من أجل مشروع “إيران فوبيا” .. صحيفة إيرانية تصف مساعي “تيلرسون” في المنطقة : زيارات قصيرة وبلا نتيجة !

من أجل مشروع “إيران فوبيا” .. صحيفة إيرانية تصف مساعي “تيلرسون” في المنطقة : زيارات قصيرة وبلا نتيجة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قام “ريكس تيلرسون” وزير الخارجية الأميركي بجولة شرق أوسطية استغرقت أسبوع. وتأتي أهمية الزيارة كونها تتزامن مع انتهاء تنظيم “داعش”، بشكل غير رسمي، واندلاع الصراع على خلفية إدارة تطورات الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد “داعش”.

في غضون ذلك تسعى أميركا، مجدداً وكالعادة، إلى فرض سيطرتها وسيادتها، وليس فقط مجرد بسط نفوذها، في المنطقة. وفي هذا الصدد تعمل واشنطن حالياً على استعادة اصطفاف حلفاءها، إذ فرضت تطورات الشرق الأوسط، نتيجة ظهور تنظيم “داعش”، إلى اندلاع الخلافات الكبيرة بين الحلفاء التقليدين للولايات المتحدة الأميركية على تقسيم مناطق النفوذ. وللقيام بهذا الأمر تحتاج واشنطن بلا شك إلى خلق سبب للوحدة قد يجمع كل أطراف اللعبة ويتمخض عن تحالف كبير.

وفي ظل الظروف الراهنة قد يكون هذا السبب هو ضرورة مناهضة ومواجهة “إيران”.. لكن إلى أي مدى كانت زيارات “تيلرسون” الأخيرة ناجحة في تحقيق هذه النتيجة ؟.. الأمر محل شكوك حقيقة، كما ترى صحيفة “الأيام” الإيرانية في أحدث تقاريرها المنشورة مؤخراً.

فالزيارات السريعة والقصيرة تعكس مساعي وزارة الخارجية الأميركية إلى تقييم الأوضاع وموقف واشنطن من الدول المختلفة؛ وعملياً لا يمكن تقييم زيارة وحيدة ناجحة لأن تبعات هذه الزيارة قد تؤدي، على المدى البعيد، إلى الإضرار بالمصالح الأميركية الإقليمية؛ لأن الموضوعان الأسياسان على قائمة “تيلرسون” في الزيارة، وهما “إيران” و”باكستان”، فشلا.. أو بعبارة أخرى فقد “اصطدم سهمه بحجر”.

استراتيجية “ترامب” حيال إيران.. تمهد زيارة “تيلرسون” الإقليمية..

بالتأكيد يمكن قراءة زيارة “تيلرسون” الأخيرة في ضوء الاستراتيجية الأميركية الجديدة ضد إيران. حيث أعلن “دونالد ترامب”، الرئيس الأميركي، استرتيجيته الجديدة والعدائية ضد إيران في 13 تشرين أول/أكتوبر الجاري.

وأكد “ترامب” أن واشنطن سوف تستعمل كل أداواتها لمكافحة النفوذ والدور الإيراني المخرب في المنطقة. ومن ثم شرع أعضاء الحكومة بالعمل بمجرد الإعلان عن الاستراتيجية. إذ تبنى “هربرت ماكماستر”، مستشار “ترامب” للأمن القومي، والذي يبدو مدافعاً عن الديمقراطية، مشروع “إيران فوبيا”، وقال تعليقاً على استراتيجية بلاده بشأن إيران: “الاستراتيجية الإيرانية نموذج جيد تشمل بدلاً من التركيز على التوافق، كل الإجراءات الإيرانية السلبية في المنطقة كالعداء مع إسرائيل، وتهديد الملاحة الحرة لاسيما في الخليج وكذلك تهديد حلفاء أميركا في المنطقة ذاتها”.

بدوره طرح “مايك بومبيو”، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. أيه)، اتهامات مشابهة ضد إيران، وكان قد عُرف قبلاً بمعارضة الصراع ضد الجمهورية الإيرانية، وسعى إلى تقديم استراتيجية “ترامب” الجديدة في إطار الحيلولة دون تنامي النفوذ الإيراني بالمنطقة.

واستمراراً لتلك المواقف بذل “ريكس تيلرسون”، وزير الخارجية، مساعي كبيرة وقام بجولة في المنطقة، ربما يستطيع في ضوء هذه الاستراتيجية واحتدام ملف “إيران فوبيا” خلق تحالف بين الدول العربية بالمنطقة ضد إيران وحل الخلافات العالقة بين هذه الدول.

السعي للتقريب بين بغداد والرياض في مواجهة طهران..

بالتوزاي مع زيارة “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء العراقي، إلى المملكة العربية السعودية في 24 تشرين أول/أكتوبر الجاري، استجابة لدعوة العاهل السعودي “سلمان بن عبد العزيز”، بدأ “ريكس تيلرسون” جولته إلى عدة دول بالشرق الأوسط استغرقت أسبوعاً، ونزل بداية الأمر في الرياض وحضر المباحثات بين “العبادي” و”سلمان”.

ولا شك أن التقييم الأول للموقف هو أن أميركا بدأت العمل ببرنامج التقريب السعودي – العراقي في مواجهة طهران. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة “ول استريت”، في الوقت الذي يسعى فيه العراق إلى تقييم نفسه بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد “داعش”؛ يضغط “تيلرسون” على المملكة العربية السعودية لتحسين علاقاتها مع بغداد لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق. ومع هذا تعرض “تيلرسون” في خطابه إلى إيران و”الحشد الشعبي”، الأمر الذي يعكس أن مساعيه للتقارب السعودي – الإيراني عديمة الجدوى.

واضافت الصحيفة: “يبدو أن تليرسون فشل في تقييم حجم الإختلاف بين القوات العسكرية الإيرانية ونظيراتها العراقية المدعومة إيرانياً، وهو ما منح فرصة للإيرانيين، وانبرى وزير الخارجية محمد جواد ظريف للنقد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة