12 أبريل، 2024 4:12 م
Search
Close this search box.

مهرجان “لقاء النيل والفرات” المسرحي يختتم نشاطاته والغلبة لعروض المحافظات

Facebook
Twitter
LinkedIn

أُختتمت في مسرح الجمهورية بالقاهرة فعاليات الملتقى المسرحي الأول “مصر العراق- لقاء النيل والفرات” الذي نظمته وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع الجمعية المصرية لهواة المسرح وسفارة العراق بالقاهرة، والذي استمر ثلاثة أيام من 9 إلى 11 من كانون الثاني الجاري. وقدمت خلال الملتقى أربعة عروض مصرية وثلاثة عراقية، وجرى تكريم عدد من الفنانين العراقيين والمصريين وهم شكري العقيدي وفتحي زين العابدين وبهجت الجبوري من العراق ونور الشريف ومحمود ياسين وجلال الشرقاوي من مصر.
وعقدت خلال الملتقى أيضا ندوتان الأولى كانت انعكاسا للربيع العربي بعنوان “مسرح الثورة وثورة المسرح”، والثانية عن “فن المونودراما”. وتأمل الجهات المنظمة أن يكون هذا الملتقى سنويا بحسب ما قاله رئيس الملتقى الدكتور عمرو دواره في سعي “لتأسيس المزيد من الملتقيات الفنية العربية التي كانت بداية اختبارها الموفق بتأسيس الملتقى المسرحي الأول بين مصر والعراق”.
كان العرض العراقي الأول بعنوان “كيس نايلون أسود” عن رواية للكاتب خضير ميري، ومن إخراج وتمثيل الفنانة نجلاء بدر، وإنتاج فرقة نخيل العراقية بالتعاون مع سفارة جمهورية العراق. أما العرض الثاني فكان “حكاية رجل اسمه صخي”، إنتاج البيت الثقافي في الديوانية من تأليف مجيد حميد وإخراج وتمثيل مهند إبراهيم العميدي، فيما كان العرض الثالث هو “مانيكان” من إنتاج فرقة إبراهيم جلال وبالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بالبصرة من إعداد وإخراج خالد سلطان وتمثيل ثورة يوسف ونهاد غانم صالح.
كان الطابع الغالب على العروض العراقية هو المونودراما وتمت دعوة فرق المحافظات ( الديوانية والبصرة)، ولم توجه الدعوة إلى فرق من بغداد. وعن هذا الأمر سألنا مدير المهرجان الفنان راسم منصور فأجاب: “إن الفكرة هي ان نخرج من إطار الأسماء المكررة من الفنانين العراقيين في الدعوات للمهرجانات خارج العراق، وأيضا لإطلاع فناني المحافظات على تجارب عربية”، مستدركا أن “دعوة وجهت لفناني محافظة بابل ولكنهم لم يحضروا”. ويبدو أن الغلبة لمسرحيات المونودراما (الممثل الواحد) قد تأتت من سهولة التكفل بإجراءات الدعوة ومتابعتها إداريا مثل الفيزا واستحصال الموافقات الإدارية، وهو أمر يستنزف عادة جهود الجهات المُنظِمة، خصوصا مع الفنانين العراقيين.
واشتركت العروض العراقية مع المصرية في كونها باللهجة الدارجة(العامية)، لكن العراقية فاقتها بالاعتماد على الممثل الواحد. وكان الجمهور العراقي يأمل في أن تخفف عروض فنانيه من اللهجة “القح” العراقية من اجل أن يتاح للجمهور المصري تفاعلا اكبر مع المسرحيات، ولاسيما أن تلك العروض اعتمدت بنحو اكبر على الحوار أكثر من العناصر البصرية. هذا إلى أن العروض العراقية لم يرد عنها مختصر لحكايتها في كراسة الملتقى، كي يأخذ الجمهور المصري فكرة عنها. ولابد أن نلفت إلى أن بعض المتابعين العراقيين كان يفضل استدعاء عروض نالت جوائز، او التي حظيت بصدى طيب في الاوساط المسرحية لان المشاركة في ملتقى عربي ذات معايير مختلفة، وتحمّل كل عرض مسؤولية تقديم خلاصة عن الأفضل.
 كانت العروض المسرحية المصرية في معظمها صدى أو استجابة لتداعيات الثورة المصرية، ودارت حول الجيل الشاب كموضوعة وحتى كإنتاج وتنفيذ للعمل المسرحي نفسه. الأول منها كان مونودراما لفرقة فرسان المسرح “اجنحة الاقوال”، من إخراج عمر دواره وتمثيل احمد حمدي وهي عن شاب مثقف “سعيد”، غير منتم لحزب سياسي إلا انه يعتقل ويتعرض للتعذيب وتبدأ المسرحية مع تداعيات ذكرياته بعد خروجه من المعتقل. أما العرضان الآخران فهما جماعيان الأول “انفلات امني” من تأليف جماعي وإخراج سامح بسيوني وتمثيل عدد من طلاب وطالبات المعهد العالي للفنون المسرحية، والثاني عرض “1980 وأنت طالع”، تأليف محمود جمال وإخراج محمد جبر وتمثيل عدد من الفنانين الشباب. كان واضحا أيضا أن الجمهور نفسه كان في معظمه من الشباب وكانت طريقة تلقيه تبدو اقرب للتفاعل مع إلقاء قصائد منبرية يصفق كلما داعبت خاطره جملة شعرية مؤثرة. كما أن كلا من العرضين احتفظ بمسحة ساخرة محملة بمرارة معاناة ظلت بدورها تديم استجابة الجمهور الشاب ضحكا أو تصفيقا. وحسب متابعين لتجارب مسرح الشباب المصري فإن هذا النوع من المسرحيات يبدو موجة سائدة منذ أحداث ثورة يناير في مصر: مجموعة مشاهد متتالية لشخصيات شابة مختلفة الشواغل، وتزخر بتفاصيل يومياتهم وتطلعاتهم وكل ذلك في إطار من الكوميديا السوداء ومسرح الشارع. فيما ظلت العروض العراقية مُكبّلة بسوداوية “ارض السواد”، وتندر فيها لمسة الدعابة حتى السوداء منها.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب