خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
“أنا ذاهب إلى ربيّ وسأخبره بكل شيء”.. كانت هذه آخر عبارات طفل يمني قبل استشهاده، والآن على العالم انتظار غضب الله، فللأطفال في “اليمن وغزة” الكثير من القصص والدموع. بحسّب ما استهلت به مجلة وكالة أنباء (مهر) الإيرانية؛ أحدث تقاريرها الذي أعدته ونشرته مؤخرًا.
وأغلبنا يُردّد حاليًا مقولة الشاعر؛ “معيني كرمانشاهي”: “ما أعظم صبر الله”. والعالم يرى وكذلك المحافل الدولية استقواء الكيان الصهيوني وظلم وإبادة الفلسطينيين في “غزة”، دون الشعور بالانزعاج.
وقد مضت حاليًا أكثر من: (650) يومًا على “حرب غزة”، حيث يتجرّع أطفال ونساء “فلسطين” طعم الموت من الجوع بدّل الطعام. إنها كارثة إنسانية تحتاج إلى صبر لرؤيتها وضميرٍ حيّ.
وإبقاء الناس تجت الحصار والجوع جريمة أخرى تُضاف إلى سجل الصهاينة، تلك الجريمة التي أودت بحياة أكثر من: (900) غزاوي من الجوع، بخلاف آلاف الشهداء الذي ارتقوا في هجمات الصهاينة أثناء البحث عن طعام.
تلك الكارثة الإنسانية التي أثارت ردود فعل الكثيرين حول العالم، ولا تزال تُمثّل وصمة عار على جبين “الأمم المتحدة”.
طعم الموت تحت لسان أطفال “غزة”..
بحسّب تقرير فضائية (الجزيرة) القطرية: “يُصّارع أكثر من: (71) ألف شخص خطر الموت من الجوع، وعلاج سوء التغذية يتطلب الوصول السريع إلى الدواء والغذاء”.
في حين تحكي وسائل الإعلام؛ عن تحويل الكيان الصهيوني مراكز توزيع الطعام إلى كمائن لقتل الناس الذين يواصلون التردَّد على هذه المناطق رُغم الخطر، بحثًا عن غذاء لإنقاذ أنفسهم من الجوع.
الجدير بالذكر؛ أنه طبقًا للإحصائيات اليومية، يُعاني ثُلث سكان “غزة” من انعدام الغذاء، أي ما يُعادل حوالي: (90%) من السكان. كذلك لا يحصَّل: (92%) من الأطفال الرُضّع الذين تتراوح أعمارهم بين: (06 أشهر وسنتين)، على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
وفي هذا الصدّد، كشفت منظمة (اليونيسيف) مؤخرًا؛ أن أكثر من: (470) ألف شخص في “غزة” يواجهون مستويات كارثية من الجوع، مما يضعهم في المرحلة الخامسة، وهي الأخطر، من تصّنيف “انعدام الأمن الغذائي”.
“حنظلة” تبحر بهدوء باتجاه “ساحل غزة”..
“حنظلة”؛ هو اسم كاراكتير طفل فلسطيني في العاشرة من العمر، حافي القدمين، يرتدي ملابس بالية، ويُدير ظهره للدنيا.
إنها الرسمة المعروفة التي من المحتَّمل أنكم جميعًا رأيتموها في الأخبار المتعلقة بالمقاومة. هذه الشخصية من إبداع الفنان؛ “ناجي العلي”، رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد، والذي قال: “حنظلة أقسّم أنه لن يبتسم ولن يُدير وجهه للدنيا حتى تحرير فلسطين”.
والآن تحوّل “حنظلة”، في ظل تقاعس “الأمم المتحدة”، إلى رمز للمقاومة. وحاليًا تبَّحر سفينة تحمل اسم: (حنظلة) من سواحل “إيطاليا” في طريقها إلى “فلسطين”، عازمة على كسر الحصار المفروض على “غزة” منذ (18) عامًا.
وقال “اتحاد أسطول الحرية”: “السفينة (حنظلة) تحمل مساعدات إنسانية، وأعضاءها من مختلف جنسيات العالم. الطريف أنه قبل شهر من تحرك (حنظلة)، كانت السفينة (مادلين) قد انطلقت صوب غزة للهدف نفسه، لكن الكيان الصهيوني أوقف هذه السفينة”.
العالم جائع للإنسانية.. و”غزة” جائعة للطعام..
كالعادة كانت جرائم الكيان الصهيوني الوحشية تقترن بردود فعل عالمية، وقد أطلق الكثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ: (#غزه_تموت_جوعًا)، كرد فعل على جريمة تجويع “غزة”.
حتى أن “ناهد حجاج”؛ الصحافية الموجودة بـ”غزة”، كتبت على صفحتها الشخصية تعليقًا على هذه السياسية: “لا تتعجبوا إذا لم نجد نحن المَّراسلون أخبار للتغطية في هذا المكان. أقسم أننا لم نستطع النهوض من مكاننا بسبب الجوع الشديد. لا طعام. وحتى لو أن أحدًا يملك المال، فإنه لا يجد شيئًا في السوق يشتريه”.
كذلك تحدث؛ “خافير باردم”، الممثل المعروف، عن الإبادة الجماعية بـ”فلسطين”، وقال: “إسرائيل تقتل وأميركا توفر الدعم المالي، وأوروبا تدعم. لم يتبقى سوانا فقط نحن الشرفاء الذين نُدّين هذه الإبادة!.. لا تسكتوا!.. فالسكوت سيجعلكم شركاء في الجريمة”.