من أجل العيون الأميركية .. دول الخليج العربي تخوض مرحلة “العلاقات الحميمة” مع إسرائيل !

من أجل العيون الأميركية .. دول الخليج العربي تخوض مرحلة “العلاقات الحميمة” مع إسرائيل !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تبدو رياح التغيير واضحة في سياسة دول الخليج العربي تجاه “إسرائيل”، وتشهد الفترة الأخيرة كثيرًا من التصريحات والمواقف الخليجية التي تُثبت أن ثمة تقارب خطير بين دول الخليج والدولة العبرية على حساب “القضية الفلسطينية”.

لا بد من الانفتاح على إسرائيل !

يشير الكاتب الإسرائيلي، “إيدي كوهين”، في مقال له بصحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، إلى مقابلة أجراها، يوم الخميس الماضي، وزير الدولة للشؤون الخارجية بـ”الإمارات المتحدة”، الدكتور “أنور قرقاش”، مع صحيفة (The National)، التي تُصدر باللغة الإنكليزية في “أبوظبي”.

حيث قال “قرقاش”، للصحيفة، إن قرار الدول العربية بمقاطعة “إسرائيل”، خلال السنوات الماضية، كان خاطئًا؛ لأنه لم يُسهم في دفع عملية السلام.

وأضاف “قرقاش” – وهو مسلم سُني من مواليد “أبوظبي”، وإبن لأبوين إيرانيين؛هاجرا لـ”الإمارات” في سبعينيات القرن الماضي – أنه لا بد من الانفتاح على “إسرائيل” من أجل تحقيق السلام بينها وبين الفلسطينيين.

زيارة مسؤولين إسرائيليين للخليج..

يؤكد “كوهين” على أن مثل هذا القول لم يصدر عن الوزير، “قرقاش”، دون تشجيع أو توجيه من ولي عهد الإمارات، “محمد بن زايد”، لأنه ما من مسؤول في أية دولة عربية يمكنه أن يطلق تصريحات موالية لـ”إسرائيل” دون علم الحُكام.

وبالطبع فليست هذه هي المرة الأولى التي يُعلن فها مسؤول خليجي دعمه لـ”إسرائيل”، حيث سبق لوزير خارجية “البحرين” أن أطلق عدة تغريدات موالية لـ”إسرائيل” ومعادية لـ”إيران”.

وفي موسم الخريف الماضي؛ قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، بزيارة “سلطنة عُمان” برفقة رئيس “الموساد”، وتم استقبالهما هناك بترحاب بالغ.

كما شهدت الشهور الأخيرة؛ مشاركة عشرات الرياضيين الإسرائيليين في مسابقات استضافتها، “قطر” و”أبوظبي”، وتم عزف النشيد الوطني الإسرائيلي في العاصمة القطرية، “الدوحة”.

كما قام عدة وزراء من “حزب الليكود” الحاكم، في “إسرائيل”، مثل “يسرائيل كاتس” و”أيوب قرا” و”ميري ريغف”، بزيارة عدة دول خليجية.

ما الذي تغير ؟

يتساءل الكاتب الإسرائيلي: ما الذي تغير في دول الخليج ؟.. وكيف باتت تلك الدول تدعم “إسرائيل” بعدما كانت تدعم الفلسطينيين.

ويحاول “كوهين” الإجابة على تلك التساؤلات، فيزعم أن المسؤولين في الدول الخليجية بدأوا أخيرًا يستفيقون من وهم المقاومة ومحاربة “إسرائيل”، لذا فهم يعبرون الآن عن موقف “الخليج الجديد”.

ولقد أدرك الخليجيون أن دعمهم للفلسطينيون جلب عليهم كثيرًا من الأضرار؛ بما فيها الأضرار الاقتصادية. كما أن التقارب الذي حدث بين الفلسطينيين والنظام الحاكم، في “طهران”، قد أثار غضب دول الخليج، التي تعتبر “إيران” دولة معادية، ولذا فإن المسؤولين الخليجيين يعتبرون التقارب “الفلسطيني-الإيرانية”؛ وكأنه خيانة لهم .

إنجاز كبير لـ”نتانياهو”..

في كل الأحوال؛ فإن دفء العلاقات بين “تل أبيب” وعواصم دول الخليج؛ يُعد إنجازًا كبيرًا وهو يُحسب لرئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”.

وبحسب المحلل الإسرائيلي؛ فإن دول الخليج تود أن تكون جزءًا من  العالم الغربي، وأن سعي تلك الدول للصداقة مع “إسرائيل” ليس نابعًا من المحبة لها، بل لأن “إسرائيل”، في نظر دول الخليج، هي البوابة التي يمكن من خلالها التقارب مع “الولايات المتحدة الأميركية” وإلى العالم الغربي عمومًا.

الحفاظ على علاقات قوية مع واشنطن..

يضيف “كوهين”؛ أن المسؤولين الخليجيين لا زالوا يتذكرون أن “الولايات المتحدة” هي التي قامت بتحرير “الكويت” وأحبطت الغزو العراقي، في بداية تسعينيات القرن الماضي، لذا فهم يحاولون الحفاظ على علاقات قوية مع “اشنطن”.

وليس من العبث أن الدول الخليجية الست، (الكويت وقطر وعُمان والسعودية والبحرين والإمارات المتحدة)، بها أكثر من عشر قواعد عسكرية تابعة لـ”الولايات المتحدة” و”بريطانيا”.

السلام ليس هو الغاية..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى؛ أن معظم قادة دول الخليج قرروا التماهي مع سياسة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، فيما يخص “القضية الفلسطينية”، وإن كانوا لا يصرحون بذلك علانية.

أما علاقات الدول الخليجية مع “إسرائيل”؛ فهدفها ردع “إيران”، إلى جانب استغلال تلك العلاقات كوسيلة للتودد إلى “الولايات المتحدة”.

وكما هو الحال بالنسبة للدول العربية الأخرى؛ فإن دول الخليج ترى أن السلام الحقيقي ليس هو الغاية الكبرى، وإنما هو مجرد وسيلة لتحقيق المصالح ولضمان الاستقرار الأمني والحصول على الدعم الأميركي.

فـ”مصر”، على سبيل المثال، لن تتنازل عن مليارات الدولارات التي تحصل عليها سنويًا، منذ إبرام “إتفاقية كامب ديفيد”.

إن الشارع الغربي لا يريد أكثر من مجرد “إتفاقية”، وبالتأكيد لا يريد علاقات حميمية مع “إسرائيل”. ومن لا يفهم العقلية السائدة في منطقة الشرق الأوسط، هو فقط الذي يندهش لسماع تصريحات لعضو برلماني أردني ضد “إسرائيل”، أو حينما تصوت “مصر” ضد “إسرائيل” في “الأمم المتحدة”.

تصريحات “قرقاش” تحديًا للدبلوماسية الإسرائيلية..

لذا فإن التصريحات الأخيرة، التي أطلقها وزير الخارجية الإماراتي، “قرقاش”، تُشكل تحديًا للدبلوماسية الإسرائيلية.

فهل هناك بالفعل تغيير فعلي نحو علاقات أفضل مع “تل أبيب” ؟.. أم العلاقات الثنائية بين الطرفين ستصبح علانية وعلى الملأ ؟.. وتمنى الكاتب الإسرائيلي أن تكون تصريحات “قرقاش” بداية لعهد جديد في العلاقات “الإسرائيلية-الخليجية”, بحيث تصبح العلاقات فيه علنية وواضحة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة