14 نوفمبر، 2024 7:33 ص
Search
Close this search box.

منذ 1991 .. العنف الأسري يؤدي بحياة 11 ألف امرأة انتحارًا في كُردستان !

منذ 1991 .. العنف الأسري يؤدي بحياة 11 ألف امرأة انتحارًا في كُردستان !

وكالات- كتابات:

سّلط تقرير لصحيفة (تليغراف) البريطانية على ارتفاع معدلات محاولات الانتحار حرقًا بين النساء في “إقليم كُردستان العراق”، مشيرًا عبر رصّد عدد من الحالات التي تتلقى العلاج؛ إلى أن الألم الناجم عن الحروق يوازيه ألمًا داخليًا يُغذيه شعور العجز والعنف المنزلي.

وظهرت سيدة تُدعى؛ “سروة”، (29 عامًا)، وهي أم لطفلين، بشفاه متقرحة للغاية مع ضمادات تغطي جسدها من الرأس إلى القدمين، وبحسّب التقرير، فإنها حينما وصلت مصابة إلى المستشفى كانت رائحة الكيروسين تفوح من جسدها.

اتجاه مرعب..

ونقلت الصحيفة البريطانية؛ عن ممرضات أن “سروة” تُعتبر أحدث ضحايا تفشي ظاهرة الانتحار في “إقليم كُردستان”؛ والتي حصّدت أرواح الآلاف من النساء خلال السنوات الأخيرة، في “اتجاه مرعب” يُعتبر خبراء أنه دافعه هو الشعور بالعجز والعنف المنزلي.

وقالت رئيسة الممرضات بمستشفى الحروق في السليمانية؛ “نيجار مارف”، (52 عامًا)، إن حالات كثيرة تصل: “مع حروق من الرأس إلى القدمين”، مضيفة أن الأسُّر؛ خوفًا من “العار”، تقول إن الواقعة عبارة عن حادثة خلال طهي الطعام.

وعملت “مارف” لأكثر من (20) عامًا في المستشفى الواقع شمالي “العراق”، وقالت إن “سروة” وصلت في سيارة إسعاف وتفوح منها رائحة الكيروسين، موضحة: “عادة ما تغمر النساء ملابسهن بالوقود المسّتخدم للتدفئة والطهي، ويشُّعلن النار في أنفسهن”.

وتابعت: “هذه محاولة انتحار بالتأكيد، نقّعت جسدها في الكيروسين، وكانت الحروق أعمق بكثير من أن تكون ناجمة عن انفجار”.

“مأساة” مألوفة !

استمر صحافيو (تليغراف) في المستشفى ب‍ـ”السليمانية” على مدار أسبوع تقريبًا، وأوضح تقريرهم أن العاملين هناك يرون أن: “مأساة سروة مألوفة للغاية”.

خلال هذا الأسبوع؛ وصلت: (03) حالات لنساء مصّابات بحروق متوسّطة، وفي بعض الأحيان، وفق ممرضات، لا تعيش الأغلبية لأكثر من بضع ساعات بعد حوادث كهذه.

وأشارت (تليغراف) إلى أن التقديرات تُشير إلى أن محاولات الانتحار أودت بحياة أكثر من: (11) ألف امرأة منذ حصول “إقليم كُردستان” على الحكم الذاتي عام 1991، وذلك رُغم عدم وجود بيانات موثوقة؛ لأن بعض الضحايا لم يصّلن إلى المستشفى.

وتتفاقم تلك الظاهرة في محافظة “السليمانية” بشكلٍ خاص، التي تمتلك وحدة حروق متخصصة هي الوحيدة من نوعها في جميع أنحاء “العراق”، وفق التقرير، الذي لفت إلى أنه في كثير من الحالات تظل النساء عالقات وسط أسُّر مسُّيئة بلا مكان يلجأن إليه لطلب الدعم.

ووصفت (تليغراف) هذا الواقع بالقول: “هذا مجتمع محافظ يبقى فيه العنف المنزلي خلف أبواب مغلقة”. كما أشار التقرير إلى أن النساء يتزوجن في سّن مبكرة عبر زيجات مدبرة وغالبًا في قرى جبلية نائية، ولا يحصلن إلا على القدر القليل من التعليم والصحة.

وتُشير أرقام صادرة عن “الأمم المتحدة”، إلى أن النساء في “العراق” يواجهن مسّتويات عنف منزلي متصاعدة، حيث ارتفع معدل العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسّبة: (125) بالمئة بين عامي 2020 و2021، ليصل إلى أكثر من: (22) ألف حالة.

رسالة..

وأشار خبراء وفق التقرير؛ إلى أن معظم حالات الانتحار تكون بلا تخطيّط، وأوضح أستاذ علم السموم بجامعة (إدنبره)؛ “مايكل إدلستون”: “أعتقد أن هؤلاء الأشخاص وصلوا إلى مرحلة لا يمكنهم فيها إيجاد مخرج آخر. يتعلق الأمر بطريقة توضح فيها للناس مدى انزعاجك وضعفك”.

وتابع: “الحروق التي تصيُّب الشخص هي بمثابة رسالة”.

كانت هذه رسالة “جونا”؛ (35 عامًا)، وهي ناجية وافقت على الحديث عن واقعة إضرام النار في نفسها، في موقف نادر، حيث قالت إنها أقدمت على ذلك في يونيو/يونيو 2023.

وقالت الأم لولدين عمرهما: (16) و(12 عامًا)، إن: “زوجي كان ينعتنّي بكلمات سيئة للغاية… لم يُدرك ما كان يفعله بي، وأردت أن أجعله يفهم ذلك ويتصرف بشكلٍ أفضل في المستقبل”، مضيفة: “لم أفكر بطريقة عقلانية”.

وفي دراسة للمجلة الدولية للطب النفسي عام 2012، قال أكثر من ثُلثي النساء المشاركات في الاستطلاع؛ وعددهن: (54) تم التواصل معهن خلال تلقيهّن العلاج في “مستشفى السليمانية”، إن المشاكل العائلية والزوجية كانت السبب وراء ذلك.

وكشفت بيانات “مستشفى السليمانية” أن نحو ثُلث النساء البالغ عددهن: (4935) سيدة دخلن المستشفى بإصابات حروق منذ عام 2007، توفين متأثرات بجروحهن. وتتراوح أعمار النسّبة الأكبر منهن: (88) بالمئة ما بين: (15) و(45 عامًا).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة