24 ديسمبر، 2024 4:31 م

من أجل الانتخابات الإيرانية 2021 .. “أحمدي نجاد” يتصدر المشهد بحادث اغتيال غامض !

من أجل الانتخابات الإيرانية 2021 .. “أحمدي نجاد” يتصدر المشهد بحادث اغتيال غامض !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

مجددًا يعود “أحمدي نجاد” إلى الساحة، مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية. على غرار ما حدث تمامًا في انتخابات العام 2005م، اللهم إلا انتخابات العام 2013م، حيث كان لابد من اختيار شخص آخر لأهم منصب انتخابي بـ”الجمهورية الإيرانية”.

كان شخص قصير القامة وشعر أشعث؛ دخل المنافسات الانتخابية بخطاب مختلف عن المعهود من السياسيين المعممين الإيرانيين والسياسيين الذين نعرفهم في إطار “الجمهورية الإيرانية”، وتمكن بالنهاية من الفوز في منافسات معقدة على رجل دين معروف وخبير، إرتبط اسمه بالعمل السياسي ربما أكثر من أي الشخصيات السياسية في نظام “الجمهورية الإيرانية”.

تلكم الانتخابات التي ماتزال أحد موضوعات نقاش وتحليل المراقبين، حيث تمكن “أحمدي نجاد” من تسجيل اليوم الثالث من فصل الصيف، في التقويم السياسي الإيراني، بعنوان انتصار (دولت بهار).

الآن، وبعد ما يقرب من 16 عامًا على هذا اليوم، وقد أضحى موقع (دولت بهار)، وسيلة الإعلام المعنية بمتابعة أخبار “أحمدي نجاد”؛ وينشر (على غرار المنهج الدعائي السابق)، صوره بشكل يومي ويحرص حتى في هذه الأيام، حيث انتشار وباء (كورونا)، على نشر تصريحاته التي تموج بالشرور السياسية والانتخابية، حتى أدعى هذا الموقع الإخباري، خروج الشعب إلى الميدان بشكل عفوي مطالبًا بترشح “نجاد” مجددًا، للانتخابات الرئاسية، ووفق إدعاءات الموقع، فإن: “أحمدي نجاد؛ رجل الميدان ويجب أن يعود للميدان !!”.

وقد تم تصوير معظم الصور والفيديوهات، في “ميدان 72″، بحي “نارمكـ”، بالعاصمة “طهران”، أي محل إقامة رئيس الجمهورية السابق، تلك المنطقة التي تمثل مثار تندر وفكاهة للكثير من سكان العاصمة (!!)

في المقابل لا يقتصر المشتاقون لعودة “نجاد”، كما أدعى (دولت بهار)؛ على السكان والمارة من ميدان “72 نارمكـ”، وأن نظرة على أحدث الأخبار والصور المنشورة على قناة (التليغرام)، تثبت مشاركة أفراد من “شاه جراغ”، في “شيراز”، وحتى المناطق المنكوبة، “سي سخت”، بمحافظة “كهـﮔيلوله وبويرأحمد”، وغيرها من المناطق الإيرانية، التي تحولت على مشارف الانتخابات الرئاسية؛ وجهة لأنصار الرئيس السابق، والكل يريد شيء واحد وهو ترشح “نجاد” مجددًا. بحسب “علي رضا كيانپور”، في صحيفة (اعتماد) الإيرانية.

اغتيال رئيس الجمهورية السابق !

لكن ما أعاد “نجاد” إلى صدارة الأخبار، أي من عرض الدعاية الانتخابية الكبير، لم يكن خبرًا تقليديًا في الانتخابات حول الكتلة العددية الكبيرة لمرشح محتمل، وإنما خبر أكثر جرمًا، حيث أدعى: “اغتيال أحمدي نجاد”.

هذا الخبر الذي بدأ، كما صور الأعداد الكثيفة من المطالب الشعبية بترشح “نجاد”، من قناة (تليغرام) مجهولة، لكن حين أعاد موقع (حكومة الربيع) نشر الخبر، وحين يتحدث بعض من يدعمون “نجاد” بشكل علني عن أهمية إدعاءات هذه القناة المجهولة، سرت تدريجيًا الشائعة في وسائل الإعلام الرسمية.

على غرار ما فعل الموقع الإخباري – التحليل (همشهري آنلاين)، حيث كتب: “محمود أحمدي نجاد في اجتماع عبر تقنية (الفيديو كونفرانس) والمنشور على موقع (دولت بهار)، علق على الأنباء بشأن التهديدات باغتياله، قائلاً: يقومون بتجهيز الحملات، ويعكفون على إعداد برنامج دعائية للنيل من الآخرين. ولحسن الحظ فقد كان نصيبي أكبر… وأنا أعتقد أن مناقشة موضوع اغتيال حاضر بقوة. يقتلون بأنفسهم ثم يقيمون مراسم العزاء؛ وبعد ذلك يتهمون الآخرين !!.. والواقع أنا حياتي فداء للشعب الإيراني. وأنا خادم للشعب الإيراني، وحريص على حقوق الشعب الإيراني. أنا فداء الشعب الإيراني. روحي فداء الشعب الإيراني، فداء عظمة إيران. أذهبوا وأنظروا من يدير هذه القناة وأعثروا على من يهدد رسميًا باغتيالي”.

وأضاف: “بالتأكيد شرحت القضية، لأني أعلم من أين ومن يدير والقرارات… وأولئك الذين يتابعون ما أكتب، بمقدورهم أن يعرفوا بمن يرتبط هؤلاء”.

محاولة اغتيال في موسم الانتخابات..

لكن ما يثير التأمل في الحادث الأخير؛ بشأن محاولة اغتيال “أحمدي نجاد”، وفق إدعاءات قناة (التليغرام) المجهولة، هو نشر الخبر بالتوازي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.

وهو ما يُعيد إلى الأذهان مقطع حساس مشابهة، على مشارف انتخابات رئاسة الجمهورية العاشرة. حيث إرتبطت معظم الأخبار عن اغتيال “نجاد” بتلكم الفترة، وكما أورد الموقع “الإخباري-التحليلي”، (تابناكـ) وفيه: “انتشرت أخبار اغتيال، نجاد، في فترة زمنية قصيرة، تلكم الشائعات التي بلغت ذروتها في حزيران/يونيو 2009م”.

ويمكن قراءة خبر محاولة اغتيال الرئيس السابق من زوايا أخرى. مثل تصريحاته عن ماهية يدعون محاولة اغتياله، كما لا يمكن تجاهل اقتراب موعد الانتخابات.

وأهم حدث سياسي، خلال الأشهر الماضية والمقبلة، لن يكون فقط هذا الإدعاء العجيب، وإنما سيلقي بظلاله على جميع المعادلات السياسية الإيرانية، والطبيعي لا يمكن التعامل بلا مبالاة مع إدعاء الاغتيال. ويجب العلم أن “نجاد” سياسي يسعده صدارة الأخبار بشكل دائم، سواءً كانت سيئة أم جيدة !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة