26 أبريل، 2024 3:56 ص
Search
Close this search box.

“مهر” الإيرانية : أربيل وبغداد على مسار حل الخلافات وواشنطن تخسر كرامتها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لطاما كانت المباحثات بين “إقليم كُردستان” والحكومة المركزية في “بغداد”، أحد القضايا محل اهتمام الحكومات المختلفة في “الجمهورية العراقية”. مع هذا ورغم إحتواء الخلافات بين الطرفين حتى الآن، لكن لم يحدث مطلقًا الاتفاق على حلول مقبولة من الطرفين للفصل الجذري في هذه الخلافات والمناقشات.

ومؤخرًا انتشرت الأخبار والتقارير الأخيرة بخصوص وضع الخلافات بين “بغداد” و”أربيل” على مسار الحل النهائي أو شبه النهائي. حيث أعلن العضو البارز في الاتحاد الوطني الكُردستاني، “ريزان الشيخ”، عن الإنتهاء من الخلافات بين الجانبين، وقال: “لقد إتخذت أربيل قرارًا يقضي بتسليم عائداتها من النفط والجمرك إلى الحكومة المركزية في بغداد”.

ووصفت علاقات “بغداد” و”أربيل”، في المرحلة الراهنة، بالإيجابية، وأضافت: “قد تنتهي إلى نتائج مهمة. إذ تعتزم كُردستان المحافظة على العلاقات الوثيقة مع الحكومة المركزية، لأن إدارة الإقليم تعتقد أن قوتها تكمن في الوحدة مع مجموعة القوى العراقية.. من ثم وافقت الأحزاب الرئيسة في كُردستان؛ وهي الحزب الديمقراطي، والاتحاد الوطني وجوران، على تقوية العلاقات مع بغداد، وإنهاء الصراع وتسليم عوائد النفط والجمارك إلى بغداد، وقد كانت أحد الملفات الخلافية بين الجانبين خلال السنوات الماضية”. بحسب وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية.

اتفاق مرتقب..

في الوقت نفسه؛ أكد “مسرور البارزاني”، رئيس وزراء “إقليم كُردستان العراق”، عن اتفاق مرتقب بين “بغداد” و”أربيل”، وقال: “إقليم كُردستان حريص على الوصول إلى اتفاق شامل مع بغداد فيما يخص المشاكل الرئيسة بين الجانبين، وسوف يشمل هذا الاتفاق حقوق وتعهدات الطرفين طبقُا للدستور”.

تأتي هذه التطورات، في علاقات “بغداد” و”أربيل”، بعدما إنتهت عملية الاستفتاء على انفصال “إقليم كُردستان العراق” عن الحكومة المركزية، بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2017، بتوتير العلاقات بين الجانبين بشكل أسوأ من أي وقت مضى.

حينها دعا، “مسعود البارزاني”، رئيس “إقليم كُردستان”، آنذاك، للانفصال عن “العراق” تحت تأثير التدخلات الأجنبية، لا سيما “الولايات المتحدة الأميركية”.

وواجه “إقليم كُردستان العراق” أجواء بالغة الصعوبة على الصعيدين الداخلي والخارجي، إذ سارعت بعض الدول الأجنبية، ذات العلاقات القوية مع “أربيل”، مثل “تركيا”، إلى مقاطعة الإقليم، وداخليًا لم تجد الإدارة المركزية في “بغداد” مفر من الصدام الحاسم مع الأطراف التي كانت تسعى إلى تنفيذ مخططات الأجانب على أرض “العراق”.

واشنطن تعرقل طريق حل الخلافات..

وبالتالي؛ تصاعدت وتيرة الانتقادات ضد، “مسعود البارزاني”، داخل الإقليم باعتباره السبب الرئيس في تدهور أوضاع الإقليم من منظور الأكراد الذين تصوروا أنهم راح ضحية طموحاته.. وبعد تغيير الحكومة في “بغداد”، وكذلك المسؤولين في “أربيل”، خلال العام الماضي، سعى الطرفان إلى تخفيض مستوى الخلافات بعدما توترت العلاقات، خلال الأعوام الماضية، بسبب عدد من الملفات الخلافية بين الجانبين؛ منها عوائد “النفط” و”الغاز”، والميزانية السنوية، والسيادة على المناطق محل النزاعات.

وفي هذا الإطار من المقرر أن يقوم وفد من “إقليم كُردستان العراق” بزيارة “بغداد” سريعًا. وبحسب وسائل الإعلام العراقية، سوف يناقش الوفد، خلال الزيارة، ملفات تسليم عوائد “النفط” والجمارك إلى الحكومة المركزية.

وعليه؛ يتضح أن “أربيل” و”بغداد” على طريق حل الخلافات العالقة.

في الوقت نفسه، تسعى بعض الأطراف الأجنبية لإثناء “أربيل” عن حل خلافاتها مع الحكومة المركزية. إذ تتطلع “الولايات المتحدة” للاستفادة من نفوذها في “أربيل” للحيلولة دون إستسلامها للاتفاق النهائي مع “بغداد”، حتى يتثنى للأميركيين الإبقاء على مجالات التفرقة والانفصال في “العراق”، وهو الهدف الذي لن يتحقق مطلقًا للإدارة الأميركية.

وتهدف “واشنطن”، في الحقيقة، من هذه العمليات البائسة؛ للاستفادة من علاقاتها القوية مع “إقليم كُردستان” كأداة ضغط على “بغداد” لإجبارها على إتباع السياسات الأميركية. وهذا يعني أن قيادات “البيت الأبيض” لن تسمح بخسارة كرامتها بـ”العراق” بسبب “إقليم كُردستان”، في حين أن مساعي “أربيل” و”بغداد”، لحل الخلافات الثنائية، تُنذر بفشل المحاولات الأميركية.

على كل حال، فإن زيارة وفد “إقليم كُردستان” المرتقبة، إلى “بغداد”، قد تكون بداية للكثير من النتائج المهمة على صعيد حل خلافات الطرفين، وتخلق حالة من اليأس لدى الأطراف الأجنبية، وفي مقدمتها “الولايات المتحدة الأميركية”. ومما لا شك فيه أن الاتفاق بين “بغداد” و”أربيل” هو بمثابة هزيمة استراتيجية كبيرة للإدارة الأميركية تُضاف إلى سلسلة خسائرها بـ”العراق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب