19 أبريل، 2024 12:11 م
Search
Close this search box.

من “دبي” .. “نجاد” يطلق نصائحه: على واشنطن أن تعي إيران اليوم ليست كما كانت منذ 50 عامًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

“ساعدت الولايات المتحدة على عودة (طالبان) إلى السلطة في أفغانستان، وهو ما سيؤدي إلى ظهور (القاعدة) مجددًا، بهدف الاشتباك مع إيران، ولكن هذه الخطة ستفشل عمّا قريب”، هكذا صرح الرئيس الإيراني السابق، “محمود أحمدي نجاد”، في مقابلة مع (اندبندنت فارسية).

وقال “أحمدي نجاد”، في المقابلة الصحافية التي أجرتها معه؛ “كاميليا انتخابي فرد”؛ رئيس تحرير (اندبندنت فارسية): “نُصّبت (طالبان) في السلطة في انتهاكٍ لمطالب الأمة الأفغانية”. وأضاف أن: “علاقات إيران مع جيرانها، ولا سيّما لجهة الجنوب؛ ستتحسّن في السنوات المقبلة لأنه لا سبيل آخر للتقدّم”.

وفي حديثه عن المخاطر التي يُمثّلها تنظيم (داعش) الإرهابي، قال الرئيس الإيراني السابق: “إن (داعش) عميل مباشر للشيطان؛ يسعى إلى إشعال حرب دينية، وهذه خطة وضعتها الرأسمالية العالمية”.

وأصرّ “أحمدي نجاد”؛ على معارضته للسياسة الإيرانية الحالية تجاه (طالبان). وأضاف: “لا تعجبني كلمة معارضة؛ لأنني لا أرغب بخلق هكذا موقع. أنا إيراني ولديّ الحق بالعيش والتعبير عمّا يجول في خاطري وعن آرائي، إسوةً بسائر الإيرانيين. إيران ملك للـ 85 مليون إيراني جميعهم. ولا يعني ترؤس أي أحد الحكومة أن البلد بات ملكه. فالبلد ملك الجميع ويمكن للجميع التعبير عن آرائهم. عندما نتكلم عن معارضة، نقسم البلاد ولا يعود الشعب يُصغي لنا حتى لو كنا نتفوه بالكلمات الصحيحة”.

“إيران-السعودية-تركيا” مثلث توازن واستقرار المنطقة..

وقال “أحمدي نجاد”: “تلعب إيران والسعودية وإلى حدّ ما، تركيا، دورًا رئيسًا في المنطقة. ولو تكاتفت هذه الدول الثلاث، ستعيش كل دول المنطقة بسلام؛ ولن يحصل أي نزاع أو صِدام. هذه ثلاثة دول كبيرة ومهمّة. عندما تختلف، تفسد العلاقات في المنطقة بأسرها”.

وتابع: “أولاً؛ على إيران والسعودية الإيمان بأن وجود خلافات بينهما يضرّ بهما. صدقيني، لا أحد يستفيد من تصادمهما. هاجم صدّام، إيران، واندلعت حرب استمرّت ثمانية أعوام. هل أفرزت الحرب رابحًا ؟.. كلا، لم تفعل. وبعد ثمانية أعوام، عُدنا إلى نقطة الصفر إنّما مع خسائر لا يمكن تعويضها”.

وبرأي “أحمدي نجاد”، لن يخدم التصادم بين دول المنطقة سوى أعداء شعوبها والقوى الخارجية. وأضاف: “على البلدين التراجع قليلاً عن مواقفهما. على كل منا الاعتراف بالآخر واحترام معتقداته وهويته. علينا أن نتقبّل بأن المنطقة ملك للجميع”.

حل مشكلة اليمن بيد إيران والسعودية فقط..

ولفت الرئيس الإيراني السابق إلى أنه: “في ظل هذه الظروف، سيُصبح أي طرف يأخذ خطوة إلى الأمام بطلاً تاريخيًا في نظر شعوب المنطقة. لماذا لا يمكن لإيران والسعودية حلّ المشكلة في اليمن ؟.. لماذا على دول تبُعد آلاف الأميال أن تأتي إلى هنا لكي تحلّها ؟.. تلك التي لا تربطها صداقة مع أي من الطرفين. وعندما يقع أي اشتباك، تبيع أسلحتها. لا تُريد منطقة هادئة فيها أي دولة قوية، سواء كانت إيران أم السعودية، أو تركيا، أو العراق أو الإمارات”.

“على إيران والسعودية حلّ مشكلة اليمن بنفسيهما”، كما أوضح “أحمدي نجاد”، وقال: “كما في الماضي، كلّما رأيت أنه بإمكاني المساعدة على حلّ مشاكل السياسة الخارجية، سيُسعدني أن أتصرف. لقد شرحت خططي في السابق وكتبت رسائل إلى عدة أشخاص. رحّب بها البعض فيما أبدى البعض الآخر تردده”.

وعن حكومته التي أمسكت بزمام السلطة في “إيران”، بين عامَي: 2005 و2013، قال “أحمدي نجاد”: “خلال تولّي إدارتي السلطة، ارتفع معدّل الدخل الفردي؛ كما إجمالي الناتج المحلّي، وذلك بالنظر إلى الأرقام وأحوال الناس حينها. لكن كثيرين داخل البلاد وخارجها أتحدوا بهدف إحباطنا”.

البرنامج النووي..

وعن البرنامج النووي الإيراني، أشار “أحمدي نجاد”؛ إلى وجود حل لهذه المشكلة، على الرغم من جدية الخلاف على البرنامج.

وقال “أحمدي نجاد”: “ليس في الصراع الحالي بين: إيران والولايات المتحدة؛ أي إيجابية. إنه سيء بالنسبة للولايات المتحدة وسيء بالنسبة لإيران ودول كثيرة غيرها. فالعالم شبكة متصّلة وعندما يتعطّل أي جزء منها، يُلحق الأذى بالشبكة كاملة”.

واعتبر “أحمدي نجاد”؛ أنه على: “العقلاء والشيوخ في البلدين التخاطب وحلّ هذه المشكلة. في مسائل عدة، عليهم احترام بعضهم بعضًا. وعليهم الاعتراف بوجود الطرف الآخر، وباستقلاليته وحقه في تقرير مصيره؛ كما عليهم الإمتناع عن التدخل في شؤونه”. وأضاف: “في فترة تولّي إدارتي السلطة، وجّهنا رسالة إلى الولايات المتحدة. كتبت فيها: حتى لو كان لدينا نحن مشاكل مع بعضنا البعض على مستوى الحكومات، لماذا تمنعون الشعب ؟.. اسمحوا لشعبَيّ البلدين بالتحرّك بسهولة ذهابًا وإيابًا… دعوا الناس يتفاعلون مع بعضهم البعض وهذا وحده سيحلّ المشكلة. ومن الحلول الممكنة المعاملة بالمثل والسماح بدخول رعايا البلدين من دون تأشيرة مرور، أو إصدار بضعة ملايين تأشيرات دخول سنويًا”.

وقال رئيس “إيران” السابق: “في الوقت الحالي، ليس موضع الخلاف واضحًا. أهو سوريا ؟.. هناك صيغة واضحة. فلنوافق على ما يطلبه الشعب السوري. والأمر نفسه ينسحب على اليمن. وعلى العراق. وأفغانستان. وأظن هذا ما سيُحدث في النهاية لأنه لا وجود لمخرج آخر”.

التدخل العسكري الإسرائيلي وارد..

وعن احتمال شنّ “إسرائيل” هجومًا عسكريًا على المنشآت النووية الإيرانية، علّق “أحمدي نجاد”؛ بقوله: “كل شيء وارد. لكن لن تفرز أي حرب تنشب في هذه المنطقة، رابحًا. ولن تُخلّف الحرب سوى الدمار في المنطقة”.

“يجب حلّ هذه المسألة على مستوى أعلى. هل الولايات المتحدة قلقة حقًا بشأن برنامج إيران النووي ؟.. تمتلك الولايات المتحدة: 5600 قنبلة نووية متطوّرة من الجيل الخامس. ولديها صواريخ بعيدة المدى وشديدة الدقّة. يمكنها استهداف أي نقطة في منطقتنا إنطلاقًا من قواعدها في المحيط الهندي”.

وقال: “أعتقد أن البرنامج النووي ليس سوى ذريعة. هناك بعض الخلافات وقد استحال هذا الموضوع عذرًا من أجل تصعيدها. علينا حلّ هذه الخلافات”.

النظام الإيراني لا تنفعه قنبلة ذرية..

وتابع الرئيس السابق: “وُجّهت بعض الاتهامات إلى إيران. لكن هل تحتاج إيران فعليًا قنبلة ذرية ؟.. ما الذي قد تفعله بها ؟.. النظام الصهيوني يمتلك هذه القنابل كذلك. بماذا نفعته ؟”.

ونفى “أحمدي نجاد” احتمال أن يكون للأسلحة النووية دور رادع. وقال: “تنتمي الأسلحة الذرية إلى مرحلة معيّنة من التاريخ. وقد تخطّاها المجتمع البشري. على غرار تخطيه للرماية بالقوس والنشّاب. وما يُهمّ الآن هو الأفكار الإنسانية”. وأضاف: “تختلف الطاقة النووية عن السلاح الذرّي. الجميع يحتاج إلى الطاقة النووية”.

ذريعة السلاح النووي..

وفي معرض إصراره على أن البرنامج النووي الإيراني يُمثّل حجّة ليس إلا، تساءل “أحمدي نجاد”: “لماذا حصل تصادم بين إيران والولايات المتحدة قبل البرنامج النووي ؟.. الولايات المتحدة دعمت العراق في حربه علينا. وفرضت علينا عقوبات. لماذا ؟.. هذا سؤال مهمّ”.

 

وقال الرئيس الإيراني السابق: “اليوم، تمتلك كلّ من الهند وباكستان والنظام الصهيوني؛ قنبلة نووية. لماذا لا يُشكّل امتلاكها إياها أي مشكلة ؟.. لدي معلومات دقيقة عن امتلاك بعض دول المنطقة الأخرى سلاحًا نوويًا. لماذا لا يعترض أحد عليها ؟.. أهو أمر سيء فقط إن امتلكناها نحن ؟.. على أي حال، قلنا إننا لا نُريد سلاحًا نوويًا”.

لكنه لم يدعم زعمه أن دولاً أخرى في المنطقة تملك سلاحًا نوويًا. إلا أنه معروف أن “إسرائيل” وحدها من بين دول الشرق الأوسط، تمتلك سلاحًا نوويًا.

وقال “أحمدي نجاد”: “أعيد وأكرّر: ولّى عصر السلاح النووي. لو كان شعب الولايات المتحدة اليوم مستاءً، ولو ثار على حكومته، ما نفع قنابلها النووية ؟.. لنفكّر في الاتحاد السوفياتي السابق. كان لديه سلاح نووي ومع ذلك أنهار”.

يجب على “واشنطن” أن تعي أن إيران ليست كما كانت منذ 50 عامًا !

وتابع: “على الولايات المتحدة أن تتقبّل أن إيران ما عادت نفسها إيران التي كانت منذ خمسين عامًا. تُريد الأمة الإيرانية أن تقف على رجليها. يجب تقّبل هذا وعلينا الإمتناع عن التدخّل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض”.

وأردف “أحمدي نجاد”؛ قائلاً: “يجب حلّ المشكلة الرئيسة. كل القضايا الأخرى أعذار وحجج. ينعتوننا بالإرهابيين ونحن نُطلق عليهم التسمية نفسها. كلٌ منا لديه أسبابه. تسألنا الولايات المتحدة لماذا نتدخل في شؤون المنطقة، ولكن ما من دولة تتدخل في هذه المنطقة أكثر منها. أنا أعارض كل تدخّل من هذا النوع، ولكن الولايات المتحدة تشتكي منّا فيما تقوم شخصيًا بأكثر من ذلك”. وأضاف: “كل الدول لديها مشاكل. لو أردنا التركيز على مشاكل كلٍ منا، لن نحلّها أبدًا وسيتأذى الجميع”.

وشككّ “أحمدي نجاد” في صدق الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، عندما طلب مفاوضات مباشرة وغير مشروطة مع “إيران”. وقال: “على الجمهورية الإسلامية؛ أن تُناصر المفاوضات والسلام. ولكن كيف يمكننا التوجّه إلى طاولة المفاوضات فيما تُفرض علينا عقوبات شديدة القسوة ؟.. لا يمكن للمرء التفاوض من موقع غير متساوٍ. فالتفاهم المستدام ينبع من المساواة”.

بعض الشياطين ينشرون فيروس “كورونا”..

وتوقّع ألّا يشهد العالم حربًا باردة أخرى. وإذ تطرّق إلى فيروس (كورونا)، قال “أحمدي نجاد”: “كان البعض يجرون أبحاثًا وخرجت الأمور عن نطاق سيطرتهم. ثم جاء دور الذين أتوا باللقاحات والأدوية”.

وأضاف “أحمدي نجاد”، من غير أن يوضح أيّ بلدان كانت تجري الأبحاث المزعومة، “ينشر بعض الذين يتمتعون بصفات شيطانية، فيروس (كورونا) ويعيثون في العالم خرابًا. يوم الحساب قادم. إن الأسلحة البيولوجية متطورة للغاية الآن؛ ولكنها لن تجلب السلام”.

بين إيران والإمارات..

كما تحدّث عن الذكرى السنوية الخمسين المقبلة؛ لتأسيس دولة “الإمارات العربية المتحدة”؛ والذكرى السنوية الرابعة والأربعين لقيام “الثورة الإسلامية”.

وقال “أحمدي نجاد”؛ إنه يجب الحكم على تطوّر “الإمارات”، قياسًا إلى أهداف الدولة الإستراتيجية والبعيدة المدى؛ ومقارنة إنجازاتها الحالية بأهدافها المستقبلية.

وإذ أشار إلى الفرق بين “إيران” و”الإمارات”، من حيث مواردهما المادية والبشرية وموقعهما الجغرافي، قال “أحمدي نجاد”: “حتى لو وضعت إيران أهدافًا على المدى البعيد، فذلك ليس واضحًا سوى لقلّة من الناس وليس جميعهم؛ لأنها غير شفّافة. ومن غير الواضح كيف سنحققها. هذا مصدر معاناة للشعب الإيراني. آمل أن يجري إصلاح الأوضاع”. وأضاف “أحمدي نجاد”: “لدى إيران القدرة على بلوغ مستوى دول المنطقة بسرعة”.

وحول رحلته، قال “أحمدي نجاد”؛ إنه أتى لزيارة (إكسبو دبي).

وختم قائلاً: “لا يُعتبر (إكسبو دبي) حدثًا متّصلاً بعالم الأعمال، بل يهدف إلى تعريف الدول عن ثقافتها وتاريخها أمام بعضها البعض”.

واستغرقت رحلة “أحمدي نجاد”، إلى “دبي”؛ ما مجموعه خمسة أيام.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب