11 أبريل، 2024 3:11 م
Search
Close this search box.

من الضربات الأميركية إلى تشكيل الحكومة .. “قاآني” يزور بغداد لإثبات سيطرته على الملف العراقي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة أثارت العديد من التساؤلات، حيث توقيتها الذي يأتي وسط اشتعال الأوضاع بين “أميركا” و”إيران”، وخاصة أذرعها في “العراق”، ووسط صراع سياسي عراقي داخلي حول التوافق من عدمه على شخص رئيس الوزراء المُكلف، “عدنان الزرفي”، الذي يُحاول بكل جهده تشكيل الحكومة الجديدة، وصل “إسماعيل قاآني”، قائد (فيلق القدس) التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، إلى “بغداد”، هذا الأسبوع، في محاولة رآها بعض المسؤولون بأنها فرصة لتوحيد الزعماء السياسيين المتناحرين في “العراق”، حيث أسفرت المعارضة الشرسة من كُتلة رئيسة عن إحباط فرص تشكيل رئيس الوزراء المعين، حكومة جديدة.

ووفقًا لوكالة (أسوشييتد برس)، فقد وصل “قاآني” إلى “بغداد”، مساء الإثنين الماضي، في أول زيارة رسمية علنية له إلى “العراق”، منذ أن تسلم مهام المنظمة بعد مقتل “قاسم سليماني” في غارة أميركية.

وكان “سليماني” قد قُتل، في 3 كانون ثان/يناير الماضي، مع القائد في (الحشد الشعبي) العراقي، “أبومهدي المهندس”، في غارة جوية أميركية قرب “مطار بغداد”. وأدى هذا الهجوم إلى تدهور العلاقات “الأميركية-العراقية” ودفع النواب العراقيين للدعوة لانسحاب القوات الأميركية من البلاد، في قرار غير مُلزم.

وجاء وصول “قاآني” إلى “مطار بغداد”؛ وسط حظر تجول مستمر منذ أيام، لإبطاء انتشار فيروس “كورونا”، الذي تسبب في تعليق الرحلات من وإلى البلاد.

وبعد وصوله، غادر “قاآني” المطار تحت حراسة مشددة في موكب من ثلاث سيارات.

وقالت الوكالة إن زيارة “قاآني” تأتي في وسط شكوك في قدرته على التوصل لتوافق في المشهد السياسي العراقي المنقسم بشكل حاد، خاصة بسبب ضعف لغته العربية وإفتقاره للعلاقات الشخصية مع الرموز المهمة.

وذلك على عكس “سليماني”، الذي عُرف بقدرته على جعل أعتى المتناحرين في “العراق” يلتقون، وقام بعدة زيارات للعاصمة العراقية لتوحيد الفصائل السياسية خلال أوقات الشلل السياسي.

أول اختبار له..

وقال مسؤول سياسي شيعي بارز، طلب عدم نشر اسمه؛ للوكالة: “هذا هو أول اختبار له لمعرفة ما إذا كان سينجح في توحيد الموقف الشيعي مثلما فعل سليماني”.

وتتزامن رحلة “قاآني” مع أزمة متفاقمة في “العراق”، حيث يواجه رئيس الوزراء المُكلف، “عدنان الزرفي”، مقاومة من بعض النخب السياسية القوية، وسط تشتت كبير عبر الطيف السياسي، وأضرار اقتصادية بالغة بسبب انخفاض أسعار “النفط”، التي تسبب بها فيروس “كورونا”.

سياسة العصا والجزرة..

المحللون رأوا إنه من دون “الكاريزما” التي تمتع بها “سليماني”، سيتعين على “إيران” في الغالب تبديل تكتيكاتها لكسب الأحزاب الشيعية العراقية إلى صفها.

وقال “ريناد منصور”، كبير الباحثين في “تشاثام هاوس” في لندن إن: “إيران لا تزال قوية وسيضطر، قاآني، إلى الإعتماد على التهديدات في محاولة لإيجاد طريقة لإعادة التفتت الهائل الذي تُمثله سياسة النخبة العراقية اليوم.. سياسة العصا والجزرة بدلًا من إدارة الشبكات”.

ومن نواح عديدة، أصبح المشهد السياسي العراقي أكثر صعوبة في المناورة، منذ مقتل “سليماني”، مع مزيد من الإقتتال السياسي بين الأحزاب الشيعية والكُردية.

وقال “منصور”: “هناك الكثير من الناس الذين يشعرون بحق الحصول على قطعة من الكعكة.. المنافسة تبدو كبيرة”.

وتعارض كُتلة (الفتح) في “مجلس النواب”، التي جاءت في المرتبة الثانية بعد كُتلة (سائرون) في انتخابات، آيار/مايو 2018، بشدة، “الزرفي”.

وتتكون الكُتلة برئاسة، “هادي العامري”، من أحزاب متحالفة مع الميليشيات التابعة لقوات (الحشد الشعبي)، وبعضها مدعوم من “إيران”.

فيما دعمت كتلة (سائرون)، بقيادة “مقتدى الصدر”، ترشيح “الزرفي” في البداية.

الملف العراقي مازال بيد قدوة “قدس”..

حول الزيارة، أفادت صحيفة (الأخبار) اللبنانية، صباح أمس الأربعاء، بأن قائد لـ (قوة قدس) في “الحرس الثوري” الإيراني، “إسماعيل قاآني”، التقى مع الكُتل البرلمانية الشيعية في البرلمان، في محاولة لفرز مرشح متفق عليه لرئاسة الحكومة العراقية، مرشح يتماشى مع المصالح الإيرانية في البلاد. ومع ذلك، لم يبدِ “قاآني” تدخله بـ”بورصة الأسماء”، على حد تعبير الصحيفة.

وتوقعت الصحيفة أن يلتقي “قاآني” في مدينة “النجف”، برجل الدين الشيعي البارز، “مقتدى الصدر”، زعيم أكبر الكُتل في “البرلمان العراقي”. وبحسب الصحيفة، فإن لزيارة “قاآني” دلالات أهمها، أن: “الملف العراقي” لا يزال بيد (قوة قدس)، على الرغم من رغبة عدد من المؤسسات والجهات الإيرانية التدخل في هذا الملف، عقب اغتيال القائد السابق للقوة “قاسم سليماني”.

كما يعتبر موقف “قاآني” مؤشرًا إلى أن “طهران” تُريد “تحميل العراقيين مسؤولية قراراتهم”.

ومن الجدير بالذكر، أن “إيران” سارعت إلى الإعلان عن زيارة “قاآني” لـ”العراق”، لتبدد الشائعات المتداولة، بأنه قُتل في هجوم نُسب إلى “إسرائيل” شُن، ليلة الثلاثاء-الأربعاء، على مدينة “حمص” في “سوريا”. وكان “قاآني” قد عُيّن قائدًا لـ (قوة قدس)، عقب اغتيال “الولايات المتحدة” لـ”سليماني”، لدى خروجه من “مطار بغداد”، خلال زيارة كان يُجريها إلى هناك.

العراق لا يتحمل مسؤولية أي عمل إرهابي..

إلى هذا توالت ردود الأفعال الصارخة حول الزيارة، حيث أكد عضو مجلس النواب الأسبق، “مثال الآلوسي”، أن “العراق” دولة وشعبًا لا يتحمل أي مسؤولية دولية عن أي عمل إرهابي يتورط به قائد (فيلق القدس)، “إسماعيل قاآني”، ووكلائه في “العراق”.

وقال “الآلوسي”، في تغريدة على (تويتر) تابعتها (المستقلة)، يوم الخميس: “إلى من يهمه الأمر، المطلوب دوليًا إسماعيل قاآني مسؤول (فيلق القدس) الإرهابي لم يجتمع بمسؤولين عراقيين؛ وإنما اجتمع في العراق بمن يملكون الولاء للنظام الإيراني ويحملون جنسيته”.

وأضاف أن: “العراق دولة وشعبًا لا نتحمل أي مسؤولية دولية عن أي عمل إرهابي يتورطون به”.

للتعاون من أجل القضاء على وباء “كورونا”..

فيما قال القيادي في حركة (عصائب أهل الحق)، “سعد السعدي”، أمس؛ إنه: “لا توجد لدينا أية معلومات عن تواجد قائد (فيلق القدس) في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، في العراق، لكن المعلومة المؤكدة لدينا وجود وفد إيراني رفيع المستوى وعقد اجتماعات مع جهات وشخصيات حكومية عراقية، لتوحيد الجهود في مواجهة وباء فيروس كورونا”.

وأضاف، أن: “الوفد الإيراني المتواجد في العراق، هدفه التعاون بين البلدين من أجل القضاء على وباء فيروس كورونا، أما الملف السياسي، فهذا شأن عراقي داخلي لا نسمح لأية الجهة خارجية بالتدخل فيه تشكيل الحكومة العراقية، أو أية قضية سياسية غيرها”.

وأشار “السعدي” إلى أن: “الوفد جاء لبحث سُبل التعاون بين البلدين، خصوصًا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من تصنيع جهاز يكشف المصاب لفيروس كورونا، خلال ساعات قليلة وليس خلال أيام، وهناك مناقشة وبحث من أجل استيراد العراق هذا الجهاز، خصوصًا لمحافظات النجف وكربلاء والبصرة”.

ليعلن رفض تمرير شخصية تظهر العداء لإيران..

وبحسب وكالتي (MENAFN – Akhbar Al Khaleej)”، أبلغ “قاآني” عددًا من قادة الأحزاب الشيعية رفض “طهران” تمرير شخصية تضمر أو تظهر العداء لـ”إيران”.

وبحسب مصادر في ائتلاف (الفتح)، فإن “قاآني” يحمل توجيهات من المرشد الإيراني إلى القوى الشيعية الموالية لـ”إيران” بعدم السماح لأي شخص له قنوات تواصل مع الإدارة الأميركية بالوصول إلى رئاسة الوزراء، مبينًا أن المسؤول الإيراني حاول أن يُخفف من التدخل الإيراني المباشر في الشأن العراقي حين أبلغ القادة الشيعة بأن “إيران” لا تتدخل باختيار رئيس الحكومة العراقية، لكنها لا توافق على مجيء شخصية تكن العداء لـ”إيران”.

بدء حراك برلماني لمساءلة رئيس الجمهورية..

وحال وصول “قاآني” إلى “العراق” أعلن ائتلاف (الفتح)، المدعوم من “إيران” أنه قد بدأ حراكًا برلمانيًا لمساءلة رئيس الجمهورية بسبب خرقه للدستور وتكليف شخصية لم تحظ بإجماع الكُتل الشيعية.

وقال رئيس كتلة (الفتح)، “محمد الغبان”، أن رئيس الجمهورية سيكون تحت طائلة المساءلة القانونية والبرلمانية، خلال اليومين المقبلين، وسينتج عنها بطلان مرسوم تكليف “عدنان الزرفي”.

وأضاف “الغبان” أن رئيس الوزراء المُكلف الذي أرتضى لنفسه أن يشترك في تجاوز حق الأغلبية لن يرى كرسي الرئاسة !

وتقول مصادر سياسية مرتبطة بالتحالفات الشيعية أن الملف العراقي نقل إلى عهدة “قاآني”، الذي أخلف “سليماني” في قيادة (فيلق القدس)، مبينة أن المسؤول الإيراني الجديد يحتاج إلى فترة ليست بالقصيرة للتعرف على طبيعة التركيبة السياسية في “العراق” وكيفية إدارتها، لكنه جاء هذه المرة بتوجيهات واضحة من المرشد الإيراني نقلها إلى الزعماء الشيعة وأبلغهم الإلتزام بها.

ويواصل رئيس الوزراء المُكلف، “عدنان الزرفي”، اتصالاته لتشكيل الحكومة بعد أن تلقى وعودًا بدعمه من قوى كُردية وسُنية وبعض القوى الشيعية.

وسيطلب “الزرفي” إعتماد التصويت السري على حكومته تحت قبة البرلمان ليضمن لأعضاء البرلمان حرية دعم الكابينة الحكومية أو رفضها بعيدًا عن إملاءات وضغوط رؤساء الأحزاب والكتل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب