15 نوفمبر، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

“من النهر إلى البحر” .. شعار يرعب إسرائيل وأميركا ودول الغرب !

“من النهر إلى البحر” .. شعار يرعب إسرائيل وأميركا ودول الغرب !

وكالات – كتابات:

بعد أيام من انطلاقة عملية (طوفان الأقصى)، بدأت الاحتجاجات المؤيدة لـ”فلسطين” تخرج في مختلف دول العالم، حمل الكثير من الحشود خلالها شعار: “من النهر إلى البحر”، في إشارة إلى مطالب بتحرير كامل دولة “فلسطين”، في حين اعتبر مسؤولون غربيون هذا الشعار معاديًا للسّامية، فما قصة هذا الشعار ؟

قصة شعار “من النهر إلى البحر”..

يقول الشعار الكامل: “من النهر إلى البحر، فلسطين سوف تتحرر”، أو كما يُقال بالعامية الفلسطينية أيضًا: “من الميّ للمي” – في إشارة إلى كامل “فلسطين” الواقعة ما بين “نهر الأردن” و”البحر الأبيض المتوسط”.

كانت الحركة الوطنية الفلسطينية؛ التي ظهرت عقب إعلان “وعد بلفور”؛ عام 1917، أول من استخدم هذا الشعار منذ ستينيات القرن الماضي، ليُصبح بعدها تحت المجهر الدولي لاستخدامه من قِبل الكثير من المجموعات والأشخاص.

في الستينيات أيضًا استخدمت حركة (فتح) الشعار في دعوة إلى إقامة دولة علمانية ديمقراطية تشمل كامل “فلسطين” بسكانها الفلسطينيين واليهود الذين كانوا يعيشون في البلاد قبل الموجة الأولى من الهجرة اليهودية، وله أيضًا أصول في ميثاق “المجلس الوطني الفلسطيني”، ولكن “منظمة التحرير” سحبته من “ميثاق أوسلو”.

وفي القرن الحديث استخدمت “حركة المقاومة الإسلامية”؛ (حماس)، هذا الشعار تأكيدًا على أن تحرير كامل دولة “فلسطين”.

الحرية أم معاداة السّامية ؟

على الرُغم من أن المعنى من الشعار واضح كوضوح الشمس؛ فإن الكثير من قادة العالم المؤيدين لـ”إسرائيل” حاولوا تحريف معنى الشعار وادعوا أنه دعوة لتدمير “إسرائيل”.

“سويلا برافرمان”؛ وزيرة الداخلية في “بريطانيا”، غرّدت بعد الاحتجاجات الأخيرة في “المملكة المتحدة” -التي هتف فيها الآلاف: “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر” – بأن الشعار: “فُهم على نطاق واسع على أنه مطلب لتدمير إسرائيل”.

وأضافت: “إن محاولات التظاهر بغير ذلك هي مخادعة”.

وفي 30 تشرين أول/أكتوبر 2023، تم تعليق عضو البرلمان البريطاني؛ “آندي ماكدونالد”، من حزب (العمل)، بعد أن قال في خطاب حاشد مؤيد لـ”‍فلسطين”: “لن نرتاح حتى نحصل على العدالة، حتى يكون جميع الناس، بين النهر والضفة والبحر، أن يعيشوا بحرية سلمية”.

كما وجَّه “الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم”؛ في تشرين ثان/نوفمبر، الأندية الإنكليزية بإبلاغ لاعبيها بعدم استخدام عبارة “فلسطين حرة من النهر إلى البحر”.

وقد ذكر متحدث باسم الاتحاد أنه في حال استخدام أحد المشاركين في كرة القدم هذه العبارة: “فسنطلب تدخل الشرطة”.

في حين اتخذت “شرطة فيينا”؛ في “النمسا”، موقفًا مماثلاً عندما منعت احتجاجًا مؤيدًا للفلسطينيين على أساس إدراج عبارة: “من النهر إلى البحر” في دعواتهم، ووصفته بأنه دعوة إلى العنف، مما يوحي بأنه يعني ضمنًا محو “إسرائيل” من الخريطة.

بينما قال “غيرهارد بورستل”، قائد قوة شرطة المدينة: “شعار من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر، وهو شعار منظمة التحرير الفلسطينية الذي تبنته (حماس)”.

في حين أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الشعار للنيران المهاجمة.

ففي عام 2018، طردت شبكة (CNN) الأميركية؛ “مارك لامونت هيل”، وهو مؤلف وناشط أميركي من أصل إفريقي، بعد تعليقاته في جلسة عامة لـ”الأمم المتحدة”؛ في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي أنهاه بجملة: “لدينا فرصة لتقديم التضامن للفلسطينيين ليس بالكلمات فقط، بل بالالتزام السياسي والعمل على المستوى المحلي والدولي، الأمر الذي سيمنح العدالة.. وفلسطين حرة من النهر إلى البحر”.

وقد اتهمت جماعات ومنظمات داعمة لـ”إسرائيل”؛ “هيل”، بمعاداة السّامية، فيما ادَّعت رابطة مكافحة التشهير قول “هيل” بأنه دعوة لمحو “إسرائيل” من الخارطة.

الشعار قديم بقدم “المقاومة الفلسطينية” ضد الصهيونية..

في مقال نشرته المؤرخة “مها نصار”، المتخصصة بالتاريخ الفلسطيني على موقع (The Forward)؛ الموجه ليهود “أميركا”، في عام 2018، شرحت خلاله الجذور التاريخية لهذا الشعار.

وقالت “نصار”؛ إن جذور هذا الشعار تمتد إلى ما هو أبعد من تأسيس حركة (حماس)، وهو قديم قدم “المقاومة الفلسطينية” ضد “الحركة الصهيونية”.

وأضافت في مقالها أن الدعوة إلى الحرية من خلال شعار: “من النهر إلى البحر” واضحة تمامًا، ويمكن إرجاعها إلى الجهود السابقة لإقامة دولة يهودية في الأراضي الفلسطينية سابقًا، موضحة أن الفلسطينيين ينظرون من خلال شعار: “من النهر إلى البحر” على أنه وطن لا يتجزأ، وأنه يجب على سكانه أن يعيشوا كمواطنين أحرار دون مواجهة التمييز الإسرائيلي اليومي.

من جهته؛ قال الكاتب الفلسطيني الأميركي؛ “يوسف منير”، في عام 2021، إن أولئك الذين رأوا طموحًا للإبادة الجماعية في هذه العبارة، أو في الواقع رغبة لا لبّس فيها في تدمير “إسرائيل”، فعلوا ذلك بسبب رهابهم من الإسلام.

وأضاف وفقًا لما نقلته صحيفة (الغاديان-The Guardian) البريطانية: “هذا الشعار مجرد وسيلة للتعبير عن الرغبة في دولة يستطيع فيها الفلسطينيون العيش في وطنهم كمواطنين أحرار ومتساوين، لا يُهيمن عليهم الآخرون ولا يهيمنون عليهم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة