27 أبريل، 2024 4:56 ص
Search
Close this search box.

من أجل الضوء الأخضر .. لماذا نهض “عدنان الزرفي” لدعم إيران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بينما تستمر جهود “عدنان الزرفي”، خليفة رئيس الوزراء العراقي، للتشاور مع السياسيين، والأحزاب، والتيارات والتحالفات البرلمانية بغرض تشكيل حكومة مؤقتة، نتابع مواقف وتصريحات “الزرفي”؛ التي لا تتناغم وشخصيته السياسية.

ويغلب على هذه المواقف الجانب اللفظي في ظل الأوضاع العراقية والإقليمية الحساسة التي يسعى في ضوءها، رئيس الوزراء العراقي الجديد، إلى جذب بعض الأطراف والتيارات المعارضة لشغله هذا المنصب. بحسب “عبدالرحمن فتح إلهي”؛ عضو هيئة التحرير لموقع (الدبلوماسية الإيرانية)، في مقالة المنشور بصحيفة (تفاصيل الحدث) الإيرانية الإصلاحية.

من أجل الضوء الأخضر من إيران..

وبالتأكيد ثمة احتمال أن “الزرفي” يعدم البديل، لأنه يرى كرئيس للوزراء أن تشكيل حكومة في “العراق”، دون ضوء أخضر من “إيران”، وتماهي التيارات السياسية العراقية مستحيل عمليًا.

لذا من البديهي أن يتبنى، (منعطف حياته السياسية لتشكيل حكومة عراقية)، مواقف تتعلق بضرورة إلغاء العقوبات على “إيران” لمكافحة فيروس “كورونا” على غرار تغريداته، بتاريخ 29 آذار/مارس المنصرم، أو تصريحاته أثناء زيارة إلى محافظة “الأنبار” عن دعم (الحشد الشعبي).

والمؤكد أن هذه المواقف، (في ظل هذه الظروف)، تنبع عن حسابات سياسية. وتأتي تصريحات “الزرفي”؛ عن دعم (الحشد الشعبي)، فيما حذرته فيه قيادات هذا التنظيم من قبول المنصب.

كما تأتي دعوات رئيس الوزراء العراقي لإلغاء “العقوبات الأميركية” على “إيران” في أنه كان بحسب الوثائق والشواهد من الشخصيات الرئيسة الداعمة لـ”أحمد شوربه”، في هجومه بتاريخ 27 تشرين ثان/نوفمبر 2019م، على القنصلية الإيرانية بـ”النجف”.

وعليه؛ هناك تخمين بأن “الزرفي” يسعى بموجب حساباته السياسية لخداع فصائل المعارضة بمحورية (الحشد الشعبي) وتحالف (الفتح)، برئاسة “هادي العامري”. في هذه الحالة يزداد احتمال أن يُغير “الزرفي” شكله السياسي بعد تشكيل الحكومة قوة، ويضطلع بتنفيذ خطط “البيت الأبيض” في “العراق”، من الممكن أن يُطرح الحديث عن تخفيض مستوى العلاقات “الإيرانية-العراقية” وحل (الحشد الشعبي).

ليس الخيار الجيد للظروف الراهنة..

وعلى أسوأ السيناريوهات؛ قد نشهد ما يُشبه الانقلاب الأميركي لدعم “عدنان الزرفي”، فلم تتورع “الولايات المتحدة”، منذ 17 آذار/مارس الماضي، عن دعم “الزرفي” بغرض تشكيل الحكومة. ويبدو أن الأخير يتبنى، كما جميع رؤساء وزراء “العراق” بعد سقوط “صدام”، سياسة موازنة بين القوى. وقد غرد بتاريخ 26 آّار/مارس الماضي، قائلاً: “سوف نتبنى سياسة البُعد عن الصراعات الإقليمية والدولية والحيلولة دون تحول العراق إلى ساحة تسوية حسابات الآخرين. وأكد أن السياسة الخارجية للبلاد سوف تقوم على مبدأ، (العراق أولاً)”، وعليه فالمصالح العراقية العليا ستكون بوصلة تحديد مسار هذه السياسة.

لكن “الزرفي”، وطبقًا لوثائق (ويكيليكس)، (أميركي معادي لإيران)، ليس الخيار الجيد لمثل هذه المواقف. وعليه يجب التشكيك في قدرته على تطبيق مبدأ الموازنة وعدم التدخل في المناقشات الإقليمية والعالمية.

في غضون ذلك، ومع الأخذ في الاعتبار لمواقف “إقليم كُردستان العراق” وتيار أهل السُنة، بخصوص دعم “عدنان الزرفي” من عدمه، فهو بحاجة حاليًا أكثر من أي وقت مضى للضوء الأخضر من أحزاب المعارضة، لاسيما المتماهية مع “إيران”، لأن الأكراد والسُنة في “العراق” ينتظرون قرار التيارات الشيعية السياسية بخصوص “الزرفي” للبدء في مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة.

وقد بلغ الأمر مرحلة رفض التيارات الكُردية طلب “الزرفي”؛ باعتباره المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بزيارة الإقليم قبل الحصول على دعم الأحزاب الشيعية السياسي. لذلك يتعين على رئيس الوزراء المكلف إقناع معظم التيارات السياسية الشيعية بدعمه، ومن ثم البدء في المباحثات والمفاوضات مع التيارات السياسية السُنية والكُردية، وهذه المسألة تُثبت أن “الزرفي” يحتاج في الوقت الراهن إلى دعم التيارات الشيعية، ومن جهة أخرى لا يرغب أكراد “العراق” وسُنته في أن يكونوا جزء من الصراع “الشيعي-الشيعي” رغم عدم اعتراضهم على “الزرفي”.

أخيرًا فإن حسابات “عدنان الزرفي” السياسية بخصوص دعم “إيران” و(الحشد الشعبي) قد تسبب في الأيام المقبلة بتعديل مواقفهما حيال رئيس الوزراء العراقي الجديد، أو تظل هذه التصريحات السياسية والدبلوماسية بلا نتيجة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب