6 أبريل، 2024 8:43 م
Search
Close this search box.

من الإنزالات الجوية إلى البحرية للمساعدات .. أميركا تستخدم الدعاية السياسية لتحقيق الأهداف الإسرائيلية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

بعد الإنزالات الجوية؛ وفي ظل صعوبة وصول المساعدات الإنسانية لـ”قطاع غزة”، يؤكد مسؤولون أميركيون أن الرئيس؛ “جو بايدن”، يعتزم الإعلان عن خطة للجيش الأميركي للمساعدة في إنشاء ميناء مؤقت على ساحل “غزة”، لزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر في ظل الحرب الإسرائيلية ضد حركة (حماس).

يأتي هذا الإعلان بعد أقل من أسبوع من بدء “الولايات المتحدة” ودول أخرى إسقاط المساعدات الإنسانية عبر الجو على “غزة”؛ التي يواجه الغالبية العظمى من سّكانها، البالغ عددهم: (2.4) مليون نسّمة خطر المجاعة، وفق “الأمم المتحدة”.

وتراجع نقل المساعدات الإنسانية إلى “غزة” عبر الحدود البرية، (من رفح جنوبًا ومن معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل)، وتعّزو منظمات الإغاثة ذلك إلى قيود إسرائيلية.

خطة قيام الميناء..

تشمل الخطة قيام الجيش الأميركي بالمساعدة في إنشاء ميناء مؤقت على ساحل “غزة”.

وقال المسؤولون؛ الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم قبل الإعلان عن الخطة رسّميًا، أن العملية لن تتطلب وجود قوات أميركية على الأرض لبناء الرصيف الذي يسمح بوصول مزيد من شُّحنات الغذاء والدواء واللوازم الأخرى.

لم يقدم المسؤولون تفاصيل بشأن كيفية بناء الرصيف، وفقًا لوكالة (آسوشيتد برس)، لكن أحدهم ذكر أن الجيش الأميركي لديه: “قدرات فريدة” ويمكنه القيام بمهام: “من البحر فقط”.

وقال مسؤول ثان؛ لـ (فرانس برس)، إن: “من المتوقع أن تكون عملية لن تتطلب وجود قوات على الأرض”.

وأوضح المسؤولون أن تنفيذ هذا المشروع الكبير: “سيتطلب عدة أسابيع للتخطيط والتنفيذ”، وسيشمل مّمرًا بحريًا لجلب المساعدات من جزيرة “قبرص” في شرق “البحر الأبيض المتوسط”.

وقال المسؤولون إن الخطوة لن تشمل نشر قوات أميركية في القطاع الفلسطيني، بل سيبقى العسكريون الأميركيون في عرض البحر مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ.

بدورها؛ نقلت صحيفة (الغارديان) عن مسؤولين أميركيين، القول إن مهندسين عسكريين أميركيين يعملون من سفن قبالة ساحل “غزة” سيّبنون الميناء ولن يحتاجوا إلى النزول إلى الشاطيء.

وقالت الصحيفة؛ إن المساعدات ستُشّحن من “ميناء لارنكا”؛ في “قبرص”، والذي سيُصّبح مركز الإغاثة الرئيس.

موافقة إسرائيلية وتحديات..

من جهتها؛ رحبت “إسرائيل” بالخطة الأميركية، وفقًا لما نقلت (رويترز) عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته؛ وقال إن بلاده: “تدعم بالكامل” إنشاء مثل هذا المرفق وستُنسّق بشأن تطوير المشروع مع “الولايات المتحدة”.

وقال مسؤولون في الإدارة لـ (الغارديان)، إن الإسرائيليين سيكونون قادرين على إجراء عمليات تفتيش لشُّحنات المساعدات في “لارنكا”.

ولفت مسؤول أميركي إلى أنه تم إبلاغ الإسرائيليين بالمشروع وستعمل “الولايات المتحدة” معهم بشأن المتطلبات الأمنية، مع التنسّيق مع: “شركاء وحلفاء”، و”الأمم المتحدة” ومنظمات الإغاثة العاملة في “غزة”.

لكن مع ذلك؛ لا يزال التخطيط لبناء الميناء يواجه العديد من تحديات التنفيذ، وتحديدًا كيفية تفريغ المساعدات وتأمينها وتوزيعها، وفقًا لصحيفة (بوليتيكو).

ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين من “الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط”؛ القول إن العديد من العناصر لا تزال قيّد المناقشة.

تحتاج من “45” لـ “60” يومًا..

وأضافت الصحيفة أن شُّحنات المساعدات الصغيرة ستصل قريبًا عن طريق البحر، ولكن بمجرد وضع خطة منسّقة، سيسّتغرق الأمر من: (45) إلى: (60) يومًا قبل أن يكون هناك إيقاع منتظم لحزم المساعدة الكبيرة التي يتم شُّحنها عبر “البحر الأبيض المتوسط”.

ستتدفق المساعدات في البداية عبر “ميناء لارنكا”؛ في “قبرص”، الذي يقع على بُعد حوالي: (370) كيلومترًا من “غزة”.

وفقًا للصحيفة؛ فإن الميناء القبرصي مجهز بالفعل بمعدات فحص عالية التقنية تسمح للمسؤولين الإسرائيليين المتمركزين في “قبرص” بالتحقق من محتوى الشُّحنات.

ومن غير الواضح ما هو الدور الذي سيلعبه الشركاء الآخرون في إنشاء الميناء، وفقًا لـ (بوليتيكو).

الحماية والتوزيع والقائمين عليهم..

من بين الصعوبات التي يمكن أن تطرأ في المستقبل هو حماية شُّحنات المساعدات بمجرد وصولها إلى شاطيء “غزة”؛ بالإضافة لمسألة التعامل مع الحشود المتوقع أن تتجمع للحصول على المساعدات.

تنقل (بوليتيكو) عن مسؤولين أميركيين؛ القول إن “إسرائيل” لم توافق بعد على مهمة السيّطرة الأمنية على الحشّود، وإن المفاوضات مستمرة، بما في ذلك ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستكون مسؤولة أيضًا عن إزالة الألغام في مناطق تجمع المساعدات.

وتُشّير إلى أن الجزء الأصعب يتمثل في عملية توزيع المساعدات في جميع أنحاء “قطاع غزة”.

وتبيّن أن تحالفًا متعدد الجنسّيات سيعتمد على “الأمم المتحدة” والمنظمات غير الحكومية والمجموعات الأخرى لضمان وصول المساعدات إلى الأماكن الصحيحة.

وهنا تطرأ أيضًا معضلة أخرى تتمثل في تحديد الجهة التي ستتولى تنسّيق كل هذه الجهود.

تنقل الصحيفة؛ عن مسؤول كبير في إدارة “بايدن” القول إن: “الهدف هنا هو إيجاد طريقة لتحقيق التعاون في كل مبادرة على حدة”.

وتُضيف أن من غير الواضح ما إذا كانت هذه المسؤولية ستقع على عاتق دولة واحدة أو مجموعة دول.

وتابع المسؤول أن “الإمارات العربية المتحدة وقطر” تُجّريان محادثات مع القبارصة حول كيفية المسّاهمة في الممّر البحري.

وتُشّير الصحيفة إلى أن المسؤولين من الحكومتين القطرية والإمارتية لم يسّتجبوا لطلب التعليق.

نكتة أميركية “سمّجة” !

وعن محاولات المساعدات السابقة؛ خاصة الإنزالات الجوية، استّهجن أستاذ الشريعة الإسلامية؛ الدكتور “أحمد الشحروري”، في تصريحاته لـ (المركز الفلسطيني للإعلام)، المشاركة الأميركية في الإنزالات الجوية الإغاثية على “غزة”، معتبرًا أنّها بمثابة: “نكتة سمّجة”، لا سيما وأنّ: “أميركا هي صانعة السلاح الذي يبطش بأهل غزة وفلسطين؛ وهي المعتّدي الحقيقي”، على حد وصفه.

وقال “الشحروري”: إنّه مع استمرار الإصرار على إغلاق معبر (رفح)؛ وعدم السّماح باستخدام المعابر البرية التي تتصل بالأراضي الفلسطينية المحتلة تتم عمليات إنزال بعض المساعدات عن طريق الطرود الطائرة، هذه الحركة شكرتُها بقدر انتقادي للاستعاضة بها عن دخول الشاحنات عبر المعابر البرية، لأسباب عديدة، منها أن دوام إغلاق المعابر هو استمرار لفجور الاحتلال وتعّديه على ما لا يملك، وأهم من ذلك أن الإنزال الجوي لا يحمل من المساعدات إلا قليلاً مما تستطيع الشاحنات أن تحمله وتحتاجه مئات الألوف من الجوعى والأطفال الحرومين.

مضيفًا بالقول: لو استمر الإنزال الجوي عربيًا لكان عجز العرب عن فتح معبر (رفح) مفهومًا؛ بما فيهم “مصر”، شريكة “فلسطين” في المعبر المذكور، أما أن تنضم “الولايات المتحدة” إلى هذا الإنزال فإنها “نكتة سمّجة” وخطوة غير مبررة منطقيًا على الإطلاق، فـ”أميركا” هي المعتّدي الحقيقي على شعبنا في “غزة”، هي صانعة السلاح الذي يبطش بهم، وهي التي لو رفعت يدها عن كتف الصهاينة ومن خلف ظهورهم لما استطاعوا أن يقوموا بهذا المجهود المجنون من الإصرار على إغلاق المعابر والإصرار على قتل الفلسطينيين جوعًا وعطشًا.

خنق مقصود لسكان القطاع..

واستّدرك بالقول: لو لوحت “أميركا” بغضب حقيقي من هذا السلوك الإجرامي لانتهت المشكلة، لكن اللوبي “الصهيو أميركي” هو الذي يُخطّط في “واشنطن” ليكون التطبيق على أرض “غزة”، ثم تُمثّل “أميركا” دور المشّفق على المدنيّين فتقف على مسرح العجز مع حلفائها العرب، تُمثّل دور الحيارى التائهين، وهي حركة نفاق متقدمة خطيرة، إنها تأخذ دور العاجز لأنها لا تُريد فتح معبر (رفح)، فهي تقصد هذا الخنق لسكان القطاع عن سّبق إصرار، فتُطيل عمّر الحرب لعلها تقّر عينًا بالقضاء على صمودهم بعد أن يئسّت واعترفت بيأسها من القضاء على قدرات المقاومة.

وأضاف “الشحروري”: بألمٍ شديد وحسّرة كبيرة نتحسّس هذا العجز العربي عن إغاثة عضو من جسد العروبة يُمثّل قلب الأمة في ثباته وتضحياته وقهره لعدوه، ونرى هذا التوافق في النتيجة – دون اتهام أحد في أصل نيته – بين العرب وحلفاء الصهاينة على القبول بالأمر الواقع والإذعان لإرادة الصهاينة في الإمعان بقتل، تذرعًا بأن الكف لا يُقاتل مخرزًا.

ويوجه أستاذ الشريعة الإسلامية رسالة للأمّة العربية والإسلامية: يا للعيب، كيف لمقاومة محاصرة مطاردة أن تدوّخ كيان المحتل ثم تعجز الأمة المليارية عن إقناع “أميركا” بأن تنحاز إلى الحق بتسّخير أدوات ضغط عليها لا تقوى “أميركا” على تحملها لو صدقت نوايا العرب، فهل صحيح أن العرب موافقون سّلفًا على ما تصنع “إسرائيل”؛ وما تُخطط له “أميركا” من نزع أنياب المقاومة حتى لا يظل في المنطقة كلها وجود إلا لـ”أميركا”؛ التي أقامت بنتّها المدللة مقامًا لا يليق بغيرها في مذهبها ؟!.

موضة سياسية وبروباغندا إعلامية..

ويرى المحلل والكاتب السياسي؛ “أحمد الحيلة”، في مقالٍ له: أنّ لجوء بعض الدول العربية إلى عمليات الإنزال من الجو، بديلاً عن الممرات البرية، يمكن مناقشته أو اعتباره طريقة المُقِل والعاجز عن مواجهة صلف الاحتلال وغطرسّته ورعونته، ولكن لجوء “واشنطن” إلى ذات الأسلوب؛ وهي الدولة الراعية والداعمة للاحتلال والشريك المفضّل له في الحرب على “غزة”، فهذا يوضّح أن أسلوب الإنزال مجرّد موضة سياسية وبروباغندا إعلامية تُنفّذ لأغراض سياسية، على حساب معاناة الأطفال والمدنييّن الفلسطينيين.

ويؤكد الحيلة أنّ “أميركا” تهدف من مشاركتها في الإنزالات الجوية لذّر الرماد في العيون للتغطية على شراكتها في جريمة إبادة الفلسطينيين في “غزة” قتلاً بالسلاح الأميركي أو تجويعًا باستمرار إغلاق المعابر، وذلك في مسّعى منها لإرضاء الرأي العام الأميركي الرافض لسياسة بلده تجاه الحرب على “غزة”.

ويُلفت إلى أنّ الإنزال الجوي يُعفّي حكومة “نتانياهو” من الضغوط لفتح المعابر المغلقة، أو عدم وضع عقبات أمام تدفق المساعدات عن طريق معبر (رفح).

أهداف إسرائيلية..

ولـ”إسرائيل” أهداف عدة تُريد تحقيقها من وراء السّماح لبعض الدول بتنفيذ الإنزال الجوي، أفصح عن أحدها متحدث باسم جيش الاحتلال بقوله إن: “إنزال المساعدات جوًا يُتيّح للجيش التركيز على القتال”، مما يعني؛ بحسّب “خليل شاهين”، مدير البرامج في “المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية”؛ (مسارات): “موافقة إسرائيل” على هذه الوسّيلة.

ويُحدد “شاهين”؛ لـ (الجزيرة نت) أهدافًا عدة أرادت “إسرائيل” تحقيقها في مقابل هذه الموافقة، منها: أنه لا يمكن للمساعدات الجوية أن تُفشل أهداف حرب التجويع المستمرة بشكلٍ كلي، خاصة من حيث الكميات.

ويرى أنّ التركيز على إيصال كميات محدودة من المساعدات الغذائية يعني عدم الضغط على “إسرائيل” من أجل عودة مقّومات الحياة الأساسية كالوقود لتشّغيل المستشفيات وما تحتاجه من معدات طبية كأجهزة الأشعة والأكسجين وغير ذلك، إضافة إلى تشغيل محطات المياه والصرف الصحي لتفادي انتشار الأوبئة التي تُهدد حياة الناس.

استجابة لقرارات “محكمة العدل”..

ولفت “شاهين” إلى أنّ الإنزالات الجوية للمساعدات توفر مبررًا لدولة الاحتلال للادعاء أمام “محكمة العدل الدولية” بأنها استجابت للإجراءات الاحترازية المؤقتة التي قررتها المحكمة.

وقال: إنّ ما يزيد المخاوف أن الإنزال الجوي بموافقة “إسرائيل” قد يكون مقدمة لما هو أسوأ، أي الاستمرار في فصل الشمال عن الجنوب، وتنفيذ عملية برية في “رفح”، والسّيطرة على معبر (رفح) ووقف استخدامه، ومواصلة إغلاق باقي المعابر، بما يعنيه ذلك من إعادة احتلال القطاع وعزله بالكامل عن العالم.

ولفت إلى أنّ الحديث الأميركي عن عملية إنزال جوي مسّتدامة للمساعدات وإنشاء ممّر بحري، يلتقي مع الأهداف الإسرائيلية بخصوص عزل القطاع عن العالم، خاصة أن “إسرائيل” توصلت إلى تفاهمات مع قبرص بشأن إنشاء ممر بحري بذريعة إيصال المساعدات إلى “غزة”.

امتهان للكرامة..

بدورها أكدت (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، يوم الخميس، أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات على “قطاع غزة”؛ فيها امتهان لكرامة المواطن الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية، وتمُارس ضده حرب تجويع ممنهجة؛ خاصة في محافظتي “غزة” و”الشمال”، كما تهدف لخلق فوضى عارمة في القطاع.

وأضافت الجبهة: “أن عملية الإنزال الجوي؛ نتائجها عقيّمة ولا يمكن من خلالها إيصال المساعدات لجميع المواطنين الجوعى والمحاصرين في جميع المناطق وبصورة كلية ومتكافئة، وتُسّاهم في تكريّس مخططات الاحتلال بعملية فصل شمال القطاع عن وسّطه وجنوبه وتقيّيد عمل (الأونروا)، كما أنها تُحرر المجتمع الدولي من مسؤولياته والتزاماته الواضحة بضرورة وقف حرب الإبادة وكسّر الحصار المفروض على القطاع، وفرض فتح جميع المعابر وإدخال المساعدات دون قيّد أو شرط؛ لا سيما إلى مناطق “غزة” والشمال”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب