خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تبنت الحكومة التركية، قبل مدة، سياسة جديدة تجاه الدول العربية، ويهدف المسؤولين الأتراك من مراجعة سياساتهم إلى تحسين العلاقات مع الدول العربية. وتأتي “السعودية والإمارات ومصر”؛ في مقدمة الدول التي تسعى “أنقرة” إلى تحسين العلاقات معها.
وفي هذا الصدد؛ زار “طحنون بن زايد آل نهيان”، مستشار الأمن القومي الإماراتي، على رأس وفد رفيع المستوى، العاصمة “أنقرة”، قبل نحو شهرين، والتقى خلال الزيارة الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”. بحسب وكالة أنباء (مهر) الإيرانية.
رسائل إيجابية..
وقد كانت هذه الزيارة كفيلة بتقوية التكهنات بشأن تحسن العلاقات “التركية-الإماراتية”. وبالطبع فقد سبقت الزيارة رسائل إيجابية متبادلة من الطرفين تؤشر إلى إمكانية استئناف العلاقات.
وفي هذا الصدد، تبادل وزارء خارجية “تركيا” و”الإمارات” الاتصالات الهاتفية، قبل عدة أشهر. في أعقاب ذلك، أعلن، “مولود تشاويش أوغلو”، وزير الخارجية التركي، استلام رسائل إيجابية من “الإمارات” وعبر عن أمله أن تُفضي هذه الرسائل إلى نتائج علنية ملموسة.
والحقيقة أن “تركيا” كانت قد قطعت، طوال الأعوام الماضية، علاقاتها الدبلوماسية مع “الإمارات” على خلفية موقفها من التطورات المصرية، والقطرية، والليبية. وعليه؛ فإن أحد دوافع المسؤولين الأتراك حاليًا لإعادة النظر في العلاقات مع “الإمارات”، هو هدوء الأوضاع في “مصر وقطر وليبيا”.
ومما لا شك فيه أن المصالحة القطرية مع رباعي المقاطعة: (السعودية – الإمارات – البحرين – مصر)، لعبت دورًا هامًا وفعالًا في خفض مستوى التوتر بين “تركيا” و”الإمارات”.
من ناحية أخرى؛ يبدو أن “تركيا” تتطلع إلى أهداف اقتصادية من خلال تحسين العلاقات مع “الإمارات”. وفي هذا الصدد، وقبل أيام؛ أعلن “إردوغان”: “استثمار الإمارات سريعًا؛ وعلى نحو واسع في تركيا”. وأكد إنتهاء كل الدراسات اللازمة لاستثمار الشركات الإماراتية.
صفحة جديدة مع “القاهرة”..
في الوقت نفسه، أعلنت “الخارجية المصرية”، مؤخرًا، زيارة “حمدي لوزا”، مساعد وزير الخارجية، إلى “أنقرة” يومي: 07 و08 أيلول/سبتمبر الجاري، للمشاركة في الجولة الثانية من المباحثات “المصرية-التركية”. ومن المتوقع أن يناقش الجانبان العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية.
جدير بالذكر؛ أنه منذ الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب، “محمد مرسي”، عن السلطة، وصفت “أنقرة”، حكومة “القاهرة” برئاسة، “عبدالفتاح السيسي”: بـ”الانقلابية”، وخيم التوتر على العلاثات “التركية-المصرية”، منذ العام 2013م وحتى الآن. ومع هذا يبدو أن زيارة المسؤول المصري سوف تفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين.
استئناف العلاقات “التركية-السعودية”..
أضف إلى ذلك، عزم “تركيا” تحسن علاقاتها مع “المملكة العربية السعودية”. وكان الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، قد اتهم، بشكل ضمني، ولى العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، في قتل الصحافي، “جمال خاشقجي”، داخل “القنصلية السعودية”، بمدينة “إسطنبول”.
ومذ ذاك؛ غلب التوتر على العلاقات بين البلدين. لكن حاليًا تزداد المؤشرات على تحسن تدريجي في العلاقات “التركية-السعودية”.
وفي هذا الصدد، وقبل مدة؛ انتشرت الأخبار عن لقاء السفير التركي بالمملكة عددًا من القيادات السعودية، وهذا الخبر في ذاته يعكس عزم “السعودية” على استئناف العلاقات مع “السعودية”، بالتوازي مع جهود تحسين العلاقات مع: “مصر” و”الإمارات”.
وكما هو واضح؛ تسعى “تركيا” إلى تعظيم نفوذها بين الدول العربية، حتى تتمكن من الاستحواذ الكامل على مساحة تردد “الولايات المتحدة” بالمنطقة.
وتعلم “تركيا” جيدًا سعي “الولايات المتحدة” إلى توطيد علاقاتها مع الدول العربية، ولذلك لا تريد ترك الساحة للمنافس الدولي من خلال إجراء تعديلات على سياساتها وإستراتيجياتها.
وكما أسلفنا؛ يبحث المسؤولون الأتراك عن أهداف اقتصادية من خلال تغيير السياسات تجاه الدول العربية والانتقال من مرحلة التوتر إلى التهدئة.
كذلك تسعى الإدارة التركية، بسبب الخلافات مع “الولايات المتحدة” والدول العربية، إلى تشكيل تحالف جديد بمشاركة دول المنطقة، وبخاصة: “السعودية والإمارات ومصر”.