14 أبريل، 2024 7:35 ص
Search
Close this search box.

من “جدة” إلى “طهران” .. مكوكية “الكاظمي” لطمأنة إيران قبل زيارة “بايدن” أم لأغراض أخرى ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

يبدو أن المفاوضات بين “السعودية” و”إيران” قد وصلت لمرحلة متقدمة؛ حيث قام رئيس الوزراء العراقي؛ “مصطفى الكاظمي”، الوسيط في هذه المفاوضات، بجولة مكوكية، وسط حديث عن إمكانية إعادة فتح سفارتي البلدين اللتين أُغلقتا عام 2016.

فقد وصل رئيس الوزراء العراقي؛ “مصطفى الكاظمي”، إلى العاصمة الإيرانية؛ “طهران”، ظهر أمس الأحد، لعقد مباحثات مع الرئيس؛ “إبراهيم رئيسي”، قادمًا من مدينة “جدة”؛ في “السعودية”، التي عقد فيها جلسة مباحثات مع ولي العهد السعودي؛ الأمير “محمد بن سلمان”، السبت، يعتقد أنها تناولت ملف المفاوضات بين “السعودية” و”إيران”.

“الكاظمي” يتوسط في المفاوضات “السعودية-الإيرانية”..

وعُقدت خمس جولات من المفاوضات بين “السعودية” و”إيران”؛ التي انطلقت بوساطة من “الكاظمي”.

وتأتي جولة “الكاظمي” المكوكية بين: “السعودية” و”إيران”، الأخيرة في ظل نشاط دبلوماسي تشهده المنطقة؛ حيث من المُقرر أن تستضيف مدينة “جدة”، في 16 تموز/يوليو المقبل، قمة دعا إليها العاهل السعودي؛ الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، تضم الدول الخليجية الـ 06 وكلاً من: “مصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأميركية”.

وتزامنًا مع بدء زيارته إلى “السعودية”، نقلت وكالة الأنباء العراقية؛ (واع)، السبت، عن مصادر لم تُسمها، أن: “جولة الكاظمي إلى السعودية وإيران تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين، في إطار مشاورات الوساطة التي جرت في العاصمة العراقية؛ بغداد”.

وكانت “المملكة العربية السعودية” قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع “إيران”، يوم 03 كانون ثان/يناير 2016، بعد إقدام مجموعات من الإيرانيين باقتحام مقر سفارتها في “طهران” وقنصليتها في مدينة “مشهد”، احتجاجًا على إعلان “الرياض” إعدام رجل الدين الشيعي؛ “نمر النمر”، ضمن عدد من المحكوم عليهم، منهم المنظّر الشرعي لتنظيم (القاعدة) بالمملكة؛ “فارس الشويل الزهراني”.

“رئيسي” يدعو للحوار بين دول المنطقة والتهدئة في اليمن..

وفي مؤتمر صحافي مشترك بين الجانبين، قال “رئيسي”: “لدينا كثير من العلاقات بين دول الجوار مع العراق، وهي علاقات ليست عادية أو تقليدية، بل علاقات عميقة جدًا”.

وأضاف أن: “إيران والعراق عازمان على تعزيز الأواصر بين دول المنطقة، ونعتقد أن الحوار بين قادة الدول الإقليمية من شأنه أن يحل المشاكل الراهنة، مع تأكيدنا على أن التدخل الأجنبي لا يحل مشاكلنا، بل يُزيد الأمور تعقيدًا”.

وتابع “رئيسي”: “أكدنا خلال الاجتماع على ضرورة إنطلاق حوار بين دول المنطقة لتسوية مشاكلها، كما أكدنا على ضرورة استمرار الهدنة في اليمن، وضرورة وجود حوار (يمني-يمني) لإنهاء الأزمة”.

وهو ما أعاد “الكاظمي” التأكيد عليه بالقول إن الطرفين، العراقي والإيراني، اتفقا على ضرورة: “التهدئة في المنطقة، ودعم الهدنة في اليمن”.

وأشار “الكاظمي” الى أنه بحث مع الرئيس الايراني القضايا المصيرية التي تواجهها شعوب المنطقة، وقال إن البلدين اتفقا على: “دعم وقف إطلاق النار في اليمن، وضرورة الحوار لإنهاء حرب سببت معاناة كبيرة لشعب هذا البلد”.

بحضر رئيس الاستخبارات الذي قاد المفاوضات مع “إيران”..

وخلال لقاء الأمير “محمد بن سلمان”؛ و”الكاظمي”، في “جدة”، جرى تبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل، بما يُسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية؛ (واس).

فيما أكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، على: “الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البنّاءة إلى الأمام”، في إشارة غير معلنة إلى جهود الوساطة العراقية المتواصلة؛ منذ نيسان/إبريل 2021، لإعادة تطبيع العلاقات بين “السعودية” و”إيران”.

وحضر جلسة المباحثات، رئيس الاستخبارات السعودية؛ “خالد بن علي الحميدان”، الذي سبق أن قاد مفاوضات بلاده مع الجانب الإيراني في عدة جولات، لإعادة تطبيع العلاقات بوساطة عراقية.

تقارير عن رغبة “طهران” في إعادة فتح السفارات..

وعلى هامش زيارته لـ”طهران”؛ الأحد، التقى “الكاظمي”؛ بوزير الخارجية الإيراني؛ “حسين أمير عبداللهيان”، بحضور وزير الخارجية العراقي؛ “فؤاد حسين”.

ونقلت وسائل إعلام محلية إيرانية؛ عن “عبداللهيان” قوله، إن بلاده: “تؤيد إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرياض”.

وأشاد الوزير بجهود “العراق” في: “تعزيز حسن الجوار ودوره البناء في المعادلة الإقليمية والحوار بين إيران والسعودية”.

وعُقدت 05 جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين بوساطة عراقية، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى، منها “سلطنة عُمان”، بجمع الطرفين على طاولة واحدة.

وكانت الجولة الرابعة من المفاوضات بين “السعودية” و”إيران”؛ قد عُقدت أواخر أيلول/سبتمبر الماضي.

وبعد أكثر من عام من الاجتماعات الثنائية، اتفق البلدان في الجولة الخامسة على: “خارطة طريق عامة لتطبيع العلاقات”.

وفي ختام هذه الجولة من المحادثات؛ في 21 نيسان/إبريل الماضي، قال “الكاظمي” إنه مقتنع بأن: “التفاهم بات قريبًا” بين “الرياض” و”طهران”.

“ابن سلمان” يؤكد رغبة بلاده في التعايش مع الجارة “إيران”..

وحينذاك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية؛ “سعيد خطيب زاده”، التقارير الإعلامية حول عقد الجولة الخامسة من المحادثات، قائلاً: إن “المحادثات كانت إيجابية”.

ومطلع آذار/مارس الماضي، دافع ولي العهد السعودي؛ الأمير “محمد بن سلمان”، عن سياسة “التعايش” مع “إيران”، ولقي تصريحه ترحيبًا من وزير الخارجية الإيراني؛ “حسين أمير عبداللهيان”، الذي رأى فيه: “استعدادًا”؛ من “الرياض”، لإعادة العلاقات مع بلاده.

وعبّر ولي العهد السعودي؛ في 28 نيسان/إبريل الماضي، عن رغبة بلاده في أن تتمتع: بـ”علاقات جيدة ومتميزة” مع “إيران”، بصفتها: “دولة جارة”.

وقبل وساطة “الكاظمي”، كان رئيس الوزراء السابق؛ “عادل عبدالمهدي”، قد تقدم بمبادرة لتقريب وجهات النظر بين البلدين، رأى مراقبون أنها كانت تمهيدًا لوساطة “الكاظمي”؛ التي توصف بأنها وساطة: “ناجحة”.

جولة “الكاظمي” هل تهدف لعودة العلاقات أم تقليل مخاوف إيران من زيارة “بايدن” ؟

ونقل موقع (بغداد اليوم) الإخباري عن الدبلوماسي الإيراني السابق؛ “هادي أفقهي”، قوله إنه حصل على معلومات من مسؤول في “الخارجية الإيرانية”، مفادها أن “الكاظمي” جاء لـ”طهران”: “يحمل رسالة شفهية أو ورقية من المسؤولين السعوديين حول الإعلان شبه الرسمي لإعادة العلاقات بين البلدين”.

ووفقًا لنفس الموقع الإخباري، فإن “أفقهي” كشف عن أن مضمون الرسالة السعودية يفيد: بـ”إنتهاء الوساطة العراقية”.

لكن جريدة (الجريدة) الكويتية؛ نقلت عن مسؤولين حكوميين، لم تسمهم، أن زيارتي “الكاظمي” إلى “جدة” و”طهران” تهدف لترتيب عقد جلسة سادسة من الحوار بين البلدين، “السعودية” و”إيران”، بوساطة عراقية.

وقالت (الجريدة)؛ إن زيارة “الكاظمي” إلى “السعودية” و”إيران”؛ ناقشت جدول أعمال القمة “العربية-الأميركية” المرتقبة في “جدة”؛ منتصف تموز/يوليو المقبل، وتأكيد “العراق”؛ لـ”إيران” و”السعودية”، بأنه لن يكون مع محور ضد أي محور آخر إقليمي أو دولي.

“الكاظمي” يختتم زيارة لطهران بعد السعودية..

وقال رئيس الوزراء العراقي؛ “مصطفى الكاظمي”، من “طهران”، يوم الأحد 26 حزيران/يونيو 2022، إن “العراق” و”إيران” اتفقا على السعي من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بعد يوم من زيارته “السعودية”؛ في محاولة لإحياء المحادثات بين الخصمين الإقليميين لتهدئة توتر مستمر منذ سنوات.

وقطعت “إيران” و”السعودية” العلاقات بينهما؛ في 2016، وتدعم كل منهما حلفاء لها في حروب بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط من “اليمن” إلى “سوريا”؛ وفي غيرهما من الدول.

إذ قال “الكاظمي”؛ في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، إنهما اتفقا: “على التهدئة في المنطقة”؛ والعمل معًا لإحلال الاستقرار والهدوء فيها؛ ودعم جهود الهدنة في “اليمن”، كما اتفقا على: “تذليل تحديات الأمن الغذائي في المنطقة”، مع مناقشة: “تحديات المنطقة والتعاون المشترك”.

من جانبه؛ قال “رئيسي”: “الحوار مع المسؤولين في المنطقة ضروري لحل مشكلاتها”؛ دون أن يذكر أي تفاصيل.

بينما أوضح مسؤول إيراني لـ (رويترز)؛ أن: “استئناف المحادثات بين طهران والرياض سيُناقش خلال زيارة الكاظمي لإيران”.

وعُقدت الجولة الخامسة من المحادثات “السعودية-الإيرانية”، في نيسان/إبريل 2022، بعد قيام “إيران” بتعليق المفاوضات في آذار/مارس؛ دون إبداء أسباب، لكن الإجراء جاء بعد قيام “السعودية” بتنفيذ الإعدام في: 81 رجلاً، في أكبر تنفيذ جماعي للعقوبة منذ عقود. وأدانت “طهران” تنفيذ أحكام الإعدام الذي قال نشطاء إنه شمل: 41 شيعيًا.

محادثات مع السعودية..

وأجرى “الكاظمي” محادثات، السبت، مع ولي عهد السعودية، الأمير “محمد بن سلمان”؛ في “جدة”.

إذ قالت وكالة الأنباء السعودية؛ إن المحادثات شملت العلاقات بين البلدين وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة.

وتأتي زيارة “الكاظمي”؛ لـ”طهران”، في محاولة لكسر الجمود المستمر منذ شهور في المحادثات غير المباشرة بين “الولايات المتحدة” و”إيران” لإحياء “الاتفاق النووي” لعام 2015، الذي فرض قيودًا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على “طهران”.

ومن المنتظر أن يزور الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، “الرياض”، في منتصف تموز/يوليو، ومن المتوقع أن تشمل المحادثات المخاوف إزاء أمن الخليج الناجمة عن برنامج الصواريخ (الباليستية) الإيراني وشبكة وكلاء “طهران” في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب