7 أبريل، 2024 1:44 ص
Search
Close this search box.

مهام “العبادي” الثلاث في إيران .. فك إرتباط أم توثيق علاقات ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

حل رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”، منذ ايام قلائل، على رأس وفد رفيع المستوى في “طهران”، ثاني أكبر محطات جولته الإقليمية، والتقى عدد من أبرز المسؤولين الإيرانيين وناقش معهم عدداً من الموضوعات مثل “الكفاح الثاني والإقليمي ضد الإرهاب، والوساطة بين الجمهورية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وتوطيد العلاقات الاستراتيجية مع طهران”.

وكان السفير الإيراني في العراق قد أعلن في وقت سابق: “أن الزيارة تعكس عزم وإرادة المسؤولين الإيرانيين الجادة بشأن تنمية العلاقات مع العراق في مختلف المجالات، واستمرار الدعم الإيراني الكامل للشعب والحكومة والجيش والحشد الشعبي في معركته ضد الإرهابيين التكفيريين، فضلاً عن المساعي الرامية إلى القضاء على التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية بالعراق.

بدوره تطرق المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إلى متانة العلاقات الإيرانية العراقية، وقال: “ثمة تعاون كبير ونقاط مشتركة بين البلدين في ثلاث مجالات هي: “العلاقات الدينية – المذهبية، والحدودية، ومكافحة الإرهاب”.

وكان وزير الصناعة “محمد رضا نعمت زاده” في استقبال “العبادي” والوفد المرافق له في المطار، قبل أن ينتقل إلى رئاسة الجمهورية ليستقبله “اسحاق جهانجيري” النائب الأول للرئيس الإيراني بشكل رسمي. وقد بدأ الطرفان، بعد انتهاء مراسم الاستقبال مباشرة، المباحثات حول سبل تنمية العلاقات الثنائية وأهم التطورات التي تشهدها المنطقة. بعدها التقى “العبادي” المرشد “علي خامنئي”، ورئيس الجمهورية الدكتور “حسن روحاني”. وقبل التوجه إلى طهران كان “العبادي” قد التقى في الرياض أبرز المسؤولين السعوديين، ومن المقرر أن يتجه “العبادي” إلى الكويت بعد انتهاء زيارته إلى طهران.

وبخصوص أهداف هذه الجولة فقد أشارت صحيفة “دنيا الاقتصاد” الإيرانية، إلى ثلاثة محاور أساسية هي:

مكافحة الإرهاب بشكل مؤثر..

يجب أن نعلم أن أهم محور لجولة رئيس الوزراء العراقي في السعودية وإيران يجب تصنيفه في إطار الكفاح المؤثر والشامل ضد الإرهاب في المنطقة، لا سيما العراق وسوريا. فالتحدي الرئيس للمسؤولين في بغداد في ظل الظروف الراهنة هو الاستفادة من قدرات وإمكانيات طهران وباقي الأطراف المهمة بالمنطقة في توجيه ضربات نهائية مهلكة ضد الإرهابيين و”داعش”.

وتبرز الأهمية الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب على ضوء تطهير أجزاء كبيرة بالعراق من الإرهابيين، وانحسار نشاطات هذه الجماعات في الحدود العراقية الغربية. في مثل هذه الأجواء لطالما كانت إيران إلى جوار العراق حكومة وشعباً وتمنح المساعدات العسكرية والمادية والإنسانية للتحرر من قبضة الإرهابيين، وإثبات هذا الدور والتأكيد على استمراره على رأس جدول أعمال “حيدر العبادي” في هذه المرحلة الراهنة.

توطيد العلاقات الاستراتيجية مع إيران..

التأكيد على تعميق وتوطيد العلاقات مع الجمهورية الإيرانية في جميع القطاعات، هو جزء من استراتيجية العراق خلال العقد الأخير، كما تقول صحيفة “دنيا الاقتصاد” الإيرانية.

لقد دفعت العلاقات السياسية، والعسكرية والأمنية – المخابراتية العراقية مع إيران، والتي تحولت إلى علاقة متعدد الجوانب ومتشابكة، رئيس الوزراء العراقي إلى توطيدها وتعميقها خلال زيارته الحالية إلى طهران، خاصة في الأسابيع الأخير بعد تداول الأخبار عن انضمام العراق إلى “الائتلاف الغربي – العربي”.

لذلك يؤكد المسؤولون العراقيون، وعلى رأسهم رئيس الوزارء، على العلاقات الخاصة مع طهران وأن هذه العلاقات لن تكون فداءً لأي ارتباطات أو علاقات أخرى. وعليه وفي أجواء ما بعد “داعش” وعودة الأمن والهدوء إلى العراق، يحظى تعميق العلاقات على المستوى الاقتصادي وترميم أثار الحرب بأهمية خاصة.

وبالتالي ومع الأخذ في الاعتبار لحجم التبادل التجاري المعقول بين طهران وبغداد، استحالت مسألة زيادة الاستثمارات ورفع مستوى التبادل التجاري الحالي بين البلدين إلى أولوية بالنسبة للمسؤولين العراقيين. كذا يندرج تنفيذ الخطوة الأولى من “برامج مكافحة الغبار” والذي تم الاتفاق عليه مسبقاً، ضمن أبعاد التعاون الأخرى بين البلدين.

الوساطة لخفض التوتر..

المحور الأخير على جدول اعمال “العبادي” من زيارته إلى السعودية ثم طهران، هو الوساطة لخفض التوتر بين البلدين. وانطلاقاً من الأجواء العراقية المأزومة فسوف تنعكس أضرار الصراع بين طهران والرياض على العراق بشكل كبير، ولذا يحرص المسؤولون العراقيون، حسب الصحيفة الإيرانية، على الحد من التوتر وتخفيف الخلافات وتوجيه رسالة إلى البلدين مفادها أن تحسين العلاقات مع إحداهما لا يعني التغاضي عن مكانة الآخر.

ورغم صعوبة مأمورية رئيس الوزراء العراقي، لكن كانت جهود العراق في السنوات الأخيرة تهدف إلى توطيد العلاقات مع طهران بالتوازي مع تحسين العلاقات مع السعودية بعد إبداء المسؤولون السعوديون الرغبة في العودة إلى العراق. وزيارة “عادل الجبير” وزير الخارجية السعودي إلى بغداد شباط/فبراير الماضي تعكس ميل الرياض إلى التقارب مع العراق وفك الارتباط التدريجي بين العراق وإيران. ومذ فكر السعوديون في بذل المساعي لعودة العراق إلى الصف العربي مع الأخذ في الاعتبار لضغوط الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” على العراق للانفصال عن إيران وتحطيم التحالفات القائمة بين بغداد وطهران.

ورغم مخاوف بعض المسؤولين العراقيين من الوعود الأميركية وميلهم إلى التقارب مع إيران، لا سيما في ظل انتشار الأحزاب والمليشيات المسلحة بالعراق، فسوف تكون إجابة المتطلبات السعودية والأميركية صعبة جداً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب