من “القاعدة” إلى “داعش” .. هل غيرت اغتيالات “أميركا” لرؤوس الإرهاب من إيديولوجيته !

من “القاعدة” إلى “داعش” .. هل غيرت اغتيالات “أميركا” لرؤوس الإرهاب من إيديولوجيته !

وكالات – كتابات :

جاء اغتيال “الولايات المتحدة”؛ زعيم تنظيم (القاعدة)؛ “أيمن الظواهري”، ليُلقي الضوء على تاريخ الاغتيالات الأميركية لقادة تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، وكيف أثرت هذه الاغتيالات على النشاط الجهادي لهذين التنظيمين.

وأعلن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، يوم الإثنين 01 آب/أغسطس 2022، مقتل زعيم تنظيم (القاعدة)، “أيمن الظواهري”، في غارة أميركية بطائرة بدون طيَّار في العاصمة الأفغانية، “كابول”.

كان “الظواهري”، البالغ من العمر: (71 عامًا)، أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم وأحد المُنسّقين الرئيسيين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، جنبًا إلى جنب مع مؤسس التنظيم، “أسامة بن لادن”.

يُعتبر “الظواهري”؛ إلى حدٍّ كبير، العقل المُدّبر للعديد من العمليات المسلحة حيث اضطلع بدورٍ رائد في حركة تُثمَّن الهجمات المروعة والقتل العشوائي للمدنيين، حسبما ورد في تقرير لصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.

“الظواهري” تزعم القاعدة بعد “ابن لادن”..

هرب “الظواهري” و”ابن لادن”، من القوات الأميركية المنتشرة في “أفغانستان”، في أواخر عام 2001. ظلَّ مكان وجود “الظواهري” مجهولاً، حتى بعد مقتل “ابن لادن”؛ في غارة شنتها القوات الأميركية؛ في “باكستان”، عام 2011.

كان دوي انفجار قوي قد سُمع في العاصمة الأفغانية؛ في تمام الساعة 6:18 من صباح يوم الأحد 31 تموز/يوليو. كتب متحدث باسم حركة (طالبان)؛ في تغريدة على موقع (تويتر) أنَّ غارة جوية نفذتها: “طائرات أميركية بدون طيار” استهدفت: “منزلاً سكنيًا” في “كابول”.

قال “بايدن” إنَّ أجهزة المخابرات الأميركية حدَّدت موقع “الظواهري”؛ في وقتٍ سابق من هذا العام، عندما انتقل إلى منزل في وسط مدينة “كابول” ليعيش مع أفراد عائلته. وأضاف “بايدن” أنَّه اتَّخذ قرار استهداف “الظواهري”؛ منذ أسبوع، عندما أكَّد له مسؤولو المخابرات أنَّ الظروف: “مثالية” لتنفيذ الغارة الجوية. أضاف “بايدن” أنَّ لا أحد من أفراد أسرة “الظواهري” أصيب بأذى ولم تقع إصابات بين المدنيين.

تُعد تلك الغارة الجوية أول عملية عسكرية معروفة تُنفذها “واشنطن”؛ في “أفغانستان”، منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد؛ في آب/أغسطس/آب 2021. في الوقت نفسه، شكَّك بعض الخبراء والحقوقيين في أخلاقيات وفاعلية مثل هذه العمليات.

أبرز الاغتيالات الأميركية لقادة “داعش” و”القاعدة”..

فيما يلي نظرة على العديد من العمليات العسكرية الأميركية السابقة؛ التي استهدفت كبار قادة تنظيم (القاعدة) وتنظيم (داعش).

“أبومصعب الزرقاوي”..

في 07 حزيران/يونيو من عام 2006، قتلت القوات الأميركية؛ “أبومصعب الزرقاوي”، زعيم تنظيم (القاعدة) بـ”العراق”، في غارة جوية على منزل آمن كان يمكث بداخله شمال “بغداد”. وسرعان ما أكدت المواقع المرتبطة بـ (القاعدة) وفاته، وقالت إن “الزرقاوي” نال: “الشهادة”.

قال مسؤولو الجيش الأميركي إن ستة أشخاص قُتلوا في الغارة، من بينهم طفل وامرأة.

حدثت الغارة بعد ثلاث سنوات من بداية غزو “العراق”، الذي بدأه الرئيس الأميركي السابق؛ “جورج دبليو بوش”، استنادًا إلى إدعاءات زائفة بامتلاك “العراق” أسلحة دمار شامل وإيواء رئيسها الراحل؛ “صدام حسين”، أعضاء (القاعدة). وزعمت إدارة “بوش” خطأً أن “الزرقاوي” كان حلقة الوصل بين (القاعدة)؛ وحكومة “صدام حسين”.

قال “بوش” في خطاب له بـ”البيت الأبيض”؛ في اليوم التالي للعملية: “موت الزرقاوي يوجه ضربة لـ(القاعدة). إنه انتصار في الحرب العالمية على الإرهاب، وفرصة لحكومة العراق الجديدة لتحويل مسار هذا الصراع”.

ولد تنظيم (داعش) بعد سنوات من رحم تنظيم (القاعدة)؛ في “العراق”، واعتبر نفسه بديلاً أشرس.

“أسامة بن لادن”.. حقوقيون يؤكدون أنه كان على “أميركا” محاكمته..

عندما تولى الرئيس الأميركي الأسبق؛ “باراك أوباما”، منصبه في 2009، أصدر أمرًا لـ”ليون بانيتا”، المدير العام لوكالة الاستخبارات المركزية، ليجعل قتل “ابن لادن” أو اعتقاله أولوية قصوى.

في عشية الأول من آيارمايو 2011، كان “أوباما” وكبار المسؤولين في إدارته يُشاهدون من غرفة العمليات بـ”البيت الأبيض”، بينما انتقلت قوات العمليات الخاصة الأميركية؛ (نافي سيلز)، جوًا من “أفغانستان” إلى مدينة “أبوت آباد” في “باكستان”، لشن غارة على مجمع سكني اعتقدوا أن “ابن لادن” كان مختبئًا بداخله.

قتلت القوة الأميركية؛ “ابن لادن”، الذي كان يبلغ من العمر: (54 عامًا) حينها، وأخذت جثته وكومة من الأوراق والممتلكات الشخصية.

عندما اتضح أن “ابن لادن” قُتل في الغارة، قال “أوباما”: “نلنا منه”، وأكد تنظيم (القاعدة) وفاة “ابن لادن” بعد أيام، وتعهد بالانتقام لمقتله.

في خطابه أمام الجمهور عقب تنفيذ العملية، وصفها “أوباما” بأنها: “الإنجاز الأهم؛ حتى الآن، في جهود الأمة لهزيمة (القاعدة)”، وقال إن العالم كان: “مكانًا أفضل بسبب وفاة ابن لادن”.

أفادت الصحيفة لاحقًا بأن “وكالة الاستخبارات المركزية” استخدمت طائرة مُسّيرة شبحية لمراقبة المجمع السكني. وأثار اكتشاف وجود “ابن لادن”؛ في “باكستان”، شكوكًا في “الولايات المتحدة” حول مصداقية “باكستان”، بوصفها حليفًا في جهود مكافحة الإرهاب. ووصف رئيس الوزراء الباكستاني؛ الاعتداء الأميركي، بأنه: “انتهاك لسيادة” البلاد.

أظهرت استطلاعات الرأي بعد الغارة الأميركية؛ تأييدًا واسعًا بين الشعب الأميركي وامتدح حلفاء “الولايات المتحدة” العملية. وفي المقابل، طرحت الجماعات الحقوقية وبعض المحامين تساؤلات حول ما إذا كان مقتل مؤسس تنظيم (القاعدة) مبررًا من الناحية الأخلاقية والقانونية، وجادلوا بأن القوات الأميركية كان يجب عليها أن تُحاول اعتقال “ابن لادن” حيًا، ومحاكمته.

وُثقت الغارة وملاحقة “ابن لادن”؛ التي استمرت لعقد كامل في فيلم أُنتج؛ عام 2012، بعنوان: (Zero Dark Thirty).

قال “أوباما”؛ بعد يومين من تنفيذ الغارة، إن “الولايات المتحدة” كانت لديها صور لجثة “ابن لادن”، لكنها لن تنشرها، مما أدى إلى صعود بعض نظريات المؤامرة. وفشلت المحاولات القانونية لمحاولة إجبار السلطات على نشر الصور. أبلغ المسؤولون الصحافيين بأن “ابن لادن” دُفن في البحر وزعم الأميركيون أنه دفن تماشيًا مع التقاليد الإسلامية.

“حمزة بن لادن”.. “ولي عهد القاعدة”..

قال الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، في أيلول/سبتمبر 2019، إن “حمزة بن لادن”، نجل مؤسس تنظيم (القاعدة)؛ “أسامة بن لادن”، الذي أرتأى البعض أنه نجم صاعد محتمل في صفوف التنظيم، قُتل على يد القوات الأميركية في إحدى عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة “أفغانستان” و”باكستان”.

لم يُقدم “ترامب” مزيدًا من التفاصيل. وأشارت تقارير سابقة إلى أن “حمزة بن لادن”؛ توفي في وقت سابق، ليحوم الغموض حول التوقيت المُحدد لتنفيذ العملية.

كان “حمزة” واحدًا من الأبناء الكثيرين لمؤسس (القاعدة)، وكان: “مسؤولاً عن التخطيط والتعامل مع الجماعات الجهادية المتنوعة”، وذلك حسبما قال “ترامب” في البيان، ووصف وفاته بأنها ضربة في وجه قيادة التنظيم المسلح.

ولاحقًا وصف “ترامب”؛ “حمزة”، بأنه: “ولي عهد القاعدة”، ووصفه خبراء الإرهاب بأنه شخصية تحظى بجاذبية وسط صغار المقاتلين عندما كان (القاعدة) يتنافس مع تنظيم (داعش) على تجنيد الأعضاء.

غير أن بعض المحللين شككوا في نفوذ “حمزة” داخل صفوف (القاعدة). بجانب أن قتل كبار قادة (القاعدة)؛ خلال الغارات التي نفذتها “الولايات المتحدة” في “اليمن” و”ليبيا”، حمل تأثيرًا طفيفًا على وقف انتشار إيديولوجية التنظيم.

“أبوبكر البغدادي”.. فجر نفسه..

أعلن الرئيس؛ “دونالد ترامب”، في تشرين أول/أكتوبر 2019، مقتل “أبوبكر البغدادي”، زعيم تنظيم (داعش)؛ آنذاك، خلال عملية عسكرية نفذتها “الولايات المتحدة الأميركية” في “سوريا”.

أعلن “البغدادي”، الذي تولى قيادة التنظيم الجهادي عام 2010، قيام خلافة إسلامية مزعومة في “العراق” و”سوريا”؛ سيطرت في أوج نشاطها على مناطق واسعة من البلدين وألهمت هجمات إرهابية عديدة في جميع أنحاء العالم. يشتهر تنظيم (داعش) بأساليبه الوحشية وتفسيراته المتطرفة للنصوص الدينية.

نجح تحالف عسكري تقوده “الولايات المتحدة” في طرد تنظيم (داعش) من آخر معاقله؛ في آذار/مارس 2019، لكن “البغدادي”، الذي نادرًا ما ظهر علنًاً​، ظل حرًا طليقًا.

وفي عملية عسكرية ليلية؛ في 26 تشرين أول/أكتوبر 2019، نقلت مروحيات فريقًا من قوات العمليات الخاصة الأميركية إلى شمال غرب “سوريا”؛ لشن هجوم على مجمع يؤوي مسلحي تنظيم (داعش). قال “ترامب” إنَّ “البغدادي” تراجع حتى وصل إلى نهاية: “نفق مسدود” وفجَّر سترة ناسفة قتلته مع 03 من أبنائه.

تفاخر “ترامب” بالعملية العسكرية الأميركية، التي أدت إلى مقتل “أبوبكر البغدادي”، واصفًا إياه بأنَّه: “مات ميتة الكلاب”. من جانبهم، رحَّب زعماء “أوروبا” والشرق الأوسط بخبر مقتل زعيم تنظيم (داعش).

قال مسؤولون أميركيون إنَّ وكالات المخابرات الأميركية تعقبت “البغدادي” إلى محافظة “إدلب” السورية، حيث تنشط مجموعة متنوعة من الجماعات المتطرفة.

وأوضح المسؤولون أنَّ جنديين أميركيين أصيبا بجروح طفيفة في العملية، بينما قُتل مسلحون آخرون، من بينهم امرأتان كانتا ترتديان سترات ناسفة وقيل إنَّهما زوجتا “البغدادي”.

جاءت هذه العملية العسكرية في وقت واجه فيه “ترامب” انتقادات بسبب قراره بسحب معظم القوات الأميركية من شمال “سوريا” – وهي خطوة اعتبرها المنتقدون خيانة للحلفاء الأكراد الذين حاربوا تنظيم (داعش)، إلى جانب الأميركيين وقدَّموا معلومات استخباراتية من أجل تلك العملية.

تولى “أبوإبراهيم الهاشمي القرشي”؛ قيادة تنظيم (داعش)، بعد عدة أيام من مقتل “البغدادي”. وجد تقرير لـ (البنتاغون)، في شباط/فبراير 2020، أنَّ مقتل “البغدادي” لم يُحدث تأثيرًا كبيرًا في هيكل القيادة داخل التنظيم أو مستوى عملياتها.

“أبوإبراهيم الهاشمي القرشي”.. خليفة “البغدادي”..

أعلن “جو بايدن”؛ في شباط/فبراير، مقتل زعيم تنظيم (داعش)، “أبوإبراهيم الهاشمي القرشي”، في عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب نفذتها قوات العمليات الخاصة الأميركية؛ في “سوريا”، في شباط/فبراير 2022.

ووفقًا لجهات محلية، قُتل: 13 شخصًا آخرين خلال تلك العملية العسكرية الأميركية، من بينهم: 06 أطفال و04 نساء. وقال “بايدن” في ذلك الوقت؛ إنَّه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأميركية.

استهدفت العملية الأميركية منزلاً من طابقين في محافظة “إدلب” السورية؛ الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، وذلك حسبما أفاد سكان محليون مقيمون في منطقة قريبة تحدثوا عن سماعهم أصوات إطلاق نار ومروحيات. قال مسؤولون أميركيون للصحافيين إنَّ “القرشي” فجَّر قنبلة قتلته مع أحد مساعديه وعدد من أفراد أسرته. وأضاف المسؤولون أنَّ هذه المهمة مُخطط لها منذ شهور وتقرَّر تنفيذها مع تصاعد المخاوف بشأن عودة نشاط تنظيم (داعش).

“ماهر العقال”.. الرجل الذي حاول إعادة بعث “داعش”..

أعلن “البيت الأبيض” والجيش الأميركي؛ في تموز/يوليو، عن مقتل “ماهر العقال”، أحد كبار قادة تنظيم (داعش) في “سوريا” والمسؤول عن جهود توسيع شبكات (داعش) خارج “سوريا” و”العراق”، في غارة أميركية بطائرة بدون طيار استهدفته في شمال غرب “سوريا”.

قال مسؤولو العمليات العسكرية الأميركية؛ في ذلك الوقت، إنَّ تلك الضربة ستقوّض قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات إرهابية على مستوى العالم.

كان “العقال” أحد هدفين للعملية العسكرية الأميركية خارج بلدة “جنديرس” السورية، الواقعة على بُعد حوالي: 35 ميلاً شمال غرب “حلب”. أُصيب مسؤول آخر على صلة وثيقة بـ”العقال” بجروحٍ خطيرة في الغارة، لكن الجيش الأميركي لم يُحدّد هويته.

أشاد “بايدن”؛ آنذاك، بهذه الخطوة المتقدمة، قائلاً إنَّها: “توضح عدم حاجة الولايات المتحدة إلى نشر آلاف الجنود في مهام قتالية لرصد التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة والقضاء عليها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة