شهد مهرجان أبو ظبي، منذ قليل، عقد جلسة نقاشية تسلط الضوء على أهمية الابتكار الموسيقي للباحث والمؤلف العراقي المتخصص في علوم الموسيقى العربية والغربية قتيبة النعيمي.
وتناولت الجلسة، التي عقدت في معرض “إمارات الرؤى 2: سردٌ ووعدٌ”، بمنارة السعديات، مناقشة نظام المقام متعدد الأصوات، والفرصة التي يوفرها للمؤلفين الموسيقيين والباحثين حول العالم.
وقال النعيمي، خلال الجلسة: “النظام الجديد يربط الموروثات الموسيقية الشرق أوسطية مع الحضارة الغربية، مقدمًا حلًا علميًا لمشكلة وضع هارموني للدرجات الجزئية من خلال مواءمة جميع السلالم الشرقية -وضمنها ذوات الدرجة الجزئية- لكتابتها وفق أسلوب تعدد الأصوات، فأصبح بالإمكان الآن كتابة مؤلفات موسيقية متعددة الأصوات وبهوية عربية خالصة باستخدام جميع السلالم الموسيقية العربية الشرقية التي تحمل في طياتها الدرجات الجزئية من دون استثناء”.
وتابع: “مع النظام الموسيقي الجديد ستكون للمؤلفين الموسيقيين القدرة على فهم واستخدام موسيقانا العربية الغنية جدًا بتفرعاتها وألوانها”، مؤكدًا أنها فرصة حقيقة وتاريخية وحان الوقت لتصدير السلالم الموسيقية العربية التي تحمل في طياتها الدرجات الجزئية الى العالم بطريقة علمية مبتكرة، لأن العالم يبحث عن بدائل موسيقية وألوان جديدة خصوصًا الموسيقى الحديثة.
وقدم النعيمي شكره لمجموعة ابو ظبي للثقافة والفنون على دعمها المطلق لهذا الابتكار وانطلاقته من عاصمة الإبداع ابو ظبي إلى العالم.
وشارك في الجلسة، التي يديرها البروفسيور ميشيل ستوكهوم، مدير الكونسيرت فاتوار الملكي في بلجيكيا، والمؤلف الموسيقي العالمي البروفسيور كلوود لودو في الكونسرفاتوار الوطني العالي للموسيقى في باريس وعضو الأكاديمية الملكية البلجيكية، والموسيقار نصير شمه، عازف العود العالمي، والمؤلفة الموسيقية الباحثة الفرنسية جوديت ده أوليفرا، ووجان بول ديبلوس، رئيس مهرجان هينو الموسيقي ومهرجان مونس السينمائي الدولي.
وأكد البروفيسور كلود لودو، المؤلف الموسيقي أن: “هذا النظام المبتكر فتح الأبواب لنا كمؤلفين موسيقيين أوروبيين لكتابة متعددة الأصوات للسلالم الشرقية (بدرجاتها الجزئية) وهو طريق جديد للموسيقيين من جميع الجنسيات لاستكشافها في ممارسة إبداعية”، موضحًا أن هذا النظام المبتكر هو إضافة جديدة للذخيرة الموسيقية العالمية، لأنه سيعطينا ألوانًا أوركسترالية جديدة لم تكن موجودة سابقًا.
من جانبه، قال أستاذ العود العربي العالمي نصير شمه: “قتيبة النعيمي قدم حلًا لمعضلة موسيقية، وكانت هناك بدايات الهارموني عربيًا على يد الكندي الذي اقترح الصوت الأول والصوت الثالث يعزفان مع بعض ليعطيا ائتلافًا تستسيغه الأذن، لهذا أعتبر قتيبة امتدادًا لهذه التجارب القديمة منذ أكثر من ألف عام، أصبحت اليوم واقع نظرية أن تكون الموسيقى العربية ضمن البناء الهارموني العالمي، وهذا جهد كبير يحسب للنعيمي”.
كما أعلن ميشيل ستوكهولم، مدير الكونسيرت فوار الملكي في بلجيكيا، رسميًا في المؤتمر عن فتح أول قسم للتأليف الموسيقي العربي للسنة الأكاديمية 2022-2023، وفق الابتكار الذي ابتكره الباحث والمؤلف الموسيقي العراقي قتيبة النعيمي، لافتًا إلى أن ذلك يعد أول قسم للتأليف الموسيقي الشرقي في العالم.