7 أبريل، 2024 4:09 م
Search
Close this search box.

من ورقة “داعش” لـ”دمشق” .. أميركا تضع “قوات سوريا الديمقراطية” في موقف حرج !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تهديد واضح لأي تحركات كُردية تجاه المصالحة مع النظام السوري، قال جنرال أميركي كبير إن “الولايات المتحدة” ستضطر لوقف مساعداتها العسكرية لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، التي يقودها الأكراد؛ والتي تقاتل “تنظيم الدولة الإسلامية”، في حال تحالف مقاتليها مع الرئيس السوري، “بشار الأسد” أو “روسيا”.

تصريحات اللفتنانت جنرال، “بول لاكاميرا”، قائد قوات التحالف؛ بقيادة “الولايات المتحدة”، التي تقاتل “الدولة الإسلامية” في “العراق” و”سوريا”، تُسلط الضوء على القرارات الصعبة التي تواجه “قوات سوريا الديمقراطية” مع استعداد “واشنطن” لسحب قواتها من “سوريا”. وسعى قادة أكراد سوريون إلى إجراء محادثات مع حكومة “الأسد” بغية حماية منطقتهم التي تتمتع بحكم ذاتي بعد انسحاب القوات الأميركية الداعمة لهم حاليًا.

وتوجد مخاوف كُردية من التعرض لهجوم من “تركيا” المجاورة؛ التي هددت بسحق “وحدات حماية الشعب” الكُردية. ولا تميز الحكومة التركية بين “الوحدات” و”حزب العمال الكُردستاني”، الذي يشن تمردًا داخل “تركيا”. لكن “لاكاميرا” قد حذر من أن القانون الأميركي يمنع التعاون مع “روسيا” و”قوات الأسد” أيضًا.

وقال القائد العسكري الأميركي: “سنستمر في تدريبهم وتسليحهم إذا بقوا شركاءً لنا”، مشيدًا بانتصاراتهم الصعبة ضد “الدولة الإسلامية”.

قطع الدعم في حال التحالف مع “الأسد”..

لكن عندما سُئل عما إذا كان الدعم سيستمر إذا تحالفوا مع “الأسد”، قال “لاكاميرا”: “لا”. وأضاف قائلاً، لمجموعة صغيرة من الصحافيين: “حينها ستنقطع هذه العلاقة، لأنهم سيعودون إلى النظام الذي لا نرتبط معه بعلاقة (أو) الروس… إذا حدث ذلك فلن نبقى شركاء معهم بعدها”.

وفي محاولة لتدارك الأمر؛ دعا قائد “قوات سوريا الديمقراطية” إلى بقاء 1000 – 1500 من قوات التحالف في “سوريا”، معربًا عن أمله في أن توقف “الولايات المتحدة” خطط سحب قواتها بالكامل.

توصيات بتسليح “قسد”..

فيما كان جنرال أميركي كبير قد قال لـ (رويترز)، الجمعة الماضي، إن “الولايات المتحدة” ينبغي أن تواصل تسليح ومساعدة “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يقودها الأكراد، بعد الانسحاب الأميركي المزمع من “سوريا”؛ شريطة أن تواصل الضغط على تنظيم (داعش).

توصية الجنرال، “غوزيف فوتيل”، قائد القيادة المركزية، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، تُعتبر واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على آمال الجيش الأميركي في شراكة دائمة مع “قوات سوريا الديمقراطية” رغم مخاوف “تركيا”، حليفة “الولايات المتحدة” في “حلف شمال الأطلسي”، والتي تقول إن مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية” الأكراد إرهابيون.

وقال “فوتيل”، في مقابلة صحافية: “ما داموا يقاتلون ضد (داعش) ويواصلون الضغط عليهم، أعتقد أنه من مصلحتنا مواصلة تقديم وسائل القيام بذلك”.

مضيفًا أنه يتوقع أن تختلف المساعدة الأميركية المستقبلية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” بعد أن تسيطر على آخر مناطق ما زالت خاضعة للتنظيم؛ إذ إنها ستواجه بعد ذلك شبكة فضفاضة وصعبة التعقب من المسلحين المتشددين الذين من المتوقع أن يشنوا هجمات على غرار حرب العصابات، موضحًا أنه: “عندما ينتشرون على نطاق أوسع فسيتطلب ذلك نوعًا مختلفًا” من المساعدة.

قرار مفاجيء بالانسحاب..

وأصاب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، فريقه للأمن القومي بالإرتباك؛ وبينهم كبار القادة مثل “فوتيل”، عندما إتخذ قرارًا مفاجئًا بسحب نحو ألفي جندي أميركي من “سوريا” معلنًا هزيمة (داعش) هناك.

وجاء القرار مخالفًا لتوصيات “وزارة الدفاع”، (البنتاغون)، وساهم في استقالة وزير الدفاع، “غيم ماتيس”، بعد ذلك.

كما أثار القرار انتقادًا علنيًا نادرًا من الجمهوريين في “الكونغرس”، لـ”ترامب”، المنتمي لحزبهم.

وجاء قرار “ترامب”؛ بسبب عرض من “تركيا” بمواصلة الضغط على (داعش) بمجرد انسحاب “الولايات المتحدة”.

لكن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين حذروا من أن “أنقرة” لن تتمكن من تحقيق ذات النجاح الذي حققته “قوات سوريا الديمقراطية” في المناطق التي استعادتها بدعم أميركي.

لا يمكن استبدال “قسد”..

خلال الشهر الماضي، حذر “بريت ماكغورك”، الذي استقال في كانون أول/ديسمبر 2018؛ من منصب المبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة تنظيم (داعش)، من أن “قوات سوريا الديمقراطية” لا يمكن استبدالها كعامل استقرار في المناطق التي كان التنظيم المتشدد يسيطر عليها في “سوريا”، محذرًا من أن “تركيا” ليست شريكًا يعتمد عليه.

وردًا على سؤال عما إذا كان يوافق على عدم إمكانية استبدال “قوات سوريا الديمقراطية”، سواءً بـ”تركيا” أو أي دولة أخرى، قال “فوتيل”: “سأتفق مع ذلك… هذه مهمة لا يجب أن نضطلع بها منفردين”.

وتابع قائلاً: “حقيقة أنهم، (قوات سوريا الديمقراطية)، يسيطرون على هذه، (الأرض)، ويمثلون القبائل… هذا عامل مهم جدًا”.

وحظيت المحنة، التي تمر بها “قوات سوريا الديمقراطية” بسبب قرار الانسحاب الأميركي، باهتمام كبير في “أوروبا”. وقال مسؤول دفاعي كبير، طلب عدم ذكر اسمه، إن القضية طرحت في اجتماع لوزراء الدفاع على هامش “مؤتمر ميونيخ للأمن” الجمعة الماضي.

مضيفًا أن الكثير منهم “يدركون مدى القتال العنيف الذي خاضته قوات سوريا الديمقراطية؛ وعدد من قتلوا منها ولديهم حس بالإلتزام يدفعهم لعدم التخلي عنها”.

إحتجاز 800 داعشي..

وتحتجز “قوات سوريا الديمقراطية”، نحو 800 أجنبي قاتلوا مع تنظيم (داعش)، ولم يتضح ماذا سيكون مصير هؤلاء في “سوريا” بعد الانسحاب الأميركي. وحذر مسؤول كُردي كبير، مؤخرًا، من أن “قوات سوريا الديمقراطية” قد لا تتمكن من الاستمرار في إحتجازهم إذا خرج الموقف الأمني عن السيطرة.

لكن “فوتيل” قال؛ إنه ليس هناك ما يشير إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” ستطلق سراحهم، موضحًا أنهم “يدركون أهمية ذلك… ويدركون ما الذي سيعنيه إطلاق سراحهم”.

يجب احترام حقوقنا..

معلقًا على التهديدات الأميركية؛ يقول الرئيس المشترك للمجلس التشريعي لإقليم عفرين، “سليمان جعفر”، أنه “في كل العقود الاجتماعية التي أصدرناها على مدار الأزمة السورية، كنا نكرر القول، بأن المناطق الكُردية هي مناطق سورية قبل أن تكون كُردية، نحن كأكراد سوريا لا نريد الإنفصال، ونشدد على وحدة الأراضي السورية، ولا أحد يستطيع أن يزايد علينا في هذا المجال”.

ويتابع “جعفر” حديثه قائلاً: “نحن أبناء سوريا بالدرجة الأولى، لكن الشعب الكُردي له خصوصية، وكنا على مدى خمسين عامًا نعاني من التهميش والظلم بحقنا، وحتى أننا كنا نُعتقل عندما كنا نطالب بنوع من الحقوق والحرية، وكان ممنوعًا علينا أن نتكلم بلغتنا، أو نعلم أطفالنا باللغة الكُردية، ونحن سوريين ولا نسعى إلى الإنفصال، كنا وما زلنا نمد يدنا للنظام، بغض النظر عن من في هرم السلطة، لكن على أساس أن يتم الإعتراف بنا كمكون من مكونات الشعب السوري ويتم احترام حقوقنا، وهذا ما نسعى إليه”.

الموقف الأميركي متناقض..

من جانبه؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، “جورج علم”، إن الموقف الأميركي بشأن الانسحاب من “سوريا” متناقض، وإنعكس على نتائج “قمة سوتشي”.

مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأوراق المستترة، التي يجب أن تظهر الآن، كذلك هناك العديد من الأسئلة المطروحة؛ من بينها متى تنسحب القوات الأميركية ؟.. وهل يكون الانسحاب تدريجيًا؛ أم في شهر نيسان/أبريل القادم كما يشاع ؟.. ولمن تترك الأراضي التي تسيطر عليها ؟

وأوضح أن “التحالف الدولي” أسس بهدف محاربة (داعش) والإرهاب، وبما أن القوات الأميركية أعلنت القضاء على (داعش)، فمعنى ذلك أن مهمه التحالف قد إنتهت، ولا مبرر لوجود القوات الأميركية الآن.

لن تتخلى عن الأكراد وورقة دمشق لن تفيد..

وقال الكاتب الصحافي، الدكتور “عماد عبدالهادي”، إن “واشنطن” لن تتخلى عن الأكراد وورقة “دمشق” لن تفيدهم كثيرًا، غير أن المسألة تبدو مبهمة إلى حد كبير، لكن لن تتخلى “أميركا” عن الأكراد، وهناك العديد من الشواهد، من بينها أن “أميركا” لم تبدأ الانسحاب بالفعل كما سبق وأعلنت، والأمر لا يعدو كونه تصريحات متوالية دون تنفيذ، كما أن “البنتاغون” أوصى بترك الأسلحة لدى الأكراد وهو ما أغضب “تركيا”.

موضحًا الدور الكبير الذي لعبه “أكراد سوريا” في الحرب ضد (داعش)، بدعم من “التحالف الدولي”؛ ومن “واشنطن” تحديدًا، التي دعمت الأكراد وأمدتهم بالسلاح لمواجهة التنظيم الإرهابي.

ومع إقتراب حسم المعركة وإعلان تصفية (داعش) جغرافيًا في “سوريا”، وفي ظل رغبة أميركية أعلنها الرئيس، “دونالد ترامب”، للانسحاب من “سوريا”، يواجه الأكراد تهديدًا وجوديًا.

حيث يجعل الانسحاب الأميركي من “سوريا”، الأكراد، في مواجهة مباشرة مع “تركيا”؛ التي تربط بين “وحدات حماية الشعب” الكُردية و”حزب العمال الكُردستاني”، المصنف من جانب “أنقرة” على لائحة الإرهاب.

لافتًا إلى شن الجيش التركي عمليات عسكرية استهدفت مواقع الأكراد شمال “سوريا”، كعملية “درع الفرات”، التي استهدفت “إعزاز” و”منبج”، و”عملية عفرين”.

طرق باب أوروبا..

وفي مواجهة هذا التهديد يطرق “أكراد سوريا” عدة أبواب.. الباب الأول هو “أوروبا”؛ عبر بوابة “فرنسا”، حيث يطالب القادة الأكراد، الأوروبيين، بالمساهمة في تأسيس قوة دولية في شمال شرق “سوريا” لمواجهة “تركيا”.

الباب الثاني؛ هو “واشنطن”، حيث يبحث الأكراد مع التحالف والقوات الأميركية الإبقاء على جزء من القوات في الشمال السوري.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب