كتابات – متابعة
على الرغم من اختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية بين دول مثل لبنان وهولندا وحتى بريطانيا والولايات المتحدة، فإن الشعوب في هذه الدول خرجت في حركات احتجاجية ضد قيود كورونا، ففي لبنان التي على شفا الإفلاس تحولت طرابلس اللبنانية طوال ليل الأحد إلى ساحة حرب وسط اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الجيش والدرك الوطني، بعد أن أعلن المتظاهرون في المدينة اللبنانية التي تعتبر الأكثر فقرا في البلاد رفضهم لقيود كورونا والعقوبات المالية التي تفرضها السلطات اللبنانية على مخالفي قيود كورونا. وقام المحتجون بقطع مداخل ساحة عبدالحميد، في طرابلس، بالإطارات والعوائق، بحسب “الوكالة الوطنية للإعلام”، في حين نفذ آخرون مسيرة في منطقة القبة ورددوا هتافات أكدوا فيها الاستمرار في تحركاتهم في حال لم يتم التراجع عن قرار الإقفال. وتشهد ساحة النور في مدينة طرابلس شمالي لبنان، مواجهات بين المتظاهرين والجيش اللبناني الذي تطلق عناصره القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين، مما أدى لإصابة عدد من المتظاهرين.
كما نقلت نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر محلية في هولندا عن أن عدد من المدن الهولندية تشهد حاليا موجة ثانية من أعمال العنف احتجاجا على إجراءات الحظر التي سببها فيروس كورونا. واشتبكت شرطة مكافحة الشغب مع مجموعات من المتظاهرين في مدينة روتردام الساحلية، حيث استخدموا خراطيم المياه، وكذا في مدينة جيلين الجنوبية الصغيرة. واندلعت مواجهات مع الشرطة ووقعت أعمال نهب، وسط احتجاجات عنيفة مستمرة حتى ساعة كتابة هذا التقرير في مدن هولندية عدة خلال تظاهرات رفضا لحظر التجول، الذي فرض منذ السبت لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
وفي نفس الوقت ظهرت بوادر خلافات داخل الحكومة البريطانية حول رفع جزئي لقيود كورونا التي فرضتها الحكومة البريطانية في البلاد، فبعد أن شعر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بضجر البريطانيين من القيود المفروضة بسبب كورونا، ألمح جونسون أن الحكومة البريطانية قد ترفع بعد قيود كورونا، لكن تلميحات جونسون لم ترق لوزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الذي قال إن السلالة الجديدة المتحورة الأكثر عدوى من فيروس كورونا تؤكد أن الحكومة بحاجة إلى أن تكون أكثر حذرا في رفع قيود الإغلاق. وقال هانكوك في مؤتمر صحفي: “ليس هناك شك في أن المتغير الجديد جعل هذه المعركة أكثر صعوبة خصوصا أن قدرته على الانتشار بسهولة هي بين 30 و70 بالمئة”، مشيرا إلى أن “الرسالة الحاسمة هي أننا يجب أن نكون حذرين واستجابتنا يجب أن تكون أكثر حذرا”.