11 أبريل، 2024 4:55 م
Search
Close this search box.

من أجل الانتخابات .. “ترامب” يشن حرب نفسية ضد “حزب الله” بالعقوبات الجديدة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة نحو فرض المزيد من الضغوط على “إيران” وأجنحتها، وقع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الخميس 25 تشرين أول/أكتوبر 2018، على قانون “يعزل” حزب الله اللبناني عن النظام المالي العالمي بصورة تفوق أي وقت مضى، وفقًا لبيان صادر عن “الخارجية الأميركية”.

وجاء في البيان: “وقع الرئيس، دونالد ج. ترامب، اليوم على قانون تعديل منع التمويل الدولي لحزب الله للعام 2018، الذي يفرض عقوبات إضافية قاسية على حزب الله، وهو منظمة إرهابية إسلامية متطرفة وشريك وثيق للنظام الإيراني، إذ تعمل لصالحه بالوكالة. قام حزب الله بخطف وتعذيب وقتل مواطنين أميركان، وتشمل عملياته الهجوم الوحشي في العام 1983 ضد ثكنات المارينز في بيروت في لبنان، والذي تسبب بمقتل 241 من قوات المارينز والبحارة والجنود الأميركان وجرح 128 آخرين من أفراد الخدمة الأميركان ومقتل مواطن لبناني. حزب الله مسؤول أيضًا عن تفجير آخر لثكنات فرنسية تسبب بمقتل 28 من جنود حفظ السلام الفرنسيين وخمسة مواطنين لبنانيين”.

يعزله عن النظام المالي العالمي..

وأوضح البيان: “إن التشريع الذي وقعه الرئيس ترامب اليوم ليصبح قانونًا؛ سيعزل حزب الله عن النظام المالي العالمي أكثر من ذي قبل ويقلص التمويل الذي يتلقاه. وستستهدف هذه العقوبات أفراد أجانب ووكالات حكومية تساند حزب الله أو تدعمه عن علم والشبكات المرتبطة بحزب الله التي تشارك في تهريب المخدرات أو الجرائم عبر الوطنية الأخرى. ونحن نتوجه بالشكر لأعضاء مجلس الشيوخ، كرابو وبراون وروبيو وشاهين، وعضوي مجلس النواب، رويس وإنغل، على عملهم مع الإدارة على هذا التشريع المهم لمواجهة حزب الله الذي يعمل لصالح إيران بالوكالة”.

ولفت البيان إلى أن “الرئيس ترامب أحيا الذكرى الخامسة والثلاثين للهجوم على ثكنات المارينز في بيروت مع الناجين وأفراد أسر الضحايا. لن تنسى الولايات المتحدة يومًا الأرواح الغالية التي فقدناها في ذلك اليوم، وسنواصل تكريم ذكراهم بإتخاذ إجراءات ضد قاتليهم. لقد فرضت الولايات المتحدة في ظل قيادة الرئيس ترامب عقوبات تاريخية على حزب الله وحليفه الرئيس، أي النظام الإيراني الفاسد. فرضنا على حزب الله في خلال العام الماضي عقوبات تفوق ما فرضناه عليه في أي عام آخر. بالإضافة إلى ذلك، ستعيد الولايات المتحدة في 5 تشرين ثان/نوفمبر فرض العقوبات ذات الصلة بالبرنامج النووي ضد إيران بكامل قوتها بعد أن رفعتها الصفقة النووية أحادية الجانب مع إيران”.

عقوبات مسبقة..

وكانت “وزارة الخزانة الأميركية”، قد فرضت في 16 آيار/مايو الماضي، عقوبات على أعضاء من القيادة العليا في “حزب الله” اللبناني، بينهم أمينه العام، “حسن نصرالله”، ونائبه، “نعيم قاسم”، إضافة إلى أفراد لهم صلة بالحزب.

وقالت “وزارة الخزانة الأميركية”، في بيان، صدر يوم الأربعاء الماضي، إن العقوبات فرضت بالاشتراك مع جميع الدول الأعضاء في “مركز استهداف تمويل الإرهاب”، وهي “السعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات”.

وفرضت “واشنطن” العقوبات على “حزب الله”؛ بالتوازي مع إدراج جميع أعضاء “مركز استهداف تمويل الإرهاب” الأشخاص العشرة المذكورين من قيادة “حزب الله” في قائمتها للإرهاب.

يُعقد مسألة تمويله..

صحيفة (ذا ناشونال) الإماراتية نشرت تقريرًا للصحافية، “جويس كرم”، تناولت فيه العقوبات الجديدة على “حزب الله”، أوضحت فيه أنّ القانون الجديد من شأنه أن يُعقد مسألة تمويل “حزب الله”، نظرًا إلى أنّه يطال الأفراد والشركات التي توفر، قصدًا، دعمًا ماديًا أو تكنولوجيًا له وللمؤسسات التابعة له، كاشفةً أنّ القانون الذي مرره “الكونغرس”، قبل أسبوعين تقريبًا، استهدف “بيت المال” و”هيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان‎” و”جهاد البناء” و”وحدة العلاقات الخارجية” وتليفزيون (المنار) و(إذاعة النور) و”المجموعة اللبنانية للإعلام”.

كما لفتت “كرم” إلى أنّ القانون يُلزم “ترامب” بإبلاغ “الكونغرس” بأنشطة “حزب الله”، عبر-القطرية، بما فيها عمليات غسيل الأموال وأنشطة لتهريب المخدرات في “أميركا اللاتينية” أو “القارة الإفريقية” أو “آسيا” و”أوروبا”، ولا يستثني الممولين من المسؤولين الرسميين، سواء في “لبنان” أو خارجه.

من ناحيتها؛ حذّرت مديرة حل النزاع في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، “رندة سليم”، من قدرة هذا القانون على تعقيد الأمور بالنسبة إلى “حزب الله” في “لبنان”، إذ رأت أنّه “يُضعف وضع (حزب الله) المالي الذي أضعفته 4 عوامل” تتمثّل بـ: تدخل “حزب الله” في “سوريا” والعقوبات على “إيران”، والمخاوف في أوساط ممولي “حزب الله” بعد توقيف “قاسم تاج الدين” في “المغرب” وترحيله إلى “الولايات المتحدة”، السنة الفائتة، والأوضاع الاقتصادية اللبنانية المتردية.

لن تتأثر حصة “حزب الله” في الحكومة..

توازيًا؛ استبعدت “سليم” تأثر حصة “حزب الله” في الحكومة المقبلة نتيجة للقانون الجديد، مؤكدةً على أنّ الحزب أخذ هذا العامل بعين الاعتبار في حساباته، علمًا أنّ “الولايات المتحدة” أعربت لمسؤولين لبنانيين عن معارضتها تولي “حزب الله” حقائب مثل الصحة والأشغال العامة.

“إيران” ستضطر لخفض تمويلها لـ”حزب الله”..

من جانبها؛ وصفت وكالة أنباء الـ (أسوشييتد برس) الأميركية؛ “شوارع ​الضاحية الجنوبية​ ذات الأغلبية الشيعية”، مسلطة الضوء على “لوحة إعلانية لهيئة دعم المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله​، حيث يظهر مقاتل للحزب مع دعوة للمواطنين بالتبرع للمقاومة مرفقين الدعوة بحديث للرسول محمد يقول فيه (من جهّز غازيًا فقد غزا)”.

وفي تقرير لها؛ ربطت الوكالة الأميركية هذه الصورة وطلب الحزب بالتبرع؛ بـ”الأزمة الإقتصادية التي تمر فيها ​إيران​، بعد ​العقوبات الأميركية​، التي فرضها الرئيس ​دونالد ترامب​، إذ إن إيران هي الداعم المالي للحزب”، لافتةً إلى أن “واشنطن فرضت موجة جديدة من العقوبات على حزب الله وكل رجال الأعمال المرتبطين به، والضربة الأخيرة كانت في 15 تشرين أول/أكتوبر 2018، حين صنفت أميركا الحزب كواحد من 5 أخطر منظمات إرهابية في العالم”.

وتفصّل الوكالة بأن “إيران، وهي في أزمة اقتصادية كبيرة، تضطر لخفض التمويل لحزب الله والقوات الشيعية في العراق، وللفصائل المقاتلة في سوريا، إضافة لأنصار الله في اليمن”، ناقلة تقريرًا للسلطات الأميركية يقول: بأن “إيران صرفت منذ العام 2012، 16 مليار دولار، لدعم القوات المقاتلة في سوريا والعراق واليمن، ودفعت 4 مليارات دولار للنظام السوري، إضافة لموازنة تقدّر بـ 700 مليون دولار سنويًا للحزب”، مشيرةً إلى أن “تكاليف الحزب في سوريا قد زادت بعد إنخراطه في الحرب السورية بسبب عدد مقاتليه الذين سقطوا هناك، إضافة لنقل المقاتلين إلى محاور القتال، ما يزيد النفقات على كاهله”.

لن يتأثر بالعقوبات..

عن الخطوة الأميركية؛ قال “سالم زهران”، مدير “مركز الإرتكاز الإعلامي”، إن هذه العقوبات لا تنفصل عن العقوبات الموقعة على “إيران”؛ لأن الرئيس الأميركي، “دونالد  ترامب”، وجد أن “حزب الله” لا ينفصل عن “إيران” محاولاً أن يفصل المكونات اللبنانية عن بعضها البعض، وخاصة “بعد حصول (حزب الله) على أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة على مستوى لبنان ومعظم الأصوات من خارج طائفته ومعظم القوى السياسية؛ تحاول أن تكسب ود (حزب الله)”.

منوهًا إلى أن “الولايات المتحدة” تحاول أن تؤكد للعالم أن “حزب الله” هو جسم من “إيران”، وقال “زهران” إن النظام المالي القوي لـ”حزب الله” سوف يشل هذه العقوبات، لأن الحزب لن يتأثر برغم  الضغوط على المصرفيين وأصحاب البنوك القريبين منه.

وأشار “زهران” إلى أن وفدًا أميركيًا جاء إلى “لبنان” وتأكد من أنه لا يمكن فصل “حزب الله” عن الجسد اللبناني، لذلك يجد الأميركيون صعوبة في فرض العقوبات.

تقديم النجاحات من أجل الانتخابات..

من ناحيته؛ أوضح الكاتب السياسي، “سمير حسن”، أنه بعد التحولات السياسية في المنطقة مع إنتصار “حزب الله” في “سوريا” و”العراق”؛ ظهرت محاولة للضغط على المقاومة من خلال العقوبات، بينما يريد “ترامب” أن يقدم نجاحات أمام الرأي العام استعدادًا للانتخابات الأميركية فقط.

مؤكدًا على أن العقوبات لن تجدي، فالمقاومة تتعايش مع الحصار كما يجري مع “إيران”، وما يحدث هو “حرب نفسية” لن يكون لها صدى سلبي، ولن تغير من إستراتيجية المقاومة.

مشيرًا إلى أن “سوريا”، على سبيل المثال، تعرضت لكل العقوبات وخرجت منتصرة مع تطور “محور المقاومة” ومع ظهور الدور الروسي القوي في المنظقة، لذلك لن يتاثر “حزب الله” بشكل مباشر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب