واجه رئيس الوزراء نوري المالكي في مدينة الناصرية موقفا صعبا لايحسد عليه حيث هتف المتجمعون في مهرجان خطابي نظمه ائتلافه هناك “كذاب والله كذاب” فما كان منه الا ان قال “كأني لم أسمعكم” مهددا ومتوعدا معارضيه حيث صب جام غضبه على المحتجين في بعض المحافظات.
وقد اضطرت مواجهة مواطني الناصرية هذه للمالكي الى العودة سريعا الى بغداد مساء امس منهيا جولة دعائية لائتلافه الانتخابي شملت عددا من المحافظات الجنوبية . فقد هاجم المالكي المتظاهرين والمعتصمين بشدة، ووصفهم بـ”المتمردين”، وحذرهم بـ”موقف آخر” إذا لم يعودوا الى التفاهم على اساس “الدستور والوحدة الوطنية” بدلا من التهديد من القوة، مشددا على أن الحكومة “صبرت عليهم كثيرا لانهم اخوة لنا لكن ان تنفع الحكمة مع هولاء”.
وقال المالكي في المؤتمر ال ترويجي لقائمة (ائتلاف دولة القانون) التي يتزعمها في ملعب مدينة الناصرية مساء امس إن “الحكومة دعت المعتصمين والمتظاهرين ومن يقودهم الى التفاهم على أساس الدستور وأساس الوحدة الوطنية لكنهم يرفعون شعارات طائفية ويهددون باستخدام القوة”. وتابع ” لقد صبرنا عليهم كثيرا لانهم اخوة لنا ولكن عليهم أن يعتقدوا إن جد الجد وانتهت الفرصة ولم تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر وللشعب العراقي موقف لن يكون بعيدا”، داعيا ” الشركاء في العملية السياسية الى عدم الوقوف مع هؤلاء المجرمين الذين يهددون العملية السياسية”.
وشدد المالكي على أن “هؤلاء اذا ارادوا عملية سياسية ديمقراطية مستقرة فعليهم المجيء للتفاوض والحوار وسيجدوننا اخوة لهم، اما اذا ارادوها عبر الانفجارات والعبوات المفخخة والكواتم فأنا اقولهم لهم ان موقفنا الحالي ليس ضعفا منا وانما حرصا على دماء العراقيين”. واستدرك مهددا “لكن الحرص على دماء العراقيين ربما يقتضي منا موقفا مسؤولا في محاسبة كل الذين يخرجون عن القانون”.
وأكد المالكي بانفعال قائلا “القتلة والمجرمين لن يعودوا ابدا الى العملية السياسية مها طال الزمن ومهما كثرت التضحيات ومهما تامروا وفجروا واغتالوا ومهما كانت خلفهم ارادات اقليمية ودولية وقوى سياسية محلية”، مبينا إن “الحساب معهم لايزال مفتوحا ولن يغلق”.
وكان المعتصمون في محافظة الانبار طالبوا امس بعرض المالكي على طبيب نفسي وقال رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار السياسي لمبعوث الامم المتحدة في العراق مروان علي والقيادي في ائتلاف العراقية احمد العلواني في بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110كم غرب بغداد) ان “الحكومة العراقية تعودت على الكذب والضحك على الذقون”. وأضاف ان “المالكي يعاني من ازمة الانقلابات والان يخطط الى انقلاب على الرغم من وجود مشروع ديمقراطي اقرته الامم المتحدة منذ عشر سنوات”.
وطالب ابو ريشة المجتمع الدولي بإحالة المالكي الى القضاء ومن ثم عرضه على لجنة طبية أو طبيب نفسي لأنه يعاني من ازمة انقلابات” مؤكدا بالقول انه ” في ظل استمراره على النحو سنشيع جثمان الديمقراطية قريبا”.