13 مارس، 2024 3:35 م
Search
Close this search box.

من منظور منافسة محور “روسيا-الصين-إيران” .. ما هو موقع العراق في سياسة “بايدن” الخارجية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

نهج حكومة “جو بايدن”، الرئيس الأميركي المنتخب، تجاه “العراق” محاط بالغموض.. فقد تطرق في تصريحاته العامة عن إنهاء الحرب المفتوحة في العراق وسحب القوات الأميركية، وفي الوقت نفسه قال إن الحاجة لمكافحة تهديد الإرهاب تتطلب بقاء بعض القوات في العراق.

ومن غير المتوقع، بالنظر إلى الأولويات الداخلية والدولية على جدول أعمال “بايدن”، أن يحتل “العراق” مكانة في مقدمة مخططاته. لكن ومع الأخذ في الاعتبار إلى تحول التركيز في السياسة الخارجية الأميركية على القوى الكبرى، فإن النظر للعراق ودعم الأمن والديمقراطية في هذا البلد لن يكون مفيدًا فقط في مواجهة النفوذ الإيراني، وإنما قد يكون مؤثرًا في ساحة المنافسات مع “روسيا” و”الصين”. بحسب مقال “آنا بورشچوسکایا”؛ بمعهد واشنطن؛ الذي نقله عنه موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

العراق وترسيخ أقدام “بكين”..

وما من داعي لأن يكون “العراق” على رأس أولويات سياسات “بايدن” الخارجية، لكن من العقلانية أن تستثمر إدارته في أمن ووحدة وديمقراطية “العراق” في إطار المنافسات ضد “روسيا والصين وإيران”.

وقد بات واضحًا أن الهدف الرئيس من مشروع “حزام واحد، طريق واحد”؛ جيوسياسي. فـ”الصين” تتطلع إلى تقوية مكانتها كقوة عالمية.

في غضون ذلك، تبرز منطقة الشرق الأوسط كمركز إستراتيجي حيوي لإمدادات الطاقة الصينية، من ثم تسعى “بكين” إلى ترسيخ مكانتها في “العراق”، الذي يتمتع بموقع إستراتيجي باعتباره بوابة الربط بين مسارات “أوراسيا” التجارية.

وتتعاون “الصين” حاليًأ مع “إيران”، ومؤخرًا وطددت البلدان علاقاتهما. مع هذا فـ”الصين” بحاجة إلى “العراق”، وقد ضاعفت بهدوء موقعها بالعراق خلال السنوات الأخيرة. فأضحت الصين شريكًا تجاريًا للعراق بنسبة أكبر من “الاتحاد الأوروبي” و”الولايات المتحدة”.

والعراق هو أكبر ثالث مُصدّر لـ”النفط” إلى الصين بعد “السعودية وروسيا”. ويتحدث الصينيون العربية والكُردية بسهولة في العراق، ويتواجدون بكل القطاعات، بداية من حقول النفط وحتى قطاع التعمير والصيانة ومشروعات البنية التحتية.

ووقع العراق والصين، العام الماضي، اتفاقية بقيمة 10 مليار دولار، بموجب هذه الاتفاقية التي وقعتها حكومة “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراق المستقيل، يبيع العراق يوميًا 100 ألف برميل نفط إلى الصين. وقد أثارت هذه الاتفاقية ردود فعل غاضبة؛ إذ يعتقد البعض أن الحكومة العراقية قد وافقت على هذه الاتفاقية بغرض التورية على الأوضاع الاقتصادية السيئة. وحاليًا قامت حكومة “مصطفى الكاظمي”؛ بتعليق الاتفاقية سعيًا لاتفاق بديل.

منافسة “روسية-أميركية” على أرض العراق..

كذلك تركز “روسيا”، بدورها، على مزايا المنافسة في “العراق”، ومنها على سبيل المثال اتصالات الطاقة والتسليح مع الميليشيات المدعومة إيرانيًا، وكذلك النهج الأكثر شمولاً من المنافسة مع “الولايات المتحدة الأميركية”.

وقد انصب التركيز الروسي، خلال السنوات الأخيرة، على صفقات “النفط” اليومية بـ”إقليم كُردستان”. كذا تعمل الشركات الروسية على تطوير نشاطاتها في العراق. لكن الأهم أن “الصين” ترى، وكذلك “روسيا”، باعتبارهما نماذج عسكرية، ولذلك يتعاونان بدلًا من المنافسة، وكلاهما شريك لـ”الجمهورية الإيرانية”.

العراق : جائزة..

والعراق بدوره؛ يرى أن “رسيا” دولة تتفهم جيدًا خطورة الإرهاب السُني. وحين يبلغ الأمر مرحلة العمليات في أجواء تتسم بالحطورة؛ يميل العراق، (وإيران كذلك)، إلى التعامل مع “روسيا والصين” بشكل أكبر من الغرب. لكن ماذا يعني كل هذا بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” ؟

أولاً: بينما ترى الولايات المتحدة، منطقة الشرق الأوسط كمصدر إلهاء للقوى الكبرى، لكن المنافس الرئيس للولايات المتحدة يرى في الشرق الأوسط، والعراق تحديدًا، نافذة إستراتيجية كبيرة. فالعراق بالنسبة لهم بمثابة جائزة.

ثانيًا: النفوذ المتنامي لمختلف الأطراف في العراق؛ يخولهم إمكانية تشكيل العراق والمنطقة وفق مبادئهم ومصالحهم التي تتعارض مع المصالح الغربية.

أهمية العراق لواشنطن..

لكن لحسن الحظ يطالب الشباب العراقي باستقلال دولتهم. وهذا بسبب انتقال القيم الغربية إلى منطقة الشرق الأوسط. والاحتجاجات العراقية الشعبية، نهاية العام الماضي، وما تلاها من تشكيل حكومة مؤقتة؛ هو في ذاته مؤشر على هذه المسألة.

والواقع ان مشكلات العراق عميقة. علمًا أن هذا البلد يمتلك إمكانيات هائلة قد تجعله الدولة الأكثر تقدمًا في المنطقة. والمؤكد أن هكذا رؤية سوف تسوء “إيران”، وكذلك لن تقبل “روسيا والصين” بهذه الرؤية طالما لاتزال مصالحهما قائمة.

أخيرًا؛ لا يتعين أن يكون العراق أولوية رئيسة للسياسة الخارجية الأميركية. فالاستثمار في أمن العراق ووحدته وديمقراطيته ينعكس في الحكم الواقعي. كذا يتزايد الاستبداد في المنطقة، والتفاعل سيكون الخيار الذي قد يفيد في توفير الأمن وخدمة المصالح الرئيسة الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب