21 يناير، 2025 12:50 ص

مواطنو الموصل للمطلك: زيارتك انتخابية ولم تقنعنا ‏

مواطنو الموصل للمطلك: زيارتك انتخابية ولم تقنعنا ‏

يرى مواطنون ومراقبون في محافظة نينوى أن زيارة نائب رئيس الوزراء والوفد الوزاري والنيابي ‏المرافق له للمحافظة يوم أمي الجمعة كانت “انتخابية” بحتة للترويج لقائمة معينة، وفي حين يتساءلون ‏عن عدم قيام المطلك بزيارة لنينوى قبل هذا الوقت، يؤكدون أنه برر زيارته الانتخابية بالحديث عن ‏متابعة الخدمات في المحافظة لكنه لم يتجول في شوارع المدينة واكتفى بالتوجه الى فندق فخم.‏

ويقول المواطن ناظم عادل (53 سنة)، في حديث الى (المدى برس) “يطل المطلك علينا مع وزرائه ‏الذين نراهم للمرة الأولى في حياتنا ويدعونا للانتباه لمن ننتخب وألا ننتخب الفاسدين والإرهابيين”، ‏ويضيف “ونحن نسأل المطلك أين أنت من مصلحة أهالي المحافظة وأين كنت طيلة الفترة الماضية”، ‏مبينا أننا “نريد شيئا ملموسا من هذه الزيارات وليس مجرد تصريحات أو مؤتمرات واجتماعات في ‏قاعات مكيفة، وانما نريد من يتجول في المدينة ويطلع على واقعها”.‏
ويضيف عادل” لا أعلم ممن أهالي ننيوى استقبل المطلك في الموصل، وهو الذي لم يشهد استقبالا في ‏الانبار، المحافظة التي ينتمي لها عندما زار المتظاهرين قبل أشهر وكاد أن يتسبب بكارثة هناك”، ‏وأردف قائلا “في العموم نحن نشكره أنه عرفنا على بعض الوجوه الطيبة للوزراء الذين اصحبهم معه ‏والذين لم نكن نعرفهم من قبل”.‏
من جانبه، يقول مصطفى كرم (32 سنة، ويعمل كاسبا)، في حديث الى (المدى برس) إن “الدعاية ‏الانتخابية هي سبب زيارة المطلك للمحافظة فكلنا يعلم أن أي حركة لأي مسؤول خلال هذه الايام لا ‏تتعدى كونها دعاية انتخابية لقائمته أو للقائمة يدعمها”.‏
ويضيف كرم أن “المطلك يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات، والخدمات في ‏مدينتنا سيئة جدا فهل تذكر نينوى قبل خمسة أيام من الانتخابات”، متسائلا “ما فائدة زيارته في هذا ‏الوقت وما فائدة تصريحاته عن سوء الخدمات، وما فائدة دعوتنا للمشاركة بالانتخابات وهو مسؤول ‏عن ملف الخدمات ولم نر تحسنا في هذا الملف”.‏
أما منير عبد الرحمن (43 سنة/ موظف حكومي) فيعد زيارة المطلك  “خطوة اولى باتجاه إيصال ‏صوت أهالي محافظة نينوى الى حكومة المركز وما تعانيه هذه المحافظة وأهلها من نقص بالخدمات ‏وتراجع الامن”.‏
ويضيف عبد الرحمن في حديث إلى (المدى برس) عبد الرحمن “ومن المؤكد أن زيارة نائب رئيس ‏الوزراء مع المطلك للمحافظة والاطلاع على الدوائر التابعة لها ستسهم في الارتقاء بمستوى هذه ‏الدوائر وتطور من الخدمات التي تقدمها للمحافظة”.‏
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك وصل، صباح أمس الجمعة، الى محافظة ‏نينوى على رأس وفد وزاري ونيابي ضم وزير التربية المستقيل محمد تميم ووزير الصناعة أحمد ‏الكربولي والنائبة مدركة أحمد، وكان رئيس قائمة الوفاء لنينوى غانم البصو كان في استقباله، وسط ‏غياب لمسؤولي الحكومة المحلية، وتوجه المطلك وأعضاء الوفد توجهوا الى فندق نينوى الدولي لعقد ‏اجتماع هناك.‏
وأكد المطلك وأعضاء الوفد الوزاري في حديث الى (المدى برس)، قبل توجههم الى فندق نينوى الى ‏‏(المدى برس)، أن “سبب الزيارة هي للاطلاع على واقع المحافظة الخدمي وعمل المؤسسات فيها ‏وحث الناس على المشاركة في الانتخابات المحلية في محافظة نينوى”.‏
فيما دعا المطلك وزعماء (قائمة الوفاء لنينوى) في مؤتمر انتخابي عقدته القائمة في فندق نينوى ‏الدولي، أمس الجمعة، أهالي نينوى إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات والوقوف بوجه مخططات ‏تقسيم العراق وانتمائه العروبي، في حين شنوا هجوما على (قائمة متحدون) التي يتزعمها أسامة ‏النجيفي والتي تعتبر أكبر قائمة انتخابية في المحافظة، محذرين أهالي المحافظة من أن مقاطعتهم ‏للانتخابات تعني صعود “الفاسدين والإرهابيين” إلى السلطة.‏
وتضم قائمة الوفاء لنينوى التي يتزعمها محافظ نينوى السابق غانم البصو، عددا من الكتل السياسية ‏بينهم (جبهة الحوار الوطني) التي يتزعمها صالح المطلك، و(حركة الحل) التي يتزعمها الكربولي، ‏و(التجمع الجمهوري العراقي) برئاسة سعد عاصم الجنابي، و(تجمع وطنيون) برئاسة النائب احمد ‏عبد الله الجبوري، وعددا من المستقلين، وجميع زعماء هذه القوائم منشقون عن القائمة العراقية.‏
بدوره، يقول المحلل السياسي مؤمن عبد الله في حديث الى ( المدى برس)، إن “زيارة نائب رئيس ‏الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك الى محافظة نينوى تأتي للدعاية الانتخابية لـ(قائمة الوفاء ‏لنينوى) التي تضم مرشحين عن جبهة المطلك”.‏
ويضيف عبد الله أن “ما أعلنه المطلك من أن جزءا من زيارته مخصص أيضا للاطلاع على الخدمات ‏يعد تبريرا للزيارة وإبعادا لأي تشكيك بانها دعاية انتخابية، والدليل على ذلك أن المطلك لم يلتق بأي ‏مسؤول محلي وفور وصوله الى الموصل توجه الى فندق فخم وأقام فيه ولم يخرج الى شوارع المدينة ‏للاطلاع عليها أو لقاء المواطنين”.‏
ويبين عبد الله أن “المطلك زار المحافظة مرتين الأولى قبل أقل من عامين برئاسة لجنة الخدمات ‏الوزارية وجاء بعده وزراء لتحسين الواقع الخدمي في المدينة، ولم يتغير شيء، وقبل أقل من عام جاء ‏مع قائمته لغرض التباحث بشأن سحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي وهو اليوم من ‏الداعمين للمالكي في منصبه”.‏
وكان المطلك زار نينوى، في 7 تموز 2011، على رأس اللجنة الوزارية لمتابعة الخدمات في ‏المحافظة، فيما عاد ليزورها أيضا في 6 أيلول 2012، لعقد اجتماع للقائمة العراقية في نينوى لبحث ‏موضوع سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي.‏
وتزامنت زيارة المطلك للموصل مع مقتل المرشح مهند غازي آل مراد عن (قائمة الوفاء لنينوى) التي ‏يدعمها بهجوم مسلح استهدفه لدى خروجه من صلاة الجمعة في منطقة التحرير شرقي الموصل، كما ‏أتت قبل أسبوع من الانتخابات المحلية في المحافظة التي تشهد وضعا أمنيا متدهورا وعمليات اغتيال ‏وقعت إحداها يوم الخميس (13/ 6/ 2013) وطالت محافظ نينوى أثيل النجيفي الذي يتزعم مع شقيقه ‏اسامة النجيفي قائمة متحدون المنافسة لقائمة المطلك وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص فيما ‏نجا هو منها لتكون المحاولة الثالثة التي يتعرض لها في خلال اقل من شهرين.‏
ويتنافس على مقاعد مجلس محافظة نينوى البالغة 39 مقعداً، 680 مرشحا ينتمون إلى 28 كياناً، ‏يحاولون خلال هذه المدة اقناع المواطنين والناخبين ببرامجهم الانتخابية والسياسية، إلا أن النسبة ‏الكبيرة من سكان نينوى يظهرون “عدم اكتراثهم” بالانتخابات أو يدعون أنهم “لن يشاركون” ‏بالتصويت لأسباب عدة، وبحسب مفوضية الانتخابات فان عدد ناخبي المحافظة يبلغ مليون وثمانمائة ‏ألف ناخب تقريباً، موزعين على 716 مركز انتخابي يعمل عليها 27 ألف موظف”.‏
وأجلت انتخابات ننيوى والأنبار من 20 نيسان 2013 إلى 20 حزيران الحالي بسبب “تردي الوضع ‏الأمني في المحافظتين كما بررت الحكومة في آذار المنصرم”، لكن مراقبين يؤكدون أن الوضع في ‏نينوى حاليا بات أسواء بكثير من وضعها في آذار ونيسان إذ تشهد اشتباكات شبه يومية بين قوات ‏الجيش والشرطة الاتحادية ومسلحين منذ اقتحام قوات الجيش العراقي لساحة اعتصام الحويجة، (55 ‏كم جنوب غرب كركوك)، في 23 نيسان 2013 كما تشهد تفجيرات كان أعنفها في 10 حزيران ‏الحالي إذ شهدت خمس تفجيرات انتحارية استهدفت مراكز امنية وعسكرية في مناطق متفرقة من ‏مدينة الموصل وأسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 190 شخصا غالبيتهم من المدنيين.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة