4 مارس، 2024 6:26 ص
Search
Close this search box.

من التخلص من إرث “ترامب” لإنهاء الانقسام الداخلي .. أمام “بايدن” مهمة صعبة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ما بين محاولة التخلص من إرث الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، ومحاولة إنهاء الانقسام الداخلي التي خلفتها الحملة الانتخابية، فبدأ الرئيس الأميركي الجديد، “جو بايدن”، بالتوقيع على 17 قرارًا تنفيذيًا؛ فور أدائه اليمين الرئاسي، اشتملت على عودة “الولايات المتحدة” إلى “اتفاق باريس للمناخ” وإلى “منظمة الصحة العالمية”، وإلغاء حظر السفر من بعض الدول الإسلامية، والذي أقره “ترامب” في بداية فترته الرئاسية، عام 2017، وإيقاف أمر تنفيذي آخر بتمويل بناء الجدار على الحدود مع “المكسيك”.

فحول هذه التغييرات، قالت “هبة القدسي”، مدير مكتب صحيفة (الشرق الأوسط) في “واشنطن”، إن ملامح التغييرات التي يقوم بها الرئيس، “جو بايدن”، الآن توضح أنه سيقوم بطي صفحة الرئيس السابق، “دونالد ترامب”، ويبطل الكثير من السياسات التي اتخذها فيما سبق، وذلك في مجال الهجرة والمناخ والإنضمام مرة أخرى إلى “منظمة الصحة” والمناخ.

مضيفة أن “بايدن” منح الجنسية الأميركية لما يقارب من 11 مليونًا من القادمين بطريقة غير شرعية.

وأضافت، “بايدن” يُعد أول رئيس يقوم بهذا العدد من القرارات في يومه الأول، منوهة إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك المزيد من القرارات، خلال الـ 10 أيام القادمة، فهو يهدف إلى قلب قرارات “ترامب” والدفع بتقريرات جديدة، لافتة إلى أن “بايدن” فرض إرتداء الكمامة في المباني الحكومية والفيدرالية.

وأشارت إلى أن كل قرارات “بايدن” الجديدة واجهت انتقادات من قِبل الجمهوريين، مشيرة إلى أن “بايدن” يعمل على إلغاء حظر السفر بين البلاد.

ليست كل قرارات “ترامب” خاطئة !

فيما أوضح “ماك شرقاوي”، الكاتب والمحلل السياسي الأميركي؛ إنه: “لابد أن يكون هناك معيار نعرفه من خلاله ما الذي سيلغيه، بايدن، من قرارات، ترامب، وما الذي سيدعه، لأن ليس كل ما اتخذه ترامب من قرارات كان خاطئًا؛ وهناك قرارات كانت في صالح أميركا والأميركيين”، لافتًا إلى أن: “هناك قرارات على الصعيد الداخلي؛ ترتبت عليها فرص عمل ووظائف لن يستطيع بايدن أن يلغيها، كذلك هناك اتفاقيات للتطبيع خارجيًا مع إسرائيل أستبعد أن يلغيها بايدن أيضًا”.

وأضاف “شرقاوي”؛ أن: “هناك مساحة اتفاق كبيرة بين بايدن وترامب؛ خاصة فيما يتعلق بالقضايا الخارجية، مثل الموقف من الصين وروسيا، وكذلك الموقف مع إسرائيل”، مشيرًا إلى أن: “صفقة القرن ماتت قبل أن يترك ترامب السلطة، وهناك ترتيبات لإطار جديد للسلام”.

بداية فتح صفحة جديدة..

ومن جانبه؛ قال “رمضان أبوجزر”، مدير مركز “بروكسل” للأبحاث؛ إن: “هناك إرتياحًا كبيرًا لدى الأوروبيين بمجيء بايدن، وأن هناك صفحة جديدة تفتح الآن في العلاقات بين الحلفاء القدامى على ضفتي الأطلنطي”، لافتًا إلى أن: “رجوع بايدن إلى اتفاقية باريس للمناخ كان مؤشرًا سريعًا وملحوظًا على تلك الصفحة الجديدة التي تدشن الآن”.

وأشار “أبوجزر”؛ إلى أنه: “فيما يتعلق بإيران؛ فإن الموقف الأوروبي الذي كان يبدو متعاطفًا مع إيران، خلال حقبة ترامب، لا يمثل حقيقة الموقف الأوروبي، فقد كان ذلك نكاية في دونالد ترامب وخروجه من الاتفاق النووي بما يمثله من إجماع أوروبي”، مضيفًا أنه يتوقع تنسيقًا أميركيًا أوروبيًا جديدًا تجاه “إيران” في المرحلة المقبلة.

وحول ما تشهده “الولايات المتحدة الأميركية” من انقسامات على الساحة الداخلية، خلّفتها فترة حكم الرئيس، “دونالد ترامب”، وما شهدته من تجاذبات وتصاعد حاد في حالة الاستقطاب الداخلي، تزايدت حدتها خلال فترة الانتخابات الرئاسية؛ وما صاحبها من لغط سياسي واسع، تُرجم عمليًا بأحداث غير مسبوقة في تاريخ “الولايات المتحدة”، قبل تنصيب الرئيس، “جو بايدن”، بسبب أعمال الشغب التي وقعت في السادس من شهر كانون ثان/يناير الجاري، وهو الأمر الذي أثقل حمل إرث “بايدن”، وهو ما يُزيد التساؤلات حول ما يمكن فعله في الأيام المقبلة لإنهاء ذلك الانقسام.

مهمه صعبة للغاية..

حول ذلك، قال عضو اللجنة الأميركية الشرق أوسطية للديمقراطية، المحلل السياسي، “آشلي أنصارا”، يعتقد بأن مهمة إنهاء الانقسام المستفحل على ذلك النحو الخطير في “الولايات المتحدة الأميركية”، هي: “مهمة صعبة للغاية”؛ على طاولة الرئيس، “جو بايدن”.

مشيرًا إلى أن من وصفهم: بـ”المتطرفين اليمينيين داخل الحزب الجمهوري”، إضافة إلى: “الجناح السياسي اليساري للحزب الديمقراطي”؛ يُشكلون خطورة على الديمقراطية الأميركية بشكل عام. ويعتقد بأن المسألة مرتبطة بالثقافة الأميركية، وعليه يلفت إلى أن: “توحيد الثقافة الأميركية” ليس بالعملية السهلة، ويحتاج لسنوات طويلة من العمل.

توقعات بحدوث تطورات أوسع..

وحول مدى إمكانية تفاقم ذلك الانقسام وتداعياته في المرحلة المقبلة، وفي ظل حالة الاحتقان الحالية وتصاعد الاستقطاب السياسي، ومدى إمكانية أن يكون نذيرًا بتطورات جديدة، ربما تشهد أعمال عنف مماثلة لما وقع أخيرًا، لم يستبعد المحلل السياسي حدوث تطورات أوسع، وقال إن: “هذا الأمر لا مفر منه”. ويعتقد بأن نائبة الرئيس الأميركي، “كامالا هاريس”، تقع عليها “مهام كبيرة” في الفترة المقبلة، في هذا السياق.

تضخيم الاختلافات خلال الحملات الانتخابية..

فيما يرى الباحث السياسي بمعهد “أميركان إنتربرايز” للأبحاث السياسية العامة، “مايكل روبين”، بأن: “الحملات الانتخابية غالبًا ما تؤدي إلى تضخيم الاختلافات، ثم ما يلبث وتُعيد الإدارة الناس معًاً من جديد، باستثناء ما حدث في فترة الرئيس، دونالد ترامب، الذي كان يُعتبر استثناءً من ذلك”، على حد قوله.

لافتًا إلى أن: “الأميركيون يعودون الآن إلى طبيعتهم”، مشددًا على أن: “النبأ السار في المسألة؛ هو أنه بقدر تصريحات الرئيس السابق، ترامب، والاحتجاجات التي وقعت وأحداث مبنى (الكابيتول)، فإنه في الأخير سادت سيادة القانون”. وفي معرض حديثه عن طبيعة الأميركيين، يستدل “روبين” بتصويت الأميركيين لـ”بايدن”، قائلاً: “إنه لأمر مدهش أيضًا عدد الأميركيين الذين صوتوا لدعم بايدن، وعدد الديمقراطيين الذين أداروا ظهورهم لتطرف بيرني ساندرز”.

التحزب سيظل مرتفعًا..

ويعقد الباحث السياسي بأن توزع مقاعد “مجلس الشيوخ” بالمناصفة بين الحزبين، “الديمقراطي” و”الجمهوري”، (50 مقابل 50)، يعني أن التحزب سيظل مرتفعًا، ولكنه عوّل على: “القادة السياسيين المخضرمين” في أن يتفهموا أنهم سيكونون أكثر نجاحًا إذا تجاوزوا حدود الحزب، موضحًا أنه: “يسود الاعتدال عندما يدرك الطرفان أنهما لا يملكان القوة لفرضه”.

وبموازاة التعويل على دور مرتقب للرئيس، “جو بايدن”، في إنهاء الانقسام، تبزغ في السياق ذاته جهود شعبية ومجتمعية داخل “الولايات المتحدة” للحث على إنهاء الانقسام، من خلال حملات توعوية، ولقاءات مختلفة هادفة لتقريب وجهات النظر، على غرار الاجتماع الافتراضي الذي نظمته إحدى الجمعيات الأهلية، وهي جمعية “بريفير إنغلز”، بهدف: “إعادة اللحمة للمجتمع”، وشارك فيه أكثر من 4500 شخص من شتى الولايات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب