من أجل نفط كركوك والمطارات والمعابر .. 48 ساعة وتبدأ المعركة بين البيشمركة والقوات العراقية المحتشدة

من أجل نفط كركوك والمطارات والمعابر .. 48 ساعة وتبدأ المعركة بين البيشمركة والقوات العراقية المحتشدة

خاص – كتابات :

حشود هنا وقوات هناك.. حديث متصاعد من قبل مسؤولي “إقليم كردستان” يكشف معلومات حصلوا عليها بتحركات واستعدادات للقوات العراقية و”الحشد الشعبي” بالاتجاه لمهاجة الكرد في كركوك.. فهل هي نذر الحرب إذاً قد بدأت في بلاد الرافدين ؟

الهدف آبار نفط كركوك وثرواتها..              

ثمة مؤشرات واضحة بأن ما كان تحت الرماد في طريقه للخروج إلى السطح، وأنها مسألة ساعات على المواجهة إذا ما أصر الطرفان على موقفيهما.

الهدف بات واضحاً والعين إذاً على آبار نفط كركوك وما تحتويه المحافظة من ثروات، فلا الحكومة المركزية في بغداد؛ وعلى رأسها رئيس الوزراء “حيدر العبادي”؛ ستتخلى عن ضمها للنفوذ العراقي، ولا الإقليم الطامح في الاستقلال سيترك مواقعه التي اكتسبها على الأرض إلا بفتح النيران وإراقة الدماء.

القوات الكردية ترفض الحرب.. لكن إن كتب عليها القتال فهي لها !

سيناريو هو الأسوأ ينتظر البلاد التي لم تفق بعد من تبعات دمار المعارك ضد تنظيم “داعش”، وفق معطيات الأرض، فقد أعلن القائد في قوات البيشمركة “جعفر شيخ مصطفى”، في الثالث عشر من تشرين أول/أكتوبر من العام 2017، عن رفضهم الحرب مع القوات العراقية، لكنهم في الوقت ذاته مستعدون للدفاع عن شعب كردستان.

ومن على أرض “كركوك” قال القائد العسكري، في مؤتمر صحافي، إنهم رصدوا قوة كبيرة من “الحشد الشعبي” والشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية والفرقة المدرعة بحشود ضخمة قرب محافظة كركوك.

أوامر “العبادي” بالسيطرة على الآبار والمطارات والمعابر !

بل وصل الأمر إلى تأكيد الرجل بأن قادة القوة العراقية أبلغوهم بأن الأوامر المكلفين بها من قبل “العبادي” شخصياً، هي “التوغل بكركوك والسيطرة على آبار النفط والمطارات والمعابر” !

وكشفت تلك القيادات لقوات “البيشمركة” – وفق ما ذكر القائد الكردي – أنه ليس أمام الأكراد إلا 48 ساعة، حددها “العبادي” للانسحاب وإجراء حوار، على رغبة وشروط بغداد، وإن لم يحدث ذلك، فإن القوات المحتشدة ستمضي في مهمتها !

إلى أي الفريقين تميل القوى الكبرى في المنطقة ؟

هل هي الحرب إذا ما يلوح في الأفق القريب ؟.. وهل هي مجرد ساعات تفصل العراق عن احتراب داخلي لا يقدر أحد تبعاته ؟

وإذا قدر ووقعت الحرب، فإلى أي الفريقين ستميل كفة الدعم الأميركي وماذا سيكون عليه الموقف الروسي، أم أنهما لا يعنيهما في النهاية إلا مصالحهما ؟

أربيل تطالب العالم بالتدخل وإبعاد شبح الحرب المحتملة..

لقد دعت حكومة كردستان العالم إلى التدخل من أجل ما وصفته بـ”إبعاد العراق من حرب محتملة” !

كما دعت الحكومة العراقية إلى المضي، بتوصية مرجعية “علي السيستاني”، بإجراء حوار بين بغداد وأربيل، الذي وللمناسبة، دعا ممثله “أحمد الصافي”، في خطبة الجمعة 13 من تشرين أول/أكتوبر الجاري في كربلاء، إلى السماع للنصيحة والإتعاظ من الأمم السالفة حتى لا يقع العراق فيما لا يحمد عقباه.

السيطرة على مواقع كردية عسكرية جنوب كركوك وتدنيس العلم..

لقد بلغت مظاهر الاحتقان مداها بين الفريقين، فيما رصده متابعون للموقف على الأرض من قوات عراقية تتشكل من “الحشد الشعبي” والشرطة الاتحادية في منطقة البشير جنوب كركوك، بعد أن انسحبت منها قوات “البيشمركة” في وقت سابق، بل وعمدت عناصر من “الحشد الشعبي” إلى تشويه وتدنيس الأعلام الكردية والرموز والشعارات المدونة على الجدران في مواقعهم القديمة !

استعدادات لهجوم كبير في كركوك..

تتزامن هذه التحركات مع ما ذكرته، الأربعاء 11 تشرين أول/أكتوبر 2017، حكومة إقليم كردستان العراق من أن القوات الحكومية العراقية وفصائل “الحشد الشعبي” تستعد “لهجوم كبير” على القوات الكردية في منطقة كركوك.

كما أصدرت محكمة عراقية في اليوم ذاته أوامر بتوقيف رئيس وأعضاء المفوضية التي أشرفت على إجراء استفتاء كردستان على انفصالها، في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر 2017، وفق ما ذكر المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى “عبد الستار البيرقدار” نفسه.

لا حلول في ظل التهديدات أو استعمال القوة..

بدوره علق نائب رئيس إقليم كردستان، “كوسرت رسول”، بقوله إن الكُرد لا يخافون من التهديدات التي تطلقها بغداد، مطالباً بتدخل المجتمع الدولي لمنع حدوث اشتباكات ومعارك، إذ إن برأيه المشكلات لن تحل عن طريق التهديدات أو باستعمال القوة.

نائب بالكونغرس: سنتصدى لتركيا وإيران وسوريا وبغداد الضعيفة..

دولياً، دعا عضو الكونغرس الأميركي، “ترينت فرانكس”، إلى عدم السماح  بتوجيه التهديدات إلى الأكراد، مشيراً إلى أن “أي تهديد على إقليم كردستان لن يمر دون رد”، وهو أول إعلان من عضو في الكونغرس بإمكانية التدخل إذا ما طال الأكراد أي ضرر، فهل يعني بذلك الضغط من أجل تدخل عسكري أميركي.. أم هو ضغط من أجل التهدئة التي لا يبدو أنها واقعة على الأرض طالما تشبث الطرفان بموقفيهما ؟

هدد النائب الأميركي بالوقوف صراحة ضد من يرفض وجود كردستان حرة مستقلة، بل وأن بلاده ستتصدى لما أسماه “محور خبيث من أنظمة استبدادية في إيران وتركيا وسوريا وبغداد”، وزاد على ذلك بوصفهم بـ”دول العصابات الأربع” !

تحرك عسكري من 3 جبهات.. وأميركا: لن نسمح بالخروج عن النص..

في الأخير، أعلن وكيل وزارة “البيشمركة” بعد لقائه القنصل الأميركي، “سربست لزكين”، أن قوات بغداد تحركت بالقرب من جبهات القوات الكردية بثلاثة مواقع في “سنجار وشمال الموصل وجنوب كركوك”، وأنهم لا يلتمسون حسن نوايا من هذه التحركات.

أطلع الأكراد إذا القنصل الأميركي في إقليم كردستان، “كين كروز”، على هذه التطورات وحصلوا منه على وعد بعدم السماح بحدوث أي أمر غير مرغوب به، فقط طالبهم بضبط النفس، فهل ترغب حقاً الإدارة الأميركية في ضبط النفس أم أنها تسعى لجر أطراف أخرى إلى معركة ترغب في اندلاعها تسيطر خلالها قواتها على أكبر كمية من النفط ؟!

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة