23 أبريل، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

من أجل الانتخابات .. تبادل المنافع يحيي الحرب الكلامية بين “إردوغان” و”نتانياهو” من جديد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بين فترة وأخرى تشتعل الحرب الكلامية بين الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، وتتبادل الاتهامات بين الجانبين، وفي الوقت ذاته يتضح أن ما يطفو على السطح يختلف عن الواقع تمامًا، حيث أنه مع كل ما يحدث نجد تبادلًا تجاريًا واستثماريًا على أعلى مستوى.

هذه المرة قال “إردوغان”، في تصريحات صحافية، إن “تركيا” لن تنجر وراء استفزازات “نتانياهو”، بعد وصف الأخير له بـ”الديكتاتور”، وقوله: “إذا يوجد ظالم في هذا العالم؛ فإنه أنت”.

وأضاف “إردوغان”: “إنك تحاول استفزازنا، لكنك لن تنجح، ولم ننجر وراء استفزازك؛ لأننا ننتمي لدين عالمي يقينا من الوقوع في هكذا ألاعيب”.

وتابع “إردوغان”، مخاطبًا “نتانياهو”: “أليس من دخل أماكننا المقدسة بالأحذية، (في المسجد الأقصى)، هم عسكرك وشرطتك ؟.. كيف ستبرر هذا الأمر ؟”.

“ديكتاتور” يرتكب إبادة جماعية..

من ناحيته؛ أكمل “نتانياهو” هجومه على “إردوغان”، عبر حسابه الرسمي، قائلاً: “إردوغان، الديكتاتور الذي يضع عشرات الآلاف من منافسيه السياسيين في السجون، ويرتكب إبادة جماعية بحق الأكراد، ويحتل قبرص الشمالية، يلقي لي ولإسرائيل وجيشها مواعظ حول الديمقراطية وأخلاقيات الحرب، كم هذا مضحك”.

وأضاف “نتانياهو” أنه: “من الأفضل ألا يتدخل في شؤون القدس، عاصمتنا على مدار 3000 سنة، إردوغان لا يمكنه إلا أن يتعلم منا كيف يجب احترام كل الديانات، وحماية حقوق الإنسان”.

واندلعت منذ أيام، بين “نتانياهو” و”إردوغان”، حرب كلامية مصحوبة باتهامات وسباب، عقب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي قال فيها: إن “إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها؛ وإنما فقط لليهود”.

ظالم يقتل الأطفال..

ووصف “إردوغان”، بكلمة ألقاها في “أنقرة”، نتانياهو “بالظالم الذي يقتل الأطفال الفلسطينيين وهم بعمر السبع سنوات”، داعيًا إياه لـ”العودة إلى رشده”.

وكان الخلاف قد بدأ بعدما ندّد المتحدث باسم الرئيس التركي بتصريحات “نتانياهو”، الذي قال إن “إسرائيل” ليست دولةً لجميع مواطنيها بل فقط للشعبِ اليهودي، واستثنى بذلك “عربَ ثمانيةٍ وأربعين”.

يُذكر أن العلاقات بين “تركيا” و”إسرائيل” قديمة، لكنها توترت في السنوات الأخيرة، فجرت أواخر الصيف الماضي مساعي حلحلة، بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة بين الحليفين السابقين، إلا أنها واجهت في ما بعد “توترات” جديدة.

علاقات دبلوماسية وتجارية منتعشة..

ورغم التوتر الذي طرأ مؤخرًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قامت “تركيا”، الصيف الماضي، بتعيين ملحق تجاري بسفارتها في “تل أبيب”، بعد أن شغر هذا المنصب في السنوات الثلاث الأخيرة. ويقوم هذا الملحق بنشاط متزايد لرفع مستوى العلاقات التجارية.

ووفقًا لبيانات “وزارة التجارة الإسرائيلية”، فإن الميزان التجاري بين الدولتين أخذ يقترب من 5.5 مليار دولار في السنة الأخيرة.

ومن الملاحظ أن هذا الميزان كان يميل في السنوات الثلاث الأخيرة إلى مصلحة “تركيا”، بعد أن كان لمصلحة “إسرائيل”. ففي عام 2014 بلغ 5.5 مليار دولار، منها 2.7 مليار دولار صادرات تركية إلى “إسرائيل”، في حين بلغت وارداتها من “إسرائيل” 2.8 مليار دولار. أما في عام 2015، فبلغ الميزان التجاري بين الدولتين 4.1 مليار دولار، منها 2.4 مليار دولار صادرات تركية إلى “إسرائيل”، في حين بلغت وارداتها من “إسرائيل” 1.7 مليار دولار. ويعود سبب انخفاض الواردات التركية من “إسرائيل” إلى منع السلطات التركية الشركات الإسرائيلية في عام 2015، من المشاركة في المناقصات الحكومية. وفي عام 2016، انخفض الميزان التجاري بين الدولتين إلى 3.9 مليار دولار، إذ بلغت صادرات “تركيا” إلى “إسرائيل” 2.6 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها من “إسرائيل” 1.3 مليار دولار. وفي عام 2017، بلغ الميزان التجاري بين الدولتين 4.3 مليار دولار، إذ بلغت صادرات “تركيا” إلى “إسرائيل” 2.9 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها من “إسرائيل” 1.4 مليار دولار.

ولكن في سنة 2018، بدأت “تركيا” تحرر القيود على الصادرات الإسرائيلية.

وقال وزير المواصلات الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، في أيلول/سبتمبر 2018: “نحن نتعايش مع الرئيس التركي، على الرغم من أنه يعتبر نفسه قائد (الإخوان المسلمين) في العالم، ويحاول أنْ يقود العالم الإسلامي، ولكن التجارة التركيّة معنا بمبالغ كبيرة وخياليّة، لم تتأثر بذلك؛ بل على العكس، وشركات الطيران التركية أكبر شركات النقل الجوي من وإلى إسرائيل، وحجم التبادل التجاري ونقل البضائع عبر حيفا إزداد كثيرًا حتى قبل عودة العلاقات”.

تبادل منافع مشتركة..

مصادر تركية مراقبة؛ قالت إن عملية تبادل منافع يشترك فيها كل من الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، قبل الانتخابات التي سيشهدها البلدان والتي ستحدد مستقبل التحالف الحكومي في “تركيا” و”إسرائيل”.

حيث تعمدا تبادل الاتهامات قبيل إجراء الانتخابات البلدية التركية، في 31 من شهر آذار/مارس الجاري، وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في “إسرائيل”، يوم 9 نيسان/أبريل المقبل.

ضخ جرعات شعبوية لخدمة حملة الحزب الانتخابية..

وترجع العديد من المراجع السياسية التركية، “الردح”، التركي ضد “نتانياهو”؛ بأنه جاء لضخ جرعات من الشعبوية التي تلعب على وتر المسألة الفلسطينية خدمة لحملة الحزب الانتخابية.

مؤكدًة على أن “إردوغان” لطالما لجأ إلى فتح سجالات مع زعماء “إسرائيل” في كل مرة كان فيها وحزبه يعانيان من أزمة داخلية أو إرتباك في وضعهما الشعبي في “تركيا”، وأن الرئيس التركي لطالما استعان بنماذج مستحدثة من الجدل الشهير الذي دار بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، “شمعون بيريز”، في “دافوس”، في كانون ثان/يناير 2009.

ويرى مراقبون أن “نتانياهو” و”إردوغان” يلجآن إلى بعضهما البعض لتعميق خطاب قومي شعبوي خدمة لمآربهما الانتخابية.

ويضيف هؤلاء أن هذا التمرين سبق أن لجأت إليه القيادة الإيرانية والإسرائيلية، بحيث تمنح المواقف العدائية المتبادلة شرعية للحكم في البلدين لدى الرأي العام الداخلي.

كما يرجع العديد من المتابعين لنسق الحملات الانتخابية في “إسرائيل” أن “نتانياهو”، الذي يستخدم في حملته كافة وسائل جذب الناخبين بما في ذلك ما يحظى به من دعم معلن من الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ومن تركيز على يهودية “إسرائيل” وأولوياته لحماية اليهود في العالم، وجد في الرد التركي من قِبل “إردوغان”، و”حزب العدالة والتنمية”، مناسبة مجانية للغرف من مخزون لم يخطر على باله.

رفض لتصريحات “نتانياهو”..

ومن جهته؛ كان الرئيس الإسرائيلي، “رؤوفين ريفلين”، قد رفض الأحد الماضي، تصريحات، “بنيامين نتانياهو”، التي قال فيها إن إسرائيل “دولة اليهود وليست دولة كل مواطنيها”.

وبدا تصريح “ريفلين”، وفق الملاحظين، بمثابة رد قوي على تصريحات “نتانياهو” العنصرية، دون أن يذكره بالاسم، والمخالفة للواقع الإسرائيلي، خاصة أن معطيات المركز الإسرائيلي للإحصاء، (رسمي)، تبين أن المواطنين العرب يشكلون 20 بالمئة من عدد السكان البالغ 8.6 مليون نسمة.

وفي “إسرائيل” تُمثّل العديد من الأحزاب العربية في “الكنيست”، حيث لها الآن 13 نائبًا في “الكنيست” المكون من 120 مقعدًا.

فشل “إردوغان” جعله يستغل ورقة الدين والقومية..

وفي صحيفة (الزمان) التركية؛ أكد “حمزة قدير أوغلو”، أنه رغم التوترات المتصاعدة سياسيًا بين البلدين، إلا أن الاتهامات المتبادلة بينهما تخدم موقف الرئيس التركي المقبلة بلاده على الانتخابات المحلية.

موضحًا أن “إردوغان” في حاجة ماسة إلى أصوات الإسلاميين في “تركيا”، المناهضين لـ”إسرائيل”، ما يجعله لا يفوت فرصة تصريحاته الشعبوية، خصوصًا بعد فشل الرئيس في تحقيق وعوده الانتخابية العام الماضي بالقضاء على البطالة والفوائد المرتفعة وحل مشكلة التضخم ورفع قيمة “الليرة”.

كما أن “إردوغان” فشل في خطة السيطرة على شمال “سوريا”، قبل الانتخابات المحلية، تحت مسمى إنشاء منطقة آمنة كما وعد الشعب التركي، ولم يتبقى بيده إلا ورقة “القومية والدين” لاستغلالهم، إضافة لاتهام المعارضة بدعم الإرهاب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب