وكالات- كتابات:
يُجري رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية إلى “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس؛ “مسعود بزشكيان”، وستتطرق لقاءات “السوداني” مع المسؤولين الإيرانيين إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والاتفاقيات الموقّعة بينهما، وكذلك تطورات الأوضاع في المنطقة؛ لا سيّما في “سورية”.
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في وقتٍ سابق، أن “السوداني” يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى “إيران”، (اليوم الأربعاء)، وأوضح المكتب، أن: “الزيارة ستتضمن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبُل تعزيزها، وذلك في ضوء ما تحقق خلال زيارة الرئيس الإيراني؛ مسعود بزشكيان، إلى بغداد، في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، فضلًا عن التطورات التي تشهدها المنطقة”.
زيارة قصيرة..
السفير الإيراني لدى بغداد؛ “محمد كاظم آل صادق”، أوضح من جانبه، أن زيارة “السوداني” إلى “طهران” تستغرق: “يومًا واحدًا”، حيث سيبحث خلالها القضايا الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، خاصة في “سورية”.
هذا؛ وكان “السوداني” قد زار “إيران”؛ في الثاني والعشرين من شهر آيار/مايو من العام الماضي، للمشاركة في مراسم تشييّع الرئيس الإيراني الراحل؛ السيد “إبراهيم رئيسي”، بينما زار الرئيس الإيراني الجديد؛ “مسعود بزشكيان”، “العراق”، في الحادي عشر من شهر أيلول/سبتمبر المنصرم، حين شملت الزيارة إضافة إلى العاصمة “بغداد”، مدن: “النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والبصرة وأربيل والسليمانية”.
رؤية برلمانية..
ويرى نواب وسياسيون، أن زيارة رئيس الوزراء الجديدة إلى “طهران” مهمة، وتُظهر مسّعى “العراق” نحو سياسة متوازنة، تحترم مصالحه الإقليمية والدولية، في وقتٍ تشهد فيه المنطقة توترات كبيرة بين القوى الكبرى.
المتحدث باسم كتلة (دولة القانون) النيابية؛ النائب “عقيل الفتلاوي”، قال إن: “زيارة رئيس الوزراء إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ تأتي ضمن سلسلة زيارات قام بها خلال الأشهر الماضية، وهي متعلقة بجوانب كثيرة اقتصادية وأمنية، على اعتبار أن المنطقة تُعاني من حالة شدّ وجذب ونحتاج إلى رؤية مشتركة مع جميع دول المحيط الإقليمي؛ سواء كانوا شرقًا أو غربًا”.
وأوضح؛ أن: “الزيارة طبيعية جدًا إلى الجمهورية الإسلامية، وكل الأمور ستطرح خلالها، على اعتبار أن المشتركات كثيرة بين البلدين، والنتيجة أن أي أمر مطروح للنقاش، وأهم أمرين هما الجانب الاقتصادي المتعلق بالغاز والكهرباء، والجانب الأمني المرتبط بتطورات وأوضاع المنطقة”.
بدوره؛ قال عضو “اللجنة القانونية” النيابية؛ النائب “محمد عنوز”، إن: “الزيارة تأتي لاستمرار وتعزيز العلاقات ومناقشة أوضاع المنطقة، وننتظر ما تتمخض عنه في قضايا مهمة”، داعيًا إلى: “الشفافية في ما ستتمخض عنه لقاءات السوداني مع المسؤولين الإيرانيين”.
وتابع: “تربطنا مع إيران علاقات تجارية واسعة، إضافة إلى علاقة الجوار والجوانب السياسية الأخرى، لذلك فهذه الزيارة مفتوحة على كل المجالات، ولكن لا بُدّ من التركيز على ما يحصل من تطورات بالمنطقة، وخصوصًا أن العلاقة بين البلدين تاريخية ومصيرية”.
من جانبها؛ أكدت رئيس “لجنة النقل والاتصالات” النيابية؛ النائب “زهرة البجاري”، أن: “العراق بلد محوري كموقع جغرافي؛ وكذلك كواقع سياسي، ودور العراق كبير في الواقع الإقليمي، لا سيّما أن هناك متغيَّرات سياسية كبيرة تحدث في المنطقة”.
وأضافت، أن: “زيارة رئيس الوزراء إلى إيران؛ مهمة جدًا لتقريب وجهات النظر وحل المشكلات الموجودة، وكذلك التنسيق لوضع سياسة أمنية حقيقية للمنطقة”.
تحليل سياسي..
من جانبه؛ يرى السياسي المستقل؛ “عائد الهلالي”، أن: “زيارة رئيس الوزراء تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وإيران، والبحث في سبُل التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية”، موضحًا أن: “الهدف والغايات المعلنة من الزيارة هي تعزيز التعاون الثنائي بين العراق وإيران في مجالات الطاقة، خاصة في مجال الكهرباء والغاز، من خلال تعزيز المشاريع المشتركة، لتأمين احتياجات العراق من الطاقة، وكذلك التعاون الأمني، والتباحث بشأن القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، بما في ذلك الأوضاع في العراق والمنطقة بشكل عام”.
وأضاف “الهلالي”، أن: “زيارة رئيس الوزراء إلى طهران قد تحمل بعض الرسائل غير المباشرة في سياق العلاقات العراقية مع الولايات المتحدة، إذ إن العراق يسعى بشكل عام إلى الحفاظ على التوازن في علاقاته مع كل من طهران وواشنطن”، مؤكدًا أن “العراق” نجح بشكلٍ كبير في استقلال قراره الوطني وعدم السماح لأي طرف خارجي بالتأثير في سياسته الداخلية أو علاقاته الخارجية.
ونوّه بأن: “زيارة السوداني إلى طهران؛ تُظهر مسّعى العراق نحو سياسة متوازنة، تحترم مصالحه الإقليمية والدولية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات كبيرة بين القوى الكبرى”.