24 أبريل، 2024 2:24 ص
Search
Close this search box.

من “النيروز” لـ”الخليقة” .. العراقيون يحتفلون بأعيادهم رغم تفشي وباء “كورونا” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم تفشي وباء (كورونا)، بـ”العراق”، إلا أن مناخ الجائحة لم يمنع العراقيين من الاحتفال بمناسبتين مختلفتين، وهما عيد “النيروز”، في “كُردستان العراق”، وعيد “الصابئة المندائيون” بإختتام عيد “الخليقة”، اليوم، ونهاية “الخمسة البيض”.

ويحتفل أكراد العالم بـ”عيد النيروز”، في 21 من آذار/مارس من كل عام، والذي يقترب من أن يكون عيدًا وطنيًا لرمزية الإحتفاء وأهمية الموروث التاريخي الذي تحمله تلك المناسبة.

و”نوروز”، هو اليوم الأول من العام الجديد للكُرد، وكذلك اليوم الذي يعلن فيه نهاية الشتاء وبداية الربيع.

قدسية عيد “النوروز”، تأتي لإرتباطه بـ”الأسطورة التاريخية، التي تتحدث عن ثورة قادها كُردي، كاوا الحداد، ضد ملك جائر متسلط اسمه، (زحاك)، وإنتهت بإسقاط حكمه”، بحسب ما تشير إليه البحوث والمصادر.

وعلي الرغم من أن مظاهر الفرح بعيد “نيروز”، كما يسمى عند البعض، تمتد إلى أغلب مناطق “إقليم كُردستان”، وبعض المدن الحدودية في شرق “العراق”، إلا أن لـ”قضاء عقرة” خصوصية في تلك المناسبة، التي عادة ما تكون المكان الأكثر إكتظاظًا بالمحتفلين.

وتعتبر مدينة “عقرة” واحدة من أقضية “كُردستان”، في محافظة “دهوك”، شمال “العراق”، حيث تلتقي من الشمال مع “قضاء ميركه سور”، ومن الجنوب مع “نينوى”، ومن الشرق مع محافظة “إربيل”، ومن الغرب مع “قضاء الشيخان”.

وتمتاز “عقرة” بأنها من المدن التاريخية الواقعة على منحدر جبلي، وتطل على وادٍ مليء بأشجار الفواكه المختلفة والمتنوعة، مما يشكل من موقعها منظرًا فريدًا يخطف الأنظار، على مساحة تبلغ 1936 كيلوًا مترًا مربعًا.

طقوس الاحتفال بـ”عيد النيروز”..

وتبدأ مراسم الاحتفال، في ليل 20 آذار/مارس، حيث تتوجه العوائل بالصعود إلى جبل “أكلي”، وحمل المشاعل المغطسة بالزيت، حتى يتم إيقاد النيران هناك حيث الإشتعال الأكبر.

ومع صباح اليوم التالي، تتحرك العوائل خارج المدن للإحتفاء بالطبيعة ومواسم الربيع التي تبدو طاغية في جبال “كُردستان” وتضاريسه الخلابة، ويتبادل المحتفلون التهاني والأمنيات، استبشارًا بقدوم العام الجديد.

وتتصاعد في سماء المدينة الجميلة، الألعاب النارية التي يطلقها الشباب، وكذلك ينشغل المحتفلون بالإبتهاج وإقامة الحفلات وممارسة الرقص أو ما تسمى: “الدبكة الكُردية”.

ومن طقوس الاحتفال بـ”عيد نوروز”، إرتداء الأزياء التقليدية للشعب الكُردي، حيث يرتدي الرجال اللباس الأخضر التقليدي، أما النساء فترتدي الأثواب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة.

ويقول “جمال”؛ إن: “عقرة تشهد توافد العديد من العوائل من مختلف عموم العراق للإحتفاء بعيد الربيع، إلا أن هذا العام كان الحضور أقل بكثير جراء الظروف التي فرضها فيروس (كورونا)”.

وبات: “قضاء عقرة؛ بمناظره الخلابة وجباله الشامخة، عنوانًا للربيع”.

إيقاد النيران دون إقامة الحفلات الرسمية..

وكانت اللجنة المنظمة للاحتفال بـ”نوروز”، في قضاء “عقرة”، شرقي “دهوك”، قد أعلنت أن: “الاحتفال في المدينة سيقتصر على إيقاد النيران، مساء أمس السبت؛ دون إقامة حفلات رسمية في أمسية استقبال عيد نوروز”.

موضحة في بيان؛ أنها: “شكلت فرقًا شبابية لإيصال مشاعل النيران إلى قمة الجبل وإشعال النيران هناك إيذانًا بقدوم عيد نوروز”، مشيرة إلى أن: “تحديد صيغة الاحتفال وإقتصارها على إيقاد النيران وإطلاق ألعاب نارية جاء إلتزامًا بتوجيهات الحكومة للوقاية من فيروس (كورونا)، الذي بدأ بالانتشار مرة ثانية في إقليم كُردستان”.

وكانت حكومة “إربيل”، أعلنت في وقت سابق، تعطيل الدوام الرسمي في “إقليم كُردستان”، بدءًا من الأحد الموافق 21 آذار/مارس حتى الخميس الـ 25 من الشهر ذاته، بمناسبة “عيد نوروز”.

طقوس تعميد ومراسيم احتفالات الدينية على ضفاف الأنهار..

وعلى الجانب الآخر، يجتمع عدد من مواطني “العراق”، في شهر آذار/مارس من كل عام، ولمدة خمسة أيام، والتي تشهد احتفالات على ضفة “نهر دجلة”، وهو النهر الشرقي من النهرين المكونين لحضارة ما بين النهرين، حيث ينتمي هؤلاء إلى طائفة “الصابئة المندائية”، التي تعتبر أقدم الطوائف في العالم؛ ويعيش أتباعها في “العراق” وجنوب غرب “إيران”.

واليوم هو اليوم الأخير؛ ضمن ما يعرف: بـ”الأيام الخمسة البيضاء”، التي تنتهي بحلول، يوم 21 من شهر آذار/مارس، حيث تجري خلاله طقوس التعميد ومراسيم الاحتفالات الدينية على ضفاف الأنهار، لأن الماء ركن أساس في ديانتهم، إلا أنهم يواجهون بعض المعوقات، أبرزها تحويل الأراضي المخصصة لهم للتعميد إلى الاستثمار.

ويرجع أغلب المؤرخين؛ ظهور هذه الطائفة إلى وقت ما في القرون الثلاثة السابقة على ميلاد “المسيح”، لكن منشئها ما زال غير واضح.

أتباع هذه الطائفة يعترفون، بـ”يوحنا المعمدان”، كنبي، ويقدسونه باعتباره أحد أعظم المعلمين، رغم أنه ليس مؤسس الطائفة، في حين يعتبر الاحتفال بالتعميد أهم طقس لطائفتهم، حيث يرتدي الرجال والنساء ملابس بيضاء يطلق عليها اسم: “الرستا”.

طقوس عيد “الخليقة..

ويقف المشاركون في الطقوس حفاة على الطين الندي؛ ثم يغمرون أجسامهم ويخرجون عدة مرات في مياه “نهر دجلة”، في حين يعتبر طقس الغمر بالمياه للتعميد طقس رئيس ومتكرر لدى الطائفة .

كما يقوم “الصابئة المندائيون”، في عيدهم المعروف باسم: “البروناية” أو “عيد الخليقة”، بإعداد المخبوزات، ويرتدون الملابس الجديدة التي للصلاة على موتاهم.

وفرت أعداد كبيرة من أبناء الطائفة، التي يصل عددها إلى 60 ألفًا، قبل الغزو الأميركي لـ”العراق”، في 2003، وتكرر هروبهم مرة أخرى عندما سيطر “تنظيم الدولة الإسلامية”، على مساحات كبيرة من “العراق”، ومارس الاضطهاد ضد الأقليات الدينية في تلك المناطق .

أصول الطائفة المندائية..

والطائفة “المندائية” أو “الصابئية”؛ من أقدم الأديان في “العراق”، وتمتد جذورها لأكثر من ألفي عام، حيث تشتق كلمة: “الصابئة” من “صبا”، أي انغمس أو غطس، فيما تعني “المندائي”، أو “مندا”، بالمعرفة، فهم يعرفون باسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين.

ويسمى معبد الصابئة: بـ”المندى”، وفيه كتبهم المقدسة، ويجري فيه تعميد رجال الدين، ويقام على الضفاف اليمنى من الأنهر الجارية، وله باب واحد يقابل الجنوب، بحيث يستقبل الداخل إليه نجم القطب الشمالي، كما يجب وجود قناة فيه متصلة بماء النهر، ولا يجوز للنساء دخوله.

والـ”جنزاربا”، هو كتابهم المقدس، ويعني: “الكنز العظيم”، والذي يزعمون أنه منزل عليهم من السماء.

بمن يؤمن الصائبة ؟

ويؤمن “الصابئة” بعدد من الأنبياء؛ وهم: “آدم، شيت بن آدم، وسام بن نوح، وزكريا، ويحيى بن زكريا”، غير أن اسمهم إرتبط بالنبي “إبراهيم الخليل”، الذي عاش في مدينة “آور” الكلدنيين السومرية.

وأدى عدم إختلاطهم بالأقوام والطوائف الأخرى إلى حفاظ “المندائيون” على باطنية وسرية طقوسهم، فاختلفت نتيجة لذلك التفسيرات حولهم، لكنهم يؤكدون إيمانهم بوحدانية الله خالق الأرض والسماوات.

صعوبات واجهت الاحتفال هذا العام..

وشكا “مندائيون”، هذا العام؛ من صعوبة الوصول لضفاف “نهر دجلة” لإتمام طقوسهم الدينية، ما تسبب باستياء العديد منهم، لا سيما كبار السن والنساء، لأنهم يسيرون مسافات طويلة للاحتفال بالطقوس، فضلاً عن إلغاء الاحتفال في بعض المناطق الأخرى، بسبب تفشي جائحة (كورونا)، وما تفرضه من شروط التباعد الاجتماعي، حسب وسائل إعلام عراقية ودولية.

وكان “نوفل الناشي”، رئيس كتلة “الصابئة المندائيين”، في “مجلس النواب” العراقي، قد دعا الثلاثاء الماضي، أبناء الديانة “الصابئية” إلى العيش في “إقليم كُردستان العراق” بدلاً من مغادرة البلاد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب