15 أبريل، 2024 6:26 ص
Search
Close this search box.

مهرجان لأفلام الرعب .. “مسكون” يقهر الصعاب في بيروت !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

يتميز “مهرجان الفيلم الأول للخيال والرعب والإثارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” بكونه مميزًا للغاية، ولكن جذب الجماهير المتنوعة لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا.

تأسس المهرجان برعاية المنتجة الفنية، “مريم ساسين”، والمخرج اللبناني، “أنطوان واكد”، وكلاهما من شركة إنتاج “أباوت بروداكشنز” للإنتاج الفني. ولد مشروع مهرجان “مسكون” من شغف الثنائي بهذه الأنواع من الأفلام، وأقيم على ميزانية محدودة جدًا ودون دعم من الحكومة.

يرعى “مسكون” فريق من المتطوعين الذين يعملون في وظائف نهارية، برعاة محدودين، ولكنهم مخلصون للفكرة، وفقًا لما ذكرت صحيفة (ميديل إيست أي) البريطانية؛ في تقريرها عن المهرجان الخاص الذي أقيم في “بيروت” من 31 تشرين أول/أكتوبر وحتى 4 تشرين ثان/نوفمبر 2018.

ومن بين المشجعين البارزين للمهرجان، “كاريل أوخ”، المدير الفني لـ”مهرجان كارلوفي فاري السينمائي” في “جمهورية التشيك”، و”إيفريم إيرسوي”، المخرج، من “مهرجان فانتاستك” السنوي في ولاية “تكساس” الأميركية.

سلط مهرجان “مسكون” الضوء على نوع الأفلام والمناقشات والأنشطة التي يتميز بها عن أي مهرجان سينمائي عربي آخر، وكشف عن الإمكانات الكبيرة لنوع أفلام الرعب في المنطقة.

وفيلم (داشرا) 2018، المعروض في المهرجان، هو أول فيلم رعب في “تونس”، ينتقد بشدة التقاليد الدينية وأعمال السحر التي لا تزال منتشرةً في شمال إفريقيا. ومن خلال توظيف رمزيات الرعب المألوفة، مثل المراهقين الذين تاهوا في الغابات، تدور القصة حول ثلاثة طلاب صحافيين يحققون في قضية إمرأة مشوهة قبل 25 سنة.

وفي فيلم (آخر يوم لرجل الغد) 2017، لـ”فادي باكي”، تدور القصة حول إنسان آلي وهبته دولة “فرنسا” إلى “لبنان” في عيد استقلاله، يناقش الفيلم صعود “لبنان” وسقوطه على مدى السنوات السبعين الماضية، حيث  يأخذ الجمهور من الإزدهار الاقتصادي في الستينيات إلى عنف الحرب الأهلية في السبعينيات ومن ثم الإنهيار الذي يشهده “لبنان” اليوم.

ويتنافس المتسابق الجزائري، “داميان أونوري”، بفيلم (متوسط الطول في مهرجان كان)، 2016، على إدانة النظام البطريركي وسيطرة الذكورية من خلال حكاية لأم جزائرية شابة إعتدى عليها وقتلتها مجموعة من الرجال في البحر، ثم تحولت فيما بعد إلى حورية بحر تقتل المتواطئين في قتلها.

الحرية الفنية..

كانت النقطة الوحيدة المؤثرة في “مسكون”، هذا العام، هي منع عرض فيلمين: الفيلم الفرنسي (Climax) أو (الذروة)، والفيلم اللبناني للمخرجة، “لورا العلم”، (طلعت الشمس).

والفليم الأول، هو رعب موسيقي لبروفة على رقصة أوروبية تتحول إلى فوضى، حيث اعتبره المراقبون غير مقبول بسبب عرضه المفرط لاستهلاك المخدرات. والثاني تم رفضه لإحتوائه على مشاهد جنسية مثلية.

اعتبرت الصحيفة البريطانية أن رفض الأفلام كان خرقًا صارخًا للحرية الفنية إرتكبته لجنة الرقابة الحكومية للأعمال السينمائية. اعترضت منظمة المهرجان، “مريم ساسين”، على قرار منع عرض الأفلام، قائلة: “كان هذا عشوائيًا ومجنونًا تمامًا. كيف يمكن منع الجمهور من مشاهدة فيلم في عصرنا هذا ؟. إن جماهير هذه الأفلام ستتمكن من مشاهدة الفيلم على أي حال، إذاً ما الذي يفيد الحكومة بفرض الرقابة على مهرجان الفيلم ؟. هذا لا يجلب لهم سوى الدعاية السيئة. الرقابة تزداد سوءًا”.

قالت “ساسين” أنها تناقشت مع مخرجة الفيلم اللبناني، “لورا العلام”، حول حذف المشهد المرفوض، إلا أن الرقابة منعته على أية حال، حيث أضافت: “بما أن الرقابة ترفض دون مبرر، فعلى الأقل يجب أن يكون هناك طريقة للتحدث معهم وفهم منطقهم، لإيجاد طريقة حول اعتراضاتهم. الحظر الأعمى لن يساعد أي شخص”.

خطوة إلى الأمام..

أوضحت الصحيفة البريطانية عدم قدرة بعض الأفلام على جذب جمهور “بيروت” لتبني الأفلام الأقل شهرة، هو أحد عقبات إزدهار المهرجانات الجديدة، حيث أن نسبة الإقبال المرتفعة على فيلم (Burning)، تعود لتحقيقه ضجة كبيرة على المستوى الدولي، بينما يتناقض ذلك مع حجم الحضور لأفلام (النمور ليسوا خائفين) أو فيلم الكوميديا الإيراني (الخنزير).

قالت “ساسين”: “الجمهور اللبناني يريد أن يرى الفيلم الذي سمعوا عنه مسبقًا، ولديهم ميل قليل لاكتشاف الجديد. لقد أصبحوا كسولين. ومن المؤكد أن عرض أفلام من مهرجان قد عزز الحضور هذا العام”.

وأضافت أن الجماهير اللبنانية لم تعد تحضر المهرجانات السينمائية بقدر ما أعتادت. “لقد فقدنا المشاهدين لسببٍ ما على مدار السنين”.

وأكدت “ساسين” أن التمويل هو أيضًا تحدي رئيس، حيث قالت: “بغض النظر عن مقدار النمو الذي نشهده، فنحن لا نعتبر من قبل الجهات الراعية الكبرى، مثل البنوك، حدثًا ثقافيًا خطيرًا. كما أننا لم ننجح في الحصول على عقود رعاية طويلة المدى”.

وأضافت: “في كل عام، يتعين عليَ تجميع الأموال من الصفر. وفي كل عام أتساءل عما إذا كنا سنحقق نجاحا للمهرجان”.

واعتبرت الصحيفة أن العائق الحقيقي أمام “مسكون” هو البنية الاجتماعية الأساسية لـ”بيروت” نفسها. ويستمر المسرح الرئيس للفنون في “لبنان”، ومضيف مهرجان “مسكون”، وهو مسرح “متروبوليس”، في جذب الجمهور البرجوازي الذي يتحدث الفرنسية إلى حد كبير من “حي الأشرفية”، وهو حي يهيمن عليه العائلات الأرستقراطية في شرق “بيروت”.

وقسمت الحرب الأهلية الدموية في “لبنان”، التي دامت 15 عامًا، “بيروت” إلى الشرق المسيحي والغرب المسلم. وبعد ما يقرب من ثلاثة عقود من إنتهاء الحرب، بقيت “بيروت” معزولة ثقافيًا، كما كانت من قبل، ونادرًا ما يستكشف المقيمون من كل منطقة البعد الثقافي للجانب الآخر.

  • الصور نقلاً عن صحيفة (ميديل إيست أي) البريطانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب