خاص : ترجمة – بوسي محمد :
يبدو أن مشاهير “هوليوود” ممن أثروا الساحة الفنية بأعمالهم، التي شكلت في وجدان الجمهور ممن عاصروهم والأجيال المتعاقبة بإرثهم الفني، رفضوا الرحيل وأن كانوا رحلوا بأجسادهم، لكن تظل أسماءهم مادة دسمة في حفل توزيع جوائز الـ”أوسكار”. بعد أن قرر عدد من الفنانين تقمص شخصيات نماذج فنية ناجحة في فيلم سينمائي يتناول حياتهم ورحلة صعودهم للمجد والشهرة؛ في محاولة منهم لجذب الجمهور المتشوق لمعرفة تفاصيل أكثر عن حياة نجمهم المفضل. لتصبح أفلام “السير الذاتية” للفنانين أقصر طريق للوصول إلى جائزة الـ”أوسكار” التي تُعد واحدة من أهم الجوائز العالمية على الإطلاق.
استطاع صُناع الأفلام، التي تناولت السير الذاتية للفنانين، الحصول على جوائز الـ”أوسكار” بجدارة. والذي كان آخرهم الفنان الأميركي ذو الأصول المصرية، “رامي مالك”، الذي توج مؤخرًا بـ”أوسكار أفضل ممثل” لعام 2019؛ عن دوره في فيلم (فريدي ميركوري).
وهناك العديد من النماذج التي تبرهن وتدلل على ذلك؛ خاصة الأفلام التي استطاع فيها بطل العمل أن يتحول إلى صورة طبق الأصل من الشخصية الحقيقية التي يجسدها على الشاشة.
آديث بياف..
تُعتبر المغنية الفرنسية، “آديث بياف”، إيقونة عالمية في مجال الغناء، رغم مرور أكثر من 50 عامًا على رحيلها، لكن يظل صوتها حيًّا في أغانيها، يواسي أولئك الذين لم يحالفهم الحظ في الحياة، ويشارك المحبين نخب سعادتهم.
استغلت النجمة الفرنسية، “ماريون كوتيار في”، محبة الناس الكبيرة لـ”آديث” في تجسيد شخصيتها؛ في فيلم (ma vie en rose)؛ للمخرج، “أوليفيه داهان”.
فاز الفيلم بخمس جوائز “Césars”، بما في ذلك واحدة لجائزة “أوسكار أفضل ممثلة”، وهي المرة الأولى التي يتم منح جائزة “أوسكار” لدور باللغة الفرنسية، وتُعتبر “ماريون” أول ممثلة فرنسية تفوز بجائزة الـ”بافتا لأفضل ممثلة”، وأول ممثلة تفوز بجائزة الـ”غولدن غلوب”.
فريدي ميركوري..
“فريدي ميركوري”؛ واحدًا من الفنانين الذين شكلوا طفرة هائلة في موسيقى “الروك”، فنجح في تحويل المسمى الوظيفي الخاص به من مطرب عادي إلى “أسطورة الروك”. لم يحتاج “فريدي” مزيدًا من السنوات لصنع نجوميته، فاستطاع بأغنيته الشهيرة، (البوهيمي الرابسودي)، وهي أغنية لفرقة “الروك” البريطانية، “كوين”، وهي من تأليف “فريدي”، وهي عبارة عن متتابعة مدتها ست دقائق، وتتكون من عدة أقسام بدون لازمة: مقدمة، مقطع أغنية، مقطع أوبرالي، مقطع “هارد روك” ومقطع ختامي، أن يتربع على عرش قائمة “بيلبورد” لتصنيف الأغاني، إذ حققت الأغنية نجاحًا تجاريًا كبيرًا عند إصدارها، حيث تصدرت قائمة أغاني “المملكة المتحدة” لتسعة أسابيع وبيع منها أكثر من مليون نسخة بحلول نهاية كانون ثان/يناير 1976. لتصبح صاحبة ثالث أفضل مبيعات في “المملكة المتحدة” على الإطلاق.
عندما قرر الفنان الأميركي، ذو الأصول المصرية، “رامي مالك”، تقمص شخصية “فريدي” في فيلم (Bohemian Rhapsody)؛ كناية عن أغنيته الشهيرة، كان يخوض وقتذاك تحدي كبير مع نفسه، لأن “فريدي” ليس مطربًا عاديًا ويحظى بحب كبير من جانب الجمهور العاشق لأغانيه، ولكن “رامي” أثبت أنه على قدر المسؤولية، ونجح من خلال تقمص شخصية “فريدي” أن يحصد الجوائز العالمية؛ لعل أهمها “أوسكار أفضل ممثل”، في حين فاز بـ”غولدن غلوب أول ممثل”، ليكون ثاني ممثل من جذور مصرية يحصل عليها بعد الفنان القدير المصري الراحل، “عُمر الشريف”، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة المعروفة باسم “SAG”، وجائزة اختيار النقاد، والـ”بافتا” البريطانية.
بوب ديلان..
يبدو أن المغني الأميركي، “بوب ديلان”، بات أسطورة وحلم للفنانين من الرجال والفتيات، فلم تتردد ولو لحظة الممثلة الأسترالية، “كيت بلانشيت”، في تقمص شخصية المغني والشاعر الأميركي “I’m not there”.
رفض “ديلان” أن يحصر نفسه في قالب معين، حيثُ قام بغناء العديد من الأنواع الموسيقية مثل “ريف والغوسبل والبلوز والروك”، ويعتبر واحدًا من الفنانين الأكثر مبيعًا من أي وقت مضى.
يتناول الفيلم مسيرة الفنان الأميركي، “بوب ديلان”، من خلال ست وجهات نظر مختلفة، تمثل مراحل متباينة من حياته، كشاب يدعى، “آرثر”، يقع تحت التحقيق، وكفتى أسود يدعى، “وودي”، يحاول شق طريقه في عالم الغناء، وكمطرب معروف يدعى، “جاك رولينز”، يثور على الموسيقى الفولكورية، وكممثل يدعى، “روبي كلارك”، يجسد شخصية “رولينز” في فيلم سينمائي، وكمطرب يدعى، “غود، الذي يبتعد عن الموسيقى التي أحبه الناس بها، وكخارج عن القانون يدعى، “هنري مكارتي”.
غوني كاش..
كان اختيار “غواكين فينيكس”؛ موفق عندما قرر تقمص شخصية المغني العالمي، “غوني كاش”، في فيلم السير (Walk the Line)، هو فيلم سيرة ذاتية دراما أُصدر في “الولايات المتحدة” سنة 2005, من إخراج، “غيمس مانغولد”، وبطولة، “خواكين فينيكس”, “ريس ويذرسبون”, “غينيفر غودين” و”روبرت باتريك”.
يركز الفيلم على حياة “غوني كاش” المبكرة وعلاقته الرومانسية مع، “جون كارتر”، وصعوده إلى ساحة الموسيقى الريفية، رشح الفيلم لخمس جوائز “أوسكار”، بما في ذلك جائزة “أفضل ممثل”؛ لـ”خواكين فينيكس”، وجائزة “أفضل ممثلة”؛ لـ”ريس ويذرسبون”، وجائزة “أفضل تصميم أزياء”.