1 فبراير، 2025 3:46 ص

منشق عن بدر : أيران وراء التفجيرات والاغتيالات بالعراق

منشق عن بدر : أيران وراء التفجيرات والاغتيالات بالعراق

كشف منشق عن “منظمة بدر”, الجناح العسكري السابق لـ”المجلس الأعلى الإسلامي” أن معظم ‏التفجيرات والاغتيالات التي تشهدها العراق تنفذها مجاميع خاصة تابعة لإيران لها وجود ونفوذ داخل ‏القوات الامنية العراقية.‏

وأوضح المنشق الذي كان لسنوات مقيماً في ايران ثم انتقل الى العراق, بعد سقوط نظام صدام حسين ‏العام 2003 في تصريحات لجريدة السياسة الكويتية أن هناك مؤشرين يدعمان بقوة تورط هذه ‏المجاميع التي انشأها قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني, بعمليات القتل ‏المتعددة الوجوه والمستويات في مقدمها الهجمات الانتحارية والتفجيرات بالسيارات المفخخة التي ‏تستهدف مدنيين شيعة, وقد سمحت الظروف الاستثنائية بتغلغلها داخل الاجهزة الامنية والعسكرية ‏العراقية وتتضمن هذه المؤشرات قرائن مهمة تصل الى مستوى الدليل الدامغ المؤشر الاول, يتعلق ‏بإخفاء هويات المنفذين للتفجيرات علماً ان التحقيقات والفحوصات التي كانت تجريها القوات ‏الاميركية اثناء وجودها في العراق كانت تشير الى ضلوع مطلوبين من هذه المجاميع الخاصة ‏بالتفجيرات, غير ان الحكومة العراقية السابق التي تولاها ابراهيم الجعفري ثم الحكومة الحالية برئاسة ‏نوري المالكي, كانتا لا تثقان بهذه الفحوصات الاميركية وتعدانها بمثابة دق اسفين بين القوى السياسية ‏الشيعية العراقية وبين “النظام الايراني الصديق”.‏
اما المؤشر الثاني فالأمر يرتبط بحقيقة ان بعض السيارات المفخخة, ومن خلال العديد من التحقيقات, ‏خرجت من داخل مراكز امنية منتشرة في اماكن متفرقة من بغداد وبقية المدن باتجاه اهداف مدنية ‏مثل الاسواق وغيرها وفي مناطق تسكنها غالبية شيعية او سنية, وبحسب رؤية الجهات الايرانية ‏المخططة لهذه الهجمات, وعندما رصدت بعض التحقيقات ان بعض السيارات المفخخة التي انفجرت ‏او تلك التي يقودها انتحاريون خرجت من مبان امنية فقد طلب من المحققين وقف التحقيقات وإغلاقها ‏فوراً.‏
وقال المنشق العراقي الشيعي, الذي فضل عدم كشف هويته, ان احد اهم مهمات قوات سليماني هو ‏اعداد الارهابيين الانتحاريين وهذا الاعداد يجري في بساتين خاصة في مناطق الجنوب العراقي في ‏مناطق مغلقة ومؤمنة, كما ان بعض الاعداد يتم داخل ايران ولذلك هناك عناصر في المجاميع الخاصة ‏كانت تقضي شهوراً طويلة في معسكرات في الاراضي الايرانية, مضيفاً ان اعداد الانتحاريين امر في ‏غاية الاهمية للنظام الايراني لأنه يعزز من الاعتقاد ان وراء الارهاب هو تنظيم “القاعدة” والتنظيمات ‏السلفية المتشددة الاخرى حصراً وبالفعل فقد تبلورت قناعة في الشارع العراقي الشيعي وغيره ان ‏‏”القاعدة” وراء كل عمل ارهابي, ومن هذه النقطة بالتحديد جاء الموقف الايراني المتحامل ضد ‏الصحوات السنية لأن عملها قضى على التنظيم الى حد كبير وبالتالي اصيبت الخطة الايرانية المتعلقة ‏بالعنف واتهام “القاعدة” بها بكثير من الارباك.
وأشار المنشق الى أن بعض الجماعات السياسية الشيعية تعلم بالدور الإيراني في تنفيذ عمليات ارهابية ‏واسعة داخل المدن العراقية, ولذلك فإن “بعض قيادات هذه القوى الشيعية ومنها انا شخصيا تفاجئنا بما ‏يفعله الايرانيون, لأن السنوات الطويلة التي قضياناها في طهران ابان معارضة نظام صدام قد اظهرت ‏الايرانيين على انهم متعاونون ومؤمنون بقضية المعارضة العراقية, غير ان الامور تغيرت تماماً بعد ‏العام 2003 واتضح لنا ان وراء هذا الدعم الايراني ليس مجرد مصالح ونفوذ, بل ان العراق جزء ‏حيوي من ستراتيجيات بالغة الخطورة للأمن القومي الايراني والمشروع السياسي الايراني في ‏المنطقة, بمعنى أنه ليس مطلوباً ولا كافياً من العراق أن يكون صديقاً وحليفاً لإيران فحسب, بل يجب ‏ان يقوم بأدوار تحددها هذه الستراتيجيات الايرانية الامنية, وان يطيع ما يقرره المرشد الاعلى علي ‏خامنئي في طهران”.‏
وبحسب المنشق عن “منظمة بدر”, فإن وراء تورط المجاميع الخاصة التابعة لإيران بالعنف في ‏العراق اهداف اهمها:
أولا: لا تريد القيادة الايرانية نجاح النظام الديمقراطي الانتخابي في العراق الذي اقامته ورعته الولايات ‏المتحدة, حيث تعتبر الديمقراطية العراقية “الشيطان الاصغر الذي صنعه الشيطان الاكبر”, وبالتالي ‏هناك نوع من الحقد تجاه تلك العملية من اساسها ويجب اجهاضها وتدمير مقوماتها بالكامل, ما دفع ‏بعض الاطراف السياسية الشيعية القريبة من خامنئي الى دعم تفرد المالكي بالسلطة واقصاء الشركاء ‏الآخرين.
ثانيا: تريد ايران من استهداف الشيعة في العراق امرين اثنين, تخريب اي تقارب شيعي سني, فالقيادة ‏الايرانية تعتبر هذا التقارب نهاية لنفوذها وسطوتها,, غير ان الامر الثاني يبدو الاكثر اهمية لأن ‏استهداف الشيعة بعمليات ارهابية يعزز من كراهية الشيعة العراقيين للسنة وبالتالي يكون ارتباطهم ‏بإيران اقوى وأكثر استجابة لأوامر المرشد الاعلى.‏
ثالثا: تستطيع طهران باستهداف الشيعة ان تضمن علاقات متشنجة وتسودها الشكوك بين العراق وبين ‏الدول العربية وبالتحديد العلاقات العراقية مع دول “مجلس التعاون الخليجي”, وهذا امر ضروري ‏لكي يبقى الموقف العراقي جزءاً من منظومة الأمن القومي الايراني في الخليج وليس جزءاً من ‏منظومة الأمن القومي العربي والأمن القومي الخليجي
‏ ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة