7 أبريل، 2024 1:05 ص
Search
Close this search box.

مهرجان “كان” يصلح ما أفسده “واينشتاين” .. ويؤكد على المساواة بين الجنسين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

لم يلزم النجوم والنجمات بإرتداء الثياب السوداء، ولم ينصاع لأوامر الحملات المناهضة للتحرش الجنسي التي ظهرت لتطهير السينما العالمية من الإعتداءات الجنسية، بعد أن كشف المنتج السينمائي الأميركي، “هارفي واينشتاين”، المتهم بالإعتداء الجنسي، عن تاريخ هوليوود المخزي مع التحرش، حيثُ قررت الدورة الـ 71، والمقبلة، من “مهرجان كان السينمائي”؛ التي تنطلق في الفترة من 8 إلى 19 آيار/مايو 2018، في مدينة “كان” الفرنسية، بعرض فيلم (Everybody Knows – الجميع يعلم) للمخرج الإيراني، “أصغر فرهادي”، الذي يقدم للمرة الأولى تجربة إخراج فيلم بالإسبانية، ويقوم ببطولته كل من “خافيير بارديم”، و”بينلوبي كروز”، أن تلقن ردسًا قاسيًا لـ”واينشتاين” لإستعادة ريادة المهرجان الأضخم في العالم.

وجه “كان” صفعة قوية لـ”واينشتاين”، الذي يعتبر أحد أعمدة السينما الهوليوودية، والذى كان ضيفًا مشاركًا في فعاليات المهرجان في دوراته السابقة، وكان آخرها عام 2012، حين عرض فيلمه (Moonrise Kingdom). وذلك بعد أن وقع الإختيار على الممثلة الأسترالية، “كيت بلانشيت”، بترأسها لهيئة حكام “مهرجان كان السينمائي”، المؤلفة من تسعة أعضاء، وهي آخر الضحايا اللواتي تحدثن مؤخرًا عن سوء السلوك الجنسي للمنتج، “هارفي واينشتاين”.

كما حرصت إدارة المهرجان على إختيار لجنة تحكيم لدورته الـ 71 تتألف من خمس نساء، منهن ضحايا “واينشتاين”، بالإضافة إلى أربعة رجال. وهن الممثلة الأميركية، “كريستن ستيورت”، والفرنسية، “ليا سيدو”، والسيناريست الأميركية، “آفا دوفيرناي”، والمغنية البوروندية، “كاديا نين”، والخامسة هي رئيس لجنة التحكيم الممثلة الأسترالية، “كيت بلانشيت”، ومن الرجال المخرج الكندي، “دوني فيلنوف”، ونظيره الفرنسي، “روبير غيديغيان”، والممثل الصيني، “تشانغ تشين”، والمخرج الروسي، “أندري زفياغينتسيف”.

منشورات وخط ساخن في “كان”..

وفقًا لما أوردت الصحف العالمية، أخذ “كان” هذا العام كافة احتياطاته لتجنب حدوث أي ممارسات غير أخلاقية في فعاليات دورته المقبلة، إذ خصصت إدارة المهرجان خط ساخن لتلقي بلاغات من المشاركات حول تعرضهن للتحرش الجنسي خلال فعاليات المهرجان، كما أعلنت وزيرة الدولة لشؤون المرأة في فرنسا، “مارلين شيابا”، عن التنسيق مع إدارة المهرجان لتوزيع منشورات وتحذيرات مكتوبة تحث على السلوك المناسب والإلتزام بضوابط وقواعد التعامل مع النساء، وعدم الإكتفاء بإطلاق خط ساخن للضحايا والشهود للإبلاغ عن سوء المعاملة في المدينة.

ومن المقرر أن يشارك المدير الفني لمهرجان كان، “تيري فريمو”، على المنصّة مع نشطاء المساواة العالميين.

وحول الاتهامات التي لاحقت مهرجان “كان” بشأن تهميش أفلام المرأة في فاعلياته، دافع “فريمو” عن نفسه قائلاً: “نحن لا نميز بين الجنسين في الإختيار.. تبقى القيم الأساسية لنظام (كان) القديم حتى الآن دون تغيير.. يحرص (كان) على تصنيف الأفلام طبقًا لجودتها بغض النظر عن كون العمل السينمائي من صنع رجل أو امرأة”.

وتقول الناقدة والمؤلفة “Agnès Poirier”، التي هي جزء من شبكة الإختيار المسبق غير الرسمي لـ”كان”، إن الدورة المقبلة من المهرجان تعكس في الواقع التوازن بين الجنسين في العمل المقدم في المقام الأول.

وتشير الناقدة الفنية إلى أن المشكلة تكمن في التخفيف من العقبات التي تحول دون إطلاق المشاريع في المقام الأول، مضيفة: “لقد وصلنا إلى التكافؤ بين الجنسين في مدارس السينما، ولكن لا تزال هناك مشكلة في التمويل.. فمعظم المنتجين الذين أعرفهم لا يرغبون في وضع ميزانية كبيرة للنساء لصنع فيلم ضخم”.

وتقول الناقدة، “كورينا أنتروبوس”، مؤسسة “Bechdel Test Fest”، وهو مهرجان سينمائي تم تصميمه خصيصًا كمعرض لعرض الأفلام المنتجة من قبل النساء: “لا تعقيب على قول بعض هؤلاء الذين يزعمون أنه لا توجد أفلام كافية تقدمها النساء”.

وتتفائل “أنتروبوس” بالدورة المقبلة من “كان”، التي تراها دورة استثنائية بكل ما تحمله من الكلمة من معنى، موضحة أن هناك الكثير من الكلام، لكن لأول مرة يتحول الكلام لفعل ملموس، قائلة: “أشعر ولأول مرة أننا نفعل أشياء منتجة، والفضل في هذا يرجع لفضيحة “واينشتاين”، الذي كان سببًا في إعادة المهرجانات السينمائية النظر في مضمونها من جديد”.

“سينما المرأة”.. حاضرة وبقوة..

كانت المرأة، وعلى مدار سنوات، يتم التعامل معها على أنها قطعة ديكور لابد من تواجدها في العمل للكماليات وإضافة لمسة جمالية، ولكن بمرور الوقت أثبتت المرأة قدرتها على صنع سينما مختلفة تطرقت فيها لقضايا سياسية واجتماعية هامة، وثقت فيها أهمية ودور المرأة في بناء المجتمع، ومن هنا ظهر مصطلح “سينما المرأة”، الذي تمت محاربته من قبل صناع الفن من الذكور، والآن قررت إدارة “كان” أن تتوج المرأة في دورة هذا العام، وجاء ذلك تحديدًا بعد ستة أشهر على إنكشاف فضيحة “واينشتاين” وإستغلال نفوذه بالتحرش بالممثلات اللائي يعملن معه.

لأول مره في تاريخه، يتنافس ثلاث نساء مرشحات في المسابقة الرسمية على “جائزة السعفة الذهبية”، وهي جائزة المهرجان الكبرى، وهن المخرجة اللبنانية، “نادين لبكي” عن فيلم (كفر ناحوم)، وتعتبر هي المرة الأولى التي تشارك فيها “لبكي” في المسابقة الرسمية للمهرجان، بالإضافة إلى الفرنسية، “إيفا أوسون” عن فيلم (لي فيي دو سوليي – بنات الشمس)، والإيطالية “إلي روهرواشر” عن فيلم (لاتسارو فيليتشي).

وسيحتفي برنامج (كلاسيكيات كان) بامرأتين تنتميان إلى تاريخ السينما؛ هما “أليس غاي”، و”غين فوندا”، بالإضافة إلى احتفاله بمرور 50 عامًا على فيلم (أوديسا الفضاء: 2001)؛ للمخرج “أورسن ويلز”، والذي يقدمه المخرج “كريسوفر نولان” في نسخة جديدة تعرض للمرة الأولى.

السينما العربية تعود لحلبة المنافسة..

بعد غياب دام لسنوات؛ تحجز السينما العربية مكانًا لها هذا العام في “مهرجان كان السينمائي”، فبعد الإعلان عن مشاركة أولى لـ”السعودية” بجناح يستعرض أهم المواهب والتطلعات السينمائية في المملكة، تم الإعلان عن القائمة الرسمية الكاملة للأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان؛ ومن بينها فيلمان عربيان، أول الأفلام المشاركة هو الفيلم اللبناني (كفر ناحوم)؛ للمخرجة اللبنانية “نادين لبكي”، والذي يحكي قصة طفل صغير يعيش في بيئة فقيرة، ويقرر التمرد على واقعه عبر رفع دعوى ضد والديه اللذان أنجباه إلى هذا العالم.

أما الفيلم الثاني؛ فهو الفيلم المصري (يوم الدين)؛ للمخرج “أبو بكر شوقي”، ويحكي قصة رجل مصاب بالجذام، يغادر المستعمرة التي يعيش فيها، وهي مخصصة للمصابين بهذا النوع من الأمراض، ويجوب في أرجاء مصر برفقة صديقه بحثًا عن عائلته.

ورغم الحرب التي تشهدها سوريا، تشارك المخرجة السورية، “غايا جيجي” بفيلم (قماشتي المفضلة)، في مسابقة “نظرة ما” التابعة للمهرجان، تدور أحداثه حول شابة محبة للحياة في دمشق تمر بتجربة تقلب حياتها رأسًا على عقب. ويعتبر هذا الفيلم ثاني إنجازات السينما السورية في عام 2018، بعد أن حصد المخرج السوري، “فراس فياض”، ترشيحًا لـ”الأوسكار” عن فيلمه الوثائقي (آخر الرجال في حلب)، وبذلك تؤكد سوريا أن الإبداع يولد من رحم الظلام.

كما سيتم عرض الفيلم المغربي (صوفيا)؛ للمخرجة “مريم بن مبارك”، في مسابقة “نظرة ما”.

عودة شيوخ هوليوود يعوض غياب “نتفليكس”..

رغم المشاكل التي خاضتها إدارة “كان” مع “نيتفليكس”، التي رفضت قبول عرض أي من أفلامها في مسابقات المهرجان الموازية، بعد أن تم إستبعادها من المسابقة الرسمية، وهو القرار الذي أثار جدلًا واسعًا في الصحافة الأميركية، وقالت “نتفليكس” أنها لا تهتم بطرح أفلامها في دور العرض السينمائية وتركز جهودها على خدمات البث عبر الإنترنت، وهو الأمر الذي أثار غضب الحاضرين، ولكن عودة شيوخ هوليوود للمنافسة عوض غياب “نتفليكس”. حيثُ يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” المقبل؛ مخرجون مخضرمون من أمثال الفرنسي السويسري، “جون لوك غودار”، والأميركي، “سبايك لي”، ومخرجون يعانون من صعوبات في بلدانهم؛ مثل الإيراني، “جعفر بناهي”، والروسي، “كيريل سيريبرينيكوف”، مع وجود قوي للأعمال الآسيوية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب