19 أبريل، 2024 6:32 ص
Search
Close this search box.

من خلال مؤتمر الكويت .. استثمارات العرب في العراق للضغط على إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

انتهت في الكويت أعمال “مؤتمر إعمار العراق”، والذي يستهدف جمع أموال المانحين ودعم جهود عملية بناء المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم “داعش”.

وفي هذا الصدد أجرى “عبدالرحمن فتح الهي”، مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية؛ حواراً مع “أصغر زارعي”، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، للوقوف على مكانة الجمهورية الإيرانية ودورها في “عراق ما بعد داعش”.

الأهداف المتناقضة للمشاركين أدت إلى إنحراف المؤتمر..

“الدبلوماسية الإيرانية” : كان الهدف من مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق، جمع أموال المانحين، لكن ما حدث فعلياً أن المؤتمر تحول إلى جلسات لجذب استثمارات الدول الأجنبية، لاسيما دول الخليج نظراً لأهمية الاستثمار في العراق.. في رأيكم ما هي أسباب إنحراف المؤتمر عن أهدافه وما هي توقعات بغداد بعدما أعلن “صباح الخالد”، وزير الخارجية الكويتية، بنهاية المؤتمر، جمع 30 مليار دولار فقط في حين كانت بغداد تتوقع جمع 80 مليار دولار على الأقل ؟

“أصغر زارعي” : لابد في البداية الإحاطة بالأهداف التي كان يتطلع إليها المنظمون للمؤتمر. لقد فقد العراق، على مدى ثلاث سنوات من الحرب ضد “داعش”، الجزء الأكبر من بنيته التحتية. لذا فإن إعمار وترميم هذا الحجم من الدمار يتطلب مساعدات هائلة. لكن الاجتماع، الذي استمر لثلاثة أيام بمشاركة “آنطونيو غوترش”، الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك “ريكس تيلرسون”، وزير الخارجية الأميركي، وجميع رؤساء ومسؤولي المنطقة والعالم، يعكس أهمية المؤتمر بالنسبة للحضور، وبالتالي فقد تحقق للعراقيين ما كانوا يتطلعون إليه.

لكن وكما تفضلتم إستحال المؤتمر إلى محل لاستثمارات جميع الدول، على عكس الأهدف المعلنة للمؤتمر. لكن الرؤى المتفاوتة والمتناقضة أحياناً، وكذلك الأهداف المتعددة وغير المتجانسة بين المشاركين في المؤتمر؛ كانت سبباً أثبت بوضوح وهم الوصول إلى تعاون وتماهي دون قيد أو شرط لإعمار العراق. وهذه المسألة في حد ذاتها أحد أسباب إنحراف المؤتمر عن الأهداف المرسومة سابقاً، لأن العراق كان قد أعلن حاجته الملحة إلى 8 مليار دولار كمساعدات فورية لإعمار الجزء الأساس من البنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك تسكين 3 مليون لاجئ في شمال البلاد، بينهم آلاف السوريين اللاجئين، وهؤلاء يحتاجون إلى مساعدات عاجلة من المؤسسات الدولية. لكن هذه المؤسسات كانت، (بخلاف المسؤولين من دول العالم)، تبحث عن الاستثمارات في العراق، حتى تكون صاحبة نصيب مهم في مستقبل هذا البلد والشرق الأوسط عموماً.

الدول الداعمة ولعبة “النفوذ الناعم”..

“الدبلوماسية الإيرانية” : أعلنت “الرياض” استثمار مبلغ مليار دولار في العراق، فضلاً عن استثمار مبلغ 500 مليون دولار كدعم للصادرات الاقتصادية العراقية. كذلك قدمت “قطر” مبلغ مليار دولار كاستثمارات وقروض للعراق. “الأمارات” أيضاً وعدت بتقديم مبلغ 500 مليون دولار للعراق على سبيل الاستثمار والدعم. في حين تعهدت “الكويت”، قبل ذلك، بتقديم منح للعراق بقيمة 2 مليار دولار. ورغم حسن نوايا “الكويت” السياسية، لكن لا يمكن تجاهل تطلعات هذه الدول لمضاعفة نفوذها بالعراق. كيف ترى وجود بعض دول المنطقة بالعراق في ضوء هذه المساعدات ؟

“أصغر زارعي” : الطريف أن بعض الدول، التي لعبت دوراً مهماً في تجهيز وتدعيم “داعش”، تقدم نفسها اليوم باعتبارها داعم للحكومة العراقية. من بينها “المملكة العربية السعودية”، التي لعبت دوراً كبيراً في تدمير العراق، وهي تحاول الآن تحقيق أهدافها بالاستثمار والتأثير على بعض الأفراد والكيانات السياسية العراقية. وفي هذا الصدد عقدت الرياض بالتوازي مع انتشار الأخبار بشأن هزيمة “داعش”؛ اجتماعات مع مسؤولين عراقيين ما ساهم في إعادة التمثيل السياسي السعودي في بغداد. وطُرحت مؤخراً مباحثات إفتتاح القنصلية السعودية بالبصرة، تفضلاً عن عودة الرحلات الجوية المباشرة بين “إقليم كردستان” و”الرياض”. لكن المهم هو مساعي الرياض لإجتذاب بعض التيارات السياسي العراقية بغرض النفوذ الناعم داخل الهيكل السياسي العراقي. والسؤال الآن لماذا لم يُعقد هذا المؤتمر في العراق ؟.. هذه الملاحظة وغيرها توضح بجلاء عناية هذه الدول بتطوير نفوذها في مستقبل العراق.

على إيران تنمية الذكاء الدبلوماسي والتقارب الثقافي مع العراق..

“الدبلوماسية الإيرانية” : كانت “إيران” من أكثر الدول الداعمة للحكومة العراقية في حربها ضد “داعش”، وهو ما جعل إيران أحد الأطراف الأساسية في عملية إعمار العراق. لكن الرؤية التاريخية الإيراني تثبت أننا نجحنا في مسألة المكافحة، لكننا تركنا الساحة للمنافسين في مرحلة جني الثمار، وهي الحقيقة التي أثبتها “مؤتمر الكويت”، وللقضاء على هذه المشكلة أو بالأحرى العيب، ما هي الرؤية التي يتعين على الأجهزة الدبلوماسية الإيرانية تبنيها ؟

“أصغر زارعي” : مؤكد الصمود العراقي والسوري ضد الإرهاب رهن بالمساعدات الإيرانية. بل إن “تركيا” انضمت إلى “قطر والسعودية والإمارات” في دعم ومساندة “داعش”، وقد لعبت هذه الدول دوراً تخريبياً، سواء في العراق أو سوريا، واليوم يسعون إلى توطيد نفوذهم في السوق والاقتصاد العراقي. ولذا فالأوضاع تتطلب أن تتمتع “إيران” بالذكاء الدبلوماسي اللازم حتى نتجنب تجارب الماضي، والإستفادة من دورها المهم في سوريا والعراق للحفاظ على الوجود السياسي والاقتصادي، والحيلولة دون البعد عن نتائج وإنجازات الحرب. وعلينا تنمية دوراً أكثر من ذي قبل على الصعد السياسية والاقتصادية العراقية في ضوء التقارب الثقافي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب