خاص : ترجمة – محمد بناية :
بعد إنتهاء زيارته إلى “المملكة العربية السعودية”، توجه الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، إلى “الإمارات”، تلك الزيارة التي كانت من المنظور الاقتصادي جذابة وكثيرة الإنجازات بالنسبة للجانب الروسي، ناهيك عن الأهداف السياسية والأمنية.
وفي هذا الصدد؛ وطبقًا للتقارير للروسية فقد وقع “بوتين”، في “الإمارات”، عدد 10 اتفاقيات اقتصادية وتجارية بقيمة 1.3 مليار دولار. وأغلب هذه الاتفاقيات في قطاعات “الطاقة، والذكاء الصناعي، والنقل، والفضاء والصحة”، لكن أهم مذكرة تفاهم وقع عليها الجانبان، الروسي والإماراتي، هي أبحاث التعاون النووي بين البلدين.
وبحسب المصادر الإخبارية، يُكلف إلى “صندوق الاستثمار الروسي” بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين بالتعاون مع “صندوق الاستثمار الإماراتي”، وكذلك عقدت الشركة النووية الحكومية الروسية اتفاق تعاون مع “الإمارات” في مجال الاستفادة من التكنولوجيا النووية.
في السياق ذاته؛ شملت زيارة “بوتين”، إلى “السعودية”، إجراء مناقشات شاملة بخصوص القضايا الإقليمية، والتوقيع كذلك على منشور تعاون طويل المدى بين البلدين في مجال “النفط”، وبلغت قيمة اتفاقيات تعاون بين الجانبين حوالي 2 مليار دولار. بحسب صحيفة (المبادرة) الإيرانية الإصلاحية.
موسكو تتبنى سياسة خارجية عملية..
بينما حظيت أصداء زيارة “بوتين” بتغطية وسائل الإعلام، وصفت عدد من المصادر الأميركية، تلك الزيارة، بـ”استعراض القوة” في الشرق الأوسط.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط حاليًا تطورات أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. وقد توجه “بوتين”، باعتباره شخصية يمكن الإعتماد عليها، إلى “السعودية” في ظل تنامي يأس حلفاء “الولايات المتحدة” في المنطقة.
وبحسب المراقبون؛ فالاستقبال الحافل للرئيس الروسي، في “الإمارات” و”السعودية”، إنما ينطوي بذاته على رسالة مهمة للجانب الأميركي بخصوص مكانة “روسيا” الجديدة في المنطقة. ويضيف الخبراء: “أعاد الروس، قبل سنوات، لا سيما بعد توطيد مكانة، بوتين، على رأس السلطة، النظر في سياسات موسكو الخارجية، والعودة إلى فترة الاتحاد السوفياتي مع اختلاف أن السياسة الخارجية للاتحاد السوفياتي كانت تعتمد الملاحظات الإيديولوجية وتتأثر بأجواء الحرب الباردة، لكن حاليًا تتبع روسيا نفس هذا الدور الفعال لكن دون مباديء إيديولوجية”.
في السياق ذاته؛ حذر مراقبون أميركيون من تأثير سياسات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على إقصاء حلفاء “الولايات المتحدة” في المنطقة. ويبدو من دراسة أسس سياسات “روسيا” الخارجية، في الحقبة الأخيرة، إتجاه “موسكو” على صعيد الدبلوماسية الدولية والإقليمية للموازنة بين جميع الأطراف داخل مختلف المناطق، بحيث يعجز أي طرف عن ضرب الإستراتيجية الروسية منفردًا.
أهداف روسيا من الخلاف بين إيران وأميركا والسعودية..
من ناحية أخرى؛ تأتي زيارة “بوتين”، إلى “السعودية” و”الإمارات”، في وقت تنتشر فيه الأقاويل بشأن الحد من التوتر بين البلدين و”إيران”.
فقد أعلنت “الإمارات” وصولها، في جلسة سرية بـ”أبوظبي”، إلى نتيجة تقتضي ضرورة إجراء تعديل على علاقاتها مع “إيران”. ولذلك زار وفد خفر السواحل بـ”الجمهورية الإيرانية”، قبل نحو شهر، وهي المرة الأولى، منذ 6 سنوات، وإجراء مفاوضات مع خفر السواحل البحري الإماراتي.
من جهة أخرى؛ ومع الأخذ في الاعتبار لمسألة الوساطة الباكستانية والعراقية بين “طهران” و”الرياض”، يعتقد الكثير من الخبراء أن أحد أهداف زيارة “بوتين”، إلى “السعودية” و”الإمارات”، هو المبادرة للحد من التوتر بين “طهران” و”أبوظبي”.
وفي هذا الصدد؛ يقول “مهدي مطهرنيا”، أستاذ العلاقات الدولية: “الواقعية الروسية التي جعلها، بوتين، مركز الإمبراطورية، تحرص على الاستفادة من الواقع المحيط. لذلك وبالنظر إلى الفراغ الذي أوجدته الولايات المتحدة في المنطقة، تعتزم روسيا، على الأقل في ظل هذه الأوضاع، توجيه الأجواء بين إيران والمملكة العربية السعودية بإتجاه المصالحة المؤقتة، والدعم الذكي للجمهورية الإيرانية بغرض المحافظة على بقاء برزخ العلاقات بين طهران وواشنطن بغية الاستفادة من هذه الأجواء”.