وكالات- كتابات:
تداولت أوساط الإدارة الأميركية وثيقة أوّلية تقترح خارطة طريق من (03) مراحل لتخفيف العقوبات المفروضة على “سورية”، وتضع شروطًا مشدّدة تشمل تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة في “سورية”، ورعاية مراكز احتجاز معتقلي (داعش) وتنفيذ الاتفاق مع (قسد)، والانضمام إلى “اتفاقيات أبراهام”، وفق وكالة (آسوشيتد برس) الأميركية.
بداية النقاش بعد تعهّد ترمب..
وقالت الوكالة إنّه ومنذ أن أعلن الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، عن رغبته في إنهاء نصف قرن من العقوبات على “سورية”، انطلقت نقاشات داخل إدارته بشأن وتيرة وشروط تنفيذ ذلك التعهّد.
وعلى الرغم من تأكيد “ترمب” تخفيف العقوبات، إلّا أنّ المسؤولين منقسّمون بين من يفضّل تسريع العملية ومن يطالب بخارطة طريق تدريجية مشروطة.
مراحل تخفيف العقوبات: اقتراح من الخارجية الأميركية..
وقال مسؤول أميركي كبير مطّلع لـ (آسوشيتد برس، إنّ “وزارة الخارجية” تداولت اقتراحًا يحدّد (03) مراحل لتخفيف العقوبات، تبدأ بإعفاءات مؤقتة، وترتبط مراحلها اللاحقة بشروط سياسية وأمنية معقّدة، من أبرزها: منح إعفاءات قصيرة الأجل لبعض العقوبات.
ووفق الوكالة فإنّ المرحلة الثانية تشمل تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة في “سورية”، ورعاية مراكز احتجاز مقاتلي (داعش) من قبل الحكومة الجديدة، وتنفيذ الاتفاق مع “قوات سورية الديمقراطية”؛ (قسد)، بما في ذلك دمج هذه القوات في الجيش السوري.
أما المرحلة الثالثة فهي الانضمام إلى “اتفاقيات أبراهام” وتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، وكذلك، تقديم إثباتات على تدمير كامل الأسلحة الكيميائية التابعة للحكومة السابقة.
تحذيرات من تباطؤ العملية..
في المقابل، حذّر منتقدو هذا النهج من أنّ الشروط المعقّدة قد تُعيق قدرة الحكومة المؤقتة على جذب الاستثمارات المطلوبة لإعادة إعمار “سورية”.
وأشار هؤلاء إلى أنّ بعض الشروط، مثل تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة في “سورية”، قد تكون شبه مستحيلة التحقيق.
وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض؛ “ماكس بلوستاين”، في بيان لـ (آسوشييتد برس)؛ إنّ: “العقوبات المفروضة على سورية عبارة عن شبكة معقّدة من القوانين والإجراءات التنفيذية وقرارات مجلس الأمن، ويتعيّن التعامل معها بحذرٍ شديد”.
الصعوبات القانونية: “قانون قيصر” حجر عثرة..
وعلى الرغم من إمكانية تخفيف بعض العقوبات عبر أوامر تنفيذية، إلّا أنّ أخرى أكثر تعقيدًا – مثل “قانون قيصر” الذي أُقرّ عام 2019 – تحتاج إلى تحرّك من “الكونغرس”.
ويُعدّ هذا القانون واحدًا من أكبر العقبات أمام جهود إعادة الإعمار، كونه يمنع الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار، ولا يُسمح بتعليق العقوبات سوى لمدّة (180 يومًا).
لقاءات إقليمية ومواقف متباينة..
وخلال اجتماع الأسبوع الماضي في تركيا مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني أيّد وزير الخارجية ماركو روبيو، دعوة ترامب لتخفيف فوري للعقوبات، مع تأكيد ضرورة ربط التخفيف الدائم باستيفاء الحكومة السورية الجديدة للشروط الموضوعة.
السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أيّد أيضاً تخفيف العقوبات وقال: “لدينا فرصة سانحة لتزويد هذه الحكومة الجديدة ببعض الإمكانيات، وينبغي أن تكون مبنية على الشروط، ولا أريد أن تفوّت هذه الفرصة”.