12 أبريل، 2024 2:23 م
Search
Close this search box.

من خلال “التيار الوطني الشيعي” .. الصدر يعود للحياة السياسية من جديد .. فماذا يمتلك من أدوات ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

قرر الزعيم الشيعي؛ “مقتدى الصدر”، تغيّير اسم (التيار الصدري)؛ التابع له إلى (التيار الوطني الشيعي)، في خطوة رأى خبراء أنها تُمهد للعودة إلى المشهد السياسي الذي انسّحب منه هو ونوابه الـ (73) من “البرلمان العراقي” قبل أقل من سنتين.

ونشرت مواقع مقربة من “الصدر”؛ الخميس، وثيقة تحمل الاسم الجديد (التيار الوطني الشيعي)، مطبوعًا باللون الأسود، وتحته الاسم نفسه بخط “الصدر” وتوقيعه وختمه الرسّمي.

وكان “مقتدى الصدر” قد قرر في 29 آب/أغسطس عام 2022، سّحب نواب (الكتلة الصدرية) السياسية من البرلمان، وأعلن رسّميًا عن اعتزاله العمل السياسي، احتجاجًا على إصرار (الإطار التنسّيقي)؛ بقيادة “نوري المالكي”، على تشكيل الحكومة بعيدًا عن “الصدر”، رُغم فوز (الكتلة الصدرية) بالأكثرية في الانتخابات المؤدية لتشّكيل الحكومة الخامسة في البلاد.

وبعدها قرر “الصدر” الانسّحاب من العملية السياسية وعدم المشاركة في أية انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع السّاسة “الفاسدين”، على حد تعبيره.

وتباينّت آراء الشارع العراقي مع ما ضجت به منصات التواصل الاجتماعي بعنوان جديد لـ (التيار الصدري) وسّط تحليلات على أنه بداية العودة للمشهد السياسي العراقي في الانتخابات القادمة.

حراك للتمهيد للعودة..

وقال السياسي المستقل؛ “أركان الدليمي”، لـ (بغداد اليوم)، أن: “نشاط زعيم (التيار الصدري) في الآونة الأخيرة دليل على وجود حراك لتمهيد عوده تياره للمشهد مرة أخرى وإعلان ولادة (تيار الوطني الشيعي)؛ أكد بأننا أمام سيناريو سياسي ربما يكون بداية الاستعداد لخوض غمار الانتخابات النيابية القادمة”.

وأضاف؛ أن: “(التيار) لاعب قوي في الساحة العراقية وانسّحابه من البرلمان كان حدثًا مفاجئًا لكل العراقيين آنذاك وترك فراغًا كبيرًا”، لافتًا إلى أن: “عودة (التيار) ستخلق توازن في المعطيات تدفع إلى المزيد من الاستقرار”.

لماذا أضاف “الشيعي” ؟

أما “حسن وادي”؛ موظف حكومي متقاعد، فقد أشار إلى أنه: “انتخب (التيار الصدري)؛ وهو سُّني لأنه يؤمن بمنطلقه الوطني، لكن إضافة الشيعي إلى تسّمية تياره تعني أنه ينتمي إلى مكّون دون آخر وهذا مفاجيء بالنسبة ليّ كإنسان متواضع في نهاية المطاف”.

وبيّن؛ أن: “(التيار الصدري) هو تيار وطني عراقي لا يُمثل أي مكّون بقدر تمثّيله للجميع وفق مسّارات متسّاوية وهذا ما دفعني لانتخاب مرشحيه في أكثر من دورة”.

استعداد لخوض الانتخابات المقبلة..

بينما أشار السياسي؛ “عبدالله الربيعي”، إلى أن: “عودة (التيار الصدري) إلى المشهد السياسي لم تكن مفاجئة بل متوقعة وإعلان اسم تياره الجديد هي سياسة دأب عليها (التيار) في تغيّر عناوين قوائمه استعدادًا لخوض غمار الانتخابات المقبلة، ولكن يبقى الأمر رهن التوقعات لأن الكلمة الفصل في نهاية المطاف لزعيمه في تحديد بوصلة (التيار) في المرحلة القادمة”.

وأضاف؛ أن: “(التيار الوطني الشيعي) قد يتغيّر لأن جمهور (التيار) لا يختصر على مكّون محدد، ولكن يبقى القرار لقيادة (التيار) في نهاية المطاف”، لافتًا إلى أننا: “أمام حراك واضح لـ (التيار الصدري) من خلال زعيمه ستكون الصورة أكثر وضوحًا حول استراتيجيته في الأيام القادمة من خلال بياناته أو لقاءاته المباشرة”.

مشروع إصلاحي كبير..

وفي هذا السّياق؛ قال عضو “مجلس النواب” السابق عن (الكتلة الصدرية)؛ “أحمد الربيعي”، إن: “انبثاق (التيار) جاء بعد شعور حقيقي من مقتدى الصدر في مواجهة (شذاذ الآفاق) في صورهم المتعددة، ويأتي ضمن مشروعه الإصلاحي الكبير، فهو ليس مشروعًا انتخابيًا فحسّب”.

وأضاف “الربيعي”؛ في تصريح لـ (إرم نيوز)، أن: “فلسفة الصدر السياسية تجاه العراق ليست جديدة”.

وعلق النائب السابق عن (التيار الصدري)؛ “حيدر الخفاجي”، على تسّمية (التيار) الجديد بأن: “هذه التسّمية جاءت وفق صيرورة اجتماعية ودينية وسياسية معقدة وشائكة، فأن يكون (التيار) شيعيًا فذلك يعود لعائلة الصدر الدينية التي أسست (التيار)، وأن يكون وطنيًا فهذا يعني الذهاب بعيدًا عن جدران المساحات المذهبية الضيقة”.

وأضاف “الخفاجي”؛ في تصريح لـ (إرم نيوز)، أن: “الصدر أعلن عن توجه جامع مانع لكل القضايا الوطنية، ولم يصل (التيار) إلى هذه التسّمية إلا بعد أن قطع أشواطًا على الشوك والجمر، غير أن التحولات لمشروع الإصلاح الصدري كانت تجابه من جحافل المتضررين من تلك الإصلاحات”.

ولم يُعلق أحد من أعضاء (التيار الصدري)؛ بعد حول ماهية (التيار) الجديد، وما إذا يعني الدخول للعملية السياسية، أم إنه سينحصر بعودة عمل القواعد الجماهيرية التي تتبع “الصدر”.

لن يُغيرّ في المعادلة..

ويرى المختص في الشؤون السياسية؛ “صلاح الموسوي”، أن اختيار تسّمية (التيار الوطني الشيعي) لا يعني تغييّر شيء في المعادلة ما دام التسّمية محصورة ضمن “الإطار الشيعي”.

وذكر “الموسوي”؛ لوكالة (شفق نيوز)، أن: “تسّمية الصدر بهذا الشأن ربما هي إشارة إلى أن هناك شخصيات شيعية غير وطنية، وهي ربما تكون الجهات الحاكمة في الوقت الحالي، وهذه الجهات لا يسّعى بالضرورة إلى إبعادها من النظام العام، وإنما يطرح نفسه إنه هو الوطني بينهم، لأنه جزء من هذه المنظومة بشكلٍ أو بآخر”.

وتابع؛ أن: “خطوة الصدر الحالية هي شبّيهة بخطوة طرح موضوع تشّكيل الأغلبية الوطنية مع حزب (تقدم)؛ بزعامة محمد الحلبوسي، والحزب (الديمقراطي الكُردستاني)؛ بزعامة مسعود بارزاني، خلال الانتخابات الماضية”.

وأوضح “الموسوي”، أن: “طرح الصدر لهذا الموضوع، سيُبنّى عليه أشياء هو يتصورها فقط، ولا يمكن لأحد التنبؤ بها مثلاً على مستوى التحالفات، فربما الصدر سيسّعى بهذه التسّمية إلى عزل الأحزاب المرتبطة بإيران بشكل كامل، وهم أصحاب سوابق معه في السياسة حتى وصل الأمر للصدام المسّلح معهم”.

أدوات جديدة لعزل خصومه..

ويقول رئيس المركز (الإقليمي) للدراسات؛ “علي الصاحب”، في حديثه لوكالة (شفق نيوز)، إن: “المراقب للمشهد السياسي يُلاحظ أن تحركات (التيار الصدري) في الآونة الأخيرة دلالة واضحة على رغبته في العودة إلى المعترك السياسي، لكنه يبحث هذه المرة عن آلية وأدوات جديدة يستطيع من خلالها تشّكيل حكومة الأغلبية السياسية والتي اسمها هذه المرة الأغلبية الوطنية، محاولاً بذلك عزل بعض خصومه التقليديين في البيت الشيعي وتحديدًا من داخل (الإطار التنسّيقي)، رُغم كل ما أشيع من تقارب في وجهات النظر والجلوس على طاولة الحوار مع جناح؛ نوري المالكي، مؤخرًا”.

ويُضيف: “رُغم أن التكّهن في خطوات الصدر أو حتى ما يُفكر به ليست باليسّيرة، لكن هناك تلميحات باتت قوية وربما إجراءات من داخل هيكلية التيار تؤشر إلى أن العودة قريبة وممكنة، ولا سيما أن الصدر يُحاول انغماس تياره داخل المجتمع العراقي، ورفع كل القيود ما بين مفاصل التيار والمجتمع، أي ما معناه أنه يُريد اسّناد جماهيري يتعدى حدود التيار وجمهوره العقائدي”.

ولفت “الصاحب”؛ إلى أن: “المواطن العراقي وتحت الظروف المعيشية الصعبة وخذلان بعض مؤسسات الدولة لاحتياجاته الضرورية في الصحة والتعليم والخدمات بات هو الآخر يبحث عن مخرج من هذه الأزمات إن لم نقل يبحث عن منقذ لذلك نستطيع القول أن قادم الأيام سيشهد متغيرات كثيرة يكون (التيار الصدري) أبرز ملامحها وأبطالها”.

إعادة ترتيب للأوراق وتحضيّر للمرحلة المقبلة..

بدوره؛ يقول المحلل السياسي؛ “سيف سعدي”، إن (التيار الصدري) بدأ يُمهّد تدريجيًا للعودة إلى الساحة السياسية خصوصًا بعد لقاء “الصدر” بالمرجع الأعلى للشيعة بـ”العراق”؛ آية الله “علي السيستاني”، وقد أعقب هذا اللقاء عدة قرارات منها استبعاد قيادات بارزة في (التيار الصدري) وعزلها وكذلك حل موكب (آل الصدر) ودمجه بالمجتمع أو ما أسماه الفضاء الوطني، مبّينًا أن: “هناك تحفظات على التسّمية التي أوردها الصدر من تسّمية (التيار الوطني الشيعي)، لأنه لا يمكن دمج المكوناتية مع الوطنية، ولكن تبقى هي نظرته للواقع السياسي”.

وتابع “سعدي”؛ في حديث لوكالة (شفق نيوز): “نرى أن عودة (التيار الصدري) للمشاركة في الدورة النيابية السادسة باتت قريبة وشيكة، ولا سيما هناك العديد من المعطيات حول هذا الموضوع منها إعادة اجتماع الفائزين المنسّحبين من (التيار الصدري) في الدورة النيابية الأخيرة، إذ أن هذا الأمر يّدل على إعادة ترتيب الأوراق والتحضير للمرحلة المقبلة”، مؤكدًا أن: “(التيار الصدري) هو رّكن من أركان العملية السياسية وله تأثير بشكلٍ مباشر أو غير مباشر عليها”.

وأضاف: “حسّب القراءة للمنهاج الحكومي وكما ورد في باب التشّريع، الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، لكنه لم يتم التحديد لموعدها وهو أمر مُلزم من الناحية الدستورية، بأن المنهاج الذي تم التصّويت عليه مُلزم بالتطبيق في الواقع ومن ضمنه إجراء انتخابات مبكرة و(التيار الصدري) يعّول على هذه الفقرة”.

وأكد “سعدي”، أن: “إطلاق الصدر تسّمية: (التيار الوطني الشيعي)، تعني أن في السياسة كل شيء وارد، وربما نشهد دخوله بتحالف مع السيد السوداني؛ رئيس مجلس الوزراء الحالي في الانتخابات المقبلة، لأن السوداني تم منحه فرصة وهو يقترب نوعًا من باقي أطياف المجتمع بعدم وجود خلاف معهم، وإنما الخلافات الحالية مع (الإطار) ذاته، وليست مع الحكومة وهي سابقة في الحقيقة أن تكون الحكومة ليست طرفًا مشاكسًا مع الأطراف المكوناتية الأخرى في المجتمع”.

وأوضح: “أما بالنسبة للمالكي؛ فلا يُمكننا إطلاقًا مشاهدة الصدر دخوله بتحالف معه، بسبب نوعية الخلاف الذي بين الطرفين وهو خلاف بنُّيوي في العقيدة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب