7 أبريل، 2024 12:47 ص
Search
Close this search box.

من فكي “بوتين” في روسيا إلى اضطرابات الشرق الأوسط .. وزراء دفاع دول الـ”ناتو” يتحسبون لما بعد “بايدن” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

اجتاحت موجة من القلق وزراء الدفاع وقادة القوات المسّلحة الأوروبيين؛ كما تقول صحيفة (الغارديان-The Guardian) البريطانية، إذ بات السّاسة والقادة العسكريون في “أوروبا” يرون أن “دونالد ترامب” – الرئيس الأميركي السابق الذي لطالما شكَّك في أهمية “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو) – ربما يُعاد انتخابه رئيسًا لـ”الولايات المتحدة” في الانتخابات الرئاسية القادمة، في تشرين ثان/نوفمبر 2024، وأن “الولايات المتحدة” تحت إدارته قد تُعدل عن مسّار السّعي لإخراج “روسيا” من “أوكرانيا” أو إلحاق الهزيمة العسكرية بها هناك.

وقد أدى هذا السّياق المشّحون بالمخاوف إلى ظهور تحذيرات متزايدة من قادة عسكريين أوروبيين من أن “أوروبا” قد تجد نفسها متورطة في حرب مع “روسيا”، حتى وإن كانوا يرون أن “موسكو” متأزمة حتى الآن في حربها على “أوكرانيا”؛ بحسّب زعمهم.

في الوقت نفسه؛ لا تزال التوترات في الشرق الأوسط تتصاعد، إذ تواصل “إسرائيل” عدوانها على “قطاع غزة”، وتتزايد حدة الأعمال العدائية بين “إسرائيل” و(حزب الله) اللبناني المتحالف مع “إيران”، وتتناوب “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” شنَّ غارات جوية على المناطق التي يُسّيطر عليها (الحوثيون) في “اليمن” لوقف الهجمات على سفن الشحن في “البحر الأحمر”.

ماذا قال السياسيون والقادة العسكريون الأوروبيون ؟

قال الأدميرال الهولندي؛ “روب باور”، رئيس اللجنة العسكرية لحلف الـ (ناتو)، الأسبوع الماضي، إن: “العيش في سلام ليس بالشيء المضمون” لدول الحلف، ولذلك فإننا: “نسّتعد للصراع مع روسيا والجماعات الإرهابية؛ إذا بلغ الأمر هذا الحد”. وقد جاءت هذه التصريحات قبيل الشّروع في تدريبات عسكرية وصفها حلف الـ (ناتو) بأنها أكبر مناوراته التدريبية منذ عقود، ويُشارك فيها: (90) ألف جندي من دول التحالف.

أما وزير الدفاع البريطاني؛ “غرانت شابس”، فقد استخدم خطابًا أقوى وأشّد صراحة، وقال إن مكاسّب السلام المرتبط بانتهاء الحرب الباردة قد أدبر زمنها، ومن ثم فإن “بريطانيا” وحلفاءها: “ينتقلون من عالم (ما بعد الحرب)” وانتهائها إلى: “عالم (ما قبل الحرب)”؛ والاستعداد لها، وينصرفون عن المثالية لكي تحل: “الواقعية الصارمة” مكانها. وشّدد على أن الوقت قد حان لإعادة تسّليح “أوروبا” حمايةً لها من: “غضب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين” وخطره.

وأجرى “بوريس بيستوريوس”، وزير الدفاع الألماني، مقابلةً الأسبوع الماضي، زعم فيها أن “روسيا” من المسّتبعد أن تُهاجم “أوروبا” في الوقت الحالي، إلا أن خبراء “ألمانيا” العسكريين يتوقعون أن يُصبح هذا الأمر ممكنًا بعد نحو خمس إلى ثماني سنوات. ومن ثم فعلى “أوروبا” أن: “تتعامل مع وضع تواجه فيه التهديد العسكري… بعد أن كان هذا الوضع قد غاب عنها منذ (30 عامًا)”. وأصدر مسؤولون في “النرويج والسويد” تحذيرات شبّيهة خلال الشهر الماضي.

ترهيب من الجيوش كي يُخصَّص لها مزيد من الأموال !

مهمة الجيوش هي التخطيط للحرب والاستعداد لحالة الطواريء المرتبطة بها، وإن كانت بعيدة، ولذلك يُلح القادة العسكريون ووزراء الدفاع دائمًا على زيادة الأموال المخصصة لنفقات الجيوش والقوات المسلحة. إلا أن واقع الأمر أن الحرب الجارية في “أوكرانيا” – والتي تُكمل عامها الثاني خلال الشهر المقبل – تستنزف حقًا المخزونات الغربية من الذخائر والأسلحة.

في الوقت نفسه، يتزايد الترجيح بأن “الكونغرس” الأميركي لن يوافق على حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لـ”أوكرانيا”؛ (التي طالبت بها إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي؛ “جو بايدن”، والتي بلغت قيمتها: 61 مليار دولار)، في ظل إصرار النواب الجمهوريين على مقايضة هذا الطلب بمطلب آخر، وهو تشّريع لزيادة النفقات المخصصة لتعزيز الأمن على الحدود الجنوبية لـ”الولايات المتحدة”.

ورُغم كثرة الأسلحة التي قدَّمتها الدول الغربية حتى الآن إلى “أوكرانيا”، ومنها الدبابات الألمانية (ليوبارد-2)، والدبابات البريطانية (تشالنغر-2)، ومركبات (برادلي) القتالية الأميركية، فإن المدفعية الصاروخية البعيدة المدى ومعها الذخيرة وقذائف المدفعية التي أرسلتها “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”، كلها لم تنجح في تفكيك الخطوط الأمامية الروسية.

وإذا استمرت أزمة “الكونغرس” وتوقفت المساعدات العسكرية الأميركية في المستقبل، فإن “أوروبا” سوف تضطر إلى التكفل بسدِّ فجوة الاحتياجات الأوكرانية في مواجهة “روسيا”. ومع ذلك يخشى الخبراء أن يؤدي انصراف “الولايات المتحدة” عن تقديم الدعم إلى ترجيح كفة “روسيا” في الحرب وانقلاب ميزان القوة لمصلحتها شيئًا فشيئًا.

في غضون ذلك؛ اكتسّح “ترامب” الانتخابات التمهيدية للحزب (الجمهوري) في ولايتي: “آيوا” و”نيوهامبشير”، ومن ثم زادت فرصُه في الترشّح عن الحزب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ولا تزال ذكريات الرئيس الأميركي السابق حاضرة في أذهان الأوروبيين، فضلاً عن الشكوك في قربه من “بوتين”، وتهديداته في قمة الـ (ناتو)؛ في عام 2018، بأن “الولايات المتحدة” قد: “تنفرد بسّبيلها” وتنسّحب من الـ (ناتو)؛ إذا لم ترفع الدول الأخرى من ميزانية إنفاقها العسكري.

ما آثار ذلك في حلف الـ”ناتو” ؟

في لقاء مع مجلة (بوليتيكو-Politico) الأميركية، يوم الخميس 25 كانون ثان/يناير 2024، روَّج “مانفريد ويبر”، زعيم كتلة حزب (الشعب) الأوروبي المحافظ في “البرلمان الأوروبي”، فكرة أن “الاتحاد الأوروبي” يجب أن يتولى مهام حلف الـ (ناتو) الخاصة بالدفاع عن القارة الأوروبية، واقترح إنشاء “قاعدة دفاع أوروبية”؛ تشمل مظلة نووية تقدمها “فرنسا”، لكونها الدولة النووية الوحيدة في “الاتحاد الأوروبي”.

تبادل بعض السياسيين في “الاتحاد الأوروبي” أحاديث عن الحاجة إلى إنشاء مفوضية لشؤون الدفاع في “الاتحاد الأوروبي”، ولكن واقع الأمر أن هذه المبادرات من المسّتبعد أن تحل مكان حلف الـ (ناتو) وأهميته، فالحلف يضم بين صفوفه جيوشًا كبرى، مثل الجيش البريطاني؛ (الذي يُقدم غطاء أسلحته النووية للحلف)، والجيش التركي، علاوة على الجيش الأميركي. ولذلك فإن المُرجّح أن تسّعى دول الـ (ناتو) إلى المهادنة، وتتحمل المدة الرئاسية الثانية لـ”دونالد ترامب”؛ كما فعلت في مدته الأولى من عام 2016، إلى عام 2020.

هل يمكن أن تشهد “أوروبا” حربًا واسعة النطاق مع “روسيا” ؟

قال “باتريك ساندرز”؛ قائد الجيش البريطاني، إن الجيش النظامي في “بريطانيا” أقل عددًا من أن يتحمل حربًا شاملة طويلة في مواجهة “روسيا”، ومن ثم فإن الانتصار في حرب كهذه يتطلب الاعتماد على: “جيش مكون من مواطني البلاد”، وقد لمّح بذلك إلى عودة التجنيّد الإجباري في حالة الطواريء الشاملة. ورُغم أن مجلس الوزراء البريطاني استبعد هذا المسّار بدعوى: “قلة فائدته”، فإن دولاً أوروبية أخرى مثل: “لاتفيا والسويد” أعادت الخدمة العسكرية الإلزامية، وقال وزير الدفاع الألماني، في كانون أول/ديسمبر 2023، إنه: “يدرس جميع الخيارات” المتاحة في هذا السّياق.

ومع ذلك؛ ومهما بلغت الميول العدوانية لدى الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، فلا أحد يعرف حقًا إذا كان قادرًا على مهاجمة دول الـ (ناتو)، لا سيما أن تقديرات الاستخبارات الغربية تزعم أن: (315) ألف روسي قُتلوا وأصيبوا في “أوكرانيا”، وأن القوات الروسية أخفقت مرارًا في توطيد سيّطرتها على أراضي جارتها صغيرة المساحة. بحسّب مزاعم الآلة الدعائية الأميركية وتوابعها من وسائل إعلام غربية مضللة الحقائق. والخلاصة – كما يقول تقرير الصحيفة البريطانية الدعائي – أن المخاوف الأوروبية من تناقص الدعم الأميركي وجيهة، لكن الخطر المحدق بـ”أوروبا” ليس بالخطر العظيم حتى الآن.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب