10 أبريل، 2024 1:57 ص
Search
Close this search box.

من احتلال العراق إلى الحرب العالمية الثانية .. “حرب غزة” بين الرؤية الأميركية والإسرائيلية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

اعتبرت صحيفة (ذا هيل) الأميركية؛ أن التشبّيهات التاريخية المتباينة، بما في ذلك حرب “العراق”، والتي يقدمها المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون فيما يتعلق بحرب “غزة” الحالية، هي التي تجعل الطرفان يقدمان توقعات متباينة حول كيفية التعامل معها ونتائجها المحتملة.

وزعم التقرير الذي أعدته الصحيفة؛ أنه بعد أيام على هجوم 07 تشرين أول/أكتوبر 2023؛ ضد “إسرائيل”، جاء الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إلى “تل أبيب” حاملاً تحذيرًا مفاده: “لا تكرروا أخطاء أميركا”، في إشارة إلى هجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية، وسلسلة الغزوات الأميركية التي تلت ذلك والتي يقول البعض إنها كانت مغامرات عسكرية سيئة.

هزيمة استراتيجية لـ”إسرائيل”..

وتابع التقرير الأميركي؛ أنه حتى وزير الدفاع الأميركي؛ “لويد أوستن”، أعرب عن قلقه من أن “إسرائيل” قد تواجه: “هزيمة استراتيجية” في حربها ضد (حماس)، حيث قال: “كما تعلمون، لقد تعلمت أمرًا أو اثنين عن حرب المدن من مرحلة القتال في العراق وقيادتي للحملة في العراق لهزيمة (داعش)”.

لكن التقرير لفت إلى أن “إسرائيل” لم تسّتجب لنصيحة حليفها الأقوى، متسائلاً عن سبب ذلك، قبل أن يُضيف أن المسؤولين الإسرائيليين لديهم تشّبيه آخر في بالهم.

وأوضح التقرير أنه رُغم الأخطاء التي ارتكبتها “الولايات المتحدة”؛ في “العراق وأفغانستان”، على مدى الجيل الماضي، والتي كانت تُلاحق صُناع القرار الأميركيين خلال الشهرين الأخيرين من الحرب بين “إسرائيل” و(حماس)، فإن قادة “إسرائيل” يتصورون نهاية مختلفة، حيث أنهم يُقارنون الحرب ضد (حماس) بالحرب ضد “ألمانيا النازية”، ويقولون إن “غزة” ما بعد الحرب يجب أن تتبع مسّار “ألمانيا” ما بعد الحرب.

حرب المقاربات والتشّبيهات..

وبعدما استعاد التقرير الأميركي؛ الكتاب الذي يحمل عنوان: (مقارنات في الحرب) لمؤلفه الصيني الأصل؛ “يوين فونغ خونغ”، والذي يصف فيها كيفية لجوء صناع السياسات إلى المقارنات لتبرير تصرفاتهم وتوجيه قراراتهم الصعبة، قال التقرير إنه فيما تخوض “إسرائيل” الحرب مع حركة (حماس)، فإن هناك أيضًا حالة حرب تتعلق بالمقارنات والتشّبيهات، حيث أن فهمها يُعتبر أمرًا ضروريًا، لفهم كيفية خوض الحرب وكيف يمكن أن تنتهي.

وتابع التقرير أن الأميركيين والإسرائيليين يستخدمون المقارنات المختلة من أجل تعزيز روايتهم ومواقفهم، موضحًا أنه من خلال التجارب التي خاضتها “الولايات المتحدة”، فإن المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك أعضاء في “الكونغرس” الذين خدموا في “العراق وأفغانستان”، قاموا بتشّجيع الإسرائيليين على استخدام تكتيكات أقل عدوانية في خلال خوضهم حرب المدن في “غزة”، وهي واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية.

وذكر التقرير أنه في الوقت الذي كانت فيه “إسرائيل” تُخطط لبدء الحملة البرية في “غزة”، فإنها قامت بإرسال الجنرال الأميركي؛ “جيمس غلين”، إلى “إسرائيل” ليؤدي دور المستشار، بالاستناد إلى تجربته في “العراق”.

وأضاف التقرير أنه من بين المفارقات الغريبة؛ أن صناع القرار السياسي الأميركي ينظرون بشكلٍ واسع إلى حربيّ “العراق وأفغانستان” باعتبار إنهما فاشلتان استراتيجيًا، إلا أنهم مع ذلك يُحثون الإسرائيليين على انتهاج تكتيكات مشابهة.

ضغوط شعبية ودولية..

وأشار التقرير إلى أنه في ظل ضغوط شعبية ودولية متزايدة، فإن “بايدن” انتقد “إسرائيل” لقيامها بشّن: “قصف عشوائي” على “غزة”، والذي يسّتحضر مشاهد الحرب العالمية الثانية، مضيفًا أن المسؤولين الأميركيين يُقارنون تكتيكات “إسرائيل” بالحرب العالمية الثانية، فيما يُحذرون في الوقت نفسه من أنها تواجه هزيمة استراتيجية مشابهة للحربين في “العراق وأفغانستان”.

إلا أن التقرير اعتبر أن الإسرائيليين توصلوا إلى نتيجة معاكسة، حيث أنهم في إطار دفاعهم عن موقفهم، فإنهم يستشهدون بالعمليات العسكرية الأميركية والغربية في المناطق المدنية منذ الحرب العالمية الثانية وصولاً إلى الوقت الحاضر، ويُشّبهون تكتيكات الجيش الإسرائيلي في “غزة” بالتكتيكات الأميركية في “العراق وسورية”، ويؤكدون أن نسّبة القتلى من المدنيين والمسلحين قابلة للمقارنة مع إحصاءات “العراق وسورية”.

وبالإضافة إلى ذلك؛ قال التقرير إن قادة “إسرائيل” يذكرون الأميركيين بأن قوات الحلفاء قصفت المدن الألمانية واليابانية بشكلٍ عشوائي بهدف تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية.

التحدي الحقيقي..

وخلص التقرير إلى القول إن التحدي الحقيقي الذي يواجه “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” يتلخص في مدى قوة المقارنات التي تؤثر على صناع القرار السياسي وعموم الناس، حيث يستخدم الأميركيون حربي “العراق وأفغانستان” لمحاولة الضغط على “إسرائيل” لحمّلها على تغيّير تكتيكاتها وإعادة النظر في استراتيجيتها، بينما يستخدم الإسرائيليون الحرب العالمية الثانية لتبرير الحرب والدفاع عن قراراتهم.

وأوضح التقرير أنه عبر اختيارهم للقياسات والتشبّيهات، فإنهم يُظهرون أيضًا شعورهم بالتفاؤل أم التشاؤم فيما يتعلق بنتيجة الحرب، مضيفًا أنه في حال واصل المسؤولون الأميركيون النظر إلى الحرب من خلال تشّبيهها بـ”العراق وأفغانستان”، فإنه المُرجّح أن يكونوا مؤيدين إلى وقف إطلاق النار أو اتخاذ إجراءات أخرى لمحاولة تغييّر السلوك الإسرائيلي.

وفي المقابل؛ قال التقرير إنه في حال ظل المسؤولون الإسرائيليون مُلتزمين بنموذج الحرب العالمية الثانية، فإنه من المُرجّح أن تستمر الحرب بنفس المستوى الذي تجري فيه حتى الآن.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب