18 أكتوبر، 2024 5:25 م
Search
Close this search box.

من منظور الغرب .. مقتل “السنوار” فرصة الاحتلال للدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب !

من منظور الغرب .. مقتل “السنوار” فرصة الاحتلال للدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

ما إن ارتقى الشهيد “يحيى السنوار”؛ رئيس حركة (حماس)، ليلحق بنظيره؛ “إسماعيل هنية”، إلا وبدأت تظهر المطالب الدولية بوقف إطلاق النار، وكأنه من كان يُعطل الوصول للحلول وليس “الكيان الصهيوني” الإرهابي، فيظهر الغرب ازدواجية معاييره تجاه “القضية الفلسطينية” وتجاه ما يحدث في “غزة” من مجازر ارتكبها الكيان الإرهابي ضد شعب أعزل بحجة القضاء على حركة المقاومة، فعلى الفور، قال “ماثيو ميلر”؛ المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية، إن “واشنطن” ستُحاول دفع مقترح لوقف إطلاق النار في “غزة” والإفراج عن الرهائن بعد مقتل “السنوار”.

وأضاف “ميلر”؛ في إفادة صحافية، أن “واشنطن” ترى فرصة لإنهاء الحرب بعد خروج “السنوار” من الصورة.

وتابع: “على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة، لم تجرِ مفاوضات لإنهاء الحرب؛ لأن السنوار رفض التفاوض”.

وفي وقتٍ سابق؛ قال الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إن مقتل “السنوار” يُمثل لحظة ارتياح للإسرائيليين ويوفر في الوقت نفسة فرصة لمستقبل “قطاع غزة” خالٍ من سيطرة (حماس).

وأضاف “بايدن”؛ في بيان: “كان يحيى السنوار حجر عثرة أمام تحقيق كل هذه الأهداف. لم يُعد ذلك العائق موجودًا. لكن يظل أمامنا عملٍ كثير”.

وتابع: “سأتحدث قريبًا مع رئيس الوزراء؛ نتانياهو، وقيادات إسرائيلية أخرى لتهنئتهم ولبحث مسّار إعادة الرهائن إلى عائلاتهم ولإنهاء هذه الحرب إلى الأبد التي أحدثت كثيرًا من الدمار للأبرياء”.

من جانبها؛ قالت نائبة الرئيس الأميركي؛ “كامالا هاريس”، أمس الخميس، إن مقتل “السنوار” على يد “إسرائيل” هو خطوة للأمام فيما يتعلق بالقضاء على التهديد الذي تُمثله (حماس) على “إسرائيل”. على حد مزاعمها.

وتدعي “هاريس”؛ للصحافيين، في “ميلووكي”، بولاية و”يسكونسن”: “لقد تحققت العدالة؛ السنوار، كان مسؤولاً عن قتل آلاف الأبرياء، ومن بينهم ضحايا السابع من تشرين أول/أكتوبر والرهائن الذين قُتلوا في غزة”.

وأضافت “هاريس”: “هذه اللحظة تمنحنا فرصة لإنهاء الحرب في غزة أخيرًا”.

إطلاق سراح الرهائن..

وعلى صعيد تواصل ردود الأفعال؛ كتب الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، على منصة (إكس): “كان يحيى السنوار؛ هو المسؤول الرئيس، عن الهجمات الإرهابية والأعمال الوحشية التي وقعت في السابع من تشرين أول/أكتوبر”. وأضاف: “اليوم أفكر بتأثر في الضحايا بمن فيهم: (48) من مواطنينا وأحبائهم”. وتابع: “تطالب فرنسا بالإفراج عن جميع الرهائن، الذين مازالوا محتجزين لدى (حماس)”.

ومن جهتها؛ قالت وزيرة الخارجية الألمانية؛ “أنالينا بيربوك”، إنه يجب على (حماس) إطلاق سراح جميع الرهائن وإلقاء أسلحتها، وإنهاء معاناة الناس في “غزة”.

وشدّدت على أن “السنوار” كان العقل المدبر لهجوم 07 تشرين أول/أكتوبر، وأنه بقراره قد جلب الموت لآلاف الأشخاص ومعاناة لا حدٍ لها لمنطقة بأكملها. كما تدعي.

وسار على نفس الدرب وزير الدفاع البريطاني؛ “جون هيلي”، مؤكدًا أنه لن يحزن على مقتل “السنوار”، الذي اتهمه بالتخطيط للهجمات الدامية على “إسرائيل”، كما أنه سببًا في وقوع عدد لا يُطاق من الضحايا المدنيين الفلسطينيين أنفسهم.

إلى ذلك؛ قال وزير الخارجية الإيطالي؛ “أنطونيو تاياني”، إنه: “يبدو أن الزعيم العسكري لـ (حماس) قُتل، وأعتقد أنه من هذا المنطلق ربما تكون إسرائيل قد نفذت دفاعها عن النفس ضد (حماس)، أتمنى أن يؤدي اختفاء زعيم (حماس) إلى وقف إطلاق النار في غزة”.

سيناريوهات الحرب..

وعدّد خبراء إسرائيليون استطلعت آراءهم (العين الإخبارية) الإماراتية؛ عقب الإعلان عن استشهاد “السنوار”، (04) سيناريوهات لإنهاء الحرب في “غزة”.

السيناريو الأول؛ أن يُعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، استعداده للدخول في مفاوضات سريعة. وهذه المحادثات لتبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف إطلاق النار في “غزة”، والدخول في ترتيبات اليوم التالي للحرب.

السيناريو الثاني؛ أن يؤدي مقتل “السنوار” إلى ليونة من جانب “نتانياهو” وحركة (حماس)؛ باتجاه التوصل إلى اتفاق مقبول من الطرفين ومع تقديم كل منهما تنازلات تسمح بالتوصل لاتفاق.

والاعتقاد السائد هو أن “أميركا ومصر وقطر” ستسّعى للدفع باتجاه جعل هذا السيناريو حقيقة من خلال الضغط على الطرفين لطي صفحة الحرب.

السيناريو الثالث؛ أن يُشجع استشهاد “السنوار”؛ “نتانياهو”، على المزيد من العمليات العسكرية في “قطاع غزة”، على غرار ما جرى في “لبنان” بعد استشهاد الأمين العام لـ (حزب الله)؛ السيد “حسن نصرالله”، باتجاه توجيه المزيد من الضربات لـ (حماس) على أمل القضاء على الحركة.

أما السيناريو الرابع والأخير؛ يتمثل في أن يتولى رئيس المكتب السياسي لـ (حماس) شخصية ترفض التوصل إلى اتفاق وتتمسك بشروط الحركة لأي اتفاق؛ وبذلك تبقى قضية الرهائن الإسرائيليين في “غزة” قائمة وتبقى معها الحرب.

نقطة تحول في الحرب..

ووفقًا لشبكة (CNN) الأميركية؛ فإن هناك تداعيات كبيرة لمقتل “السنوار”، وخاصة في “واشنطن”. إذ يُعتبر موته – ربما أكثر من أي شيء آخر – الحدث الذي رآه العديد من المسؤولين الأميركيين بمثابة نقطة تحول في الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي و(حماس)، المستمرة منذ أكثر من عام.

وقال أحد المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إن القضاء على “السنوار”؛ سيُساعد الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في “غزة”. كما تأمل السياسات الصهيوأميركية.

وأضاف المسؤول أن المناقشات ستجرى في الأيام المقبلة حول تداعيات الوفاة الواضحة في مفاوضات الرهائن.

مخاوف من عدم وجود خليفة..

ومع ذلك؛ حذر آخرون من أن عدم وجود خليفة واضح وفوري يمكن أن يُعقد الأمور ويُعّرض الرهائن للخطر. وقال مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر إن هناك مخاوف أيضًا من أن الفوضى في صفوف (حماس) قد تتبع وفاة “السنوار”.

وهناك مخاوف لدى الإسرائيليين من أنه في غياب قيادة واضحة؛ يمكن قتل الرهائن – سواء بدافع الانتقام أو بسبب عدم وجود خطة بشأن ما يجب فعله بهم.

ومع تعثر اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن لشهور، كان كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية يأملون في أن يتم القضاء على “السنوار” في نهاية المطاف، مما قد يفتح آفاقًا جديدة غير ممكنة في الظروف الحالية.

وقد رأى المسؤولون الأميركيون أن “السنوار” هو الهدف الأكثر أهمية بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي لإعلان انتهاء حربها في “غزة”.

وحتى في المناقشات حول صفقة شاملة تُعرف: بـ”الكل مقابل الكل” – والتي تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى (حماس) مقابل كل الأسرى الفلسطينيين الذين تُطالب بهم (حماس) – وهي صفقة تُعد بعيدة المنال إلى حدٍ كبير، كان بعض المسؤولين الأميركيين يرون أن تلك الفكرة قد تُصبح ممكنة إذا تم القضاء على “السنوار”.

قبول التفاوض..

وبحسّب صحيفة (نيويورك تايمز)؛ يمكن أن يدفع استشهاد “السنوار”؛ (حماس)، إلى قبول بعض مطالب الاحتلال الإسرائيلي، أو يمنح رئيس وزراء الاحتلال؛ “بنيامين نتانياهو”، انتصارًا رمزيًا يتُيح له الغطاء السياسي اللازم لتخفيف موقفه التفاوضي.

ومنذ اندلاع الحرب؛ أُجريت معظم محادثات وقف إطلاق النار في “مصر وقطر”. ومع ذلك، لعب “السنوار” دورًا محوريًا، حتى من مخبئه في “غزة”. (بحسب تعبير الصحيفة الأميركية). ووفقًا لمسؤولين مطلعين على المحادثات، كان يتطلب موافقة “السنوار” من خلال مفاوضي (حماس) قبل قبول أي تنازل.

ورُغم أن مسؤولي (حماس) أكدوا سابقًا أن “السنوار” ليس صاحب القرار النهائي في قرارات الحركة، إلا أن دوره القيادي في “غزة” وشخصيته القوية جعلاه يتمتع بنفوذ كبير في طريقة عمل (حماس)، وفقًا لحلفائه وخصومه.

وقال “صلاح الدين العواودة”؛ عضو (حماس) والمحلل السياسي، الذي كوّن صداقة مع “السنوار” أثناء سجنهما في الاحتلال الإسرائيلي خلال التسعينيات والألفينيات: “لا يمكن اتخاذ أي قرار دون استشارة السنوار”. وأضاف “العواودة”: “السنوار ليس قائدًا عاديًا، إنه شخصية قوية ومهندس للأحداث”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة