28 مارس، 2024 12:43 م
Search
Close this search box.

من القتل لضعف الأجور للاستغلال المؤسسي .. صحافيو “العراق” بين نيران كثيفة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

قال الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”؛ إن التحديات العالمية جراء جائحة (كوفيد-19)؛ تؤكد الدور الحاسم للمعلومات الموثوقة؛ والمتحقق منها والمتاحة عالميًا في إنقاذ الأرواح وبناء مجتمعات قوية وصلبة.

وقال “غوتيريش”، في رسالة لمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة”؛ أن الصحافة الحرة والمستقلة هي الحليف الأكبر في مكافحة المعلومات الزائفة والمضللة، وأشار إلى أن الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام يتعرضون، في بلدان كثيرة جدًا، لمخاطر شخصية كبيرة تشمل فرض قيود جديدة والرقابة، وسوء المعاملة، والمضايقة، والاحتجاز، وحتى الموت، لمجرد قيامهم بعملهم

ويحتفل صحفيو العالم، في الثالث من أيار/مايو من كل عام؛ بـ”اليوم العالمي لحرية الصحافة”.. حيث يعود تاريخ هذا اليوم إلى مؤتمر عقدته (اليونيسكو)، في مدينة “ويندهوك”، في 3 من أيار/مايو 1991، بهدف تطوير صحافة حرة وتعددية. لتُعلن، فيما بعد، في كانون أول/ديسمبر 1993، “الجمعية العامة للأمم المتحدة”؛ أنه يومًا عالميًا للصحافة.

معوقات مهنية في طريق العمل الصحافي..

يقول “مصطفى محمد”، (مدير تحرير إحدى الصحف العراقية): “الورقة السمراء؛ تعاني من مشكلات عدة: تتمثل أولها بعدم وجود بيئة حقيقية وجديّة، لصناعة محتوى مفيد ومحترف. حيث لا نجد عملاً استقصائيًا حقيقيًا؛ تُجريه الصحف المحلية، التي يزيد عددها على (20) صحيفة، تُصدر بشكل يومي، في بغداد وحدها. والسبب في ذلك، هو أن الصحف لم تُعد تهتم بالعمل الاستقصائي. فهو عمل مضني، يتطلب صحافيًا يُجيد تعقب الملفات الشائكة، وكذلك لا بد من تعاطي السلطات مع الصحافيين، بما يخدم الصالح العام”.

مبينًا أن: “رؤوس الأموال لم تُعد تهتم للاستثمار بالعمل الجرائدي. الصحف والمجلات، ربما تجد أن هذه الوسائل لم تُعد مجدية. فهي تدفع ثمن التكنولوجيا. إنما الدعم ينصب على (السوشيال ميديا)، المحطات الفضائية، ووكالات الأنباء إلى حد ما”.

ويُشير “محمد”؛ إلى أن: “المشتغلين في الصحافة راهنًا، يقاسون مشكلات كثيرة، تخص: حق الحصول على المعلومة، وفرص عمل شحيحة، تجعلهم يتشبثون بما يضعون أيديهم عليه، بأي ثمن. وهذا، ينعكس على جودة المنتج الصحافي”، مشيرًا إلى أنه: “هناك غياب ملحوظ للدور النقابي، في متابعة تلك المشكلات”.

الصحافي مكبل في “العراق” !

جملة من التحديات تواجه الصحافيين، أثناء عملهم، يحدد “عبدالله لطيف”، (صحافي وناشط مدني)، بعضًا منها: “يتمثل في صعوبة الحصول على المعلومة، إذ أن الدوائر والمؤسسات الحكومية أصبحت لا تتعاطى إيجابًا مع الصحافيين، وحتى المسؤولين لم يفهموا بعد طبيعة العمل الصحافي، في بعض الأحيان تضطر جزء من المؤسسات أن تدفع أمولاً مقابل الحصول على معلومة من أي جهة حكومية، والتحدي الثالث يكمن في أن القوانين التي تكفل حرية العمل الصحافي مهمشة أو معطلة، وأن الصحافيين الذين يكشفون عن معلومات مهمة أو خطرة؛ غالبًا ما تكون حياتهم عُرضة للخطر، خصوصًا في القضايا التي تُخص الفساد، فسطوة الفاسدين في البلاد أعلى بكثير من سطوة القانون”.

من جانبه؛ دعا الأمين العام لـ”المشروع الوطني العراقي”، “جمال الضاري”، الحكومة والبرلمان؛ إلى ضرورة تشريع قوانين تحفظ للصحافي حق الحصول على المعلومة؛ وتحميه من التهديدات والملاحقات التي يتعرض لها، جراء كشفه ملفات الفساد.

كما دعا “الضاري”، في تغريدة له على (تويتر)؛ إلى وقف الانتهاكات التي تتعرض لها الكوادر الصحافية، في “العراق”، أثناء تغطية التظاهرات.

مستقبل غامض وأوضاع مالية مزرية..

ويدعو في السياق، “أحمد عبدربه”، (مدير قسم المحليات في إحدى الصحف العراقية)، وسائل الإعلام و”نقابة الصحافيين العراقيين”؛ إلى: “عقد اتفاق على ميثاق يُحدد أجور العاملين في مجال الإعلام، ويلغي التباين، كما يضع صيغة موحدة للتعاقد مع الصحافيين، يضمن مستقبلهم ويوفر التقاعد لهم”.

بدوره، يرى الصحافي والإعلامي، “محمد جهادي”، أنه: “رغم المواد الدستورية التي كفلت حرية التعبير في العراق؛ إلا أن الحكومات العراقية المتعاقبة ما تزال تواصل منهج القمع والتهديد ضد الصحافيين العاملين في المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى ذلك، يعاني غالبية الصحافيين من عدم الحصول على ضمانات وقواعد تحميهم من أساليب التسريح من قبل المؤسسات”.

يقول “مروان حبيب”، (إعلامي عراقي)، أن: “الصحافيين في العراق؛ يعانون متاعب كثيرة تتمثل في أسلوب التعامل غير المحترف من قبل الإدارات، وتأخر صرف المستحقات”، مشيرًا إلى أنه: “طُرد بشكل تعسفي من مؤسسته دون أن يدرك الأسباب”.

صحافيو العراق بين نيران كثيرة..

تقرير أعده “منتدى الإعلاميات العراقيات”، للفترة الممتدة: من 3 أيار/مايو 2020 – 2 أيار/مايو 2021، رصد ورود: “أكثر من 70 حالة قتل وتهديد واعتقال وسجن ومضايقات وإبتزاز، تعرض لها صحافيون وصحافيات، في عموم مدن العراق، من بينها إقليم كُردستان، لأسباب مختلفة من بينها تغطيتهم للتظاهرات الاحتجاجية، إضافة إلى مضايقات طالت هذه الشريحة، بسبب تغطيات إعلامية تتعلق بانتشار وباء (كوفيد-19) ونقلهم لتردي الواقع الصحي”.

كما سجل “منتدى الإعلاميات”: “تعرض أكثر من 12 صحافية وإعلامية؛ للتمييز على أساس النوع الاجتماعي والمضايقات والإبتزاز، خاصة خلال البرامج التلفزيونية ذات البث المباشر؛ مع استمرار غياب أو ضعف المؤسسات الإعلامية المستقلة وهيمنة الحزبية على المشهد الإعلامي بشكل عام”.

وفي “المؤشر السنوي لحرية الصحافة العالمي”، من منظمة “مراسلون بلا حدود”، لتقييم حالة حرية الصحافة، في 180 دولة ومنطقة سنويًا، جاء “العراق”، في المرتبة 163، من المؤشر بعدما جاء بالمرتبة: 162؛ في تصنيف المؤشر، لعام 2019.

مطالب نقابية..

بدورها، طالبت “نقابة الصحافيين العراقيين”، أمس الإثنين، جميع الجهات، بضرورة توفير بيئة آمنة أوسع للعمل الصحافي.

وقالت النقابة، في بيان؛ أنها: “تُشيد بجهود الصحافيين والإعلاميين في العراق، الذين كان لهم الدور الكبير في تغطية معارك تحرير المدن العراقية، من عصابات (داعش)، ونقل الصورة المشرقة لبطولات القوات الأمنية في تلك المعارك، فضلاً عن المساهمة الفاعلة في التصدي للجائحة؛ ومشاركة الجيش الأبيض في كل فعالياته لمقارعة هذا الوباء الخطير والحد من تفشيه”.

وفي الوقت الذي حيت فيه النقابة: “أرواح شهداء الصحافة، الذين قدموا أرواحهم فداء لرسالة الكلمة الحرة والقلم الشريف”، فإنها طالبت: “الجهات الرسمية وغير الرسمية في العراق، بضرورة توفير بيئة آمنه أوسع للعمل الصحافي، وبما يُمكن الصحافيين والإعلاميين ومؤسساتهم الإعلامية من تأدية واجباتهم المهنية والصحافية على أكمل وجه لنقل الصورة المشرقة لبلادنا؛ وبما يليق ويتناسب مع العراق وتاريخه الحضاري المشرق”.

المؤشر العالمي لحرية الصحافة لعام 2021

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب