم عادل (53 سنة)، في حديث الى (المدى برس) “يطل المطلك علينا مع وزرائه الذين نراهم للمرة الأولى في حياتنا ويدعونا للانتباه لمن ننتخب وألا ننتخب الفاسدين والإرهابيين”، ويضيف “ونحن نسأل المطلك أين أنت من مصلحة أهالي المحافظة وأين كنت طيلة الفترة الماضية”، مبينا أننا “نريد شيئا ملموسا من هذه الزيارات وليس مجرد تصريحات أو مؤتمرات واجتماعات في قاعات مكيفة، وانما نريد من يتجول في المدينة ويطلع على واقعها”.
ويضيف عادل” لا أعلم ممن أهالي ننيوى استقبل المطلك في الموصل، وهو الذي لم يشهد استقبالا في الانبار، المحافظة التي ينتمي لها عندما زار المتظاهرين قبل أشهر وكاد أن يتسبب بكارثة هناك”، وأردف قائلا “في العموم نحن نشكره أنه عرفنا على بعض الوجوه الطيبة للوزراء الذين اصحبهم معه والذين لم نكن نعرفهم من قبل”.
من جانبه، يقول مصطفى كرم (32 سنة، ويعمل كاسبا)، في حديث الى (المدى برس) إن “الدعاية الانتخابية هي سبب زيارة المطلك للمحافظة فكلنا يعلم أن أي حركة لأي مسؤول خلال هذه الايام لا تتعدى كونها دعاية انتخابية لقائمته أو للقائمة يدعمها”.
ويضيف كرم أن “المطلك يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات، والخدمات في مدينتنا سيئة جدا فهل تذكر نينوى قبل خمسة أيام من الانتخابات”، متسائلا “ما فائدة زيارته في هذا الوقت وما فائدة تصريحاته عن سوء الخدمات، وما فائدة دعوتنا للمشاركة بالانتخابات وهو مسؤول عن ملف الخدمات ولم نر تحسنا في هذا الملف”.
أما منير عبد الرحمن (43 سنة/ موظف حكومي) فيعد زيارة المطلك “خطوة اولى باتجاه إيصال صوت أهالي محافظة نينوى الى حكومة المركز وما تعانيه هذه المحافظة وأهلها من نقص بالخدمات وتراجع الامن”.
ويضيف عبد الرحمن في حديث إلى (المدى برس) عبد الرحمن “ومن المؤكد أن زيارة نائب رئيس الوزراء مع المطلك للمحافظة والاطلاع على الدوائر التابعة لها ستسهم في الارتقاء بمستوى هذه الدوائر وتطور من الخدمات التي تقدمها للمحافظة”.
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك وصل، صباح أمس الجمعة، الى محافظة نينوى على رأس وفد وزاري ونيابي ضم وزير التربية المستقيل محمد تميم ووزير الصناعة أحمد الكربولي والنائبة مدركة أحمد، وكان رئيس قائمة الوفاء لنينوى غانم البصو كان في استقباله، وسط غياب لمسؤولي الحكومة المحلية، وتوجه المطلك وأعضاء الوفد توجهوا الى فندق نينوى الدولي لعقد اجتماع هناك.
وأكد المطلك وأعضاء الوفد الوزاري في حديث الى (المدى برس)، قبل توجههم الى فندق نينوى الى (المدى برس)، أن “سبب الزيارة هي للاطلاع على واقع المحافظة الخدمي وعمل المؤسسات فيها وحث الناس على المشاركة في الانتخابات المحلية في محافظة نينوى”.
فيما دعا المطلك وزعماء (قائمة الوفاء لنينوى) في مؤتمر انتخابي عقدته القائمة في فندق نينوى الدولي، أمس الجمعة، أهالي نينوى إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات والوقوف بوجه مخططات تقسيم العراق وانتمائه العروبي، في حين شنوا هجوما على (قائمة متحدون) التي يتزعمها أسامة النجيفي والتي تعتبر أكبر قائمة انتخابية في المحافظة، محذرين أهالي المحافظة من أن مقاطعتهم للانتخابات تعني صعود “الفاسدين والإرهابيين” إلى السلطة.
وتضم قائمة الوفاء لنينوى التي يتزعمها محافظ نينوى السابق غانم البصو، عددا من الكتل السياسية بينهم (جبهة الحوار الوطني) التي يتزعمها صالح المطلك، و(حركة الحل) التي يتزعمها الكربولي، و(التجمع الجمهوري العراقي) برئاسة سعد عاصم الجنابي، و(تجمع وطنيون) برئاسة النائب احمد عبد الله الجبوري، وعددا من المستقلين، وجميع زعماء هذه القوائم منشقون عن القائمة العراقية.
بدوره، يقول المحلل السياسي مؤمن عبد الله في حديث الى ( المدى برس)، إن “زيارة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك الى محافظة نينوى تأتي للدعاية الانتخابية لـ(قائمة الوفاء لنينوى) التي تضم مرشحين عن جبهة المطلك”.
ويضيف عبد الله أن “ما أعلنه المطلك من أن جزءا من زيارته مخصص أيضا للاطلاع على الخدمات يعد تبريرا للزيارة وإبعادا لأي تشكيك بانها دعاية انتخابية، والدليل على ذلك أن المطلك لم يلتق بأي مسؤول محلي وفور وصوله الى الموصل توجه الى فندق فخم وأقام فيه ولم يخرج الى شوارع المدينة للاطلاع عليها أو لقاء المواطنين”.
ويبين عبد الله أن “المطلك زار المحافظة مرتين الأولى قبل أقل من عامين برئاسة لجنة الخدمات الوزارية وجاء بعده وزراء لتحسين الواقع الخدمي في المدينة، ولم يتغير شيء، وقبل أقل من عام جاء مع قائمته لغرض التباحث بشأن سحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي وهو اليوم من الداعمين للمالكي في منصبه”.
وكان المطلك زار نينوى، في 7 تموز 2011، على رأس اللجنة الوزارية لمتابعة الخدمات في المحافظة، فيما عاد ليزورها أيضا في 6 أيلول 2012، لعقد اجتماع للقائمة العراقية في نينوى لبحث موضوع سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي.
وتزامنت زيارة المطلك للموصل مع مقتل المرشح مهند غازي آل مراد عن (قائمة الوفاء لنينوى) التي يدعمها بهجوم مسلح استهدفه لدى خروجه من صلاة الجمعة في منطقة التحرير شرقي الموصل، كما أتت قبل أسبوع من الانتخابات المحلية في المحافظة التي تشهد وضعا أمنيا متدهورا وعمليات اغتيال وقعت إحداها يوم الخميس (13/ 6/ 2013) وطالت محافظ نينوى أثيل النجيفي الذي يتزعم مع شقيقه اسامة النجيفي قائمة متحدون المنافسة لقائمة المطلك وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص فيما نجا هو منها لتكون المحاولة الثالثة التي يتعرض لها في خلال اقل من شهرين.
ويتنافس على مقاعد مجلس محافظة نينوى البالغة 39 مقعداً، 680 مرشحا ينتمون إلى 28 كياناً، يحاولون خلال هذه المدة اقناع المواطنين والناخبين ببرامجهم الانتخابية والسياسية، إلا أن النسبة الكبيرة من سكان نينوى يظهرون “عدم اكتراثهم” بالانتخابات أو يدعون أنهم “لن يشاركون” بالتصويت لأسباب عدة، وبحسب مفوضية الانتخابات فان عدد ناخبي المحافظة يبلغ مليون وثمانمائة ألف ناخب تقريباً، موزعين على 716 مركز انتخابي يعمل عليها 27 ألف موظف”.
وأجلت انتخابات ننيوى والأنبار من 20 نيسان 2013 إلى 20 حزيران الحالي بسبب “تردي الوضع الأمني في المحافظتين كما بررت الحكومة في آذار المنصرم”، لكن مراقبين يؤكدون أن الوضع في نينوى حاليا بات أسواء بكثير من وضعها في آذار ونيسان إذ تشهد اشتباكات شبه يومية بين قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومسلحين منذ اقتحام قوات الجيش العراقي لساحة اعتصام الحويجة، (55 كم جنوب غرب كركوك)، في 23 نيسان 2013 كما تشهد تفجيرات كان أعنفها في 10 حزيران الحالي إذ شهدت خمس تفجيرات انتحارية استهدفت مراكز امنية وعسكرية في مناطق متفرقة من مدينة الموصل وأسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 190 شخصا غالبيتهم من المدنيين.