17 أبريل، 2024 11:40 ص
Search
Close this search box.

من حرب غزة إلى الضربة الإيرانية .. كيف ستتأثر حظوظ “بايدن” و”ترامب” في الانتخابات الأميركية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

لم يتوقف تأثير الضربة الإيرانية على “إسرائيل” عند حد العلاقات بين البلدين فقط ومدى تطورها؛ وإنما ألقت بظلالها على أروقة السياسة الداخلية الأميركية، حيث تُشير التقديرات أن يكون لها تأثير على الانتخابات الرئاسية؛ المقررة في تشرين ثان/نوفمبر المقبل، بالنظر لمحاولات استغلالها من قِبل الرئيس الحالي؛ “جو بايدن”، ومنافسه؛ “دونالد ترامب”، لصالحهما، في محاولة لجذب شرائح انتخابية جديدة.

التقارير الأميركية؛ أكدت أن المواجهة المباشرة بين “طهران” و”تل أبيب” في الشرق الأوسط، ستسّبب في أزمة جديدة لـ”بايدن” على الرُغم من جهوده لوقف توسّع الحرب في “غزة” بين “إسرائيل” و(حماس)، كما أعطت فرصة جديدة لـ”ترامب” للهجوم عليه ووصفه كزعيمٍ ضعيف.

توفير الدعم الأميركي لـ”إسرائيل”..

تعهد الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، توفير دعم “ثابت” لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني، بعد اجتماع عقده مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث التصّعيد المتنامي في الشرق الأوسط، في خضم الضربة التي تصّدت فيها الدفاعات الجوية الأميركية والإسرائيلية لنحو: (99) بالمئة من المُسّيرات والصواريخ الإيرانية.

ومع ذلك؛ تحدث “بايدن” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، تاركًا خلافاته معه جانبًا، حيث أبلغه أن “الولايات المتحدة” لن تُشارك في أي هجوم إسرائيلي مضاد ردًا على هجمات “طهران”، إذ ستواصل “واشنطن” دعم “تل أبيب” دفاعيًا ولا تُريد أي حرب مع “إيران”.

كما دخلت الإدارة الأميركية على خط التهدئة بعد الهجوم الإيراني على “إسرائيل”، بسلسلة اتصالات مع زعماء المنطقة في محاولة لمنع توسع الصراع، كما تحدث وزير الدفاع الأميركي؛ “لويد أوستن”، مع نظيره الإسرائيلي؛ “يوآف غالانت”، لتأكيد الدعم الأميركي القوي للدفاع عن “إسرائيل”، مشّيدًا بالإجراءات الدفاعية غير العادية والتعاون القوي بين البلدين.

وجنبا إلى جنب مع ذلك؛ قال زعيم الأغلبية في “مجلس النواب” الأميركي؛ “ستيف سكاليز”، السبت، إن المجلس سيُجري تغييرًا في جدول أعماله لبحث تشّريع يدعم “إسرائيل” ويعمل على محاسّبة “إيران”.

تعقيّد الوضع السياسي لـ”بايدن“..

وكتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية؛ أن الهجوم على “إسرائيل” أتى بعد أسابيع من ممارسّة “بايدن” الضغط على الدولة العبرية كي تُخفض نطاق عملياتها العسكرية في “قطاع غزة”.

ولقي هذا الموقف موافقة نادرة من الرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، المرشّح المفترض للحزب (الجمهوري) للانتخابات الرئاسية، الذي نصح “إسرائيل” بإنجاز مهمتها هناك في أسرع وقتٍ ممكن.

لكن السياسات المحيطة بنزاع الشرق الأوسط، تدهورت بفعل أحداث نهاية الأسبوع، التي جعلت بعض الجمهوريين يدعون “الولايات المتحدة” إلى الانتقام عسكريًا من “إيران”، بينما دعت إدارة “بايدن” إلى ردود دبلوماسية.

وعقّد هجوم “إيران” الوضع السياسي لـ”بايدن” ليس فقط بسبب احتمال نشّوب حرب أوسّع، لكن لأنه يمكن أن يجعل (حماس) ترفض اقتراح وقف النار مع “إسرائيل”، فقد أضعف القتال بين (حماس) و”إسرائيل” الذي بدأ في تشرين أول/أكتوبر؛ الدعم لـ”بايدن” في بعض الدوائر الانتخابية الأساسية، لأنه يستمر في دعم الهجوم العسكري الإسرائيلي على “غزة” رُغم ارتفاع أعداد القتلى من المدنييّن.

وقال “آري فليشر”؛ الناطق باسم الرئيس السابق؛ “جورج دبليو بوش”، إن: “السلام والهدوء يُفيّدان الرؤساء الذين يكونون في مناصبهم… بينما تؤذيهم الاضطرابات والعنف وتزايد الشعور بأن الأحداث الخارجية تًهدد بالخروج عن السيّطرة”.

رئيس يُثبّت قوته عبر الدبلوماسية..

ولفت مسّتطلع الآراء الديمقراطي؛ “جيف هوريت”، إلى أن أفعال “بايدن” تعكس شعورًا عامًا واسعًا. وقال إنه: “بعد عقدين من الحروب الفاشلة، يُريد الأميركيون رئيسًا يُثبت قوته عبر الدبلوماسية، ويُبقي أميركا خارج التورط المباشر، وإبعاد قواتنا عن الأذى، وهذا ما يفعله الرئيس؛ بايدن، عبر إدارة الصراع في الشرق الأوسط والسّعي إلى الحؤول دون حرب أوسع”.

يمنح الوقت لـ”بايدن” و”إسرائيل”..

وبحسّب الاستراتيجي الديمقراطي؛ “دان غيرشتاين”، المساعد السابق لـ”جو ليبرمان”، عندما كان سناتورًا عن “كونيتيكت”، فإن أفعال “إيران” يمكن أن تمنح “بايدن” و”إسرائيل” بعض الوقت.

وأضاف أن: “إيران يمكن أن تفعل ما لا يقدر أي لاعب سياسي آخر على فعله، وهو تغيير السردية حول إسرائيل من دولة متنمرة إلى ضحية وتحشد دعماً دولياً إلى جانبها، وبذلك فهي منحت بايدن هدية مؤقتة وبعض المتنفس من أجل إيجاد حل بعيد المدى لحرب غزة”.

ومن المقرر أن تُهيّمن المساعدة العسكرية على (الكابيتول)  هذا الأسبوع، بعدما أعلن رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب؛ “ستيف سكاليز”، أنه: “سيتقدم باقتراح يدعم إسرائيل ويُحاسّب إيران ووكلاءها الإرهابيين”.

مساعدات لـ”إسرائيل” و”أوكرانيا”..

وصرح رئيس “مجلس النواب” الجمهوري؛ “مايك جونسون”، الأحد لشبكة (فوكس نيوز)، بأن النواب: “سيُحاولون هذا الأسبوع”، تمرير مشروع بالمساعدات، بينما أوحى بأن “مجلس النواب” سيُحاول إيجاد حل للخلاف القديم حول المساعدة لـ”أوكرانيا”.

وصادق “مجلس الشيوخ”؛ في وقتٍ سابق من العام الجاري، على إجراء يربط تقديم مساعدات لـ”إسرائيل” و”أوكرانيا”: بـ (95) مليار دولار، لكن الإجراء جرى تجميّده في “مجلس النواب” المنقسّم بفارق ضئيل.

وقال “جونسون”؛ الذي التقى “ترامب” في “فلوريدا”؛ الجمعة، إنه والرئيس السابق: “متّحدان (100%) حول هذه المسألة”، وأشار إلى فكرة تحويل جزء من المساعدة المقررة لـ”أوكرانيا” إلى قرض، بينما تُجري محاولة لمصادرة أصول الأوليغارشيين الروس من أجل الدفع لـ”كييف”.

وخلال تجمع انتخابي في “بنسلفانيا”؛ السبت، أكد “ترامب” أنه: “سيحُّيي قوة أميركا”، وزعم أن الهجوم على “إسرائيل” حصل بسبب: “الضعف الكبير” الذي أظهرته إدارة “بايدن”.

وقال: “ما كان هذا ليحدث لو أنني كنت رئيسًا”، من دون أن يُقدم دليلاً على ذلك.

وأكد الهجوم على “إسرائيل” والبيانات الاقتصادية التي نُشرت الأسبوع الماضي، بوضوح أن لا النزاع في الشرق الأوسط ولا التضخم، يتراجعان بالسرعة التي تتمناها حملة إعادة انتخاب “بايدن”.

وليست أي من القضيتين تحت السيّطرة الكاملة للرئيس الديمقراطي، لكنهما تضغطان بقوة على مزاج الناخبين في حال لم تتحسّن الأمور بحلول تشرين ثان/نوفمبر.

مخاوف من توترات الشرق الأوسط..

وبينما تُظهر استطلاعات الرأي؛ أن قضية التضخم هي أكثر أهمية بالنسبة لتحديات إعادة انتخاب “بايدن”، فإن التوتر المستمر في الشرق الأوسط يُمثل أيضًا مشكلة، لأنه يترك الأميركيين خائفين من العنف العالمي وعدم اليقين، ويؤدي إلى تفاقم الانقسّامات داخل حزبه في شأن السياسة حيال “إسرائيل” ومعاناة الفلسطينيين الموجودين في “غزة”.

ومن الممكن أن تؤدي التوترات المستمرة في المنطقة إلى ارتفاع أكبر في أسعار النفط.

وبات سعر الغاز أعلى بنسّبة: (50) في المئة مما كان عليه عندما تولى “بايدن” منصبه، بعدما بدأت الأسعار في الارتفاع مجددًا في بداية هذا العام.

وأظهر استطلاع لشبكة (سي. بي. إس) ومعهد (يوغوف) للاستطلاعات؛ نُشر الأحد، وأجري قبل هجمات “إيران”، أن ثُلث الأميركيين البالغين فقط يوافقون على طريقة إدارة “بايدن” للنزاع بين “إسرائيل” و(حماس)، أقل: (5%) عن شباط/فبراير. وقال رُبع المسّتطلعين فقط، إنهم يؤيدون قيام “الولايات المتحدة” بعمل عسكري خاص بها، ضد “إيران” في حال هاجمت “إسرائيل”.

“ترامب”.. المسّتفيد الأكبر !

ويرى عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق؛ “ترامب”، وأستاذ القانون الدولي الأميركي؛ “غابريال صوما”، في حديثه لموقع (سكاي نيوز عربية)، أن “ترامب” هو المسّتفيد الأكبر من الهجمات الإيرانية الأخيرة على “إسرائيل”، في حين تُقلص من أسّهم “بايدن” الانتخابية.

وقال “صوما”: “الاعتقاد السّائد داخل الولايات المتحدة، أنه لو كان ترامب في البيت الأبيض فلن يحدث ما جرى ليل السبت الماضي، ولم يكن لإيران أن تُنفذ تلك الهجمات، لأن ترامب كان قاسيًا على طهران للغاية؛ إذ شّدد العقوبات عليها وأصبحت في أزمة اقتصادية داخلية، كما لم يكن باستطاعتها تصدير النفط للخارج بحرية، ومن ثم تراجع دخلها القومي”.

“بايدن” وسياسة التسّاهل..

في المقابل؛ يرى “صوما” أن “بايدن” سّاهم في رفع الكثير من العقوبات عن “إيران”، وباتت في الوقت الراهن قادرة على إنتاج (3.5) مليون برميل يوميًا من النفط، ما منحها قدرة على زيادة التصدير، معتبرًا أنها: “استفادت كثيرًا من سياسية التسّاهل التي تبناها الرئيس بايدن”.

وبشكلٍ عام؛ أوضح “صوما” أن السياسة الخارجية لـ”الولايات المتحدة” تهّم الناخب الأميركي بنحو: (8) بالمئة فقط، في مقابل: (92) بالمئة ينصب جُّل اهتمامهم بالقضايا الداخلية، خاصة عندما لا يكون الجيش الأميركي في معارك خارجية، كما حدث في “العراق” عام 2003، وبالتالي فالناخب الأميركي لا يهتم كثيرًا بما يحدث في الشرق الأوسط إلا في حدود ضيقة.

تداعيات على مسّار الانتخابات الأميركية..

وتُشير الكاتبة الصحافية المتخصصة في الشؤون الأميركية؛ “هبة القدسي”، في تصريحات لموقع (سكاي نيوز عربية)، إلى أن هناك تداعيات كثيرة للضربة الإيرانية على “إسرائيل”، على مسّار الانتخابات الأميركية، وسّط مخاوف ديمقراطية من احتمال تأثيرها على حظوظ “بايدن”.

وقالت “القدسي” إن الضربة غيّرت ما سّاد من توتر في العلاقة الشخصية بين “نتانياهو” و”بايدن”، ودفعت الرئيس الأميركي لإعلان دعمه الصارم، والتزام “الولايات المتحدة” بمساعدة “إسرائيل” والدفاع عن أمنها، وبالتالي كان هناك نوعًا من التغاضي عن التوترات في العلاقة بينهما، بعدما أعلن “بايدن” صراحة اعتراضه على سياسات “نتانياهو”، وكان هناك نوع من الجفاء بين الرجلين.

وأوضحت أن هناك الآن نوع من الاستّرضاء الأميركي من قبل الإدارة الأميركية لـ”نتانياهو” و”إسرائيل” بالتأكيد على المسّاندة في مقابل الهجمات الجمهورية التي تتهم الرئيس الأميركي بمهادنة “إيران” واتخاذ سياسات ضعيفة، أدت لاستقواء “طهران” والقيام بهذا الهجوم غير المسّبوق.

وأضافت الكاتبة الصحافية المتخصصة في الشؤون الأميركية؛ أن ما يُزعج إدارة “بايدن”، كون إطالة أمد الحرب تسبب في غضب العرب الأميركيين وأثر على حظوظ “بايدن” في ولايات مثل: “ميشيغان ومينيسوتا”، وبالتالي كان هناك نوعًا من الغضب لدى “بايدن” وإصرار على أن يكون هناك دخول أكبر للمساعدات لـ”قطاع غزة”؛ خلال الأسابيع الماضية.

لكن الوضع تغيّر الآن؛ إذ يُحاول “بايدن” استّرضاء “إسرائيل” على وقع الغضب داخل الحزب (الجمهوري) الذي يتهم “بايدن” بالتهاون، وبالتالي فإن أي توسّعة للحرب والصراع ستقضي على حظوظ “بايدن” بشكلٍ كبير في إعادة انتخابه، وربما تُسّهم في إعادة انتخاب “ترامب” مجددًا؛ لأن سجله فيما يتعلق بمعاداة “إيران” واضح؛ خاصة الخروج من “الاتفاق النووي” الإيراني وممارسّة أقصى الضغوط على “طهران”، في مقابل اتهامات لـ”بايدن” أنه لم يكن بالقوة الكافية في مواجهة تهديداتها وحاول احتواء “طهران”، وفق “القدسي”.

انتقادات واتهامات بالضعف..

واتفقت “القدسي” مع “صوما” في أن “ترامب” لا يزال المسّتفيد من الموقف الراهن، وخاصة بعد تعرض “إسرائيل” لضربة من “إيران”، إذ حرص على انتقاد “بايدن” واتهامه بالضعف، بجانب البدء في سّحب بسّاط تيار كبير من الناخبين الداعمين لـ”إسرائيل” والأصوات اليهودية الأميركية؛ إضافة إلى لوبي يهودي قوي، واستمالتهم في تأييده مدعومًا بمواقفه في الدفاع عن “إسرائيل”، واتهام “بايدن” بأنه لم يكن قويًا في دعم “تل أبيب” بما يكفي.

خطورة تصّعيد الصراع..

بدوره؛ يقول الأكاديمي وكبير الباحثين بمركز (واشنطن للسلام والتنمية)؛ “إدموند غريب”، في تصريحات لموقع (سكاي نيوز عربية)، إن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في الانتخابات الأميركية فيما يتعلق بالقضايا الخارجية؛ وخاصة ملف الشرق الأوسط، إذ سيكون لما يجري في “غزة”، واحتمالات تصّعيد الصراع بين “إسرائيل” و”إيران”، والطريقة التي تتعامل بها إدارة “بايدن” مع ذلك، تأثير ملحوظ على نتائج الانتخابات المقبلة.

وأوضح “غريب” أن هناك قطاعات داخل “الولايات المتحدة” ينظرون لضرورة تقديم “بايدن” دعمًا قويًا لـ”إسرائيل”، والهجوم على “إيران”، في مقابل مجموعة أخرى تُطالب الإدارة بإنهاء هذا الصراع بشكلٍ عاجل وحماية المدنييّن، وبالتالي فإن تعامل الإدارة الأميركية سيُلقي بتبعاته على الانتخابات الرئاسية.

ويُعتقد أن “بايدن” يحاول التعامل بتوازن في الموقف الراهن من هذا الصراع، إذ حذر من خطورة اتسّاع دائرة التوتر، إذ كانت هناك رسائل لتحذير “إيران” من التوسّع في ضرباتها، أو استهداف القوات الأميركية، وفي نفس الوقت أكد أنه لن يُساعد “إسرائيل” إذا شنّت هجومًا على “إيران”، وبالتالي يرغب في ضبط النفس من جانب الطرفين.

وأضاف “غريب”: “أتوقع أن يكون للأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط سواء ضربات إيران أو حرب غزة قبلها، تأثير كبير على الانتخابات، خاصة أنه في البداية كان هناك تعاطفًا مع إسرائيل، لكن مع ارتفاع عدد القتلى من المدنييّن والصور المروعة التي تصل من ساحة القتال غيرت اتجاهات الكثير من الرأي العام الأميركي تجاه ما يجري”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب