23 ديسمبر، 2024 10:44 م

“مهر” الإيرانية : حكومة “عبدالمهدي” تدفع ثمن رفض استضافة القوات الأميركية !

“مهر” الإيرانية : حكومة “عبدالمهدي” تدفع ثمن رفض استضافة القوات الأميركية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أثارت تصريحات “مارك إسبر”، وزير الدفاع الأميركي، بشأن نقل القوات عسكرية الأميركية من شمال “سوريا” إلى “العراق”؛ ردود أفعال متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية المختلفة.

وكانت القصة قد بدأت بإعلان، “إسبر”، العجيب والغريب، عزم بلاده نقل القوات الأميركية من “سوريا” إلى “العراق” لمكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي !

وأدعى، في السياق ذاته: “نتوقع انسحاب قرابة المليون جندي من شمال سوريا ونقلهم إلى غرب العراق للاستمرار في عمليات المكافحة ضد الجماعة التكفيرية (داعش)، والمساعدة في الدفاع عن العراق” (!!). بحسب وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية.

موقف عراقي رافض..

تأتي هذه الإدعاءات بعد هزيمة عناصر التنظيم الإرهابي. وقد أثارت تصريحات وزير الدفاع الأميركي ردود أفعال المسؤولين العراقيين، وفي المقدمة، “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي، الذي انتقدت، “مارك إسبر”، بشدة وقال تعليقًا على موقف بلاده، نقل القوات الأميركية من “سوريا” إلى “العراق”: “لم تصدر أي موافقات في هذا الصدد”.

وأصدار بيانًا؛ جاء فيه: “بعكس ما ورد في بعض الوسائل الإعلامية، لم تسمح الحكومة العراقية مطلقًا بتسكين القوات الأميركية المنسحبة من سوريا داخل الأراضي العراقية”. وأضاف: “وجود قوات أجنبية على الأرض العراقية لابد أن يتم في إطار موافقة بغداد؛ والحكومة العراقية تريد إنهاء هذا الوجود”.

وأردف: “سوف نتخذ الإجراءات القانونية على المستوى الدولي، ونريد من المجتمع الدولي والأمم المتحدة القيام بدورها فيما يتعلق بتلكم القضية”.

تلك التصريحات، التي لفتت إنتباه الكثير من الخبراء والمراقبين السياسيين، لأن “عبدالمهدي”؛ يهدد بتلك التصريحات، “الولايات المتحدة”، بتقديم شكوى في المحافل الدولية مثل “الأمم المتحدة”، وتوقع الخبراء أن تتقدم “بغداد” بالفعل ضد “واشنطن”؛ إذا لم تنسحب القوات الأميركية من “العراق”، وإن أبدى وزير الدفاع الأميركي تراجع عن موقفه السابق؛ بالقول: “لن يتجاوز وقت تواجد القوات الأميركية في العراق عدة أسابيع فقط”.

حكومة “عبدالمهدي” تتعرض لمؤامرة..

وبالتوازي مع تلكم التطورات على الساحة الخارجية، تابعنا بعض التحركات الداخلية ضد “بغداد”، وهو الأمر الذي يكشف حجم المؤامرة ضد حكومة، “عبدالمهدي”.. وفي هذا الصدد أصدر عدد من السياسيين والأحزاب العراقية بيانًا يطالب بالتظاهر ضد الحكومة، وهو دعوة تثير، لا سيما في ظل خطوات الحكومة الإيجابية على صعيد الإصلاح، التعجب والتأمل.

تأتي هذه المساعي في حين أكدت المراجع العراقية، رفيعة الشأن، في خطبة الجمعة؛ على ضرورة الإصلاح وحذرت من الاضطرابات.

على سبيل المثال؛ يقول السيد، “عمار الحيكم”، زعيم تيار (الحكمة): “توصيات المرجعية هي بمثابة خارطة طريق للمرحلة الراهنة، حتى يلتزم الجميع بالمهام الشرعية والوطنية والأخلاقية”.

كذلك أعلنت الفصائل العراقية الأخرى؛ مثل (منظمة بدر)، و(حركة النجباء)، وكذلك (كتائب حزب الله)، الدعم الشامل لمواقف، آية الله “السيستاني”، في المجالات المختلفة.

في السياق ذاته، أكد “هادي العامري”، أمين عام (منظمة بدر) العراقية، على الدور المهم للمرجعية في التطورات الراهنة، وشدد على ضرورة الإنصياع للتوصيات.

بدوره أكد “قيس الخزعلي”، أمين عام (عصائب أهل الحق)، على ضرورة إنصياع الجميع للمرجعية الدينية وأتباعها.

من جهته، انتقد “محمد البلداوي”، النائب في “البرلمان العراقي”، دعوات التظاهر، وحذر من استمرار دور بعض الأحزاب والتيارات السياسية الموالية لـ”الولايات المتحدة الأميركية”. وأكد: “بعض التيارات السياسية العراقية تسعى، بعد تنامي وتيرة التوترات، ركوب موجة التظاهرات بمجموعة من المطالب غير المبررة؛ مثل الإنتقام لدماء الشهداء. في حين ندعم مساعي تلبية طالبات المتظاهرين المشروعة وعدم الإنزلاق إلى دوامة العنف.. من يحفزون الشعب على التظاهر ضد الحكومة، يتولون هم أنفسهم مناصب مهمة في الحكومة. وقد أعلن هؤلاء، رغم شغلهم مناصب رفيعة في حكومة، (عادل عبدالمهدي)، دعم المظاهرات”.

الأراضي العراقية ليست متنزهًا للقوات الأميركية..

وهذه التصريحات تثبت أن الهدف الرئيس من دعوات التظاهرات ضد الحكومة يتجاوز تلبية احتياجات المتظاهرين المشروعة.

تأتي جميع هذه التطورات؛ بينما إتخذت الحكومة العراقية مؤخرًا سلة إصلاحات جديدة تستهدف تلبية مطالب المتظاهرين، وإتخذت مجموعة من الخطوات الإيجابية للقضاء على المشكلات الاقتصادية والمعيشية. ولا شك أن “الولايات المتحدة” تبذل، في ظل هذه الأجواء، كل جهودها بغرض تمديد نفوذها مجددًا داخل “العراق”، وسوف تؤدي هذه الخطوات على الصعيد الداخلي للمزيد من الأزمات الطويلة.

لذلك عقدت حكومة “بغداد” العزم، في ظل الأوضاع الراهنة، لمكافحة بقاء القوات الأميركية بـ”العراق”، وتسعى لإحباط هذه المؤامرات الخارجية الخطيرة بكل الوسائل القانونية على الساحة الدولية، ولن تسمح بتحويل الأراضي العراقية مجددًا ميدان تنزه القوات الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة