من “إستراتيجية الموازنة” إلى موزانة الصراع .. نظرة إيرانية على السياسات الإماراتية تجاه “طهران” !

من “إستراتيجية الموازنة” إلى موزانة الصراع .. نظرة إيرانية على السياسات الإماراتية تجاه “طهران” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

مؤخرًا كشف “أنور قرقاش”، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، في كلمته بملتقى “أبوظبي” الإستراتيجي عن سعي بلاده إلى خفض مستوى التوتر مع “إيران”، وأكد سعي “الإمارات” إلى بناء الثقة والحيلولة دون الصدام مع “إيران”.

وكرر بعض الإدعاءات بخصوص سياسات “إيران” الإقليمية، وقال: “ماتزال الإمارات تتخوف من هذه الممارسات؛ مع هذا فقد اتخذت خطوات على صعيد الحد من التوتر”.

وأضاف: “لا مصلحة بالنسبة لنا من الصراع؛ لأن المنطقة سوف تدفع تكلفة هذا الصراع على مدى العقود المقبلة”. بحسب ما استهل “محمد رضا محمدي”؛ مقالته التحليلية التي نشرها موقع (مؤسسة الدراسات المستقبلية بالعالم الإسلامي).

موضحًا بأن مقالته الراهنة تسعى إلى البحث في أسباب تغيير السياسات الإماراتية تجاه “إيران”، خلال العقدين الماضيين، لاسيما بعد الصحوة الإسلامية.

التباين والاتفاق بين العرب والجوارالإيراني..

منذ نشأتها ارتكزت السياسة الخارجية الإماراتية تجاه “إيران”؛ على الواقعية والاعتراف بالقوة الإيرانية في المنطقة. وقد تسببت القيود الهيكلية؛ كاتساع المساحة مع كثافة سكانية صغيرة نسبيًا، والنظام القبلي، وتركيز الثروة في عدة مدن، إلى تأصل الضعف الإماراتي تجاه القوى الإقليمية؛ كـ”الجمهورية الإيرانية” و”المملكة العربية السعودية”.

لكن في الوقت نفسه، ورغم عمق الصلة الدينية بين الإيرانيين والعرب، تزداد الاختلافات بين الطرفين من المنظوري المذهبي واللغوي. وقد ساهم الجوار الإيراني، للدول العربية؛ في تعزيز ضعف هذه الدول تجاه بعضها، والتنسيق أحيانًا، وتضارب المصالح أحيانًا أخرى.

ولذلك نأت الدول الخليجية بنفسها بمواقفها المتحفظة تجاه “إيران”، وبعضها دخل في صراع مع “إيران” بتغيير الإستراتيجيات.

و”الإمارات” من جملة الدول التي تبنت، منذ العام 2011م، ومع ذروة الانتفاضات العربية بالمنطقة، مواقف عدائية ضد “إيران”؛ بعد تغيير سياساتها الخارجية تجاه هذا البلد، تلكم المواقف التي بدأت تتغير مؤخرًا واتجهت إلى تحسين العلاقات مع “إيران”.

تغير إستراتيجية الموازنة الإماراتية..

ومسار التطورات الإقليمية، في أعقاب الانتفاضات العربية عام 2011م؛ دفع بعض الدول إلى البحث عن مكانة واضحة وما يترتب على ذلك من القيام بدور جديد في المنطقة والعالم. و”الإمارات” من جملة هذه الدول؛ التي ركزت على هذا الموضوع بشكل بارز.

وقد ساهمت السياسات الإماراتية، على الصعيد الإقليمي وتجاه الانتفاضات العربية، وبخاصة من حيث ماهية علاقات هذه الدولة الصغيرة مع جيرانها، ومن بينها “إيران” باعتبارها طرف تقليدي بالشرق الأوسط، إلى جانب التوتر القديم بين البلدين بشأن ملكية الجزر الثلاث، والتضامن الإماراتي مع العقوبات الدولية على “إيران”، في بروز تحديات جديدة.

فقد كان لـ”الإمارات”، منذ النشأة عام 1971م، علاقات تجارية ودبلوماسية واقتصادية واسعة مع “إيران” بالتوزاي مع تطوير القدرات العسكرية والمحافظة على التحالفات العسكرية والأمنية مع “السعودية” و”الولايات المتحدة”. وبعد “الربيع العربي” تغيرت “إستراتيجية الموازنة” الإماراتية تجاه “إيران”.

والمؤكد أن الحاكم الفعلي لـ”الإمارات”، وأعني، “محمد بن زايد”، ولي العهد، هو المشرف على أنشطة المداخلات الإماراتية في المنطقة.

وهناك عاملان أساسيان آخران؛ هما تغيير الهيكل الداخلي، والتوترات الخارجية، يكملان إدعاءات تغيير اللهجة والأداء السياسي الإماراتي تجاه “إيران”.

وقد تنحى حاكم “أبوظبي”، “خليفة بن زايد آل نهيان”، تدريجيًا، ولأسباب مختلفة كالحالة الجسمانية والصحية؛ عن المشهد السياسي، وفعليًا يمسك، “محمد بن زايد”، بالسلطة.

وتغيير القيادة في حد ذاته يوضح أسباب عدوانية “الإمارات” في سياساتها الخارجية. إذ يُعرف “محمد بن زايد”؛ بأنه أحد أكثر القادة طموحًا في الشرق الأوسط. وسلطته الفعلية تدين إلى حد كبير لـ”الولايات المتحدة الأميركية”.

ويتمتع “بن زايد”؛ بنفوذ استثنائي في “واشنطن”، واتضح هذا النفوذ في فترة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حيث أعلنت الإدارة الأميركية، آنذاك، دعمها المتكرر للسياسات الإماراتية في عدد من الملفات مثل: “إيران، وقطر، وليبيا، واليمن، والإخوان المسلمين”؛ وهو ما يعكس حجم قوة اللوبي الإماراتي في “واشنطن”.

أضف إلى ذلك، أن سيطرة “بن زايد”؛ على الجيش الإماراتي والقدارت الإستراتيجية للدولة، ساعدته على لعب دور في الكثير من مناطق الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة